مخرج فيلم «شابيلا»: حكومة الصومال رحبت بفكرة العمل ووفرت لنا كل التسهيلات
تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT
أكد الدكتور محمد سعيد محفوظ، مخرج فيلم «شابيلا»، نائب رئيس قناة ورئيس مركز التدريب بقطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة، أن رسالة الفيلم هى أن الصومال مثلنا تحارب ضد الإرهاب، وتستلهم من الروح المصرية ما يعينها على الصمود والاستمرار، ويمنحها الأمل فى الانتصار. وإلى نص الحوار:
كيف جاءت الفكرة؟
- قبل انطلاق القناة الوثائقية، كلفنى قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة، باقتراح عدد من الأفكار لأفلام وثائقية عن الصومال، نظراً لأهميتها ومكانتها بالنسبة لمصر، وكانت الفكرة المقترحة تمزج بين ملفى الإرهاب والمجاعة، ولم تستغرق مناقشة الفكرة مع الزميل أحمد الطاهرى سوى لحظات، حيث وافق على الفور، ودعَّم تنفيذ الفكرة، وطلب سرعة إنجازها، بل واحتفل بالفيلم بالشكل اللائق بعد الانتهاء منه، وقدمه لأول مرة فى عرض خاص بحضور عدد كبير من الخبراء والنجوم.
ما سر اهتمامك بالصومال؟
- اهتمامى بالصومال بدأ عام 2000، عندما زرت مقديشو لأول مرة، لمقابلة أول رئيس صومالى بعد اندلاع الحرب الأهلية، وهو الرئيس عبدى قاسم صلاد حسن، والذى أطلق على حكومته وقتها «حكومة المثقفين»، وفى الرحلة نفسها سجلت عدة حلقات من برنامجى (مقص الرقيب) على قناة أبوظبى آنذاك، حول الصحافة الصومالية، والتأثير الإثيوبى على الإذاعات المحلية، وكيف يكافح الصحفيون الصوماليون لمواجهة التمويل الإثيوبى لأذرع إعلامية تمزق المجتمع وتحرّض على استمرار الفوضى، وبعد هذه الحلقات، عدت للصومال لأحقق فى مقتل صحفية إيطالية فى مقديشو عام 1993، وهى إيلاريا آلبى، مراسلة التليفزيون الإيطالى، وكانت محكمة روما قد حكمت على مواطن صومالى يدعى حاشى عمر حسن بالسجن مدى الحياة بتهمة قتل هذه الصحفية، لكن التحقيق التليفزيونى الذى قمت به فى هذه الجريمة أثبت براءته بعد ذلك بسنوات، تكررت زياراتى للصومال، حتى فهمت المجتمع الصومالى جيداً، وصرت أشعر بأننى جزء منه، وصارت لى مكانة فى قلوب العديد من أبنائه، وليس سراً أننى أحلم بأن أقيم فى الصومال لفترة من عمرى، ليس فقط سعياً وراء مزيد من الأفكار الصحفية الناجحة، ولكن لأننى أشعر بالراحة فى مقديشو وكأننى وسط أهلى وأصدقائى.
ما الرسالة وراء الفيلم فى الفترة الحالية؟
- رسالة الفيلم هى أن الصومال مثلنا تحارب ضد الإرهاب، وتستلهم من الروح المصرية ما يعينها على الصمود والاستمرار، ويمنحها الأمل فى الانتصار.
ما الصعوبات التى واجهتكم فى التصوير؟
- الظروف الأمنية فى الصومال تحسَّنت كثيراً، لكن ما زالت هناك حاجة ماسة لتوفير حماية أمنية، وخلال هذه الزيارة كان علينا أن ندخل إلى معسكرات النازحين، وبعضها اتخذه تنظيم الشباب الإرهابى وكراً لعصاباته، وكان فريقنا الأمنى يستكشف مخاطر زيارة كل معسكر قبل التحرك، وفى كثير من الأحيان كان يلغى الزيارة فى اللحظة الأخيرة، ولو لم تكن لدينا هذه الحماية لتعرض فريقنا للقتل فى أحد هذه المعسكرات.
متى بدأ تصوير الفيلم؟
- بدأ تصوير الفيلم أوائل العام الماضى، واستغرق التصوير بضعة أيام، لكن الإعداد للزيارة استغرق وقتاً أطول بالتأكيد، لأن تحركات الفريق الوثائقى يجب أن تكون محسوبة ودقيقة وسابقة التخطيط.
هل تعاون النازحون مع فريق العمل؟
- فى المعسكرات الأكثر فقراً، كان النازحون أكثر ترحيباً وعوناً، نظراً لاحتياجهم إلى المساعدة والدعم وتوصيل أصواتهم للعالم، لكن فى معسكر المحاربين القدماء الذى ورد بالفيلم، وهو أكثر حظاً لكون بيوته من الصفيح، كان السكان متخوفين من زيارتنا، وكانوا يختبئون من الكاميرا، وذلك لخشيتهم أن نكون مندوبين عن رجل أعمال يسعى لإغلاق المعسكر.
مخرج الفيلم: النازحون في المعسكرات كانوا أكثر ترحيباً وعوناً لفريق العمل لاحتياجهم للدعم وتوصيل صوتهم للعالمكيف استقبلت الجهات المعنية فى الصومال فكرة الفيلم؟
- كل من الحكومة الصومالية ومستشار الرئيس الصومالى رحب بالفكرة، وقد قدم الجميع كل العون للفريق، واستقبلونا بحفاوة، ووفروا كافة التسهيلات، كذلك لمسنا الكرم الصومالى فى كل بيت مررنا به، حتى الجوعى والمعدمون، كانوا يبتسمون فى وجوهنا، وييسرون عملنا قدر استطاعتهم، حتى إن بعض المارة والعابرين كانوا يتطوعون بحمل المظلة فوق رؤوسنا لحمايتنا من حرارة الشمس.
المزيد من الأعمالأعمالى بالصومال لا تتوقف، ولا يمضى عام أو عامان، إلا وأقوم بزيارة واحدة على الأقل إلى مقديشو، وأعتقد أن التطورات الحالية ستضع الصومال فى مقدمة الأولويات لتنفيذ أعمال خارج الصندوق، تتعمق فى فهم العلاقات المصرية الصومالية، وتستكشف المخاطر التى يتعرض لها القرن الأفريقى، وتأثير ذلك على الأمن القومى المصرى والعربى.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: شابيلا
إقرأ أيضاً:
تقرير: التصعيد بين واشنطن وطهران يلوح في الأفق.. وأوروبا مطالبة بإيجاد مخرج
حذرت تقرير أعدته باحثتان ونشر في موقع معهد "تشاتام هاوس" البريطاني، من أن الولايات المتحدة وإيران تسيران نحو تصعيد خطير، مشددتين على أن أوروبا "بإمكانها، بل ينبغي عليها، أن توجد مخرجا".
وقالت الدكتورة سانام وكيل، نائبة مدير "برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" في معهد "تشاتام هاوس"، والدكتورة أنيسة بصيري تبريزي، الزميلة المشاركة في البرنامج، إن أمام الدول الأوروبية الثلاث وهي فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، وطهران خيارا واحدا فقط، وهو إعادة التواصل.
وأشارت الباحثتان في التقرير أن عدم القيام بإعادة التواصل بين الدول الأوروبية الثلاث وإيران "يُهدد بالتوجه نحو برنامج نووي مُسلّح، أو تصعيد عسكري، أو كليهما".
وأوضحت الباحثتان أن العام 2025 سيشهد انتهاء صلاحية الاتفاق النووي الإيراني المعروف باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة" الموقع عام 2015، وهو ما قد يؤدي إلى فقدان أدوات الضغط القليلة المتبقية على طهران، مثل إعادة فرض العقوبات.
وأضاف التقرير أنه "في غياب الاتفاق أو بديل له، قد تقرر طهران المضي قدمًا في برنامجها النووي، خاصة بعد تراجع قدراتها الرادعة خلال العام الماضي".
وأشارت إلى أن "محور المقاومة" الذي تقوده إيران، بما في ذلك حماس وحزب الله، تعرض لانتكاسات كبيرة في صراعه مع "إسرائيل"، كما أن نظام الأسد في سوريا، الحليف التقليدي لطهران، قد انهار، ما يجعل إيران أكثر عرضة للضغوط.
من جانب آخر، لفتت الباحثتان إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "رفعت مستوى المخاطر، حيث فرضت عقوبات اقتصادية صارمة في أسابيعها الأولى"، مشيرتين إلى أن "إسرائيل تضغط بشدة على واشنطن لدعم ضربات عسكرية مباشرة ضد البرنامج النووي الإيراني".
وفي ظل هذه التطورات، أشارت الباحثتان إلى أن صانعي القرار الإيرانيين يناقشون الآن "ضرورة تسليح البرنامج النووي"، رغم تأكيدات المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بأن "البرنامج سيظل سلميا".
وبحسب التقرير، فإن عام 2025 سيكون عاما مفصليا، حيث قد تجد إيران نفسها أمام خيارين: تسريع عملية التسلح النووي، أو مواجهة هجمات عسكرية ضد منشآتها، ما سيؤدي إلى تصعيد غير مسبوق في المنطقة.
وقالت الباحثتان إن "هذه السيناريوهات هي ما سعت الدول الأوروبية الثلاث والاتحاد الأوروبي إلى تجنبه منذ عام 2003، عندما بدأوا في لعب دور الوسيط بين واشنطن وطهران"، موضحتان أن "الدول الأوروبية ظلت ملتزمة بالاتفاق النووي حتى بعد انسحاب ترامب منه عام 2018، لكنها لم تتمكن من الحفاظ على امتثال إيران له بعد عام 2019".
وأشارت الباحثتان إلى أن العلاقات الأوروبية-الإيرانية تدهورت بشكل كبير، خاصة بعد دعم طهران للحرب الروسية في أوكرانيا، مما زاد من حدة التوترات بين الطرفين.
وفي ظل هذه التطورات، شدد التقرير على أن "إعادة التواصل بين إيران وأوروبا هو الخيار الأفضل المتاح"، معتبرا أن طهران ترى في المفاوضات المباشرة مع واشنطن "استسلاما لسياسة الضغط الأقصى"، لكنها في الوقت ذاته لا ترغب في التصعيد العسكري، وتسعى لتخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
وأشارت الباحثتان إلى أن مجموعة الدول الأوروبية الثلاث عقدت بالفعل اجتماعات عدة مع مسؤولين إيرانيين لمناقشة إمكانية استئناف المفاوضات، مشددتين على أن "على أوروبا التحرك بسرعة لوضع جدول زمني واضح للتوصل إلى اتفاق جديد قبل انتهاء المهلة النهائية لإعادة فرض العقوبات".
واختتم التقرير بتحذير صريح، حيث أكدت الباحثتان أن "التقاعس الأوروبي قد يؤدي إلى وضع كارثي، يتمثل في تصعيد نووي أو عسكري من شأنه أن يجعل البيئة الأمنية العالمية أكثر هشاشة واضطرابا".