السيول والاوبئة تفترس.. وتجار الحرب يسرقون المساعدات
تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT
«الأمطار السوداء» سلاح جديد لتدمير الحياة فى بلد «النيلين»
500 يوم مرت على حرب السودان والأشقاء يتلقفهم الموت حرقا على وقع الحرب المستمرة بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع دونما بصيص من الأمل فى لوقف الصراع الاهلى المزمن، وموجة الفيضانات العارمة والسيول الجارفة محملة بالاوبئة فيما يكافح مئات الالاف بشتى الطرق للبقاء على قيد الحياة بأكل أوراق الشجر وشرب المياه الملوثة فى وضع صحى كارثى لخروج معظم المستشفيات عن الخدمة بالاضافة إلى فضيحة سرق تجار الحروب للمساعدات الدولية.
واستشهد وأصيب وفقد المئات بسبب الفيضانات فى 11 ولاية فيما شهدت الولاية الشمالية ظهور مرض سريع الانتشار يسمى «التهاب الجلد البكتيرى» ويعرف بين الأشقاء باسم مرض «السماك»، يؤثر هذا المرض الخطير على الشخص ويصاب الإنسان بالعدوى نتيجة عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية والإهمال الصحى وضعف المناعة وكثرة الأمراض المعدية، بالإضافة إلى الارتفاع الشديد فى درجة حرارة الهواء، فى وقت يعانى فيه السودان من تفشى الكوليرا، فى ظل الحرب التى قادت إلى أوضاع إنسانية صعبة. وأشارت وزارة الصحة بالولاية إلى اصابة المئات فى دنقلا، والبرقيق، ودلقو.
وأشارت السلطات السودانية، إلى الأضرار التى خلفتها الأمطار والسيول فى عدد من الولايات، مؤكدة ارتفاع أعداد الضحايا فى 10 منها، وأوضحت غرفة الطوارئ الوطنية أن نحو 14 ألف أسرة تأثرت بالأمطار والسيول التى ضربت الولاية الشمالية الحدودية مع مصر.
وجاءت أمطار الولاية الشمالية بعد يومين من أمطار وسيول ضربت مناطق واسعة فى شرق السودان وكشفت الغرفة عن انهيار 3039 منزلا انهيارا كليا، بجانب تعرُّض 9679 منزلا لأضرار متفاوتة، مشيرة إلى أن الأمطار والسيول تسببت فى تلف 8141 نخلة، بجانب 996 شجرة فاكهة متعددة.
وأصدرت السلطات السودانية قرارا بتعليق الدراسة فى جميع مدارس الولاية الشمالية، وتأجيل الامتحانات بالمراحل المختلفة، لحين إشعار آخر.
وأكدت وزارة الصحة السودانية، تسجيل 102 إصابة جديدة بالكوليرا، ليرتفع التراكمى إلى 1223 حالة، وتسجيل 5 حالات وفاة جديدة، ليرتفع العدد التراكمى إلى 48 حالة وفاة.
وأشارت الوزارة إلى أن حالات الكوليرا جرى تسجيلها فى ولايات كسلا والقضارف والجزيرة والخرطوم ونهر النيل، وكشفت عن فتح مراكز عزل بتلك الولايات، وطالبت بالمزيد.
وأوضحت صحف محلية أن عدد الوفيات من جراء فيضان خور بركة بمدينة طوكر بولاية البحر الأحمر، ارتفع إلى 12 حالة وفاة، عقب العثور على جثمان رجل وطفلة. وأكد شهود عيان العثور على جثامين أسرة كاملة تحت أنقاض منزلها، فى حين لم تتمكن فرق الإنقاذ من انتشال الجثامين.
وكانت منظمة الهجرة الدولية أشارت إلى أن فيضان خور بركة أدى إلى نزوح 500 شخص، خارج المنطقة. وكان مكتب تنسيق الشئون الإنسانية بالأمم المتحدة (أوتشا)، أفاد بأن عدد الذين تأثروا من جراء الأمطار الغزيرة والفيضانات فى جميع أنحاء السودان، يُقدر بـ317 ألف شخص.
كما أثار هطول أمطار سوداء على ولايتى شمال وجنوب دارفور فى السودان بخاصة مدينتى الفاشر ونيالا وبعض البلدات القريبة منها حالة من الهلع والمخاوف بين السكان.
وأرجع متخصصون السبب فى ذلك إلى التلوث البيئى بسبب الانبعاثات الكثيفة للأدخنة، حيث تظهر الأمطار السوداء فى المناطق التى تشهد حرائق كبير لذا يتساقط المطر مخلوطا بذرات من الدخان.
وحذروا من الآثار البيئية للأمطار والتى تقود إلى مشكلات أخرى أكبر وأكثر خطورة، فى ظل عدم التمكن من القيام بالإجراءات المهمة المطلوبة المتمثلة فى التحليل الكيماوى والفيزيائى أو الميكروبيولوجى المعملى للعينات، لمعرفة حقيقة ما تنطوى عليه تلك الأمطار بشكل علمى.
كما يشير باحثون آخرون فى شئون البيئة إلى أن تفاعل الغازات السامة مثل ثانى أكسيد الكربون وثانى أكسيد الكبريت و النيتروجين مع بخار الماء، كلها أسباب قد تؤدى إلى تكوين غيوم وسحب دخانية سوداء قد تؤدى إلى هطول الأمطار السوداء عالية الحموضة فى الوقت نفسه.
وأكد «بشرى حامد» المتخصص البيئى السودانى أن ظهور الأمطار السوداء ضمن الآثار البيئية الخطرة للحرب الدائرة فى السودان التى بدأت فى الظهور بالفعل فى عدد من مناطق بلاده.
وأوضح الراصد الجوى السودانى «منذر الحاج» أن أسوداد المطر دائما ما يكون فى مناطق الحرائق الكبيرة ويكون تساقط المطر مخلوط بذرات من الدخان.
وتأتى تلك الكوارث فى الوقت الذى يحقق فيه برنامج الأغذية العالمى مع اثنين من كبار مسئولية بالسودان بشأن اتهامات تشمل الاحتيال وإخفاء معلومات عن المانحين حول قدرته على توصيل المساعدات الغذائية للمدنيين وسط أزمة الجوع الشديدة التى يشهدها البلد الشقيق.
يأتى التحقيق الذى يجريه مكتب المفتش العام التابع لبرنامج الأغذية العالمى فى الوقت الذى تعمل فيه الوكالة المعنية بالمساعدات الغذائية التابعة للأمم المتحدة جاهدة لتوفير المواد الغذائية لملايين الأشخاص فى السودان الذى تمزقه الحرب
وقالت 5 مصادر مقربة من القضية إن المحققين يبحثون بشأن ما إذا كان موظفو البرنامج سعوا للتستر على دور مشتبه به للجيش السودانى فى عرقلة المساعدات
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأمطار السوداء وزارة الصحة ارتفاع أعداد الضحايا السلطات السودانية أمطار الولاية الشمالية الولایة الشمالیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
المبعوث الأمريكي يوجه اتهامات لـ«سطات بورتسودان» بشأن المساعدات
المبعوث الأمريكي أكد ضرورة إيجاد أرضية مشتركة حول كيفية تنظيم تدفق المواد الغذائية والأدوية الطارئة إلى كل ركن من أركان السودان بأقصى سرعة ممكنة.
الخرطوم: التغيير
اتهم المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو، يوم الأربعاء، الحكومة السودانية التي يسيطر عليها الجيش، بإعاقة وصول 90% من مساعدات الإغاثة الطارئة للمحتاجين في البلاد.
وخلفت الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف ابريل من العام الماضي، أوضاعاً إنسانية قاسية وتركت الملايين في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية الأساسية.
وقال توم بيرييلو في تدوينة على منصة (X): “يحتاج 6.5 مليون شخص بشكل عاجل إلى الغذاء في السودان للبقاء على قيد الحياة، ويحتاج 25 مليون شخص بشكل عام إلى مساعدات إنسانية طارئة”.
وأضاف: “لكن في الشهر الماضي، سمحت مفوضية العون الإنساني السودانية بوصول 10% فقط من الإمدادات الإنسانية في بورتسودان إلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إلى الغذاء والدواء”.
وتابع: “قامت السلطات في بورتسودان بمنع أو تأخير 90% من مساعدات الإغاثة الطارئة. وبالنسبة لأولئك الذين يعانون في كادقلي أو الخرطوم، أو في نيالا أو الشمال، يتعين علينا أن نجد أرضية مشتركة حول كيفية تنظيم تدفق المواد الغذائية والأدوية الطارئة إلى كل ركن من أركان السودان بأقصى سرعة ممكنة”.
https://x.com/USSESudan/status/1851684018863096024?t=UlSEU8KXGh6mD8BjdzMqYg&s=09
وهذه هي المرة الثانية التي يهاجم فيها المبعوث الأمريكي السلطات السودانية بشأن انسياب المساعدات، فقد قال الاسبوع الماضي، إنه بالرغم من أن المساعدات تتدفّق إلى المزيد من المناطق في البلاد، إلا أن العوائق البيروقراطية والتأخيرات التي تواجهها مفوضية العون الإنساني في السودان حالت دون حصول 7 ملايين سوداني إضافي على الغذاء والدواء في حالات الطوارئ.
وحث بيرييلو يومها، مفوضية العون الإنساني على بذل مزيد من الجهود لتسهيل وصول الأمم المتحدة والجهات الفاعلة الإنسانية الأخرى إلى جميع أنحاء السودان، بما في ذلك ضمان بقاء معبر أدري الحدودي مفتوحًا. فمن غير المقبول استخدام التجويع كسلاح حرب.
الوسومالجيش الخرطوم الدعم السريع السودان المبعوث الأمريكي الخاص للسودان بورتسودان توم بيرييلو مفوضية العون الإنساني