«الأمطار السوداء» سلاح جديد لتدمير الحياة فى بلد «النيلين»


500 يوم مرت على حرب السودان والأشقاء يتلقفهم الموت حرقا على وقع الحرب المستمرة بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع دونما بصيص من الأمل فى لوقف الصراع الاهلى المزمن، وموجة الفيضانات العارمة والسيول الجارفة محملة بالاوبئة فيما يكافح مئات الالاف بشتى الطرق للبقاء على قيد الحياة بأكل أوراق الشجر وشرب المياه الملوثة فى وضع صحى كارثى لخروج معظم المستشفيات عن الخدمة بالاضافة إلى فضيحة سرق تجار الحروب للمساعدات الدولية.


واستشهد وأصيب وفقد المئات بسبب الفيضانات فى 11 ولاية فيما شهدت الولاية الشمالية ظهور مرض سريع الانتشار يسمى «التهاب الجلد البكتيرى» ويعرف بين الأشقاء باسم مرض «السماك»، يؤثر هذا المرض الخطير على الشخص ويصاب الإنسان بالعدوى نتيجة عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية والإهمال الصحى وضعف المناعة وكثرة الأمراض المعدية، بالإضافة إلى الارتفاع الشديد فى درجة حرارة الهواء، فى وقت يعانى فيه السودان من تفشى الكوليرا، فى ظل الحرب التى قادت إلى أوضاع إنسانية صعبة. وأشارت وزارة الصحة بالولاية إلى اصابة المئات فى دنقلا، والبرقيق، ودلقو.
وأشارت السلطات السودانية، إلى الأضرار التى خلفتها الأمطار والسيول فى عدد من الولايات، مؤكدة ارتفاع أعداد الضحايا فى 10 منها، وأوضحت غرفة الطوارئ الوطنية أن نحو 14 ألف أسرة تأثرت بالأمطار والسيول التى ضربت الولاية الشمالية الحدودية مع مصر.
وجاءت أمطار الولاية الشمالية بعد يومين من أمطار وسيول ضربت مناطق واسعة فى شرق السودان وكشفت الغرفة عن انهيار 3039 منزلا انهيارا كليا، بجانب تعرُّض 9679 منزلا لأضرار متفاوتة، مشيرة إلى أن الأمطار والسيول تسببت فى تلف 8141 نخلة، بجانب 996 شجرة فاكهة متعددة.
وأصدرت السلطات السودانية قرارا بتعليق الدراسة فى جميع مدارس الولاية الشمالية، وتأجيل الامتحانات بالمراحل المختلفة، لحين إشعار آخر.
وأكدت وزارة الصحة السودانية، تسجيل 102 إصابة جديدة بالكوليرا، ليرتفع التراكمى إلى 1223 حالة، وتسجيل 5 حالات وفاة جديدة، ليرتفع العدد التراكمى إلى 48 حالة وفاة.
وأشارت الوزارة إلى أن حالات الكوليرا جرى تسجيلها فى ولايات كسلا والقضارف والجزيرة والخرطوم ونهر النيل، وكشفت عن فتح مراكز عزل بتلك الولايات، وطالبت بالمزيد.
وأوضحت صحف محلية أن عدد الوفيات من جراء فيضان خور بركة بمدينة طوكر بولاية البحر الأحمر، ارتفع إلى 12 حالة وفاة، عقب العثور على جثمان رجل وطفلة. وأكد شهود عيان العثور على جثامين أسرة كاملة تحت أنقاض منزلها، فى حين لم تتمكن فرق الإنقاذ من انتشال الجثامين.
وكانت منظمة الهجرة الدولية أشارت إلى أن فيضان خور بركة أدى إلى نزوح 500 شخص، خارج المنطقة. وكان مكتب تنسيق الشئون الإنسانية بالأمم المتحدة (أوتشا)، أفاد بأن عدد الذين تأثروا من جراء الأمطار الغزيرة والفيضانات فى جميع أنحاء السودان، يُقدر بـ317 ألف شخص.
كما أثار هطول أمطار سوداء على ولايتى شمال وجنوب دارفور فى السودان بخاصة مدينتى الفاشر ونيالا وبعض البلدات القريبة منها حالة من الهلع والمخاوف بين السكان.
وأرجع متخصصون السبب فى ذلك إلى التلوث البيئى بسبب الانبعاثات الكثيفة للأدخنة، حيث تظهر الأمطار السوداء فى المناطق التى تشهد حرائق كبير لذا يتساقط المطر مخلوطا بذرات من الدخان.
وحذروا من الآثار البيئية للأمطار والتى تقود إلى مشكلات أخرى أكبر وأكثر خطورة، فى ظل عدم التمكن من القيام بالإجراءات المهمة المطلوبة المتمثلة فى التحليل الكيماوى والفيزيائى أو الميكروبيولوجى المعملى للعينات، لمعرفة حقيقة ما تنطوى عليه تلك الأمطار بشكل علمى.
كما يشير باحثون آخرون فى شئون البيئة إلى أن تفاعل الغازات السامة مثل ثانى أكسيد الكربون وثانى أكسيد الكبريت و النيتروجين مع بخار الماء، كلها أسباب قد تؤدى إلى تكوين غيوم وسحب دخانية سوداء قد تؤدى إلى هطول الأمطار السوداء عالية الحموضة فى الوقت نفسه.
وأكد «بشرى حامد» المتخصص البيئى السودانى أن ظهور الأمطار السوداء ضمن الآثار البيئية الخطرة للحرب الدائرة فى السودان التى بدأت فى الظهور بالفعل فى عدد من مناطق بلاده.
وأوضح الراصد الجوى السودانى «منذر الحاج» أن أسوداد المطر دائما ما يكون فى مناطق الحرائق الكبيرة ويكون تساقط المطر مخلوط بذرات من الدخان.
وتأتى تلك الكوارث فى الوقت الذى يحقق فيه برنامج الأغذية العالمى مع اثنين من كبار مسئولية بالسودان بشأن اتهامات تشمل الاحتيال وإخفاء معلومات عن المانحين حول قدرته على توصيل المساعدات الغذائية للمدنيين وسط أزمة الجوع الشديدة التى يشهدها البلد الشقيق.
يأتى التحقيق الذى يجريه مكتب المفتش العام التابع لبرنامج الأغذية العالمى فى الوقت الذى تعمل فيه الوكالة المعنية بالمساعدات الغذائية التابعة للأمم المتحدة جاهدة لتوفير المواد الغذائية لملايين الأشخاص فى السودان الذى تمزقه الحرب
وقالت 5 مصادر مقربة من القضية إن المحققين يبحثون بشأن ما إذا كان موظفو البرنامج سعوا للتستر على دور مشتبه به للجيش السودانى فى عرقلة المساعدات
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأمطار السوداء وزارة الصحة ارتفاع أعداد الضحايا السلطات السودانية أمطار الولاية الشمالية الولایة الشمالیة إلى أن

إقرأ أيضاً:

المبعوث الأمريكي للسودان: نقدر ما تفعله مصر والرئيس السيسي لحل الأزمة في الخرطوم

وجه المبعوث الأمريكي للسودان، توم بيرييلو، الشكر إلى مصر لمساعدتها في أزمة السودان، قائلًا "نقدر ما تفعله مصر والرئيس السيسي في أزمة السودان".

السيسي: ملف مياه النيل يمثل أولوية للحكومة المصرية (فيديو) عاجل| الرئاسة تكشف تفاصيل مباحثات السيسي مع نظيره الألماني شراكة مهمة مع مصر

وأضاف المبعوث الأمريكي للسودان في حواره مع الإعلامي شريف عامر ببرنامج "يحدث في مصر" المذاع على فضائية "إم بي سي مصر" مساء اليوم الأربعاء، "جئت إلى مصر من أجل مباحثات تتعلق بهذا الملف".

وتابع "لدينا شراكة مهمة للغاية مع مصر وهي دولة لها تاريخ كبير، وهذه ليست زياتي الأولى لمصر وقد زرتها 10 مرات من قبل".

جهود لإدخال المساعدات 

واستطرد "مصر ودول أخرى تبذل قصارى جهدها للتعامل مع الكارثة التي يشهدها السودان حاليا، ونعمل بكل الجهود الدبلوماسية ومساعدة مصر والسعودية والإمارات لضمان دخول المساعدات الإنسانية للسودان".

وأردف "نسعى بمساعدة دول أخرى لإحلال السلام في السودان ونبذل جهودًا كبيرة لإدخال المساعدات الإنسانية، لدينا الكثير من اللقاءات مع الحكومة المصرية ونلتقي مسئولي المجتمع المدني لحل هذه الأزمة".

 

مقالات مشابهة

  • الأرصاد يٌحذر المواطنين من التواجد في ممرات السيول
  • الاقتصاد السوداني في أزمة: الحرب والسيول تعمقان المعاناة
  • استعدادا لموسم الأمطار.. .. .. .تشكيل لجنة مكبرة لتفقد مخرات السيول والبرابخ بمدينة سفاجا
  • «البحر الأحمر» تشكل لجاناً لمواجهة موسم الأمطار والسيول
  • السودان.. ارتفاع ضحايا الكوليرا إلى 242 والسيول إلى 212
  • أمريكا تعزز المساعدات الإنسانية لجنوب السودان
  • مصادر أممية: الأمطار في السودان فاقمت الازمة الإنسانية وأصابت مناطق واسعة في السودان
  • الشمالية: انهيار «10691» منزلًا وتضرر «4» آلاف أسرة جراء السيول
  • الإمارات تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في السودان
  • المبعوث الأمريكي للسودان: نقدر ما تفعله مصر والرئيس السيسي لحل الأزمة في الخرطوم