تصرفات نتنياهو تثبت أنه لديه أهداف أخرى
تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT
إن الإسرائيليين والفلسطينيين فى حاجة إلى وقف إطلاق النار لإنهاء هذه الحرب ونزع فتيل القنبلة الموقوتة الإقليمية.. ثم يتعين عليهم خلق وضع طبيعى جديد تماما للمستقبل.. لكن تصرفات نتنياهو دوما تثبت أنه لديه أهداف أخرى، رغم أنه بعد أكثر من عشرة أشهر، فشل فى تحقيق كل هذا الهراء الجديد.
لقد تغلغل الوضع الطبيعى الجديد فى أعماق النفسية الوطنية الإسرائيلية، التى أصبحت أكثر بدائية وإقليمية.
وفى غضون ساعات قليلة من قيام إسرائيل بضرب آلاف منصات إطلاق الصواريخ التابعة لحزب الله فى لبنان. لم يكن من المتوقع أن تعود الأمور إلى طبيعتها. فمع استيقاظ الناس، أصدرت قوات الدفاع الإسرائيلية مجموعة من القيود المدنية استعداداً للتصعيد، وأعلن وزير الدفاع حالة الطوارئ لمدة 48 ساعة.
الواقع أن أكثر ما يبعث على عدم الطبيعية وضوحاً هو أن إسرائيل وحزب الله لم يعودا على شفا الحرب كما كانا عليه قبل الساعة 4.40 من صباح يوم الأحد. فقبل ذلك، زعمت إسرائيل أنها اغتالت أحد كبار القادة العسكريين لحزب الله فى قلب بيروت، الأمر الذى أثار أسابيع من الخوف فى إسرائيل من رد حزب الله (وقد أثار اغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية فى طهران فى وقت متزامن تقريباً، والذى يُفترض أنه من عمل إسرائيل، الخوف من رد إيرانى أيضاً). وقبل ذلك، أطلق حزب الله صواريخ على مرتفعات الجولان أسفرت عن مقتل عشرات الأطفال والمراهقين، كلهم من الدروز.
فى خضم هذه الموجات من العنف، يتحول كل يوم إلى كابوس بالنسبة للمدنيين فى المناطق الحدودية. فقد تم إجلاء عشرات الآلاف من الجانبين. ويركض آخرون إلى الملاجئ أو الخزائن، ويشاهدون المقذوفات وهى تصطدم بمنازلهم، أو يفقدون أرواحهم. وقد يشهد أى يوم مذبحة أخرى فى مرتفعات الجولان، ولا أحد من الجانبين فى مأمن.. وقد تؤدى الكارثة التالية إلى إشعال شرارة دورة أخرى من الانتقام، وقد يؤدى كل انتقام إلى إشعال فتيل الحرب الكبرى بين إسرائيل وحزب الله، والتى قد تشعل بدورها جبهات إضافية فى الشرق الأوسط. وإذا تورطت إيران، فقد تجتذب مثل هذه الحرب جهات فاعلة كبيرة.
الوضع يكشف عن بعض أسوأ الانقسامات. كانت كل من إسرائيل وحماس متصلبتين فى بعض الأحيان ، فقد أصرت حماس فى الماضى على شروط لا يمكن قبولها فى الاتفاق، فى حين أفادت التقارير أن إسرائيل كانت تضيف شروطا جديدة. والآن ينشغل زعماء كل منهما بإلقاء اللوم على الآخر، ويصطف الإسرائيليون والفلسطينيون وأنصارهم فى العالم على الجانب الصحيح من الحجة. وفى الوقت نفسه، يموت الرهائن الإسرائيليون والفلسطينيون فى غزة كل يوم.
إن الإسرائيليين يتقاتلون فيما بينهم بشراسة حول مصير رهائنهم. وهذا واحد من أبشع الصراعات السياسية فى تاريخ البلاد، إذ تشير استطلاعات الرأى إلى أن أغلبية الإسرائيليين يتوقون إلى إعادة الرهائن، حتى فى مقابل إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين ووقف إطلاق النار. وبالنسبة للعديد من الإسرائيليين، فقد تحطمت ثقتهم فى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشكل دائم بسبب الموقف الذى يشعرون أنه أظهره تجاه الرهائن الإسرائيليين والمعاناة التى تعيشها أسرهم. ومع ذلك، فإن أقلية كبيرة وقوية تعتقد أنه ينبغى النظر إلى الرهائن باعتبارهم تضحية ضرورية لتحقيق أهداف الحرب، ومن الواضح أن الحكومة تريد أن تشمل هذه الأهداف غزو غزة واستيطانها.
يدافع البعض عن حرب شاملة، بينما يميل آخرون إلى الدبلوماسية. لقد شاهدوا مؤخرًا الحكومة تتخذ أقوى إجراءاتها العسكرية فقط بعد تحطم طائرة بدون طيار تابعة للحوثيين فى تل أبيب، أو عندما وجه حزب الله صواريخه نحو وسط البلاد صباح الأحد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د مصطفى محمود الإسرائيليين والفلسطينيين كراهية العالم لإسرائيل
إقرأ أيضاً:
زعيم حزب الله: لا سلام حتى توقف إسرائيل عدوانها على لبنان
بيروت (زمان التركية)ــ في خطابه الثاني منذ توليه زعامة حزب الله، استبعد نعيم قاسم احتمال التوصل إلى حل دبلوماسي مع إسرائيل قبل انتهاء الأعمال العدائية.
وفي خطاب مسجل بث على التلفزيون، أكد قاسم أن الحرب لن تنتهي إلا بوقف إسرائيل “عدوانها” على لبنان . وأكد أن المفاوضات غير المباشرة، التي يتوسط فيها حليفه نبيه بري، رئيس مجلس النواب اللبناني، لن تتم إلا بعد ذلك.
وأكد قاسم أن حزب الله يخوض حرب استنزاف دفاعية، وهي الحرب التي استعد لها منذ انتهاء حرب لبنان عام 2006. وأضاف أن الحزب مدعوم بعشرات الآلاف من المقاتلين المستعدين للموت شهداء، ومجهزين بالسلاح والتدريب.
وأضاف “ما الذي سيوقف هذا… الحرب هي ساحة المعركة”، وقال “قريبا سيكون العدو [إسرائيل] هو الذي يتوسل لوقف القتال”.
واتهم إسرائيل أيضًا بالسعي إلى هزيمة حزب الله كجزء من خطة أوسع لغزو لبنان و”إعادة تشكيل الشرق الأوسط”.
وردا على الهجمات الإسرائيلية الوحشية، تعهد قاسم بأن حزب الله سيواصل إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار على إسرائيل، محذرا من أن الهجمات الأخيرة ليست سوى معاينة لما هو آت.
وحول تأثير الحرب الإسرائيلية على المدنيين اللبنانيين، أقر قاسم بالخسائر الكبيرة وقال إنها “الثمن الذي يجب دفعه من أجل النصر”.
وتطرق قاسم أيضا إلى اختطاف ضابط بحري كبير على يد قوات كوماندوز إسرائيلية في شمال لبنان الأسبوع الماضي، ووصفه بأنه “إهانة” للبنان وطالب القوات المسلحة اللبنانية والوحدة الألمانية في قوة حفظ السلام التابعة لليونيفيل التي تشرف على الدوريات البحرية بالمساءلة.
Tags: الهجمات الإسرائيليةحزب اللهنعيم قاسم