استياء وغضب في تونس بعد تصريحات مثيرة لرئيس هيئة الانتخابات
تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT
تونس- بسبب تصريحات مثيرة للجدل لرئيس هيئة الانتخابات في تونس فاروق بوعسكر، أصبحت الهيئة في مرمى نيران التشكيك من جهات معارضة وخبراء بالقانون، بعدما فُهم من كلامه إمكانية إقصاء مرشحين للانتخابات الرئاسية أنصفهم القضاء الإداري.
وأعادت المحكمة الإدارية خلط الأوراق بعد إصدارها أحكاما استئنافية باتت غير قابلة للطعن، تعيد بموجبها إرجاع كل من المرشح القيادي السابق بحزب المؤتمر من أجل الجمهورية عماد الدائمي، والوزير السابق في فترة حكم بن علي منذر الزنايدي، وأمين عام حزب العمل والإنجاز عبد اللطيف المكي، إلى سباق الانتخابات الرئاسية، المفترض إجراؤها في السادس من أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وكانت هيئة الانتخابات أسقطت هؤلاء المرشحين للانتخابات بحجة عدم استيفاء شروطهم، في وقت اعتبرت فيه المعارضة أنها قد سعت متعمدة إلى إقصاء خصوم الرئيس قيس سعيد بشروط قانونية تعجيزية ولأتفه الأسباب، من أجل تعبيد طريقه لولاية ثانية.
ومثلت قرارات المحكمة الإدارية بإرجاع هؤلاء المرشحين للسباق الرئاسي، مع كل من الرئيس سعيد، وأمين عام حركة الشعب زهير المغزاوي، ومؤسس حركة عازمون العياشي الزمال، صفعة مدوية في وجه هيئة الانتخابات، وفق وصف مراقبين.
مخاوف الإقصاء مجدداوفي وقت أشادت فيه الأوساط المعارضة والحقوقية بأحكام المحكمة الإدارية بإنصاف هؤلاء المترشحين، غذّت تصريحات رئيس هيئة الانتخابات فاروق بوعسكر المخاوف من إعادة إقصائهم واستبعادهم، رغم قبول طعونهم من المحكمة الإدارية ضد الهيئة.
وبينما ينص القانون الانتخابي على أن تقوم هيئة الانتخابات بالإعلان فقط عن القائمة النهائية للمترشحين للانتخابات، بعد أن تنتهي مرحلة الطعون أمام المحكمة الإدارية، فتح رئيس هيئة الانتخابات بابا تأويليا يعطي للهيئة سلطة تقديرية "غير قانونية".
وقال رئيس هيئة الانتخابات فاروق بوعسكر، أمس الخميس، إن الهيئة ستعلن عن القائمة النهائية للمقبولين بعد التثبت من تعليل المحكمة الإدارية والتثبت من أحكام جزائية في قضايا لا تزال جارية في حق مرشحين اتهموا "بتزوير" تزكيات ناخبين.
وقال بوعسكر إن الهيئة هي الجهة الدستورية الوحيدة التي ائتمنها الدستور على ضمان سلامة المسار الانتخابي، في حين لم ينص القانون الانتخابي على أن تقوم هيئة الانتخابات بالتمحيص في أحكام المحكمة الإدارية أو الطعن فيها، وفق خبراء قانون.
وسرعان ما تفجر جدل حاد على منصات التواصل، رافقته موجة استياء وغضب على تصريحات فاروق بوعسكر، وهو ما دفع هيئة الانتخابات إلى غلق التعليقات على صفحتها الرسمية على شبكة التواصل، في حين حذر البعض من مغبة التلاعب بالانتخابات.
وشجبت أحزاب معارضة تصريحات رئيس هيئة الانتخابات، كما أعرب مرشحون للانتخابات الرئاسية عن رفضهم التام لتصريحاته، معتبرين أنها لعب بالنار ومس بنزاهة العملية الانتخابية التي شابتها خروقات جسيمة من البداية، وفق رأيهم.
لعب بالناروحول رأيه في تصريحات رئيس هيئة الانتخابات، يقول القاضي الإداري السابق أحمد صواب إن المحكمة الإدارية هي الجهة المخولة قانونا للبت في النزاعات الانتخابية، وقد أصدرت حكما باتا ونهائيا ولا يقبل أي وجه من وجوه الطعن، بحسب القانون الانتخابي.
وأكد صواب للجزيرة نت أن القانون الانتخابي "واضح وضوح الشمس"، وينص على أن تعلن هيئة الانتخابات عن القائمة النهائية للمرشحين، أخذا بعين الاعتبار أحكام المحكمة الإدارية، وليس على هيئة الانتخابات سوى تطبيق أحكامها بإرجاع المرشحين.
ويضيف "لا يمكن التحايل على أحكام المحكمة الإدارية من قبل قاض آخر غير مختص في مادة الترشحات، أو من قبل هيئة تدعي أنها عليا ومستقلة"، في إشارة إلى هيئة الانتخابات. وأكد أنه لا يمكن للهيئة بأي ذريعة رفض تطبيق أحكام المحكمة الإدارية.
أما بشأن القضايا التي أثيرت ضد مرشحين بحجة تزويرهم للتزكيات، والتي قال رئيس هيئة الانتخابات إنها ستكون منطلقا للحسم في قبول ترشحهم، فيقول صواب إن تلك القضايا العدلية لم تصدر فيها أحكام باتة، لأنها في الطور الابتدائي وقابلة للاستئناف والتعقيب.
ويقول النشاط السياسي عبد الوهاب معطر إن تصريحات رئيس هيئة الانتخابات فاروق بوعسكر "فيها لعب بالنار"، مؤكدا للجزيرة نت أنه لا يوجد نص قانوني يسمح لهذه الهيئة بأن تطعن في أحكام المحكمة الإدارية المكلفة حصريا بالنزاعات الانتخابية.
أما القيادي بحزب التيار الديمقراطي هشام العجبوني، فيقول للجزيرة نت إن رئيس هيئة الانتخابات بوعسكر "نصب نفسه رئيسا لمحكمة دستورية غير موجودة، باسطا ولايته على أحكام المحكمة الإدارية، معتبرا ذلك مسا بنزاهة الانتخابات واستقرار البلاد".
ويرى مراقبون أن هيئة الانتخابات قد تحولت إلى ذراع انتخابية للرئيس الحالي قيس سعيد، من خلال صمتها على ما تعتبره المعارضة جرائم انتخابية، أو بواسطة إسقاط خصوم الرئيس لأتفه الأسباب أو تحريك القضايا ضد المعارضين وكل من ينتقدها.
خصم وحكمكما انتقد المتابعون للشأن الانتخابي التضارب الحاصل بين رئيس هيئة الانتخابات فاروق بوعسكر والناطق باسم الهيئة محمد التليلي المنصري، الذي أكد في تصريح له أن قرارات المحكمة الإدارية نهائية ولا تقبل الطعن.
وعلق البعض على حساباتهم بشبكات التواصل بشأن تصريحات رئيس هيئة الانتخابات، أن لا معنى لها قانونا وأنها موجبة لمساءلته، معتبرين أن هيئة الانتخابات طرف في النزاع الانتخابي مع المترشحين، ولا يمكنها أن تكون خصما وحكما في آن واحد.
ووجه العضو السابق بهيئة الانتخابات سامي بن سلامة نقدا لاذعا لرئيس الهيئة مشككا في كفاءته المهنية، ومعلقا على صفحته إنه "لا يمكن إطلاقا السماح له بأن يعطي رأيه أو أن يناقش قرار أعلى هيئة قضائية في المحكمة الإدارية".
كما انتقد ما اعتبرها تجاوزات قانونية من هيئة الانتخابات بمحاولة التأثير في خيارات الناخبين، من خلال إسقاط ملفات مرشحين وتحريك القضايا ضد آخرين، مما تسبب في إدخال بعضهم للسجن كرئيس الحزب الدستوري الحر عبير موسي.
وفي انتظار الإعلان عن القائمة النهائية للمترشحين، في الرابع من سبتمبر/أيلول المقبل، هناك نظريا 6 مرشحين حتى الآن، في حين يبقى باب الاحتمالات مفتوحا على مصراعيه وفق العديد من المراقبين، الذين لا يستبعد بعضهم أن يؤجل الرئيس الحالي قيس سعيد موعد الانتخابات، بذريعة وجود "خطر داهم"، إذا استشعر أن فرص فوزه في الانتخابات الرئاسية ضعيفة، وفق تقديرهم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات عن القائمة النهائیة القانون الانتخابی
إقرأ أيضاً:
مصر بلا أمية.. متى نصل للصفر الافتراضي؟ رئيس الهيئة يجيب
كشف الدكتور عيد عبد الواحد رئيس الهيئة العامة لتعليم الكبار، تفاصيل وطرق الهيئة للوصول للصفر الافتراضي وإعلان مصر من خالية من الأمية، موضحا أنه بناء على اهتمام القيادة السياسية بالتعليم وتقليل نسبة الأمية ووضعها في أولويات الحكومة لكونها اللبنة الأساسية لتحقيق التنمية الشاملة، قامت الهيئة العامة لتعليم الكبار بوضع مجموعة من السياسات والإجراءات من شأنها أن تصل بنسبة الأمية في مصر إلى الصفر الافتراضي في عام 2030 بالتعاون مع الجهات المعنية بقضية الأمية.
وأوضح خلال تصريحاته لصدى البلد، خطة الهيئة للقضاء على الامية، لافتا إلى أن محو الأمية وتعليم الكبار واجب وطني ومسئولية قومية وسياسية تلتزم بتنفيذه الوزارات ووحدات الإدارة المحلية والهيئات العامة واتحاد الإذاعة والتليفزيون والشركات والأحزاب السياسية والتنظيمات الشعبية والاتحاد العام لنقابات العمال والنقابات والجمعيات وأصحاب الأعمال، وذلك وفقا للخطة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار.
رئيس جامعة حلوان يكرم هاشم إبراهيم لإنجازه الدولي في تطوير سياسات الإعلام تطوير الرقابة والتصنيفات الدولية.. نتائج اجتماع مجلس الدراسات العليا بعين شمس رئيس جامعة القاهرة يصدر حزمة قرارات بتعيين عدد من القيادات الجديدة نائب رئيس جامعة عين شمس تحصل على جائزة التميز الأكاديمي الدكتور نظير عياد: التجديد في الخطاب الديني أصبح ضرورة ملحة جامعة القاهرة تحتل المركز39عالميا والأول مصريا وإفريقيا فى تصنيف التايمز للعلوم متعددة التخصصات ندوة "الأفكار والسياسات والمؤسسات" في ظل المتغيرات المحلية والإقليمة والدولية بجامعة القاهرة إقامة معرض صنع في مصر بجامعة عين شمس في الحرم الجامعي "ب" هل أنت دقيق؟.. ندوة بكلية الصيدلة جامعة عين شمس مكتب المشروع القومى لمحو الأمية بجامعة حلوان ينظم دورة تدريبيةلذا تسعى الهيئة العامة لتعليم الكبار لتفعيل مشاركة كافة قطاعات الدولة في المشروع القومي لمحو الأمية وتعليم الكبار والتشبيك بين الجهات المختلفة، وتنتهج نهجا تنمويا قائما على الشراكات القوية مع المجتمع المدني في كافة المحافظات إيمانًا منها بأن قضية الأمية هي قضية مجتمعية متعددة القطاعات لا يصلح العمل فيها بشكل فردي أو وفقا لرؤية مؤسسة واحدة وإنما لابد من عمل مجتمعي متكامل يحقق الرؤية الشمولية المتنوعة المرنة، فلا يمكن أن تستقيم جهود محو الأمية دون جهود مكافحة الفقر ودون جهود مكافحة الظواهر المجتمعية السلبية مثل البطالة والإدمان والزواج المبكر وغيرها من الظواهر.
كما أنه لا يمكن أن نجني ثمارًا طيبة من وراء العمل بمجال محو الأمية من منظور أنه عملية تعليمية تهدف إلى إكساب الأفراد القدرة على فك الرموز فقط، بل يجب أن تكون من منظور أوسع كونها عملية تهدف إلى تنمية كافة قدرات الأفراد وتمكينهم تمكينا شاملاً من أجل بناء مواطن فاعل قادر على قيادة التغيير وتحسين مستوى حياته وصولاً لجودة الحياة ليحيا حياة كريمة.
ومن بعض أمثلة الشركات الفاعلة مشاركة طلاب الجامعات في المشروع القومي لمحو الأمية وتعليم الكبار، ووزارة الشباب والرياضة من خلال مشروع المصريون يتعلمون، ووزارة التضامن الاجتماعي من خلال مبادرة لا أمية مع تكافل والشراكة مع هيئة تنمية الصعيد لفتح فصول دائمة في المجمعات الصناعية بمحافظات الصعيد لمحو أمية المواطنين بالقرى والنجوع الأكثر احتياجاً وتدريبهم مهنياً على بعض الحرف مثل الخياطة والملابس لتمكين المرأة اجتماعياً واقتصادياً، وتوفير فرص عمل لهن. والشراكة من المؤسسات الدينية سواء كانت اسلامية أم مسيحية لما لرجل الدين من تأثير فعال في المواطنين مثل الأزهر الشريف، والكنيسة المصرية وأسقفية الخدمات العامة والاجتماعية وبيت العائلة المصرية، والأحزاب السياسية لما لها القدرة على الانتشار بين المواطنين مثل حزب مستقبل وطن وحزب حماية وطن وتنسيقية شباب الأحزاب والشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني مثل مؤسسة فاروق الباز، ومؤسسة نداء، ومؤسسة مجد مصر للتنمية وجمعية حواء المستقبل، وجمعية المرأة والمجتمع، والشراكة مع النادي الأهلي لما له من جماهيرية وشعبية والشراكة مع قيادة قوات الدفاع الشعبي، والقوات المسلحة والشرطة لمحو أمية المجندين خلال فترة تجنيدهم، كما تقوم الهيئة حالياً بمراجعة موقف كافة الجهات الشريكة للوقوف على أسباب تعثر بعضها لتذليل الصعاب لتفعيل الشراكة مع هذه الجهات.