بوابة الوفد:
2024-09-14@14:33:42 GMT

روح مصر

تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT

ليس حقيقياً أن مصر الفرعونية قد ماتت.. أو لم يتبق منها إلا أكوام مكدسة على أرفف المتاحف والمخازن كما يقول المفكر والكاتب جمال حمدان فى كتابه الأشهر شخصية مصر.. فقد فات حمدان أن تلك الحضارة العظيمة التى أبهرت آثارها العالم.. بناها وأسسها المصريون فى حضرة ملوك وقادة عظام.. عرفوا قيمة أرضهم وقدرات شعبهم.

. فأحسنوا استثمارها لبناء أعظم حضارة فخلدهم التاريخ.. وقد فاته فى فورة التوجه للعروبة.. والتأصيل لموجة الصراخ والانتصارات الحنجورية وفلسفتها.. وسط الدعاية الثورية للبعد العربى التى لم تفض إلا لمزيد من التشرذم.. أن الشعب المصرى «المتفرد عن غيره كثيراً من باقى الشعوب».. كان أهم مفردات تلك الحضارة.. وأنه قادر على إعادة بنائها مرات ومرات إذا ما اتيحت له الفرصة.. فقط الفرصة.. الأمر الذى أحكم أعداء الأمة المصرية إغلاقه.. لقطع الطريق أمامها لاستعادة أمجادها.. فعلى مر التاريخ كان الإنسان المصرى هو الأساس.
فما غفل عنه جمال حمدان.. أنه رغم مرور آلاف السنين.. وآلاف الكوارث والانحدارات.. ورغم تغير الحكام وتتابع عصور الاحتلال.. إلا أن شيئاً ما بقى لم يتغير.. وهو الجين المصرى.. تلك القوة الخفية.. التى تظهر فجأة بين حين وآخر.. لتبهر العالم.. وتذكر الجميع بأن شعباً عظيماً يسكن هذا الوادى مهما دارت عليه الدوائر.. وعبقرية مصر الحقيقية تكمن فى شعبها.. تكمن فى ارتباطه بأرضه.. وقدرته على النهوض من الموت وليس المرض فحسب.. تكمن فى صلابته وقدرته على تحقيق المعجزات.. لكن للأسف هذه العبقرية.. معدن نفيس.. لا يظهر إلا بعد الكثير والكثير من الصهر والاحتراق.. فلابد أن يتحقق الشرط التاريخى لنراها.. وهو أن يوقن أعداؤها بأنها قد ماتت تماماً.. وأن أمر شعبها قد انتهى للأبد، ولم يعد موضع خشية.. هنا فقط تتحرك تلك الروح أو القوة الكامنة.. لتصدم وتفاجئ وتبهر العالم.
فقد ييأس المصريون.. قد يكفرون بحضارتهم والطاقة التى تمنحها لهم أرضهم.. حتى يظنون كباقى الأمم أن أمر مصر قد انتهى للأبد.. فتكون الصحوة مفاجئة للجميع حتى للمصريين أنفسهم.. ولك أن تتخيل أنك ولدت وقد احتل الهكسوس وطنك.. وسمعت عن موت آبائك وأجدادك فى محاولات وصفت باليائسة فى مواجهة ذلك الاحتلال.. تخيل أنك تعيش فى اضمحلال واحتلال مر عليه أكثر من ١٠٠ عام.. وقد انتشر الهكسوس وخدمهم كالسرطان فى كل شبر وركن من أرضك.. هل كنت حينها تؤمن بمقدم أحمس.. هل كنت تحلم بإبادة ذلك المحتل وقطع سيرته ونسله من على سطح الأرض وإلى الأبد.. لكنه حدث.. ماذا لو حدثتك وسط يأسك حينها عن مقدم حفيده تحتمس الثالث ليبنى إمبراطورية العلم والنور والمعرفة والسلام لجميع البشر.. تخيل أنك تغرق فى بعدك العربى.. ولا وجود لمصر التى نعرفها ويهابها الجميع.. وجاء طوفان التتار ليقتلع كل ما يقف فى وجهه.. هل كنت تتخيل أن ينتفض أبناء تلك الارض البسطاء الفقراء المقهورين من وسط الركام والموات لينقذوا العالم بعربه وعجمه من ذلك الطوفان النارى.. تلك هى مصر.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: لوجه الله روح مصر مصر الفرعونية

إقرأ أيضاً:

الهلال الأحمر المصري يطلق حملة توعية تحت شعار "الإسعافات الأولية أماننا"

 

 أطلق الهلال الأحمر المصرى حملة توعية مكبرة فى محافظات الجمهورية تحت شعار "الإسعافات الأولية أماننا"، حيث يتواجد متطوعو الهلال الأحمر المصرى فى العديد من الأماكن العامة بالمحافظات؛ بهدف زيادة الوعى بأهمية الإسعافات الأولية ومبادئها ومعرفة أساسياتها، وكيفية التعامل مع الحالات الطارئة ؛ لرفع الوعى حول أهمية الإسعافات الأولية فى إنقاذ الأرواح، احتفالًا باليوم العالمى للإسعافات الأولية.

 

كما سيتم بث العديد من الرسائل التوعوية عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن طريق مدربي الإسعافات الأولية بالهلال الأحمر المصري، بالإضافة إلى إجراء عدة لقاءات تلفزيونية عبر التليفزيون المصري، وعدة قنوات فضائية لتوضيح أهمية الإسعافات الأولية، ونشر أساسيات الإسعافات الأولية، وتشجيع كافة أفراد المجتمع على اكتساب المعرفة بالإسعافات الأولية.

 

ويعد الهلال الأحمر المصرى من أكبر الكيانات التى تساهم بدور فعال فى مجال الإسعافات الأولية، وذلك عن طريق وضع برامج تدريبيَّة على الإسعافات الأولية ؛ لا تقتصر على أعضاء ومتطوعى الهلال الأحمر المصرى بل تمتد لتشمل جميع فئات المجتمع، آخذًا فى اعتباره ضرورة تطوير وتحديث برامج وخطط التدريب من آنٍ لآخر لمواكبة التحديثات العلمية والتوصيَّات البحثَّية فى هذا الشأن.

 

الجدير بالذكر أن الهلال الأحمر المصرى هو عضو فى الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وقد أطلق الاتحاد الدولى اليوم العالمى للإسعافات الأولية عام 2000، والذى يُحتفل به فى السبت الثانى من سبتمبر من كل عام.

 

وسوف يركز اليوم العالمى للإسعافات الأولية هذا العام على موضوع "الإسعافات الأولية والرياضة".

1000154052 1000154040 1000154049 1000154046 1000154043

مقالات مشابهة

  • المستشار رضا صقر يكتب: بداية جديدة
  • عمرو فهمى يكتب: بناء دولة حديثة
  • الرَدَعَ المصرى
  • سعر الدرهم الإماراتي أمام الجنيه اليوم الجمعة
  • فيلم «سيرة الفن».. أسرار من حياة النجوم ومحطات في عمر الوطن
  • الفلاح المصرى عصب مصر
  • الدهراوي يستقبل أمين السر الاتحاد الكويتي للكاراتية بمقر الاتحاد
  • "المبادرات الرئاسية ودورها فى تحسين معيشة المواطنين" بإعلام دمنهور
  • اليوم العالمي للإسعافات الأولية.. الهلال الأحمر المصري يطلق حملة توعوية
  • الهلال الأحمر المصري يطلق حملة توعية تحت شعار "الإسعافات الأولية أماننا"