بوابة الوفد:
2024-11-25@19:08:19 GMT

روح مصر

تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT

ليس حقيقياً أن مصر الفرعونية قد ماتت.. أو لم يتبق منها إلا أكوام مكدسة على أرفف المتاحف والمخازن كما يقول المفكر والكاتب جمال حمدان فى كتابه الأشهر شخصية مصر.. فقد فات حمدان أن تلك الحضارة العظيمة التى أبهرت آثارها العالم.. بناها وأسسها المصريون فى حضرة ملوك وقادة عظام.. عرفوا قيمة أرضهم وقدرات شعبهم.

. فأحسنوا استثمارها لبناء أعظم حضارة فخلدهم التاريخ.. وقد فاته فى فورة التوجه للعروبة.. والتأصيل لموجة الصراخ والانتصارات الحنجورية وفلسفتها.. وسط الدعاية الثورية للبعد العربى التى لم تفض إلا لمزيد من التشرذم.. أن الشعب المصرى «المتفرد عن غيره كثيراً من باقى الشعوب».. كان أهم مفردات تلك الحضارة.. وأنه قادر على إعادة بنائها مرات ومرات إذا ما اتيحت له الفرصة.. فقط الفرصة.. الأمر الذى أحكم أعداء الأمة المصرية إغلاقه.. لقطع الطريق أمامها لاستعادة أمجادها.. فعلى مر التاريخ كان الإنسان المصرى هو الأساس.
فما غفل عنه جمال حمدان.. أنه رغم مرور آلاف السنين.. وآلاف الكوارث والانحدارات.. ورغم تغير الحكام وتتابع عصور الاحتلال.. إلا أن شيئاً ما بقى لم يتغير.. وهو الجين المصرى.. تلك القوة الخفية.. التى تظهر فجأة بين حين وآخر.. لتبهر العالم.. وتذكر الجميع بأن شعباً عظيماً يسكن هذا الوادى مهما دارت عليه الدوائر.. وعبقرية مصر الحقيقية تكمن فى شعبها.. تكمن فى ارتباطه بأرضه.. وقدرته على النهوض من الموت وليس المرض فحسب.. تكمن فى صلابته وقدرته على تحقيق المعجزات.. لكن للأسف هذه العبقرية.. معدن نفيس.. لا يظهر إلا بعد الكثير والكثير من الصهر والاحتراق.. فلابد أن يتحقق الشرط التاريخى لنراها.. وهو أن يوقن أعداؤها بأنها قد ماتت تماماً.. وأن أمر شعبها قد انتهى للأبد، ولم يعد موضع خشية.. هنا فقط تتحرك تلك الروح أو القوة الكامنة.. لتصدم وتفاجئ وتبهر العالم.
فقد ييأس المصريون.. قد يكفرون بحضارتهم والطاقة التى تمنحها لهم أرضهم.. حتى يظنون كباقى الأمم أن أمر مصر قد انتهى للأبد.. فتكون الصحوة مفاجئة للجميع حتى للمصريين أنفسهم.. ولك أن تتخيل أنك ولدت وقد احتل الهكسوس وطنك.. وسمعت عن موت آبائك وأجدادك فى محاولات وصفت باليائسة فى مواجهة ذلك الاحتلال.. تخيل أنك تعيش فى اضمحلال واحتلال مر عليه أكثر من ١٠٠ عام.. وقد انتشر الهكسوس وخدمهم كالسرطان فى كل شبر وركن من أرضك.. هل كنت حينها تؤمن بمقدم أحمس.. هل كنت تحلم بإبادة ذلك المحتل وقطع سيرته ونسله من على سطح الأرض وإلى الأبد.. لكنه حدث.. ماذا لو حدثتك وسط يأسك حينها عن مقدم حفيده تحتمس الثالث ليبنى إمبراطورية العلم والنور والمعرفة والسلام لجميع البشر.. تخيل أنك تغرق فى بعدك العربى.. ولا وجود لمصر التى نعرفها ويهابها الجميع.. وجاء طوفان التتار ليقتلع كل ما يقف فى وجهه.. هل كنت تتخيل أن ينتفض أبناء تلك الارض البسطاء الفقراء المقهورين من وسط الركام والموات لينقذوا العالم بعربه وعجمه من ذلك الطوفان النارى.. تلك هى مصر.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: لوجه الله روح مصر مصر الفرعونية

إقرأ أيضاً:

أول تعليق من شوبير بعد خسارة الزمالك أمام المصرى

حقق فريق المصرى البورسعيدى فوزًا على الزمالك بنتيجة 1 - 0 فى المباراة التي جمعتهما مساء اليوم، السبت، على استاد برج العرب، في إطار مباريات الجولة الثالثة لمسابقة الدوري المصري الممتاز.

وكتب الاعلامي احمد شوبير عبر حسابه علي فيسبوك "نهاية المباراة - المصرى البورسعيدي يفوز علي الزمالك بهدف نظيف في الجولة الثالثة من الدوري الممتاز"

سجل محمد الشامي هدف المصري البورسعيدي في شباك الزمالك بالدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع للشوط الأول.

بهذه النتيجة يرتفع رصيد المصري للنقطة 7 فى المركز الثالث بجدول الدورى، حيث فاز بينما يقع الزمالك في المركز الخامس بجدول مسابقة الدوري برصيد 6 نقاط. 

مقالات مشابهة

  • ملك ليفربول
  • بالأسعار والمواصفات.. مقارنة بين بايك X55 وام جى وان موديل 2025
  • على فرج يتوج ببطولة سنغافورة المفتوحة للإسكواش 2024
  • المصرى البورسعيدي: هدفنا المنافسة على الدوري
  • للمرة الأولى.. الإحصاء يعلن مسح سوق العمل التتبعي لعام 2023
  • إسراء بدر تكتب: صينية شائعات بالهذيان على طريقة قنوات الإخوان
  • الأذرع الطولى لمصر.. القوات المسلحة من أقوى الجيوش على مستوى العالم
  • أول تعليق من شوبير بعد خسارة الزمالك أمام المصرى
  • بهدف نظيف.. المصرى ينتصر على الزمالك
  • الحيرة القاتلة