زعمت الخارجية الأوكرانية أن وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا لم يقصد أية مطالبات إقليمية ضد بولندا، في تصريحه مؤخرا حول "الأراضي الأوكرانية".

وجاء في بيان وزارة الخارجية الأوكرانية: " يجب أن تُفهم كلمات الوزير المتعلقة بالأراضي الأوكرانية، على أنها تعني أراضي بولندا، حيث عاش الأوكرانيون تاريخيا كجالية صغيرة هناك".

في وقت سابق، قال الوزير كوليبا في كلمة له في أولشتين ببولندا، إن بلاده لن تعيق بولندا في محاولتها استخراج جثث ضحايا مذبحة فولين.

وأشار كوليبا أيضا إلى أنه خلال عملية فيستولا، تمت إعادة توطين الأوكرانيين الآتين من "الأراضي الأوكرانية" الموجودة الآن داخل بولندا.

وأثارت كلمات الوزير الأوكراني هذه السخط الشديد بين البولنديين، فضلا عن انتقادات من رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك ونائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع فلاديسلاف كوسينياك كاميش.

وعملية فيستولا (بالإنجليزية: Operation Vistula) اسم رمزي لعملية إعادة توطين قسري تمت في عام 1947 وشملت نقل الأوكرانيين والبويكوس والليمكوس من المقاطعات الجنوبية الشرقية من جمهورية بولندا الشعبية بعد الحرب العالمية الثانية، إلى الأراضي المستعادة في غرب البلاد.

في يوم 11 يوليو عام 1943 وقعت ذروة المذبحة المعروفة باسم "فولين" التي نفذها القوميون الأوكرانيون الفاشيون ضد السكان البولنديين الذين كانوا يقيمون في غاليسيا وفولينيا بغرب أوكرانيا.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الاراضي الاوكرانية الحرب العالمية الثانية الخارجية الأوكرانية رئيس الوزراء البولندي

إقرأ أيضاً:

العنصرية الضمنية في تبرير الهيمنة الغربية وانعدام المساواة

لا ينظر للطفولة باعتبارها مرحلة كغيرها. بل المرحلة التي تُكوّن الإنسان ذهنيا، جسديا، ونفسيا. مرحلة يتقرر فيها ما إذا كان الطفل سيؤجل أكل قطعة المارشميلو ليكافأ بأخرى، ويكبر ليصبح إنسانا قادرا على ضبط النفس، تأجيل تحقيق الرغبات، ينال الشهادات، والترقيات، ويحقق النجاح الاجتماعي. أو ما إذا كان سيأكلها مباشرة، وينتهي باختصار بلا مستقبل. مرحلة تغور فيها الجراح النفسية لتصبح أمراضا عقلية عند البلوغ. مرحلة إذا فات فيها الطفل أن يلعب، أن يتغذى كما يجب، فإنه يفقد الفرصة في تنمية دماغه على النحو المطلوب.

لكن، ثمة أطروحات جديدة لا تكتفي بأن ترفض هذه الأفكار، لأننا نفتقر للأساس العلمي الذي يدعمها، بل تذهب إلى تسليط الضوء على خطر هذه النظرة الجوهرانية والحتمية لنمو الإنسان.

تكتب فرانسيسكا مِزينزانا وغابرييل شايدكر في «ما المشكلة في ذكاء أطفالنا؟» حول تحويل تدخلات الطفولة المبكرة لوسائل هيمنة في الجنوب العالمي. يعمل منطق هذه التدخلات كالتالي: إذا ما تم التدخل في تربية الأطفال على نحو محفز، يحسن أدمغتهم، فسيعود بنتائج إيجابية على أدائهم الأكاديمي، وتكوينهم كناضجين. إن هذه التدخلات تمثل استثمارا فعالا يعِدُ بتحقيق النمو الاقتصادي، السلام، الديمقراطية بأنجع الطرق، عبر استهداف لبنات المجتمع الأساسية، ومكون مستقبله الأهم.

وفق هذا تُصمم برامج للتطور الأمثل لدماغ الأطفال، تستفيد من المرحلة التكونية، وقدرة الدماغ على النمو بوتيرة لن تتكرر مستقبلا.

يُجادل الكاتبان أن هذا المنطق يقوم على افتراضين مترابطين. «الأول هو أن هناك خطأ جوهريا في طريقة تربية الآباء في الجنوب العالمي لأطفالهم. والثاني هو أن قضايا مثل الفقر، وانخفاض الدخل، والبطالة، وعدم الاستقرار السياسي أو الحروب يمكن إرجاعها بطريقة ما إلى عيوب فردية».

هذه السرديات تؤكد على وجود قصور. والقصور الذي كان يُرد يوما ما إلى دونية العرق، يُربط اليوم بالظروف الاقتصادية الاجتماعية فترة التنشئة. سردية تُعزي أصحاب الامتيازات عبر تأكيدها أنهم لا يتحمّلون مسؤولية التفاوت الاقتصادي والاجتماعي. وهي أداة طيعة لتبرير فشل السياسات، ودور القوى المهيمنة في المصير المؤسف للدول التي استعمرتها، وتواصل استعمارها بنعومة في عالم اليوم. غني عن الذكر كيف استغل هذا لانتزاع الأطفال من السكان الأصليين، وكيف أن وضع تنشئة الطبقة المتوسطة في الدول الغربية كمعيار، يفشل في الأخذ في الحسبان الفروق الاجتماعية والثقافية التي تنتج أساليب أخرى، لعلها أكثر ثراءً وتحفيزا. فالأب الغربي يحتاج ليعين «موعد لعب» حتى يتسنى لطفله اللعب مع أقرانه، بينما الحارة والعالم هي ملاعب الأطفال الطبيعية في مناطق أخرى.

يتم عبر سرديات النمو المبكر الاحتفاظ بعقلية الحتمية وتحويل المسؤولية من النظام وسياساته إلى طبيعة الأفراد. ولأن تفسيرات الحتمية البيولوجية للسلوك البشري -والتي تركز على دور الجينات على حساب البيئة أو التربية والأقران- لم تعد مقبولة أخلاقيا ومعرفيا اليوم، يحدث الانزياح من مرحلة التكون الجنيني إلى الطفولة المبكرة، ليرتبط حظ الإنسان، وما يستحقه في الحياة بظروف تنشئته التي لا سبيل لإلغائها.

الذي نغفل عنه غالبا أن كثيرا من الاستنتاجات حول الأمر تُبنى على دراسات لحالات استثنائية، متطرفة. أقتبس مجددا من فرانسيسكا مِزينزانا وغابرييل شايدكر، اللذين يقولان: «تستند معظم الأبحاث حول تأثير الحرمان على الدماغ في مرحلة النموّ إلى دراسات أُجريت على الأطفال الذين تم تبنّيهم من دُور الأيتام الرومانية بعد سقوط نظام تشاوشيسكو عام 1989، والذين عرفوا الحدّ الأدنى من التواصل البشري، وهو أمرٌ لن تعيشه الغالبية العظمى من أطفال العالم».

في أكثر من مناسبة أتحدث عن الحاجة الملحة لأن تُقرأ العلوم والنتاج المعرفي المتمركز حول الغرب على نحو ناقد. إن المقاييس التي توضع لتشخيص وتبرير التدخلات العلاجية والطبية قد تكون في حالات (غير كونها أداة هيمنة) ضد مصلحة الأطفال، لأسباب أقلها إقناعهم بأنهم يعانون من أمراض، ومن قصور. وأقصاها تهديد حياتهم عبر التدخلات غير الملائمة.

نوف السعيدية كاتبة وباحثة عمانية في مجال فلسفة العلوم.

مقالات مشابهة

  • ضمن توجيهات دولة رئيس مجلس الوزراء … وزارة العدل تستكمل النظام الإلكتروني الخاص بإدارة وأرشفة ملفات الدعاوى الخارجية
  • وزير الخارجية يتلقى اتصالاً هاتفيًا من نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الباكستاني
  • العنصرية الضمنية في تبرير الهيمنة الغربية وانعدام المساواة
  • سمو وزير الخارجية يتلقى اتصالاً هاتفيًا من نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الباكستاني
  • جيش الاحتلال يعلن سقوط إحدى مسيراته داخل الأراضي اللبنانية
  • مجلس الوزراء يوافق على تخصيص أراضي بالمحافظات لإقامة مشروعات قومية
  • سلام من بكركي: جميع الوزراء يلتزمون بمبدأ حفظ سلطة الدولة على كافة الأراضي اللبنانيّة
  • الخارجية: الاتصال مع المبعوث الأمريكي تناول وقف النار وخطة إعادة إعمار غزة
  • لافروف: روسيا تحاول إيقاظ الغرب في الكفاح ضد محاولات إعادة كتابة التاريخ
  • زعيم المعارضة الإسرائيلية: حكومة نتنياهو تحاول إثارة الفوضى والشغب في المحكمة العليا