بوابة الوفد:
2025-02-04@03:45:14 GMT

لو علمنا ما فى الغيب...

تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT

لم يكن الأمر منذرًا بسوء..
هكذا تحركت بتلقائية مغادرة فراشى الذى لم أكن قد توسدته، بعد يوم عمل طال.. رغم بعض الدوار الذى أشعر ببدء احتلاله رأسي.
أفكار عدة تزاحم عقلي، وتجبرنى على الانشغال بها وأنا أتلمس لقدمى موطئًا فى ظلام لم أهتم بهتكه بضغط زر الإضاءة، فما أفكر فيه كان حقا أهم.
دلفت حيث أزيح عن كفى شقاء اليوم، فتحت الصنبور وسمعت بأذنى انهمار المياه منه و.

.
وكان هذا آخر ما تناهى إليّ فى تلك اللحظات..
لم أشعر بشيء، ساد ظلام أكثر، لا أظنه طال، فقد أفقت على صوت ارتطام رأسى بشيء صلب جدا، فصرخت متأوهة، وإذا بالجميع متحلق حولي، يحاول ابنى استجلاء الأمر وتنظر إلىّ طفلتى بحيرة باكية.. وتقف أمى متكئة على عصاها ولا تدرى ماذا تفعل. 
 للحظة شعرت وكأننى فى حلم سمج، ماذا حدث؟
اكتشفت أننى أجلس بكامل ملابسى فوق قاعدة التويلت التى تواجه «الحوض»، وقد ابتلت ملابسى تماما..
فتحت عينى بصعوبة، أشعر بألم لا يطاق فى مؤخرة رأسى وجانب ذراعى الأيسر وظهري، وما زالت الأفكار تدور برأسي.. الآن بدأت أفهم..
دوار مفاجئ ثم إغماءة فسقوط، كلها حدثت فى لحظات، لكن الغريب وهو ما استدعى أن أدون ذلك فى مقال، أننى حين شعرت بدوار وحدثت الاغماءة، تهاوى جسدى للخلف ثم سقط فوق «القاعدة»، واصطدمت رأسى بشدة بالسيفون خلفي، لتتسبب تلك الصدمة العنيفة فى إفاقتى بعد لحظات...
حاول ابنى أن يساعدنى على النهوض لكنه لم يستطع، فقررت ألا أغادر مكانى إلا بعد أن أتمالك جسدى تماما، وقد كان.. 
تهاويت على الفراش وأنا غير مصدقة لما حدث، لم أفكر فى أسبابه طبيا ولا واقعيا، بل إن ما شغلنى حقا هو آلية ما حدث وأسبابه الميتافيزيقية التى قد لا أعلمها..
لماذا قدر الله أن تكون لحظة إغماءتى هى تقريبا نفس لحظة إفاقتي، فكان ارتطام رأسى الشديد سببا فى إفاقتي؟!
وتساءلت.. هل إذا طالت إغماءتى سيتمكن أطفالي  وأمى المسنة من التصرف ومحاولة إفاقتي؟ هل سيستطيعون حملى إلى فراشي، واستدعاء طبيب؟
الإجابة واضحة.. بالطبع لا، وربما إن حاولوا مساعدتى قد أسقط من بين أيديهم لأصاب إصابة أكبر، قد تودى بحياتى مثلا..
هكذا أيقنت أن الله قد يرسل إلينا ابتلاء ليقينا ابتلاء أكبر منه، قد يصيبنا ألم نراه فى حينه عظيما «ارتطام رأسي»، ليجنبنا ألما أكبر وينقذنا من مواجهة ما لا نقدر على مواجهته، فيصبح الألم بوابتنا إلى التعافى «الإفاقة».
لندرك ببساطة أنه «لو علمتم ما فى الغيب لاخترتم الواقع»، هكذا يعلم الله ما يمكننا تحمله وما لا يمكننا تخطيه. 
اعتدت هذا مع ربي، دائما أبدا أشعر بمجاورته لي، يده التى تمتد فى اللحظات الحاسمة لتنقذ ضعفى من مغبات كثيرة، هو خالقى الذى يدرك ألا مسئول سواي، وأن سقوطى لا بد له من نهاية سريعة، فلا سبيل سوى انتهائه، هكذا يتحول كل ما مررت به من ابتلاءات لمحطات لا تقيم، مهما طالت آثارها، إلا أننى فى كل مرة أنهض لأنفض عنى غبار السقوط وأمسك بأيدى أطفالى وأكمل الطريق، غير ملتفتة لألم مضى، فكل الآلام مصيرها حتما للنسيان، ولن يبقى إلا صمودنا ومسئوليتنا عمن نعول. 
وكما اعتدت عقب كل ابتلاء يلهج لسانى بالحمد لله، وجدتنى أردد فى خشوع «وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون».
نعم، الله يعلم ونحن لا نعلم، فاللهم لا تكلنا لأنفسنا طرفة عين.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نبضات سمية عبدالمنعم

إقرأ أيضاً:

قفل الموضوع

الكثير يسترسل في التفكير والعمل الغير منتج، نجد الجهد البدني والمالي في أمور نتائجها سلبية او قليلة النفع، هنا قفل الموضوع وانطلق إلى موضوع ذا ثمره وتأثير إيجابي ومستدام.

جاء رجل لنبينا محمد الله صل الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: إني احدث نفسي لأخر من السماء احب إلي من أن أتكلم به، فقال نبينا الله صل الله عليه وسلم: الله أكبر الله أكبر الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة) يعني يجد من الوسوسة أشياء يفضل أن يخر من السماء ولا ينطق بها لشدتها وذلك من صريح الإيمان.

قفل الموضوع عندما يسترسل بك التفكير السلبي أو العمل الغير نافع

بعضاً من معطيات الحياة شيطانية سبيلةً بأن تصل بنا إلى مواضيع نجد منها التعسير والكدر والهم والغم والفشل والسبب لما لا نقفل الموضوع، ونبداء بموضوع إيجابي مدروس، نرى من خلاله نور السعادة والرحة والإطمئنان.

البعض منا في حياته العامة، يظن الظنون، ويبني الأفكار لأعلى سقف من التوقعات، والنتيجة لم تكن كما يظن، والسبب يعود لضعف المعرفة وعدم الإستشارة والاستخارة ويحمل كل ذلك على التوقعات السرابية، والنجاح في ذلك يعود إلى الإقتداء بسنة نبينا صل الله عليه وسلم في التعامل قولاً وفعلاً.

البعض منا في حياته المهنية، يرفع سقف التوقعات، بأنه سيصل إلى أعلى المناصب ودرجات النجاح، بسبب حصوله على أعلى الدرجات والشهادات، والنتيجة واقع لا يواكب سقف توقعاته، لأن الحياة المهنية أساسها المعرفة والخبرة والمهارة.

البعض منا في حياته التجارية، يبني الاحلام الوردية بحصوله على المكاسب المالية الخيالية، بسبب قوة رأس المال، والنتيجة خسارة وديون، والسبب جهله بإدارة فريق العمل وضعف خطة التسويق، ودراسة الجدوى مبنية على الظن وليس الواقع، ولم يعلم بان النجاح في التوكل على الله وحسن التعامل والتفكير المنطقي الواقعي والسير بخطى ثابته ومدروسة.

البعض منا في حياته الإجتماعية، يرى أنه المتميز وأن القوي الشديد في شكله وحسبه ونسبه وجاهه وماله، والنتيجة خسر العلاقات وأصبح نكرةً في علاقاته، ونسي بأن أخلاق الكرام هي أساس نجاحه إجتماعياً.

إسأل نفسك ما فائدة اقفال الموضوع المتعثر في حياتي؟

كلاً منا يعتريه النقص مهما سعى للكمال، فمهما بلغنا من السعادة والراحة والثراء والتعلم، فهناك عثرات في حياتنا، وهي الاختلافات في تكويننا الجسدي والذهني والزمان والمكان، فمن واجته العثرات ومشاكلها في حياته، وأقفلها وسعى للبدء من جديد، سيجد أن السعادة والثراء والراحة والتعلم والتميز درجات تتفاوت بيننا، ومن جلس على قارعة نتائج أعماله وأقواله من اليأس والحزن لن ينال إلا الألم والحزن والهم والعيش عيشة النكد وسيرى الظلام يحيط به.

الخلاصة: قفل الموضوع السلبي، وانطلق إلى موضوعاً جديد في بحر التفاؤل والأمل والطموح والكفاح.

مقالات مشابهة

  • على مَوعِدٍ
  • قفل الموضوع
  • الشاب سفيان البحري ابن مدينة سلا في ذمة الله
  • بيونسيه حققت فوزاً تاريخياً.. أبرز لحظات حفل جوائز غرامي 2025
  • أونيس: أشعر بهيبة الدولة عند رؤية عناصر إنفاذ القانون  
  • عن نقل أموال إلى حزب الله.. هكذا علّقت إيران
  • عاجل | رئيس بنما: قناة بنما ستبقى تحت إدارتنا ولم أشعر خلال لقائي الوزير روبيو بأن هناك تهديدا لذلك
  • فضل العمرة في شهر شعبان
  • اب عُشر في النشنكة????
  • نيمار: لم أتخيل في بداية يناير العودة إلى سانتوس أو الرحيل عن الهلال