الجزيرة:
2025-02-07@07:46:43 GMT

كيف تتعامل طالبان مع ثروة الزمرد في ولاية بنجشير؟

تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT

كيف تتعامل طالبان مع ثروة الزمرد في ولاية بنجشير؟

كابل- منذ وصول حركة طالبان إلى السلطة عام 2021، استحوذ الزمرد الأفغاني عالي الجودة على حصة كبيرة من السوق المحلي والدولي، حيث يضاهي الزمرد الكولومبي، ويُستخرج هذا الحجر بكمية كبيرة من أفغانستان وباكستان وزامبيا وكولومبيا.

وبداية القرن الـ20، أبلغ جيولوجيون من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة عن وجود الزمرد الملقب بـ"ملك الأحجار الكريمة الخضراء" في جبال ولاية بنجشير شمالي العاصمة كابل، وتمكن الجيولوجيون الأفغان والروس في سبعينيات القرن الماضي من كشف مناجم الزمرد بهذه المنطقة.

وعام 1970، قام الجيولوجيون السوفيات بالمسح المنهجي لمصادر الأحجار الكريمة في أفغانستان، لكن بعد اغتيال الرئيس الراحل محمد داود خان عام 1973، أعاقت التغيرات السياسية العمل الجيولوجي في جميع أنحاء البلاد.

عينة من الزمرد الذي استُخرج خلال الأشهر الـ8 من 2024 في ولاية بنجشير (الجزيرة) تدخل الحركة

بعد انسحاب القوات السوفياتية من أفغانستان عام 1989، تحول اهتمام أهالي بنشير إلى العمل والبحث عن الزمرد في جبال هندكوش، وتستخدم فرق من عمال المناجم المتفجرات والحفارات لإزالة الحجر الجيري الذي يحتوي على الزمرد.

ويقول المتحدث باسم وزارة المناجم همايون أفغان -للجزيرة نت- إنه منذ عقود كانت مناجم الزمرد في بنجشير "بيد المافيا وأمراء الحرب" وكانوا يستخرجون هذه المادة الثمينة ومن ثم تهريبها وبيعها بالسوق السوداء.

وأضاف أن الإمارة الإسلامية (الأفغانية) قررت أن تستخرج هذه المناجم بصورة قانونية وأن تستفيد منها عامة سكان الولاية، وتوفير فرص العمل للشباب بالسماح لهم بالحفر فيها شريطة أن يحصل كل واحد على رخصة التعدين، وبيعها بالسوق المحلي وأمام مراقبي الوزارة.

وحسب همايون أفغان، فإنه بعد استئناف التعدين في مناجم الزمرد تم بيع نحو 60 ألف قيراط منه، بقيمة أكثر من 4 ملايين دولار خلال الأشهر الـ8 الأولى من العام الحالي، وحصلت خزينة الدولة على 10% ضريبة.

وقبيل وصول طالبان إلى السلطة، كان الزمرد يُستخرج من المناجم بطريقة بدائية جدا وباستخدام المتفجرات أحيانا، ويُصدّر كمادة خامة إلى باكستان، والهند، وتايلند، ولم يكن بإمكان الحكومة أن "تأخذ من أمراء الحرب ضريبة لخزينة الدولة".

من جهته، یقول رئیس جمعیة الحكاكين عبد الرحيم عزيز إنه تم اكتشاف مناجم الزمرد في بنجشير منذ آلاف السنين. وأضاف للجزيرة أن الولاية -وبسبب الحروب الأهلية- لم تنتج كميات تجارية منه إلا خلال العقدين الماضيين، حيث تم إنتاج ما قيمته قرابة 10 ملايين دولار من الزمرد عام 1990 "بنسبة ضئيلة جدا مقارنة بعدد المناجم الموجودة في بنجشير".

الزمرد أثناء التعدين (الجزيرة) دور بارز

يرى خبراء الشأن الأفغاني أنه بعد سقوط حكومة نجيب الله آخر رئيس شيوعي، وبدء القتال بين المجاهدين السابقين، كان للأحجار الكريمة -وأهمها الزمرد- دور بارز في إشعال جبهات القتال، وأوضحوا أن عائلات قليلة جدا استحوذت على مناجم الزمرد وتستخرجه وتبيعه بالأسواق الفرنسية، بينما لا يحق لأهالي الاقتراب منها.

ويوضح المحلل السياسي حكمت جليل -للجزيرة نت- أن عائلات محددة كانت تستخرج الزمرد في بنجشير، ثم تهربه إلى الأسواق الأوروبية وخاصة الفرنسية، أو تبيعه في السوق السوداء، وكانت جبهة التحالف السابقة تستفيد من عائدات هذه المناجم في توفير السلاح ودفع رواتب مقاتليها.

وحسب محللين سياسيين، خلال فترتي حكم طالبان، كانت بنجشير إحدى القواعد السياسية والعسكرية لمعارضي الحركة، وهي الولاية الوحيدة التي سيطر عليها مقاتلو طالبان بالقوة، وتحتوي على 1800 منجم للزمرد. وأضافوا أن طالبان حاولت -في الأيام الأولى من حكمها- استخراج الزمرد ولكنها فشلت، وتراجعت عن قرارها وسمحت للأهالي بالتعدين في مناجمه محاولةً كسب ولاء السكان بطرق شتى.

وتم تعيين حاكم بنجشير من أهاليها، وتخصيص نسبة كبيرة لدمج الشباب بالجيش والشرطة، وأصدر زعيم الحركة الشيخ هبة الله آخوند زاده قرارا يسمح لأهالي الولاية بالحفر في مناجم الزمرد في مناطق متفرقة منها بشروط تحددها وزارة المناجم.

وعقدت الوزارة 24 جلسة مزايدة لبيع وتسويق الزمرد الذي استخرج في بنجشير، إضافة إلى إقامة معرض للتعريف به وبالأحجار الكريمة الأخرى.

رجال أعمال يقومون بوزن الزمرد قبيل جلسة المزايدة في بنجشير (الجزيرة) عملية شفافة

من جانبهم، يقول المستثمرون في منجم بنجشير إن عملية طرح وبيع الزمرد أصبحت الآن "شفافة" ويتم تصديره إلى الخارج بطرق قانونية باسم أفغانستان. وكانت هذه العملية تتم سابقا في السوق السوداء بعيدا عن أعين الحكومة وتصدّر بأسماء جيران أفغانستان إلى الأسواق الأوروبية والصينية، ووزعت الوزارة 586 رخصة للعمل في المناجم، ووفرت فرصة عمل لأكثر من 15 ألف من سكان الولاية.

من جانبه، يقول صائغ وعضو بجمعية للأحجار الكريمة، يعيش الآن في بريطانيا ولا يريد الكشف عن هويته، إنه في الماضي كان الزمرد المستخرج يصل السوق في كابل، وكان الشراء والبيع يتم سرا.

وأضاف للجزيرة نت أن عددا قليلا من التجار فقط كان يعرف عن سعر الزمرد، ولا يعلمون من باع ومن اشترى، لكن الوضع تغير الآن وصارت الأمور أفضل، حيث يباع الزمرد في جلسة المزايدة وبإمكان الجميع أن يشارك فيها.

ويؤكد تجار الأحجار الكريمة أنه بإمكان أفغانستان أن تكون على رأس قائمة الدول التي تمتلك زمردا عالي الجودة في المستقبل، لأنه يتمتع بشفافية وجودة عالية مقارنة بالعديد من الدول.

ويقع منجم الزمرد في ولاية بنجشير، على بعد حوالي 113 كيلومترا شمال كابل، على ارتفاع نحو 3135 إلى 4270 مترا، وفي مساحة تقدر بـ150 ميلا مربعا (400 متر مربع) وهي ضعف المساحة المعروفة عام 1985.

ودخل زمرد بنجشير الأسواق العالمية عام 2017، وهناك حصة كبيرة في الأسواق الصينية وهونغ كونغ، ويفضله الصينيون مقارنة بما يستخرج في بلدان أخرى.

وحاليا، تُعد كولومبيا والبرازيل وزامبيا وزيمبابوي والولايات المتحدة المصدرين الرئيسيين للزمرد في العالم، ويمكن أيضا إدراج أفغانستان في القائمة نفسها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

احتجاجا على تهجير الفلسطينيين .. مشاركون في جلسة التنسيقية عبر "سبيس" : أمريكا دولة مارقة تتعامل بنوع من البلطجة مع العالم كله

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 

عقدت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين جلسة نقاشية عبر "سبيس" على منصة " اكس" لمناقشة تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة بشأن احتلال بلاده لقطاع غزة بفلسطين وتهجير الفلسطينيين، والتي أثارت حفيظة المصريين مع الرفض الرسمي للدولة المصرية.

وقال د.هشام عبدالعزيز رئيس حزب الإصلاح والنهضة، إن ما طرحه ترامب بشأن مخطط التهجير والاستيلاء على فلسطين مخالف لكافة القوانين الدولية ويهدف لتدمير الشرق الأوسط واحتلال غزة وتصفية القضية الفلسطينة، ولا بد أن نتحرك في اتجاه واحد في دعم الموقف المصري المشرف والتاريخي على مستوى المنطقة ككل.

وأضاف عبد العزيز أن مصر في هذه المرحلة لا بد أن يكون الموقف واضح وللدول العربية كذلك بشكل يتسم بالدبلوماسية الخشنة، مؤكدا أن مصر لن تسمح بتمرير مخطط بهذا الحجم يقضي على المنطقة العربية ككل لصالح إسرائيل.

وأعرب عن رفضه التوجهات الأمريكية وسياسة تهجير الفلسطينيين ولا بد من تحرك إقليمي وعالمي سريع لرفض المخطط الأمريكي، مشيرا إلى أنه في هذه اللحظة من التاريخ يجب أن يكون الموقف معبرا عن الاصطفاف الوطني بشكل واضح ويدعم القيادة السياسية.

من جانبه قال ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل، إن تصريحات ترامب تؤكد أن أمريكا دولة مارقة كما كانت دائما وتتعامل بنوع من البلطجة مع العالم كله، داعيا إلى عقد قمة عربية طارئة لاتخاذ موقف عربي واضح ومحدد لرفض المخطط الأمريكي للاستيلاء على فلسطين.

وثمن الشهابي، موقف المملكة العربية السعودية والتي أصدرت بيانا قويا من خلال وزارة الخارجية بالمملكة، للاعتراض على مخطط التهجير، مؤكدا أنه لابد أن يكون هناك موقف عربي واضح وحازم، مشيرا إلى أن التاريخ لن يرحم أحد.

وقال المحلل الفلسطيني جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية، إن الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه ولن نعيد تجربة عام 1948 من جديد، لافتا إلى أن عودة النازحين رسالة حقيقية أنهم لن ولم يتنازلوا عن أرضهم وعلى العالم الدولي أن يدرك هذا الموقف.

وأضاف أن أكثر من 90؜%؜ بالجمعية العامة للأمم المتحدة يعترفون بالحق الفلسطيني في إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، مشيرا إلى أن ما حدث مؤخرا أن الأمر لم يتوقف عند قطاع غزة بل تطرق للضفة الغربية مما يمحي الهوية الفلسطينية بالكامل، 

وشدد على أن الأمر يتطلب على الصعيد الفلسطيني أن تنظر حركة حماس إلى المصلحة الوطنية، وعليها أن تسلم إدارة القطاع إلى السلطة الفلسطينية وتحافظ على وحدة النظام الفلسطيني.

بدوره، قال النائب تيسير مطر، رئيس حزب إرادة جيل وأمين عام تحالف الأحزاب المصرية: لا بد من التعامل مع تصريحات ترامب بكل قوة وحزم، مضيفا: "وما أخشاه تصرف الآلة الحربية تجاه العُزَل ولا بد من تحرك دولي وشعبي وسياسي خلف القيادة السياسية".

وأضاف مطر أن تصريحات ترامب بشأن مخطط أمريكا تجاه غزة تتطلب إعادة النظر مرة أخرى ونحتاج لموقف عربي واضح وصريح لمناصرة القضية الفلسطينية.

ووصف النائب أحمد قناوي، عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، أمين عام حزب العدل، تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن مخطط أمريكا تجاه غزة بالفادحة، وقال: لا بد أن تكون ردود أفعالنا متناسبة معها ولا بد من خروج تهديدات دولية بقطع العلاقات مع إسرائيل.

أدار الجلسة النقاشية كل من النائب طارق الخولي، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وتقى شاهين عضو التنسيقية، وشارك فيها كل من: تيسير مطر، رئيس حزب إرادة جيل وأمين عام تحالف الأحزاب المصرية، وهشام عبد العزيز رئيس حزب الإصلاح والنهضة، وناجي الشهابي،ـ رئيس حزب الجيل، والنائب أحمد قناوي، عضو مجلس الشيوخ - ممثلا عن حزب العدل، والمحلل الفلسطيني جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية.
 

مقالات مشابهة

  • ترامب وطالبان ومعضلة الأسلحة الأميركية في أفغانستان
  • هل ينتهي عصر الكريمة…الداخلية تعد خطة للترخيص لنقل التطبيقات وتنظيم صارم لقطاع سيارات الأجرة
  • احتجاجا على تهجير الفلسطينيين .. مشاركون في جلسة التنسيقية عبر "سبيس" : أمريكا دولة مارقة تتعامل بنوع من البلطجة مع العالم كله
  • عرقاب: عرض مسودّة قانون المناجم الجديد على مجلس الوزراء قريبا
  • كيف تتعامل الدول العربية مع سياسة ترامب؟ أولوية حتمية .. فيديو
  • طالبان تدعو الدول الداعمة للعدالة للوقوف بوجه قرار ترامب ضد غزة
  • «زيلا كابيتال» يتوقع أهداف تأسيس ترامب لصندوق ثروة سيادي
  • روائي: أم كلثوم كانت تتعامل بحدة مع الصحافة والمتعهدين للحفلات
  • طالبان تغلق إذاعة نسائية وتعتقل اثنين من موظفيها
  • ترمب يوقع أمرا تنفيذيا لإنشاء صندوق ثروة سيادي أمريكي