سلسلة طويلة من الأحداث شهدتها الموانئ السودانية خلال السنوات الماضية عقب ثورة ديسمبر المجيدة 2018 حيث أغلقت الموانئ السودانية لأسباب سياسية ومطلبية صنفها بعض المهتمين بأنها تصب في خانة الإبتزاز لجهة أن الموانئ جهة خدمية ملك لكل السودانيين .

تقرير ــ التغيير

تم إغلاق ميناء بورتسودان رفضاً لاتفاق مسار الشرق في سلام جوبا اكتوبر 2020 وشهد العام 2020 إضراب عمال الميناء الجنوبي ببورتسودان احتجاجا علي تعيين مدير تنفيذي جديد للميناء الأمر الذي أعتبر بداية لاتجاه الحكومة نحو الخصخصة وكان الإغلاق الأكبر و الأشهر في أكتوبر من العام 2021 بواسطة المجلس الأعلى لنظارات البجا بتحريض من المجلس العسكري الذي نفذ انقلاب ضد حكومة د.

عبد الله حمدوك، أيضاً في نوفمبر 2022 تم إغلاق مينائي بشائر” 1 و2 ” الخاصين بتصدير النفط بواسطة مواطنين مطالبين بالتوظيف والخدمات ومشروعات التنمية.

وفي مايو من العام 2022 أغلق عمال الشحن والتفريغ وعمال الصالات ميناء سواكن بولاية البحر الأحمر بالتزامن مع مغادرة الفوج الأول من الحجاج إلى مكة بسبب مطالب خاصة بالعمل.

وفي نفس العام، أعلن قائد قوات تحالف أحزاب وحركات شرق السودان شيبة ضرار  إغلاق ميناء بورتسودان الجنوبي رفضاً لتوقيع الاتفاق الإطاري ديسمبر 2022.

وفي نهاية اغسطس الماضي من العام الحالي توقف العمل تماماً في الموانئ السودانية على البحر الأحمر، إثر تنفيذ العاملين في هيئة الموانئ البحرية إضراباً ضد ما اسموه عليه «محاولات تفكيك الهيئة والتجني على حقوقهم»، ومؤخرا نفذ عمال ومواطني سواكن إغلاق لميناء سواكن احتجاجا علي النظام الجديد للجمارك.

آخر إغلاق كان خلال الأيام الماضية حيث أغلق محتجون ميناء سواكن احتجاجا علي تغيير نظام الجمارك للبضائع انفض بعد اتفاق بين إدارة الجمارك والمواطنين بتأجيل تطبيق النظام الجديد.

خسائر

وكانت غرفتا “المصدرين والمستوردين” في السودان، قدرت الخسائر الناجمة عن إغلاق الموانئ شرق البلاد، في العام 2022 بحوالي 60 مليون دولار شهريا جراء توقف حركة الصادر والوارد واشارت ألى تراجع الحركة التجارية في المواني السودانية بنسبة “40%” نسبة لارتفاع التكلفة.

فيما احجمت العديد من الشركات العالمية عن التوجه لميناء بورتسودان ورفعت قيمة التأمين للتوجه للأراضي السودانية لـ “20%” وتسبب الاغلاق المستمر في ارتفاع تكلفة الصادر والوارد .

تحريض

وحمل أبو آمنة عبد الكريم القيادي بالمجتمع المدني بولاية البحر الأحمر حكومة العسكر وزر إغلاق الموانئ قائلا: هي من حرضت علي هذا السلوك الذي تطور من حركة احتجاجية محدودة وسلمية إلى سلوك جمعي لسكان المنطقة بمختلف انتماءاتهم.

واوكد أبو آمنة أن كافة الوقفات الاحتجاجية والاغلاق للموانئ عقب الثورة كان وراءه العسكر بما فيها الإغلاق الشهير في العام 2020 رفضا لاتفاق جوبا للسلام مشيرا إلى أن هذا السلوك غير موجود في أي دولة من دول العالم الحكومة هي التي تدمر مؤسساتها الاقتصادية بيدها .

وأشار أبو آمنة إلى ان إغلاق المواني أيضا يخلق جفوة أجتماعية بين المواطنين السودانيين ويزيد من الشقه بينهم بتمييزهم اجتماعيا وجغرافيا وهو امر غير جيد

هروب

ورأي الباحث والكاتب عثمان محمد أدروب في حديث لـ «التغيير» أن إغلاق واضراب الموانئ في فترة ما قبل انقلاب ٢٥ اكتوبر أنعكس سلبا علي اداء الموانئ في ضعف الإنتاجية وهروب الكثير من الشركات الملاحية وتقليص وجودها وبحثها عن موانئ اخري مشيرا إلى أن السودان لم يستفيد حتي من الميناء الذي تبلغ الطاقة القصوى له في الشمالي – المخصص للبضائع العامة – هي 10 ملايين طن وحجم التجارة لا يتجاوز آلاف الاطنان .

وقال : لا يستطيع أي أحد أن ينكر تأثير الاغلاق على وضع الموانئ من حيث التذبذب في حركة الصادر والوارد وعدم استقرار مستحقات العاملين انفسهم وتأخر تسليم المستحقات عن موعدها .

ووصف أدروب الإغلاق بأنه كان بمثابة رصاصه الرحمة علي الموانئ اقعد بها، و حتي تتعافي تحتاج لزمن أطول داعيا العمال والموظفين إلى تقبل فكرة تطوير الموانئ وقال : يجب أن لا يغلق العمال الموانئ كلما سمعوا عن نظام جديد، موضحاً أن التطوير لا يعني تشريدهم كما يعتقد البعض بل يمكن أن يتم تأهيلهم وتدريبهم ويظلوا في مكانهم كعمال مؤهلين و تزيد الإنتاجية و لا يمكن أن يستمر العمل هكذا.

لآفتاً إلى أن السودان يمكن أن يطور الموانئ ويزيد من عمليات الاستيراد والتصدير من دول الجوار والداخل ولكن بشرط تسهيل الإجراءات وزيادة ايقاع العمل

 تجفيف

القيادي بشرق السودان عثمان فقراي قال إن ما تم وما يحدث من تقفيل وإغلاق للموانئ بشرق السودان سبب اشكاليات كبيرة للميناء وقال : الموضوع كان وراءه أجندة سياسية، ونحن نقف ضد الزج بالموانئ في القضايا السياسية لأنها مضره بأكبر صرح اقتصادي سوداني وما حدث أدى لتجفيف الميناء والبواخر انتقلت لموانئ أخرى .

وقال فقراي بأنه في خلال هذه الفترة الحساسة يجب أن تقوم كل الأجهزة الامنية بما فيها القوات المسلحة والشرطة بمسؤوليتها ولا تسمح بتجاوز القانون كل من لديه أجندة يجب أن يبعدها عن الموانئ .

 عودة

إدارة الإعلام بهيئة المواني البحرية علي لسان عبد المنعم جعفر، أكدت عودة بعض الشركات التي انسحبت من السودان عقب إغلاق الموانئ والأحداث بالبلاد، وقال ستقوم الشركة الصينية جيك باستئناف عملها في مشروع تستيف الحاويات المرحلة الثانية أيضا شركة تراديل الهندية التي لديها مشروع تأهيل الرصيف الثاني لميناء الخير فيما عاودت شركة دامن الهولندية العالمية عاودت عملها و قامت باستكمال صيانة و تأهيل القاطرة السلام وفق المواصفات العالمية.

وأشار جعفر إلى أن هذه المشروعات سترفد الاقتصاد الوطني بمزيد من التحسين و التطوير تمنحها التوجه نحو تحقيق التنافسية ومواكبة المتغيرات العالمية بالتوسع الانشائي من خلال مشاريع ذاتية تعبر في محصلتها كفاءة الموانئ و تطوير اساليب الاداء و تقديم الخدمات.

الوسومإغلاق ميناء بورتسودان اجندة سياسية شرق السودان ميناء بورتسودان

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: اجندة سياسية شرق السودان ميناء بورتسودان

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة وإسرائيل تتطلعان إلى توطين الفلسطينيين المهجرين من غزة في دول إفريقية

الولايات المتحدة – تواصلت الولايات المتحدة وإسرائيل مع مسؤولين في ثلاث حكومات في شرق إفريقيا لمناقشة استخدام أراضيهم كوجهات محتملة لتوطين الفلسطينيين إن تم تهجيرهم من قطاع غزة.

وذكرت وكالة “أسوشيتد برس” أن الاتصالات مع السودان والصومال ومنطقة الصومال الانفصالية المعروفة باسم أرض الصومال تعكس تصميم الولايات المتحدة وإسرائيل على المضي قدما في خطة تم إدانتها على نطاق واسع وأثارت قضايا قانونية وأخلاقية خطيرة.

ونظرا لأن هذه الأماكن الثلاثة فقيرة، وفي بعض الحالات تعاني من العنف، فإن الاقتراح يثير أيضا شكوكا حول الهدف المعلن للرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتمثل في إعادة توطين فلسطينيي غزة في “منطقة جميلة”.

وقال مسؤولون من السودان إنهم رفضوا مبادرات من الولايات المتحدة، بينما قال مسؤولون من الصومال وأرض الصومال لوكالة “أسوشيتد برس” إنهم لم يكونوا على علم بأي اتصالات.

وبموجب خطة ترامب، سيتم إرسال أكثر من مليوني شخص في غزة إلى مكان آخر بشكل دائم. واقترح أن تأخذ الولايات المتحدة ملكية القطاع، وتشرف على عملية تنظيف طويلة وتطوره كمشروع عقاري.

وتحدث مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون، طالبين عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة مبادرة دبلوماسية سرية، وأكدوا الاتصالات مع الصومال وأرض الصومال، بينما أكد الأمريكيون أيضا السودان. وقالوا إنه ليس من الواضح مقدار التقدم الذي أحرزته الجهود أو على أي مستوى جرت المناقشات.

وبدأت جهود منفصلة من الولايات المتحدة وإسرائيل للوصول إلى الوجهات المحتملة الثلاث الشهر الماضي، بعد أيام من طرح ترامب خطة غزة إلى جانب نتنياهو، وفقًا للمسؤولين الأمريكيين، الذين قالوا إن إسرائيل تتولى زمام المبادرة في المناقشات.

السودان
كانت الدولة الواقعة في شمال أفريقيا من بين الدول الأربع التي وقعت اتفاقيات إبراهيم ووافقت على تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل في عام 2020.

وكجزء من الصفقة، أزالت الولايات المتحدة السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب، وهي خطوة منحت البلاد الوصول إلى القروض الدولية والشرعية العالمية. لكن العلاقات مع إسرائيل لم تنجح حيث انغمس السودان في حرب أهلية بين القوات الحكومية ومجموعة قوات الدعم السريع شبه العسكرية.

وستواجه الولايات المتحدة وإسرائيل صعوبة في إقناع الفلسطينيين بمغادرة غزة، خاصة إلى بلد مضطرب مثل السودان. لكن يمكنهم تقديم حوافز لحكومة الخرطوم، بما في ذلك تخفيف الديون والأسلحة والتكنولوجيا والدعم الدبلوماسي.

وأكد مسؤولان سودانيان، تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما لمناقشة قضية دبلوماسية حساسة، أن إدارة ترامب اتصلت بالحكومة التي يقودها الجيش بشأن قبول الفلسطينيين.

وقال أحدهم إن الاتصالات بدأت حتى قبل تنصيب ترامب بعروض مساعدة عسكرية ضد قوات الدعم السريع، ومساعدة في إعادة الإعمار بعد الحرب وحوافز أخرى.

وقال المسؤولان إن الحكومة السودانية رفضت الفكرة. وقال أحد المسؤولين: “تم رفض هذا الاقتراح على الفور”. “لم يفتح أحد هذا الأمر مرة أخرى”.

أرض الصومال
هي إقليم يضم أكثر من 3 ملايين نسمة في القرن الأفريقي، انفصلت عن الصومال منذ أكثر من 30 عاما، لكنه غير معترف بها دوليا كدولة مستقلة. وتعتبر الصومال أرض الصومال جزءا من أراضيها.

وجعل الرئيس الجديد لأرض الصومال، عبد الرحمن محمد عبد الله، الاعتراف الدولي أولوية.

وأكد مسؤول أمريكي مشارك في الجهود أن الولايات المتحدة كانت “تجري محادثة هادئة مع أرض الصومال حول مجموعة من المجالات التي يمكن أن تكون مفيدة للولايات المتحدة مقابل الاعتراف”.

وقال مسؤول في أرض الصومال إن حكومته لم يتم الاتصال بها وليست في محادثات بشأن استقبال الفلسطينيين.

الصومال
كانت الصومال داعما صريحا للفلسطينيين، وغالبا ما تستضيف احتجاجات سلمية في شوارعها لدعمهم. وانضمت البلاد إلى القمة العربية الأخيرة التي رفضت خطة ترامب ويبدو أنها وجهة غير محتملة للفلسطينيين، حتى لو وافقوا على الانتقال.

وقال مسؤول صومالي، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته إن البلاد لم يتم الاتصال بها بشأن استقبال فلسطينيين من غزة ولم تكن هناك أي مناقشات حول ذلك.

 

المصدر: RT

Previous مدرب بطل أفريقيا 2022.. أليو سيسيه مدربًا جديدًا للمنتخب الليبي Related Posts فانس: بايدن نام طوال فترة رئاسته وزوجته كانت تدير البلاد دولي 14 مارس، 2025 “تحالف الراغبين”.. المعارضة الأسترالية تنتقد سعي الحكومة لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا دولي 14 مارس، 2025 أحدث المقالات الولايات المتحدة وإسرائيل تتطلعان إلى توطين الفلسطينيين المهجرين من غزة في دول إفريقية مدرب بطل أفريقيا 2022.. أليو سيسيه مدربًا جديدًا للمنتخب الليبي تعاون ليبي بريطاني لتعزيز صناعة النفط وتحفيز الاقتصاد فانس: بايدن نام طوال فترة رئاسته وزوجته كانت تدير البلاد القاهرة تجدد مطالبتها بانسحاب القوات الأجنبية من ليبيا

ليبية يومية شاملة

جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all results

مقالات مشابهة

  • بحضور السفير القطري .. إفطار رمضاني بمسجد النور بمدينة بورتسودان – صور
  • النائب العام يبدأ جولة تفقدية للنيابات السودانية
  • النقل: إنهاء المرحلة الأولى من ميناء الفاو نهاية العام الجاري
  • "ستاربكس" تعوّض سائقاً بـ 50 مليون دولار
  • فوائد وأضرار تناول البصل على السحور في رمضان
  • أزمة في ميناء ممباسا بسبب قرار السودان وقف استيراد الشاي الكيني 
  • رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يتناول إفطار رمضان مع المواطنين في مدينة بورتسودان – فيديو
  • الحكومة السودانية تسمى ملحقين إعلاميين بمصر وإثيوبيا
  • الاعيسر يبحث مع اليونسكو التعاون في استعادة وترميم الآثار السودانية
  • الولايات المتحدة وإسرائيل تتطلعان إلى توطين الفلسطينيين المهجرين من غزة في دول إفريقية