تباطؤ ماكرون يبقي فرنسا على حافة الهاوية
تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT
يبدو أن الأحزاب السياسية المتخاصمة في فرنسا، لا ترغب بالتوصل إلى تسوية لإنقاذ الرئيس إيمانويل ماكرون من جحره، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز".
وتقول الكاتبة سيلفي كوفمان في تقريرها: "تشهد فرنسا ظروفاً استثنائية، فالرئيس ماكرون لا يتحدث.. والبلاد ليس بها حكومة.. والشعب الفرنسي لا يشتكي.. لكن على الأقل ليس بعد الآن".ففي يونيو (حزيران)، أطلق ماكرون مقامرة فاشلة بالدعوة إلى انتخابات برلمانية مبكرة "لتوضيح" نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي التي أسفرت عن فوز اليمين المتطرف الفرنسي.
ووفق التقرير، في غياب الأغلبية البرلمانية، وعدم قدرة رئيس الوزراء على النجاة من تصويت بحجب الثقة وعدم وجود إمكانية للدعوة إلى انتخابات جديدة لمدة عام آخر، التزم ماكرون الصمت بينما لا يزال يبحث عن مخرج من الأزمة التي صنعها بنفسه.
أما بالنسبة لزعماء الأحزاب السياسية الذين استشارهم على مدار الأسبوع الماضي، فلا يبدو أنهم استفادوا من روح حسن النية التي سادت البلاد خلال الألعاب الأولمبية.
ويشير التقرير إلى أن ما يجعل الموقف معقداً للغاية هو أنه ليس له سابقة في الجمهورية الخامسة، التي يحكمها دستور مصمم خصيصاً لشارل ديغول في عام 1958.
"Efforts by President Macron to shape a new French government have made little progress after the left opposition demanded power, the hard right vowed to block them and conservatives refused any deal with the president’s centrist bloc." #Summaryhttps://t.co/6aeccE5Rz8
— Agnes C. Poirier (@AgnesCPoirier) August 26, 2024 أزمة حقيقيةترى الكاتبة أن الأزمة الحالية كشفت عن نقاط ضعف النظام الدستوري الفرنسي، الذي بات يمثل مجرد وظيفة تنفيذية مزدوجة مقترنة بنظام التصويت بالأغلبية، في مشهد سياسي مجزأ.
"التعايش" الشهير الذي أجبر في ثلاث مناسبات رئيساً ورئيس وزراء من المعارضة على العمل معاً، كان ممكناً مع أحزاب قوية على اليمين واليسار، لكن تلك كانت حقبة أخرى، وفق التقرير.
وتلفت الكاتبة إلى أنه عندما وصل ماكرون إلى السلطة في عام 2017 من خلال الدوس على الأحزاب التقليدية المحتضرة من اليسار واليمين، لم يتخيل الرئيس الشاب أن ضعفها ذاته سيعود ليطارده بعد سبع سنوات من الحكم.
Paris fut libéré par tous ceux qui partageaient une certaine idée de la France, unis par un credo : la grandeur de la France, pour la liberté du monde. pic.twitter.com/k8FF1f5SZe
— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) August 25, 2024في السابع من يوليو (تموز)، حشد الناخبون الفرنسيون حشوداً ضخمة لحرمان حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف من الأغلبية، ومنعه من المطالبة بمنصب رئيس الوزراء، وكان هذا خبراً ساراً بالنسبة للرئيس الفرنسي.
أما الخبر السيئ فهو أنهم منعوا أيضاً الكتلتين الأخريين، الوسط واليسار، من الحكم، حيث لم يعد أي منهما يملك الآن ما يكفي من المقاعد في الجمعية الوطنية للوصول إلى الأغلبية المطلوبة.
لقد أعلن الناخبون الفرنسيون بوضوح ما لا يريدونه، لكنهم لم يقرروا ما يريدونه.
وفي بلدان أوروبية أخرى، يقع على عاتق الأحزاب السياسية مهمة التوصل إلى حل وسط لبناء الأغلبية، ولم تتمكن الأحزاب الفرنسية حتى الآن من القيام بذلك.
فهي ليست معتادة على هذه الممارسة فحسب، بل إن بعض قادتها أكثر اهتماماً بالحفاظ على فرصهم في الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2027 من محاولة تجميع أغلبية برلمانية هشة اليوم.
وبعد أن أصبح ماكرون مسؤولاً عن إيجاد رئيس وزراء توافقي في بيئة غير توافقية يتحمل المسؤولية عنها إلى حد كبير، رفض محاولة من جانب الجبهة الشعبية الجديدة اليسارية، وهي تحالف من أربعة أحزاب، لفرض مرشحها لرئاسة الوزراء.
ويبدو أنه قدم تنازلاً كبيراً بقبوله أخيراً، في محادثاته مع زعماء الأحزاب، أن أغلبيته السابقة خسرت الانتخابات في السابع من يوليو (تموز) وهو تحسن عن تحليله الأولي القائل بأنه "لم يفز أحد".
وهو على استعداد لقبول "نفحة من التعايش" مع أحزاب المعارضة، على حد تعبير أحد مستشاريه.
ولكن ما ليس مستعداً لقبوله هو التراجع عن الأجندة المؤيدة للأعمال التجارية التي روج لها على مدى السنوات السبع الماضية، وأهمها إصلاح نظام التقاعد الذي ناضل من أجله بشق الأنفس والذي لا يحظى بشعبية.
???????? French left denounces 'denial' of democracy after Macron refuses to appoint its candidate as PM
Macron attempted to fracture the left-wing alliance: a strategy that may be backfiring on him.https://t.co/fFClao2NdQ
ولكن تتساءل الكاتبة: "إلى متى يستطيع ماكرون أن يتصرف في الوقت نفسه كرئيس ورئيس وزراء وزعيم حزب، كما زعمت لوسي كاستيتس، المرشحة اليسارية لمنصب رئيس الوزراء؟ قبل أن تجيب إن "مجال المناورة لديه ليس واسعاً إلى هذا الحد".
وأضافت أن حسابات ماكرون بأن التحالف اليساري سوف ينفجر في نهاية المطاف، ويحرر الاشتراكيين السائدين من قبضة عدوه الراديكالي جان لوك ميلينشون، أثبتت بطئها في التحقق.
فالاشتراكيون الذين يعملون من أجل هذه الغاية، مثل الرئيس السابق فرانسوا هولاند، الذي أصبح الآن عضواً في الهيئة التشريعية، لا يفعلون ذلك لإنقاذ ماكرون.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الشعب الفرنسي كان صبوراً حتى الآن، ولكنه الآن يتوقع اتخاذ قرار.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية فرنسا ماكرون البرلمان الأوروبي اليمين المتطرف فرنسا ماكرون اليمين المتطرف البرلمان الأوروبي
إقرأ أيضاً:
قدّم الآن| منح استثنائية للباحثين المصريين في فرنسا
أعلنت هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار (STDF) عن منح استثنائية للباحثين المصريين لإعداد الأبحاث في فرنسا.
اجتماع طارئ لمناقشة موقف طلاب منح الوكالة الأمريكية صور| وزير التعليم العالي في زيارة تفقدية لمصابي غزة بمستشفى الناسوفتحت هيئة تمويل العلوم بالتعاون مع السفارة الفرنسية بمصر، باب التقدم للنداء الحادي عشر من برنامج أبحاث ما بعد الدكتوراة في فرنسا.
ويهدف النداء الحادي عشر إلى تعزيز التعاون مع فرنسا في مجالات حيوية تشمل: الطاقة، والزراعة، والأبحاث الصحية والطبية (لأغراض بحثية فقط)، وعلوم الأرض والفضاء، الفيزياء، الكيمياء.
كما تشمل المجالات المطلوبة: الأحياء، والرياضيات، والهندسة، والذكاء الاصطناعي، وعلوم الحاسوب، وعلوم البيانات، وتقنيات الاتصال، والتكنولوجيا الحيوية، والنانوتكنولوجي.
وصرح الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بأن هذا البرنامج يعكس رؤية مصر لتعزيز التعاون الدولي في مجال البحث العلمي.
وأشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي إلى أهمية هذه الشراكة مع فرنسا في رفع كفاءة الباحثين المصريين بما يخدم التنمية المستدامة.
وأوضح الدكتور ولاء شتا، الرئيس التنفيذي لهيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار، أن البرنامج يعد فرصة استثنائية للباحثين المصريين لتطوير مهاراتهم والتواصل مع المعامل الفرنسية الرائدة، مما يساهم في تحقيق نقلة نوعية في البحث العلمي بمصر.
ونوه رئيس هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا بأن البرنامج يمنح فرصة للإقامة في فرنسا لمدة تتراوح بين ستة إلى تسعة أشهر مع تمويل شهري قدره 1700 يورو، بالإضافة إلى تغطية تكاليف تذاكر الطيران، المعيشة، والتأمين الصحي.
شروط التقدم لمنح فرنساوتتضمن شروط التقديم في المنح الاستثنائية للباحثين المصريين في فرنسا ما يلي:
أن يكون الباحث مصري الجنسية. أن حاصلًا على درجة الدكتوراه خلال فترة لا تتجاوز عشر سنوات من تاريخ إغلاق التقديم. ألا يزيد عمر المتقدم للمشروع البحثي في فرنسا عن 45 عامًا. ضرورة إجادة اللغة الفرنسية أو الإنجليزية بما يتناسب مع متطلبات المشروع البحثي. ألا يكون المتقدم قد حصل على منحة سفر إلى فرنسا من الحكومة المصرية مسبقًا أو مشاركًا في مشروع آخر ممول من الحكومة الفرنسية.وذكرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أن آخر موعد لتلقي طلبات التقديم هو 16 فبراير 2025.
للاطلاع على جميع التفاصيل والشروط والمستندات المطلوبة (اضغط هنا).