قال الدكتور محمد مختار جمعة، عضو مجمع البحوث الإسلامية ووزير الأوقاف السابق، أن مبدأ الحق مقابل الواجب من أهم مبادئ العدالة التي تسهم في إصلاح المجتمع.

 

مختار جمعة: الأخذ بعين الاعتبار سلوك الشخص عبر مواقع التواصل قبل توظيفه علي جمعة: الإسلام دينًا يتمنى كل عاقل لو انتسب إليه الإسلام يؤكد على الوفاء بالحقوق المتقابلة


وأضاف جُمعة عبر صفحتى الرسمية على موقع الفيسبوك في حديثة حول مبادئ الإسلام في إصلاح المجتمع أن ديننا الحنيف يؤكد على الوفاء بالحقوق المتقابلة، حيث يقول الحق سبحانه : ” وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ” ( البقرة : 228)، ويقول سبحانه في الحديث القدسي : ” ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِ أَجْرَهُ “(رواه البخاري).

\

كما استشهدا أيضًا بقول نبينا صلى عليه وسلم في خطبة حجة الوداع :" ألا وإن لكم على نسائكم حقا ولنسائكم عليكم حقا" ( سنن الترمذي ) ،و خطب الإمام علي (رضي الله عنه ) يوما ، فقال : ” أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ جَعَلَ اَللَّهُ سُبْحَانَهُ لِي عَلَيْكُمْ حَقًّا بِوِلاَيَةِ أَمْرِكُمْ، وَ لَكُمْ عَلَيَّ مِنَ اَلْحَقِّ مِثْلُ اَلَّذِي لِي عَلَيْكُمْ، وَاَلْحَقُّ أَوْسَعُ اَلْأَشْيَاءِ فِي اَلتَّوَاصُفِ وَأَضْيَقُهَا فِي اَلتَّنَاصُفِ، لاَ يَجْرِي لِأَحَدٍ إِلاَّ جَرَى عَلَيْهِ ، وَ لاَ يَجْرِي عَلَيْهِ إِلاَّ جَرَى لَهُ، وَلَوْ كَانَ لِأَحَدٍ أَنْ يَجْرِيَ لَهُ وَلاَ يَجْرِيَ عَلَيْهِ لَكَانَ ذَلِكَ خَالِصاً لِلَّهِ سُبْحَانَهُ ”.


 من أخذ الأجر حاسبه الله على العمل


وأضاف جُمعة أن بعض الناس شاهدوا رجلا مسنًّا يزرع نخلة لا ينتظر أن يجني شيئًا من ثمارها في حياته ، فقيل له : وهل تنتظر أن تدرك جني ثمارها ؟ فقال الرجل : زرع من قبلنا فحصدنا ، ونحن نزرع ليحصد من بعدنا ، ” افعل ما شئت كما تدين تدان” .

وأشار جمعة أن ذلك يدل على قاعدة : أن من أخذ الأجر حاسبه الله على العمل، وأن العقد شريعة المتعاقدين، وقد أمرنا رب العزة بالوفاء بالعقود، فقال سبحانه : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ ” (المائدة : 1) ، وحذرنا سبحانه من خيانة الأمانات في العمل أو في غيره ، فقال سبحانه : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ” (الأنفال : 27).


الإسلام قائم على مراقبة الله في السر والعلن 


وتابع جُمعة أن  الإسلام قائم على مراقبة الله (عزوجل) في السر والعلن قبل مراقبة الخلق ، لأن الخلق إن غفلوا عن المراقبة أو المتابعة ، فهناك من لا يغفل ولا تأخذه سنة ولا نوم ، حيث يقول سبحانه : ” اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ ” (البقرة : 255) ، ويقول (عز وجل) ” مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاثَةٍ إِلا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ.

وانتهى جمعة إلى حاجتنا الماسة في هذا العصر إلى ترسيخ مبدأ الحق مقابل الواجب في كل مجالات حياتنا وعلاقاتنا، وبخاصة في مجال العمل، وفي مجال علاقاتنا الأسرية والاجتماعية، إذ لا يمكن للحياة ولا العلاقات أن تستقيم من جانب واحد، فيكون أحد الشقين معتدلا والآخر مائلا ، إنما تستقيم الأمور باستواء الجانبين معا، نؤدي الذي علينا حتى يبارك الله (عز وجل) في الذي لنا.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الحق الواجب محمد مختار جمعة ج معة صلى عليه وسلم يقول الحق سبحانه الله

إقرأ أيضاً:

تعرف على تفسير حديث «حرم على النار كل هين لين».. سر سعادة الإنسان في الدارين

الأخلاق العالية وسهولة التعامل واللين صفات لا يتميز بها إلا ممن كتب الله لهم السعادة في الدنيا والآخرة، لذا تميل الناس للشخص الهين والسهل ذو الروح البسيطة الذي ييسر الأمور، ويبتعد عن التعقيد، ويكون  في خدمة الناس دون تكبر منه وأذى، إذ ورد في حديث نبوي شريف عن أفضل الأشخاص عند الله سبحانه وتعالى، عن عبدالله بن مسعود-  رضي الله عنه قال: «حَرُم على النارِ كلُّ هيِّنٍ لينٍ سهلٍ قريبٍ من الناسِ».

تفسير حديث حرم على النار كل هين لين سهل قريب من الناس

وجاء في تفسير الحديث النبوي كما ورد في الموقع الرسمي للدرر السنية، حثنا الإسلام على الأخلاق الحسنة في المعاملة مع الناس وحسن معاشرتهم واللين معهم فقد أوضح الرسول صلى الله عليه وسلم من باب التأكيد صفة المعافي من النار فقال، إنه لا يدخل النار كل هين ومتواضع ومبسط للحياة و لين في معاملته مع الناس وسهل ذو روح بسيطة يقضي حوائجهم ويسهل أمورهم وقريب من الناس دون تكبر منه.

أهمية اللين والقرب من الناس في الإسلام

عندما يتحلى الإنسان بصفة اللين والقرب من الناس فقد يقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم، ويحقق أفضل اعمال الخير التي حثنا عليها الإسلام والشريعة الاسلامية والأخلاق، والقيم، والتسامح، تؤدي بصاحبها إلى الجنة لأن الإنسان وقتها يتعامل مع الله تعالى. 

مقالات مشابهة

  • كيف السبيل إلى رؤية رسول الله ؟
  • أزهري يوضح ثقافة الاعتذار في حياة الرسول (فيديو)
  • البدعة الا نتحتفل برسول الله
  • نرجو من الله سبحانه وتعالى الخير كل الخير في العام الدراسي الجديد وان يتوقف هدير المدافع ويعلو صوت الأقلام والكراريس والكتب
  • دعاء ثاني جمعة في ربيع الأول.. تفتح فيها أبواب السماء
  • المولد النبوي وطوفان الأقصى
  • الدهراوي يستقبل أمين السر الاتحاد الكويتي للكاراتية بمقر الاتحاد
  • تعرف على تفسير حديث «حرم على النار كل هين لين».. سر سعادة الإنسان في الدارين
  • نبي الإسلام.. سيرته وآثاره لمحمد حميد الله
  • هل اعتزل صلاح عبد الله التمثيل بسبب مرضه؟.. تصريح مثير يكشف السر (تفاصيل)