مختار جمعة: الإسلام قائم على مراقبة الله في السر والعلن
تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT
قال الدكتور محمد مختار جمعة، عضو مجمع البحوث الإسلامية ووزير الأوقاف السابق، أن مبدأ الحق مقابل الواجب من أهم مبادئ العدالة التي تسهم في إصلاح المجتمع.
وأضاف جُمعة عبر صفحتى الرسمية على موقع الفيسبوك في حديثة حول مبادئ الإسلام في إصلاح المجتمع أن ديننا الحنيف يؤكد على الوفاء بالحقوق المتقابلة، حيث يقول الحق سبحانه : ” وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ” ( البقرة : 228)، ويقول سبحانه في الحديث القدسي : ” ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِ أَجْرَهُ “(رواه البخاري).
كما استشهدا أيضًا بقول نبينا صلى عليه وسلم في خطبة حجة الوداع :" ألا وإن لكم على نسائكم حقا ولنسائكم عليكم حقا" ( سنن الترمذي ) ،و خطب الإمام علي (رضي الله عنه ) يوما ، فقال : ” أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ جَعَلَ اَللَّهُ سُبْحَانَهُ لِي عَلَيْكُمْ حَقًّا بِوِلاَيَةِ أَمْرِكُمْ، وَ لَكُمْ عَلَيَّ مِنَ اَلْحَقِّ مِثْلُ اَلَّذِي لِي عَلَيْكُمْ، وَاَلْحَقُّ أَوْسَعُ اَلْأَشْيَاءِ فِي اَلتَّوَاصُفِ وَأَضْيَقُهَا فِي اَلتَّنَاصُفِ، لاَ يَجْرِي لِأَحَدٍ إِلاَّ جَرَى عَلَيْهِ ، وَ لاَ يَجْرِي عَلَيْهِ إِلاَّ جَرَى لَهُ، وَلَوْ كَانَ لِأَحَدٍ أَنْ يَجْرِيَ لَهُ وَلاَ يَجْرِيَ عَلَيْهِ لَكَانَ ذَلِكَ خَالِصاً لِلَّهِ سُبْحَانَهُ ”.
من أخذ الأجر حاسبه الله على العمل
وأضاف جُمعة أن بعض الناس شاهدوا رجلا مسنًّا يزرع نخلة لا ينتظر أن يجني شيئًا من ثمارها في حياته ، فقيل له : وهل تنتظر أن تدرك جني ثمارها ؟ فقال الرجل : زرع من قبلنا فحصدنا ، ونحن نزرع ليحصد من بعدنا ، ” افعل ما شئت كما تدين تدان” .
وأشار جمعة أن ذلك يدل على قاعدة : أن من أخذ الأجر حاسبه الله على العمل، وأن العقد شريعة المتعاقدين، وقد أمرنا رب العزة بالوفاء بالعقود، فقال سبحانه : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ ” (المائدة : 1) ، وحذرنا سبحانه من خيانة الأمانات في العمل أو في غيره ، فقال سبحانه : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ” (الأنفال : 27).
الإسلام قائم على مراقبة الله في السر والعلن
وتابع جُمعة أن الإسلام قائم على مراقبة الله (عزوجل) في السر والعلن قبل مراقبة الخلق ، لأن الخلق إن غفلوا عن المراقبة أو المتابعة ، فهناك من لا يغفل ولا تأخذه سنة ولا نوم ، حيث يقول سبحانه : ” اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ ” (البقرة : 255) ، ويقول (عز وجل) ” مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاثَةٍ إِلا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ.
وانتهى جمعة إلى حاجتنا الماسة في هذا العصر إلى ترسيخ مبدأ الحق مقابل الواجب في كل مجالات حياتنا وعلاقاتنا، وبخاصة في مجال العمل، وفي مجال علاقاتنا الأسرية والاجتماعية، إذ لا يمكن للحياة ولا العلاقات أن تستقيم من جانب واحد، فيكون أحد الشقين معتدلا والآخر مائلا ، إنما تستقيم الأمور باستواء الجانبين معا، نؤدي الذي علينا حتى يبارك الله (عز وجل) في الذي لنا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحق الواجب محمد مختار جمعة ج معة صلى عليه وسلم يقول الحق سبحانه الله
إقرأ أيضاً:
الدكتور محمد وسام: سيدنا نوح أول من أطلق على مصر أم البلاد (فيديو)
أكد الدكتور محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن مصر هي «أم البلاد» وبلد مبارك ومحفوظ بفضل الله سبحانه وتعالى، مشيرًا إلى أنها تمثل مكانة عظيمة في قلب الأمة الإسلامية.
وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حلقة برنامج «مع الناس»، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء: «الله سبحانه وتعالى وصف مصر بأنها مقام كريم، وبأنها مبوَّأ صدق، وهذا الوصف يتجسد في تاريخها وحضارتها العريقة"، وسيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم دعا لأهل مصر وقال: 'استوصوا بأهلها خيرًا، فإن لهم ذمة ورحما».
وأشار الدكتور وسام إلى أن العرب خرجوا من رحم السيدة هاجر، أم العرب، التي كانت من مصر، لذلك «مصر هي أم البلاد، وهذا ليس كلامًا مبتدعًا، بل هو مستمد من التاريخ والدعوات النبوية، ففي الأشعار الوطنية التي يرددها الجميع، نسمع النشيد الوطني يقول مصر يا أم البلاد، وهو في الواقع مستوحى من دعوة سيدنا نوح عليه السلام، الذي قال في دعائه: 'اللهم اسكنه الأرض المباركة، التي هي أم البلاد، وهو ما يذكره التاريخ في كتب مثل فتوح مصر والمغرب».
وأضاف: «لقد حفظ الله مصر عبر العصور، ففي فترات مختلفة من التاريخ الإسلامي، كان جيش مصر هو الذي دافع عن الأمة الإسلامية، بدءًا من استرداد بيت المقدس من الصليبيين وصولًا إلى هزيمة التتار».
وأشار أيضًا إلى دور الجيش المصري في العصر الحديث، قائلاً: «رغم قلة عدده في بعض الفترات، إلا أن الله سبحانه وتعالى أيد الجيش المصري في معركة 1973، التي كانت بمثابة تجسيد لتحقيق النبوءات النبوية في تحقيق النصر».
واختتم الدكتور وسام حديثه قائلًا: «مصر محروسة بفضل الله، ولا زال أهلها يتحلون بحب كبير للمقدسات، وهذه المحبة تمتد عبر الزمان وتترجم عبر الأفعال».
اقرأ أيضاًخالد الجندي: رحلة الإسراء والمعراج كانت خارجة عن نطاق الزمان والمكان المعروفين للبشر
خالد الجندي: الصلاة في جماعة لها أجر عظيم إذ تساوي 25 صلاة