أنجلينا جولي تتعلم الغناء الأوبرالي لتجسيد شخصية ماريا كالاس
تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT
البندقية "رويترز": تعين على الممثلة الأمريكية أنجلينا جولي تعلم الغناء الأوبرالي للتحضير لتجسيد شخصية ماريا كالاس، وهي واحدة من أعظم مغنيات السوبرانو على الإطلاق، وقالت إنه كان الدور الذي تطلب أكبر قدر من الجهد والمثابرة في مسيرتها الفنية.
ويعرض فيلم "ماريا" من إخراج بابلو لارين الأيام الأخيرة من حياة كالاس في باريس حينما أدمنت العقاقير المضادة للقلق.
وقالت جولي لرويترز "هذا هو الدور الأكثر صعوبة وتحديا"، وذلك قبيل العرض العالمي الأول للفيلم في مهرجان البندقية السينمائي، وأضافت "كنت وكأنني على كوكب آخر لأن الفيلم كان يتجاوز حدود ما هو مريح بالنسبة لي كإنسانة وكفنانة".
وكانت جولي قد أخبرت لارين بأن بوسعها الغناء، لكنها أدركت أنها بحاجة إلى الوصول إلى مستوى مختلف، حيث استغرق التدرب على الدور سبعة أشهر.
وقالت جولي "كنت أعتقد أن بوسعي الغناء مثلما يغني الأشخاص في السينما.. يتظاهرون بالغناء أو يغنون قليلا. وبات واضحا للغاية في وقت مبكر أنني سيتعين علي حقا تعلم الغناء لأن من غير الممكن تزييف غناء الأوبرا".
ويقول لارين إنه عند سماع كالاس في الفيلم في قمة عطائها، فإن 95 بالمئة مأخوذ من التسجيلات الأصلية لمغنية السوبرانو، لكن حينما نسمعها في نهاية حياتها، فإن الصوت المسموع في الأغلب هو صوت جولي.
وفيلم "ماريا" هو واحد من بين 21 فيلما تتنافس على جائزة الأسد الذهبي المرموقة في مهرجان البندقية السينمائي الذي يستمر حتى السابع من سبتمبر.
الممثلة أنجلينا جولي تقف على السجادة الحمراء مع وصول عرض فيلم "ماريا" في المنافسة في مهرجان البندقية السينمائي 81 في البندقية بإيطاليا. "رويترز"
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
الحب في زمن التوباكو (3)
مُزنة المسافر
جوليتا: كان شجارًا عاديًا، خشيتُ أن تتشاجر عمتي ماتيلدا مع دخان التوباكو مجددًا، علّها تكتشف يومًا أن ما يُصدره التبغ هو هواء ملوث، وأن حياتنا الحلوة قد تكون حلوة دون رماد، ودخان وغليون وعيون مطالبة بالمزيد.
لا يوجد من مزيد، نحن نرقص ونغني لشعب التوباكو ممن يقطنون المكان، يا لهم من سكان، إنهم يدخنون مثل عمتي، ويأتوننا مساءً ليسمعوا غنائي، وإدراكي للقوافي، والمغنى الأصلي.
تقول عمتي إن الفلكلور هو المطلوب، وخلق الحروف الجديدة يربك الجمهور والحضور.
وهل من حضور غير تلك الوجوه المكررة؟ يا إلهي، كم هي مُهدِرة للوقت، جاءوا للتسلية أكثر من الاستماع، وهم وسط مغنانا يشعرون بالضياع. تقول عمتي إن الضياع مطلوب هذه الأيام وسط القصائد الصعبة، وأن الموسيقى لا بُد أن تجد لحنًا سهلًا يسيرًا، وتبتعد عن تلك الألحان التي تأتي بالمتاعب.
وأي تعب يا عمتي، غير التعب الذي أشعرُ به، وأنا أنحتُ على خشبة المسرح خطوطًا عريضة تناسب أي لحن تبتغينه، وقد حرمتني عمتي ماتيلدا من الغناء خلف النافذة، وصارت تخبرني أن الجمهور سيضجر ويمل من صوتي حين يرى أنه صوتٌ يُسمع للعامة في الشارع، ويُسمع كذلك في المسارح.
ما العمل يا ترى؟ وهل من إنسان رأى مجد عمتي ماتيلدا حين ترددُ بأحبالها الصوتية أغنيةً شعبية، وتُلقي بقصائدي في الوحل، لم أشعر بعدها بالوجل منها بتاتًا، وصار انتقامي لعبثها بموهبتي، هو أن أتحدث مع النادل الذي يعزف البوق جيدًا، وطلبت منه أن يتبع رقصي، ورسمي للحركات على المسرح، ومن ثم أبدأ أنا في الغناء، وحينها فقط شعرت بالسناء، ورددت كلمات الحب والاشتياق، والشعور بالانسياق لأي نغمٍ كان.
أفاقها هتاف البوق من قيلولة قصيرة، وجاءت للمسرح وصرخت في وجه العازف، أليس هو بعارف أنها النجمة الوحيدة، وأنني لم ألمع بعد حتى يكون لي عازفٌ خاص.
غرقتْ هي في الغيرة، وغرقتُ أنا في كتابة كلمات جديدة، وصارت فجأة عديدة، وامتدت للسقف، مع حروف راقصة وعاصفة، كان هذا بدايتي ببساطة في النجومية.
وصارت كلماتي أقل عبثية، وصارت تنسجُ العجائبية، وأرى جمهورًا يُردد ما أقول، وصرتُ أصول وأجول في المسرح، وأبدعُ في الميلان، وكأنني لم أعد إنسانًا؛ بل بتُ شيئًا يتحرك كثيرًا، مثل غزالٍ جميل، لا يمكن له أن يضيع وسط غابة مُعتِمة؛ لأن الأنوار كانت تتبعني، وتترصد وجودي وتخترق فؤادي الذي ينادي في مُناه بالغناء والألحان.