يمانيون/ تقارير واصل طيران العدوان السعودي الأمريكي في مثل هذا اليوم 29 أغسطس آب خلال عامي 2015م، و2016م، ارتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعية بحق الأطفال والنساء، بقنابله العنقودية وغاراته المدمرة، للمنازل والأسواق والمصانع والمزارع ومحطات الوقود، على محافظات صعدة وصنعاء وحجة والجوف وتعز.

 أسفرت عن 15شهيداً و33جريحاً وتدمير عدد من المنازل ومصنع للبلاستيك وخسائر مالية بالملايين، وموجة تهجير قسري لعشرات الأسر من منازلها في القرى والمناطق الحدودية، وقطع أرزاق العاملين، والمزارعين، ومضاعفة معاناتهم، ووأد الطفولة بأسلحة محرمة دولياً، أمام مرآ العالم، والمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والحقوقية التي لم تحرك ساكن طوال 9 أعوام من أبشع المجازر والانتهاكات الصارخة للشعب اليمني.

   وفيما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان بحق الشعب اليمني في مثل هذا اليوم:

   29 أغسطس 2015.. شهيدة في استهداف قذائف مرتزقة الغزاة منازل المواطنين بتعز:

في مثل هذا اليوم 29 أغسطس آب من العام 2015م، استهدفت قذائف مرتزقة العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي، منازل المواطنين في منطقة الكمب بمديرية مقبنة، محافظة تعز.

 أسفرت عن استشهاد امرأة وتيتيم أطفالها، وخوف ورعب في نفوس أهلها واقرابها، وموجهة من الحزن والأسى والقهر لدى كل أحرار الشعب اليمني، أمام عدو يقتل الشرف والعرض، خدمة للغزاة والمحتلين.

زوج الشهيدة يحدد مكان رقودها قبل الاستهداف، ووصول قذيفة مرتزقة العدوان التي نزلت عليها فيتمت أطفالها، وحرمتها من حق الحياة قائلاً: “الساعة 3 ونص، دخلت زوجتي ترقد في غرفتها، وبعدها سمعت القذيفة وما دريت إلا بالشظايا في صدرها، وكلها دماء، متابعاً ” الناس في بيوتهم أمنين، وهؤلاء يقتلونا، من الأرض ومن السماء، ويقطع حديثه بغصة وبكاء ودموع منهمرة كالجبال على خد رجل فقد حيلته وفارقته شريكة حياته بقذيفة غادرة”.

جرائم مرتزقة العدوان بحق النساء والأطفال والمدنيين في المناطق المحتلة والقريبة من خطوط النار أسفرت عن مئات الشهداء والجرحى، والماسي، ومضاعفة المعاناة، خلال 9 أعوام، في ظل تخاذل وتواطؤ المجتمع الدولي والأمم المتحدة عن سرعة وقف العدوان والحصار.

 29 أغسطس 2016.. 9شهداء وجرحى جلهم أطفال بغارات وعنقوديات العدوان على صعدة:

في مثل هذا اليوم 29 أغسطس آب من العام 2016م، ارتكب العدوان السعودي الأمريكي، 5 جرائم حرب متفرقة بحق أطفال ونساء وأهالي محافظة صعدة وممتلكاته، في مناطق متفرقة بمديريات سحار وكتاف وباقم، بغارته الجوية وقنابله العنقودية المحرمة دولياً.

ففي مديرية سحار استهدف طيران العدوان وقنابله العنقودية عدد من منازل المواطنين، ومحلاتهم ومزارعهم، ومحطة وقود، منها منزل الشيخ فارس مناع، أسفرت عن استشهاد5 أطفال في عمر الزهور، بانفجار قنبلة عنقودية، والأم وجرح طفلها وطفلتها، ودمار كبير في منزل مناع ومحطة الوقود ومحلات تجارية، وممتلكات ومنازل المواطنين المجاورة، وخسائر مالية بالملايين، وموجة من الحزن والخوف في نفوس الأهالي، ومضاعفة معاناتهم جراء التشرد والنزوح لعشرات الأسر.

فيما يقول أحد أقارب الشيخ فارس مناع : “غارات قتلت أم ويتمت طفليها الجريحين، وأهلكت الحرث والنسل، ومقومات الحياة، وعوامل البقاء، المنازل ومشتقات واغذية في آل مطيع ، ومزارع وسيارات، هذه إبادة جماعية، ومحاولة لتركيع الشعب اليمني، وهو ما لم يكن للعدو، مهما بلغت التضحيات، وطالت سنوات العدوان، وبيمننا وبينه الجبهات”.

   بأي ذنب قتلت!

وفي منطقة اخماس القى العدوان قنابله العنقودية على منطقة أخماس بالطلح، اغتالت 5 أطفال، أجسادهم لا تحتمل الرصاصة فكيف بقنبلة مرحرمة حولت براءة الطفولة إلى أشلاء ممزقة ودماء مسفوكة على التراب وفوق أوراق واغصان الأشجار وفي الحجار وما بقي من الحلوى.

 في هذا السياق يقول أب أحد الأطفال الشهداء: ” 5 أطفال منهم أبني اغتالتهم عنقودية محرمة بمنظرها الجذاب وشكلها الخاطف للأنظار وفضول الطفولة، فبأي ذنب قتلت الطفولة ووأدت بأخطر أنواع الأسلحة، ولكن هذا يؤكد لشعبنا اليمني ولكل أبناء الأمة أن العدو السعودي منخرط ومتناهي في تنفيذ سياسة واجندة اليهود الصهاينة ضد شعوبنا المسلمة، ولا حل انا إلا بتوحيد الصفوف، والمسؤولية كبيرة تهم الجميع وهي مواجهة هذا الاجرام وكشف المتواطئين، وعدم الانجرار لمشاريعهم الخبيثة”.

ترص جثث الأطفال الخمسة جثة جوار جثة ويرتص أهاليهم في طابور النظرة الأخيرة والوداع الأخير لفلذات أكبادهم والأمهات والأخوة ومن حضر تتفطر قلوبهم وتسيل عيونهم دماً ودمعاً، وكمداً وحزناً، أمام مشهد قاسي وجريمة إبادة جماعية لواقع ومستقبل اليمن.

 كتاف في هذه المديرية استهدفت غارات العدوان السوق العام وإحدى المزارع، أسفرت عن شهيد وخسائر مادية كبيرة، في بضائع التجار، ومحلاتهم، ومضاعفة الحصار على الاحتياجات الضرورية والخدمات الأساسية التي كان يقدمه السوق للأهالي، وما بقي منها سالماً شاهد على، مزاعم العدو بوجود مخازن أسلحة عند كل جريمة.

أحد أقارب الشهيد من داخل السوق المدمر يقول: “هذه محلات تجارية وعلى العالم أن يشاهد، هذه مواد غذائية، لا علاقة لها بالحرب، وليعرف العدو ومن يقف خلفه أن دماء شهداؤنا لان تذهب هدراً، وشعبنا معروف بقوة التحمل والصبر والمرابطة في سبيل الله”.

باقم في هذه المديرية استهداف العدوان بـ 8 غارات جرافة وسيارتين، على الطريق العام، حولتها إلى كومة من الحديد المتفحم والقطع المتشظية والمتناثرة، وحرمان أهالي المنطقة من خدماتها وحرية التنقل، وقطع السبيل.

يقول أحد الأهالي: “ممتلكاتنا ليست أغلى من دماء الشهداء والجرحى، ليست أهم من أطفالنا ونسائنا، ونحن شعب تربينا على الجهاد وثقافة الاستشهاد والعطاء في سبيل الله، وكل أملاكنا واموالنا وانفسنا رخيصة في تجارتنا الرابحة مع الله، وكل ما أوغل العدو الجبان في استهداف المواطنين زادت الجبهات قوة وزحماً على مختلف المستويات التعبوية والقتالية ، والعملياتية الفاعلة والمؤثرة على مسار المعركة”

تعمد العدوان ارتكاب أكثر جرائم الحرب والإبادة الجماعية ومحاولة التطهير الشامل لكل مقومات الحياة في مثل هذا اليوم ب محافظة صعدة، مشهد واحد عن مدى المعاناة التي لحقت بسكانها على مدى 9 أعوام متتالية.

   29 أغسطس 2016.. 3 جرحى بينهم مراسل صدق الكلمة بغارات العدوان على الجوف:

في مثل هذا اليوم 29 أغسطس آب من العام 2016م، استهدفت غارات العدوان السعودي الأمريكي، ممتلكات المواطنين في مديرية المتون محافظة الجوف، أسفرت عن 3 جرحى بينهم مصور قناة المسيرة أثناء أداء مهمته الإعلامية في المنطقة.

نقل الجرحة إلى أحد المستشفيات، وبينهم مراسل قناة المسيرة، الذي يقول مضرج بالدماء، ومربط بالشاشات، : “كنت في مهمة إعلامية لنغطي جرائم العدوان بحق المواطنين في الجوف، وبعدها لحقني الطيران وانا فوق دراجة نارية، فنزلت مرجل ، وطلعت إلى رأس تبة الجبل، فاستهدفنا الطيران بغارة، وهذا لن يعيق مسيرتنا الجهادية ولن نتخاذل في مسؤوليتنا مهما كانت التضحيات، ولن نفرط في قادم الإيام، وهذا شيء طبيعي أن حصل بحقنا، ونحن حاضرين للشهادة في سبيل الله ونتمناها في كل لحظة، ونحن نواجه العدو ومرتزقته”

ويتابع المصور الصحفي: “أمس حجب العدو قناة المسيرة، واليوم يستهدف طاقمها، وهذا يزيدنا عزم وإرادة وهمة لمواصلة مشوارنا، وتغطيتنا الإعلامية، فهذه قناة المستضعفين، قناة الشعب اليمني، قناة الاحرار في كل العالم”.

 استهداف غارات العدوان لأبناء الجوف والطواقم الإعلامية، أحد آلاف جرائم الحرب، بحق الإنسانية في اليمن، ومحاولة بائسة لإسكات صوت الحقيقة، وتغييب الصورة الشاهدة على بشاعة العدوان وإجرامه بحق الشعب اليمني، طوال 9 أعوام من المجازر وجرائم الإبادة الجماعية، الصمت المستدام للأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية والحقوقية والقانونية.

   29 أغسطس 2016..   32 شهيداً وجريح في استهداف غارات العدوان سوق ومصنع ومنازل المواطنين بصنعاء:

في مثل هذا اليوم 29 أغسطس آب من العام 2016م، استهدفت غارات العدوان السعودي الأمريكي، سوق ذهبان، ومصنع بلاستيك وعدد من منازل المواطنين، بثلاث جرائم متفرقة، في مديرية بني الحارث بصنعاء، اسفرت عن 7 شهداء و25 جريحاً، غالبيتهم أطفال ونساء، وخسائر مالية كبيرة، وحرمان عشرات الأسر من مصدر دخلها ومضاعفة معاناتها، في جريمة مركبة تقتل الشعب وتستهدف الاقتصاد.

    الأسواق اليمنية موت مترّقَب!!

ففي مديرية بني الحارث أسفرت غارتي طيران العدوان على سوق ذهبان، عن 7 شهداء وجرح 10 أخرين، ودمار مهول لحق بالسوق ومرفقاته، ومحلات تجارية ومخازن غذائية وعيادات ومغاسل، وجامع، وكل ما كان في السوق أو قريب منه، في التسوق الأخير.

 الشهداء 4 أطفال و3 نساء كانوا على متن سيارة بانتظار رب الأسرة، الذي دخل للسوق، لشراء بعض الاحتياجات، لكنه عاد ليشاهد سيارته وأسرته كرة نار تشتعل أمام ناظريه وأطفالها تتفحم أجسادهم ويقف عاجزن عن فعل شيء لإنقاذهم، في مشهد أصحاب الاخدود، يجسد بشاعة الطغاة في عصرنا الحاضر، كما كان غالبية الجرحى نساء وأطفال، لم يعودوا إلى أهاليهم بما ذهبوا لشرائه، بل لحقهم أهاليهم إلى غرف المشافي، ووجدوهم جراحات وحروق ودماء نازفة، ضاعفت معاناتهم، وأحبطت أحلامهم، غارات غادرة لعدو جبان، أمام مجتمع دولي وأمم متحدة، ومنظمات إنسانية وحقوقية، تعبر عن قلقها، في الإعلام وتستغل معاناة الشعب اليمني للمتاجرة بها، وممارسة الابتزاز وتحقيق مصالح القائمين عليها.

تجمع الجثث وينتشل الجرحى، والناس في حالة هلع ورعب، والمتسوقين أفواج كثيرة، كلاً يخاف على ذاته وأطفاله، ومن معه، أصوات الجرحى تصعد من هنا ومن هناك، الأبن ينادي أباه، والأب يدعو لبنته وكلهم جرحى، وبجوارهم شهداء، الدماء على وجوه البراءة، منظر تندى له جبين الإنسانية”.

احد رجال الأمن المنقذين يرفع شعر النسوة وادمغتهن من بين الدمار التي سحقتها وقطعتها شظايا الغارة، وهو يقول : “ايش ذنب هؤلاء النساء يقتلن بهذه البشاعة ، قلوب الشعب اليمني، أمام هذا الاجرام، تملؤها النخوة والغيرة والشجاعة والعزة والشرف، والجهاد في سبيل الله، وسيأخذون بكل جرائم العدوان في الجبهات”.

  مصنع الوفاق للصناعات البلاستيكية هدف للقصف:

وفي اليوم ذاته الساعة الـ 11 ظهراً، استهدفت غارات العدوان مصنع البلاستيك، بالمديرية ذاتها، أسفرت، عن إصابة عدد من العمال، ودمار كبير في مكائنه ومعداته ومحلقاته ومخازنه، وهناجره، وخسائر بالملايين، وقطع أرزاق عشرات الأسر ومضاعفة معاناتها، وتضرر عدد من الممتلكات المجاورة، في جريمة حرب مكتملة الأركان، وغياب الجهات الإنسانية والحقوقية.

سكان حي جدر يستفيقون على غارات سعودية أمريكية، قضت على المصنع بمعداته وخسائر تقدر بما يزيد عن المليون دولار، وإصابات العمال لم تكن نهاية الأوجاع بل بداية مع آلام التشرد والبطالة، وحرمان عشرات الأسر من مصدر رزقها الذي كانت تأكل من رواتبه وتشرب وتلبس، وتتعالج.  

وصلت أضرار الغارات إلى منازل المواطنين، وأسفرت عن 15 جريحاً غالبيتهم نساء وأطفال، في جريمة مركبة، تستهدف الاقتصاد اليمني، وتحرم المواطنين من فرصة العمل.

يقول أحد عمال المصنع: “طيران العدوان استهدف هناجر المصنع وسيارات عرس فيها نساء وأطفال، وكلها أعيان مدنية لا وجود فيها لأي جوانب عسكرية، كما يزعم ويدعي في وسائل إعلامه، ليغطي على جرائمه الوحشية، بل هؤلاء نساء 4 بدون رؤوس كن خارجات من العيادة، الله المستعان، المحلات والمجزرة، والعيادة وكل ما في السوق تدمر”.

استهداف مصانع البلاستيك هو استهداف للأعيان المدنية، وجريمة حرب مكتملة الأركان، تفضح مخططات العدو المستمرة في تعميق الحصار وفرض معادلة ضاغطة في الجانب الاقتصادي، يزيد معاناة الشعب اليمن، ويضغط على قياداته السياسية والعسكرية.

أهالي الأحياء المجاورة في حالة ذهول ورعب لا تستوعب، وهم يشاهدون منازلهم المتضررة، والدماء والجثث في الشوارع العامة والطرقات، على طول حي ذهبان.

حي سكني هدف للعدوان:

 أما في استهداف غارت العدوان على منازل المواطنين في حي بئر الماذخ، منطقة الروضة، بالمديرية ذاتها، أسفرت عن أضرار مادية ومعنوية، في نفوس وممتلكات المواطنين، وموجة نزوح وتشرد، ومضاعفة المعاناة.

يقول أحد الأطفال من سكان الحي: “ كنا أمنين، بأمان الله، وأول ما جت الغارات هربنا حافيين من المنازل، لم نبقى نتفرج بعد أن وصلت الغارتين، وقلنا الآن يضرب بغارة ثالثة، وكنا ننتظر أن نستشهد، ولكن الله يخذلهم وينصرنا عليهم”.

مسن تضرر منزله يقول: “لو الشعب اليمني  قيمة الصواريخ التي ضربوها عليه لحرروا الأقصى عشرين مرة ، في يوم من المحتل الصهيوني، صواريخ العدو دمرت الحي وهزت كل المنازل، ما هذا الحقد والكراهية، الشظايا دخلت إلى فوق أطفالنا ونحن راقدين، وكل منازل الحارة تضررت”.

3 جرائم في وقت واحد على أماكن متفرقة بمديرية بني الحارث، تعكس للعالم مدى مظلومية الشعب اليمني، طوال 9 أعوام أرتكب فيها العدوان آلاف جرائم للإبادة الجماعية، والمجازر الوحشية، دون أي تحرك أممي ودولي لمحاسبة مجرمي الحرب وقياداتها في محكمة العدل الدولية.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: العدوان السعودی الأمریکی استهدفت غارات العدوان منازل المواطنین طیران العدوان المواطنین فی الشعب الیمنی فی سبیل الله العدوان على الشعب الیمن فی استهداف فی مدیریة أسفرت عن یقول أحد عدد من

إقرأ أيضاً:

من فيتنام إلى اليمن.. عندما تُهزَمُ أمريكا أمام الشعوب الحرة

يمانيون../
تناول الإعلامي حميد رزق في حلقة يوم السبت، 19 إبريل 2025م من برنامج [الحقيقة لا غير] الذي يُعرَضُ يوميًّا على شاشة قناة “المسيرة” الساعة السابعة والنصف مساءً، التاريخَ الحديث والحالي للإجرام الأمريكي، ورسالة الشعب اليمن العظيم في وجهِ دولة العدوان أمريكا المجرمة والقاتلة.

وتطرق إلى بعضِ النماذج التاريخية التي توضحُ ضَعفَ وهزيمة دولة العدوان أمريكا أمام الشعوب الحرة، وكيف كانت بداية الورطة الأمريكية في فيتنام؟، التي أصبحت درسًا تاريخيًّا للشعوب الحرة حين قصمت ظهر الغطرسة الأمريكية آنذاك.

في مشهد تاريخي يوثّق واحدةً من أهم اللحظات التاريخية والهامة، لمرتزِقة أمريكا في فيتنام، والذي يؤكّـد أن إرادَة الشعوب لا تُهزَم، وأن دولة العدوان أمريكا مثل اللِّص، إذَا وجد أهلَ البيت خائفين من تهديده، يقوم بسرقة ما يريد وربما يرتكب جرائم بحق أهل البيت أنفسهم قبل أن يغادر بما سرق، زاعمًا أنه سجَّل انتصاراتٍ وفَرَضَ الهيمنة على مَن قام بسرقتهم.

هذا هو حال أمريكا اليوم أمام مَن يخضعون لها، ولكنها أمام الشعوب الحرة ممن تمتلك الحضاراتِ الراسخةَ والأصيلة، تضطرُّ للهروب، وتترك مرتزِقتها وأدواتها لمصيرهم المحتوم، وهذا ما يؤكّـده المشهد الذي يوثّق إقلاع وهروبِ آخر طائرة مروحية أمريكية، التي كانت على سطح السفارة الأمريكية في سايغون عاصمة جنوب فيتنام.

تلك الطائرة المروحية التي قامت بالإجلاء الجوي للأمريكيين فقط، على الرغم من تكدس العشرات من المرتزِقة الفيتناميين على سطح السفارة، ولكن الشيطان الأمريكي تنكّر لهم وتركهم لمصيرهم.

لذلك وقبل الوقوف مع التجربة والمحطة التاريخية التي سقطت فيها أمريكا تحت أقدام الشعب الفيتنامي العريق والصُّلب والمقاوم والشجاع، في ستينيات القرن الماضي.

لا بد من المرور عبرَ التاريخ الحديث، إلى مجزرة الإجرام الأمريكي، في ميناء رأس عيسى، تلك المجزرة المروعة والوحشية التي طالت عشرات المدنيين من العمال والموظفين والمواطنين في تلك المنشأة المدنية والمكشوفة.

مجزرة غير مسبوقة، ارتكبها العدوان الأمريكي، جراء استهدافه المباشر منشأةً مدنية، محمية بموجبِ القوانين الدولية والإنسانية، وبموجب كُـلّ الشرائع. ومع ذلك، يخرج الأمريكي يستعرض أمام العالم ويعلن استهداف هذه المنشأة، ويتحدث عن تدميرها وقتل المدنيين بكل وقاحة وإجرام وسقوط أخلاقي وإنساني.

ومن خلال مشاهد هذه المجزرة، فقد قرأ العالَمُ دليلَ فشل وإخفاق أمريكي، أكثرَ من كونه دليلَ حِقدٍ على الشعب اليمني، من خلال قتل المواطنين والعمال ثم بعد ذلك استهداف المسعفين وطواقم الإنقاذ. هذا الاستهداف لمنشأة حيوية مدنية، هو استهداف للشعب اليمني؛ كون المنشأة مرتبطة بحياة أكثر من 30 مليون يمني.

ولهذا فَــإنَّ الأساليب التي تمارسها إدارة المعتوه والمجرم ترامب اليوم، هي نفس الأساليب التي كان يستخدمها العدوان السعوديّ خلال السنوات الماضية، حَيثُ كان يهرب من فشله إلى محاولة تصفية الحسابات مع الأبرياء والمدنيين، أَو محاولة ترهيب الشعب اليمني بالجرائم السابقة.

ولكن بعد عشر سنوات من العدوان الأمريكي، ربما إدارة المعتوه لا تدري أنها تحصد النتائج العكسية، وأن الشعب اليمني -بما في ذلك ضحايا عدوانها وإجرامها- لن يتراجع عن مواقفه الدينية والإنسانية والمبدئية تجاه إخوانهم في غزة وفلسطين المحتلّة.

لا حَـلَّ أمامَ العدوان الأمريكي سوى هذا الموقف والتماسك، والتوحد خلف قيادتنا الحكيمة والمباركة، والاعتصام بالله والتوكل عليه، والتلاحم والوحدة بين الشعب والقيادة في كُـلّ الساحات والميادين.

وهذا أَيْـضًا ما جرَّبه الشعبُ اليمني العظيم والمجاهد، خلال تسع سنوات من العدوان الأمريكي السعوديّ السابق، ومع الصبر والثبات انتصر، وأصبح اليوم بموقفه المشرِّف مع غزة، ملهمًا لشعوب العالم وأحرارها، ويُعيد الاعتبار لقيم الحق والإنسانية بعدما هزم الجميع وهرب الجميع وتراجع الجميع.

ولكي نرى هشاشة وضَعف أمريكا أمام الشعوب الحرة كما جرى في فيتنام، يجب العودة إلى بعض النماذج التاريخية التي توضح ضعف وهزيمة أمريكا أمام الشعوب الحرة، التي ثبتت وواجهت على أرضها وعرضها، فكانت النتيجة أن سطَّرَها التاريخ نموذجًا لا يُنسى وتجربةً لا تُمحَى من ذاكرة الأمم والشعوب، ومن وعي وشعور المجرمين أَيْـضًا، حَيثُ يستحيل على أمريكا نسيانُ ما حَـلَّ بها على أيدي الثوار في فيتنام، عندما قرّرت استخدامَ القوة المفرطة والإجرام والقصف والتوحش لإجبار الفيتناميين على الاستسلام، ولكنها فشلت بل هُزمت واندحرت من هذا البلد الفقير والمستضعَف في تلك الفترة.

هناك تشابُهٌ نوعًا ما بين التجربة اليمنية وما جرى في فيتنام، التي قسمها المستعمرون إلى قسمين، الشمال كان تحت الأحرار والثوار الفيتناميين، وفي الجنوب نصَّبت أمريكا رئيسًا دُميةً، تمامًا مثل المرتزِق العليمي الموجود تحت حماية الاحتلال في عدن المحتلّة.

حَيثُ تبنَّت أمريكا النظامَ العميلَ والمرتزِق في سايغون عاصمة فيتنام الجنوبية، ووفَّرت أمريكا للمرتزِقة الدعمَ العسكريَّ والاقتصادي، وكان الهدف الزحف نحو مناطق الأحرار في شمال فيتنام، والقضاء على الثوار.

التشابه بين التجربتَينِ في اليمن وفي فيتنام ليس من حَيثُ العدوانِ الأمريكي المباشر فقط كما هو حاصلٌ حَـاليًّا، بل من خلال محاولةِ أمريكا وأدواتها، تقسيمَ اليمن إلى شمال وجنوب، وَأَيْـضًا من خلال قيام أمريكا بتنصيب نظامٍ عميل ومرتزِق في سايغون عاصمة فيتنام الجنوبية، كذلك من خلال تجهيز جيش من المرتزِقة والعملاء كما هو حاصل في اليمن حَـاليًّا.

والمفارقة اللافتة في التجربتين أنه في فيتنام فشل الرئيس الأمريكي أيزنهاور، واليوم التاريخ يعيد نفسه في اليمن؛ أيزنهاور يفر ويهرب أمام الشعب اليمني وقواته المسلحة، ولكن هذه المرة لم يكن الرئيس أيزنهاور، بل أيزنهاور حاملة الطائرات الضاربة والجبارة التي تحمل اسم ذلك الرئيس.

وأمام الفشل العسكري كان الأمريكيون يهربون إلى التوحش وارتكاب المجازر والإجرام بحق المدنيين الفيتناميين، وهذا نفسُ السلوك الذي تمارسه اليوم أمريكا في عدوانها على اليمن، فما كان يعملُه العدوّ الأمريكي في فيتنام، نراه اليوم يفعلُه في اليمن كما حدث في مجزرة رأس عيسى.

والمجازر والجرائم التي كان يرتكبها العدوّ الأمريكي في فيتنام، ما هي إلا هروبٌ من الفشل العسكري إلى التوحش والإجرام، ومحاولة إرهاب الشعب الفيتنامي وكسر إرادته، ورغم ذلك لم يكن يعلم الأمريكيون أنهم وقعوا في ورطة ستكلفهم هزيمة تاريخية لا تزال هي الأكثر حضورًا في ذاكرة ووجدان الشعوب الحرة على مستوى العالم حتى اليوم.

في فيتنام -ووفق اختلال موازين القوة والقدرة- راهنت أمريكا على أمرين: الأول قدرتها على ارتكاب المجازر وعلى التدمير، على أَسَاس أن القوة والقدرة على القتل والتدمير ستجبر الشعب على الاستسلام.

الأمر الآخر هو المرتزِقة من خلال دعمهم وتمويلهم ليخوضوا المعركة البرية بالنيابة عن الجيش الأمريكي الذي كان يريد أن يكتفي بالعمليات الجوية، ولكن المرتزِقة كانوا أضعف بكثير من أن يصمدوا أمام عنفوان وثبات الأحرار والثوار في شمال فيتنام.

وعن أسباب العدوان الأمريكي على فيتنام، يؤكّـد الإعلامي حميد رزق، أن العدوان الأمريكي على فيتنام، بدأ بذريعة أن الثوار هاجموا السفنَ الأمريكية، في البحار وبالبارجات الأمريكية التي أرسلتها واشنطن في تلك الفترة إلى خليج تولكين، وكان الهدف استعراض ومحاولة إرهاب الثوار في فيتنام.

بذريعة مهاجمة السفن الأمريكية قرّرت أمريكا توسيع العمليات العدوانية ضد الشعب الفيتنامي والثوار في الشمال. أما مرتزِقة فيتنام فهم مثل أي مرتزِق في العالم يقاتلون مقابل مكاسب مالية أَو مادية، ويحملون نفسية مهزومة ومنكسرة، وبعد كُـلّ الخسائر العسكرية والاقتصادية التي لحقت بالجيش الأمريكي، وجدت أمريكا نفسها تدفع فاتورة ثقيلة جِـدًّا من جيشها، وهيبتها، ومكانتها كقوة عظمى في العالم، كما دفعت من اقتصادها ثمنًا باهظًا يزيد عن 130 مليار دولار على الحرب، في ورطة مكتملة الأركان في شمال فيتنام.

وعلى الرغم من الإمْكَانيات الاقتصادية والعسكرية والتطور العسكري الهائل في أمريكا، حتى كان الأمريكيون يعتقدون أن بإمْكَانهم سحق الثوار والشعب الفيتنامي، الذي تعرض آنذاك لأبشع مجازر الإبادة الجماعية، ولأنواع الجرائم بحق أبنائه بما في ذلك النساء والأطفال. وارتكب الأمريكيون حرب إبادة وحشية بحق قرى ومدن بأكملها.

فشلت أمريكا وجيشها ومرتزِقتها، رغم أنها تمتلك الطائرات العملاقة منها البي2 الشبح والقاذفات بي 52 والسفن الحربية والصواريخ، وهُزمت أمام إرادَة الشعب الفيتنامي المستضعَف.

وما بين تجربة شعب فيتنام، والتجربة اليمنية، نعيش حالة انتصار اليمن على هيبة أمريكا، التي أصبحت تحت أقدام أبطاله، وهذا ليس قليلًا ولا هينًا ما يفعله اليمن في هذه المرحلة التي يشهد العالم فيها هزيمة أمريكا في البحرَين الأحمر والعربي، واحتراق بارجاتها وحاملاتها، وإعطاب بعضها وإجبار أُخرى على الانسحاب.

اليمن يُسقِطُ كُـلّ يوم هيبة أمريكا بإسقاط طائراتها في سماء مختلف المحافظات اليمينة، وأفشل أمريكا في مهمتها لحماية العدوّ الإسرائيلي، وفي كسر إرادَة الشعب الذي يخرج بالملايين متحديًا ومواصلًا هذا الموقف.

ومع الأيّام فَــإنَّ التاريخ سيطوي التجربة الفيتنامية ويسطِّـرُ التجربةَ اليمنية، ويتحدث عن تجربة هذا الشعب العظيم وقيادته العظيمة ومجاهديه الأبطال.

مقالات مشابهة

  • معركة الثقافة والمصطلحات.. ما سر انزعاج العدو الإسرائيلي من الأسماء الأصلية للمدن الفلسطينية؟
  • ما تعرضت له الموانئ اليمنية من استهداف وتدمير ممنهج منذ العام 2015م يندرج في إطار جرائم الحرب الكبرى
  • يحدث الآن.. طيران العدوان الأمريكي يشن سلسلة غارات على اليمن (أماكن الاستهداف)
  • وزيرا الإعلام والصحة يناقشان أوجه التعاون الإعلامي والصحي في ظل التصعيد الأمريكي على اليمن
  • وزيرا الإعلام والصحة يناقشان أوجه التعاون في ظل التصعيد الأمريكي على اليمن
  • اجتماع يناقشان أوجه التعاون الإعلامي والصحي في ظل التصعيد الأمريكي على اليمن
  • 12 شهيدا بغارات إسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر اليوم
  • من فيتنام إلى اليمن.. عندما تُهزَمُ أمريكا أمام الشعوب الحرة
  • بوعيه والتفافه حول قيادته.. الشعب اليمني أكثر تماسكا أمام حملات التضليل والأبواق الحاقدة
  • جرائم العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في مثل هذا اليوم 22 أبريل