تقرير رسمي يعري فضائح مالية بأحد أهم المجالس الترابية بالمملكة
تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT
أخبارنا المغربية - محمد اسليم
نشر تقرير صادر عن المجلس الجهوي للحسابات بجهة الرباط سلا القنيطرة، لائحة موظفين جماعيين أشباح يتلقون رواتبهم الشهرية من مالية جماعة الرباط رغم وفاة بعضهم واحالة البعض الآخر على التقاعد لشهور طويلة.
ذات التقرير أشار كذلك إلى عدم أداء المجلس المذكور للمساهمات المستحقة بشكل منتظم لصناديق التقاعد ضدا على القانون الذي يشدد على كون هاته المساهمات نفقات إجبارية بالنسبة للجماعة، إذ تم الوقوف على ازيد من 300 حالة تعاني من مشكل المساهمات لدى الصندوق المغربي للتقاعد أو النظام الجماعي لمنح رواتب التقاعد.
للإشارة، فهاته الوضعية غير السليمة دفعت عددا من المتقاعدين لإيداع شكاياتهم بالجماعة مباشرة، فيما لجأ البعض الآخر لتقديم شكايته عبر مؤسسة وسيط المملكة.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
مظاهر التمييز في الولائم وأثرها على بهاء المجالس
عباس المسكري
من شمائل المروءة، ومحاسن الأخلاق التي توارثتها الأجيال عبر الزمن، إكرام الضيف والإحسان إليه بلا تمييز ولا مفاضلة. فالضيافة في ثقافتنا ليست مجرد طعام يُقدم، بل رسالة محبة، وعربون مودة، وعنوان لرفعة النفس وسُّمو الخلق.
وقد أَلِفَ الناس أن تكون الولائم، ولا سيما في مناسبات الأفراح، ساحةً تجمع القلوب على السواء، ومقامًا تسمو فيه الأرواح فوق الاعتبارات الدنيوية، فلا مكان فيه لتفاضل بين حاضر وغائب، ولا لتمييز بين مكرَّم ومفضول.
غير أن المتأمل في بعض مظاهر زماننا، لا تخطئ عينه مشاهد التمييز الذي تسلل إلى بعض المجالس، فخص بعض الضيوف بعناية زائدة، وأغفل سواهم، في مشهد لا يليق بروح الضيافة النقية، ولا ينسجم مع معاني الكرم التي بها تعلو المجالس وتزدان.
في مشهد تتجلى فيه مظاهر الاحتفاء والسرور، يجتمع الناس على مائدة واحدة في مناسبات الزواج والولائم العامة، حيث يُفترض أن تكون هذه اللحظات عنوانًا للوحدة والمساواة بين الحاضرين. إلا أنَّ بعض الممارسات الدخيلة بدأت تبرز بشكل لافت، ومنها التمييز بين الضيوف في تقديم الطعام؛ إذ يتم تخصيص أصناف خاصة من الرز واللحم للوجهاء وأعيان المجتمع، بينما يقدم لبقية الضيوف طعاماً أقل جودة أو اختلافًا في العناية بالتقديم.
إن مثل هذا السلوك، في حقيقته تصرف غير محمود، لما فيه من إشعار الآخرين بالدونية أو التقليل من قيمتهم، وهو ما يتنافى مع أبسط مبادئ الكرم والأدب؛ فالضيافة الأصيلة تقوم على الإحسان إلى الجميع بلا تمييز، وعلى التعامل مع الضيوف جميعًا بالاحترام ذاته، بغض النظر عن مكانتهم الاجتماعية أو مناصبهم.
كما إنَّ وجود هذا التباين في مجلس واحد يبعث على الاستغراب، بل وقد يفسد المقصد النبيل من إقامة الوليمة، ويزرع شعورًا بالتحرج أو الامتعاض في نفوس البعض، مما قد يترك أثرًا سلبيًا على العلاقات الاجتماعية، خلافًا لما يُرجى من هذه المناسبات من تعزيز للألفة والمحبة.
وعليه، فإنَّ الواجب يحتم على من يُقيم الولائم أن يحرص على معاملة ضيوفه بالسوية، وأن يبتعد عن مظاهر التمييز التي قد تسيء للغرض الأساسي من الدعوة، وهو الإكرام والمودة والتقدير الصادق لكل من لبّى الدعوة، كبيرًا كان أو صغيرًا، وإذا كان هناك رغبة في إظهار مزيد من الكرم والخصوصية لبعض الشخصيات المعتبرة، الأولى أن يتم تخصيص مجلس مستقل لهم بعيدًا عن بقية الضيوف، حفاظًا على مشاعر العامة، ومنعًا لما قد يشعر به البعض من استصغار أو إحساس بالتمييز الذي لا يليق بمقام الضيافة الكريمة.