في خطوة جديدة نحو المضي في طريقها للوصول إلى الحياد الصفري الكربوني بحلول 2050، أعلنت سلطنة عُمان ممثلة بهيئة البيئة خلال الأسبوع الماضي عن الانتهاء من إعداد المسوّدة النهائية للإطار السياسي العام لتسجيل وإصدار شهادات خفض الكربون وفقًا للبند السادس من اتفاقية باريس، ويعزز هذا الإطار مسار سلطنة عُمان نحو مستقبل خالٍ من الانبعاثات الكربونية، كما تحمل هذه الخطوة أهمية في دعم التكامل ما بين الاستدامة البيئية والمالية الاقتصادية، حيث تسعى سلطنة عُمان من خلال هذا الإطار إلى أن تصبح مركزا بارزا لتجارة الكربون في الشرق الأوسط، وتواكب بذلك الاهتمام العالمي المتزايد بأسواق الكربون الطوعية مما يعزز جهود الحياد الصفري والتزامات سلطنة عمان الدولية ضمن "اتفاقية باريس" التي دعت الاقتصادات العالمية عبر السياسات والتشريعات وإعادة تشكيل النماذج الاقتصادية لخفض الانبعاثات واحتواء ظاهرة الاحترار العالمي.

ضمن سعيها للمساهمة بدور كبير في جهود العالم لاحتواء تبعات التغير المناخي، انضمت سلطنة عمان لاتفاقية باريس بعد التصديق على الاتفاقية بموجب المرسوم السلطاني رقم 28/ 2019، وتعمل الاتفاقية على تعزيز الخطط الوطنية بشكل متزايد لمعالجة تغير المناخ من خلال تقرير المساهمات المحددة وطنيا، ومن بين المساهمات التي تحددها كل دولة أن يتخذ كل بلد إجراءات تهدف إلى الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، وبناء القدرة على التكيف مع آثار ارتفاع درجة حرارة المناخ. ويأتي إعداد الإطار السياسي التزاما من سلطنة عمان بمساهماتها المحددة وطنيًا في اتفاقية باريس واهتمامها بالمشاركة في التعاون الدولي الطوعي لسوق الكربون، وقدمت سلطنة عمان الإصدار الأول للمساهمات المحددة وطنيا في عام 2015 وتعهدت بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بين عامي 2020 و2030، وكجزء من الإصدار الثاني لمساهمات سلطنة عمان المحددة وطنيا، والمقدمة في يوليو من عام 2021 قامت السلطنة بوضع خطط محددة لتحقيق هذا الهدف وفقا لمستهدفات الاستدامة في رؤية «عُمان 2040»، كما توجت سلطنة عُمان جهودها نحو الحد من التغيرات المناخية بإقرار استراتيجيتها الوطنية للوصول للحياد الصفري بحلول عام 2050، واستراتيجيتها الوطنية للطاقة لتقليل انبعاثات الكربون من قطاع الطاقة وتعزيز الانتقال التدريجي إلى اقتصاد منخفض الكربون بهدف تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 7 بالمائة بحلول عام 2030.

ما هي أسواق الكربون وما الفرص التي توفرها وتجعلها سوقا مستهدفة؟

يرتبط الاهتمام بأسواق الكربون بجهود تعزيز الاستدامة البيئية وإمكانية تحقيق عائدات من خلال إدارة أرصدة الكربون في نفس الوقت، وهناك أنواع عديدة من أسواق الكربون وسياسات عديدة تتبعها الدول، ويتم من خلالها إدارة خفض الكربون وفقا لأنظمة وتوجهات الدول ومتطلباتها التنموية، فهناك دول تتبنى سياسة التسعير الإجباري للكربون، والذي يحدد سعرا للانبعاثات يتم دفعه من خلال ضرائب محددة تلتزم بها الشركات التي تسبب انبعاثات مرتفعة أو يكون عليها أن تقوم بتقليص الانبعاثات أو حجم نشاطها، أما أسواق الكربون الطوعية فهي تمثل توجها متزايدا من قبل العديد من الدول، ويعتمد إنشاء هذه السوق الطوعية على إصدار شهادات معتمدة تحدد مستويات الانبعاثات الكربونية للشركات والكيانات المختلفة، ومع تباين معدلات الانبعاثات، ينشأ العرض على أرصدة الكربون من خلال وجود رصيد كربون أقل من الشركات أو الجهات ذات الانبعاثات المنخفضة، كما ينشأ الطلب من الجهات ذات مستويات الانبعاثات الكبيرة، وباستخدام الشهادات المعتمدة لأرصدة الكربون يتم إدراج حجم الأرصدة في سجلات، ويمكن تبادل الأرصدة وبيعها وشرائها بين الجميع، وهو ما يكوّن أسواق الكربون الطوعية.

وأشار تقرير "حالة واتجاهات تسعير الكربون 2024" الذي أصدره البنك الدولي هذا العام إلى أن إيرادات تسعير الكربون في عام 2023 سجلت رقماً قياسياً قدره 104 مليارات دولار. وقد تم تفعيل 75 أداة لتسعير الكربون على مستوى العالم. وتم استخدام أكثر من نصف حصيلة الإيرادات لتمويل البرامج المرتبطة بالمناخ والطبيعة.

كما أوضح التقرير أن نظم التجارة في الانبعاثات -التي يشار إليها أحيانا بنظم السقوف والمبادلات أو أسواق الكربون- تتضمن وضع حد أقصى لمجموع الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، وتسمح للصناعات ذات الانبعاثات المنخفضة ببيع مخصصاتها الزائدة لجهات أكبر من حيث التسبب في الانبعاثات.

ويشير البنك الدولي إلى أنه مع زيادة عدد الشركات التي تتبنى أهداف الانبعاثات الصفرية من المتوقع أن يرتفع الطلب على تبادل أرصدة الكربون بشكل كبير في السنوات المقبلة. وتشهد منطقة الشرق الأوسط نموا متزايدا لأسواق الكربون الطوعية، وإنشاء شركات استثمار متخصصة في تداول بيع وشراء أرصدة الكربون من خلال أسواق فورية أو منصات إلكترونية لتداول أرصدة الكربون وفق العرض والطلب، ويتيح التقدم في تنفيذ خطة الحياد الصفري لسلطنة عمان الاستحواذ على حصة جيدة من أسواق الكربون الإقليمية، حيث تستهدف سلطنة عمان القيام بخفض متواصل في انبعاثات الكربون من خلال التوسع في المصادر المتجددة للطاقة، مثل: الهيدروجين الأخضر ومحطات إنتاج الطاقة المتجددة، وزيادة استخدام الطاقة النظيفة في مختلف القطاعات لخفض الانبعاثات من كافة القطاعات المستهدفة. وسيكون النجاح في خفض الكربون وتشجيع عدد متزايد من الشركات على تبني أهداف الاستدامة البيئية أساسا جيدا لتجارة الكربون.

وتملك سوق الكربون الطوعية إمكانيات للنمو لأنها يمكن أن تشمل عديدا من القطاعات، فهي لا تقتصر فقط على الشركات العاملة في الأنشطة التقليدية، مثل: النفط والصناعة، لكن تبادل أرصدة الكربون يمتد أيضا لقطاعات، مثل: الزراعة والحراجة والغابات، والتي تمثل إحدى الركائز المهمة لمكافحة التغير المناخي، وقد رصدت دراسة لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو" عمل العديد من المشروعات الحرجية على تحسين جاذبيتها المالية ونجاح بعضها في الحصول على استثمارات أكبر عن طريق بيع أرصدتها من الكربون.

ومن هنا تأتي أهمية التوسّع في مشروعات، مثل: زراعة الأشجار وحماية المحميات الطبيعية، كما يشكّل بيع أرصدة الكربون مصدر تمويل للمشروعات التي لا يمكن تنفيذها بسبب قلة التمويل، حيث يمكن استخدام العائدات في التوسع في مشروعات حرجية تعزز المحافظة على البيئة. ويشير التقرير إلى أن الاستثمار في المشروعات الحرجية له دور مهم في إزالة الكربون من الغلاف الجوي مع تحقيق عائدات مالية للمستثمرين، ولهذا شهدت السنوات الأخيرة إنشاء صناديق متخصصة في هذا المجال.

ويرصد التقرير أن عائد بيع أرصدة الكربون الطوعية كان نحو 400 مليون دولار أمريكي في الفترة 2019-2017 من خلال 105 ملايين (مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون) من أرصدة الكربون المخصصة للحراجة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: انبعاثات الکربون أرصدة الکربون سلطنة عمان الکربون من من خلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

البصمة الكربونية لكرة القدم.. البطولات والمباريات الدولية تزيد الانبعاثات 50%.. السفر الجوي أكبر المساهمين

كرة القدم، هي الرياضة الأكثر شعبية في العالم، بمليارات المشجعين وانتشار عالمي واسع، ولا يزال التأثير البيئي لهذه الرياضة مصدر قلق كبير، وبصمتها الكربونية آخذة في الازدياد.

تقدر الدراسات الحديثة، وخاصة تقرير معهد الطقس الجديد ” التصدي القذر: البصمة الكربونية المتزايدة لكرة القدم “، أن إجمالي البصمة الكربونية لكرة القدم يتراوح بين 64 و66 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنويًا، وهذا يُضاهي الانبعاثات السنوية للنمسا، ويزيد بنسبة 60% عن انبعاثات أوروجواي.


 

إن معرفة الأسباب الرئيسية لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري من كرة القدم أمرٌ أساسي للحد من تأثيرها.

فما هي الأسباب الرئيسية لانبعاثات الكربون المتزايدة من اللعبة؟

المساهمون الرئيسيون في انبعاثات الكربون في كرة القدم


 

وفيما يلي أهم ثلاثة مصادر رئيسية لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري الناجمة عن الرياضة:


 

الانبعاثات المدعومة: مصدر مهم للتأثير


 

تُعدّ صفقات الرعاية مع الصناعات عالية الكربون من أكبر مصادر انبعاثات كرة القدم.


 

يُظهر تقرير معهد الطقس الجديد أن 75% من البصمة الكربونية لكرة القدم تأتي من الرعايات.


 

ويشمل ذلك الشركات عالية الانبعاثات، مثل شركات الوقود الأحفوري وشركات الطيران.

وترتبط هذه الصفقات بصناعات ذات انبعاثات عالية، بما في ذلك السفر الجوي المتكرر والنقل المعتمد على الوقود الأحفوري.

على سبيل المثال، وقّع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) اتفاقيةً عام ٢٠٢٤ مع شركة أرامكو السعودية العملاقة للنفط، أكبر شركة للوقود الأحفوري في العالم.


 


 

كما يحظى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) برعاية مستمرة مع الخطوط الجوية القطرية وطيران الإمارات، وهما شركتان طيران رئيسيتان تُسببان تلوثًا بيئيًا.

شهدت بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 أربع صفقات رعاية كبيرة، قُدِّرت الانبعاثات المرتبطة بها بأكثر من 16 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون.

كما أضافت أكبر أربعة أندية أوروبية برعاية شركات طيران 8 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون.


 

انبعاثات السفر: التكلفة الباهظة للتنقل


 

تتطلب مباريات كرة القدم سفرًا كبيرًا، سواءً للفرق أو للمشاهدين. وتُشير التقارير إلى أن سفر المشاهدين هو المساهم الأكبر في الانبعاثات غير المرتبطة بالرعاية.

ويُشكل السفر الجوي والبري الجزء الأكبر من هذه الانبعاثات، وخاصةً في المنافسات الدولية.

تنتج مباراة واحدة من مباريات كأس العالم لكرة القدم للرجال ما بين 44000 إلى 72000 طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يعادل قيادة ما بين 31500 إلى 51500 سيارة في المملكة المتحدة في المتوسط لمدة عام .

تنتج مباراة واحدة في الدوري الإنجليزي الممتاز حوالي 1700 طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، ويمثل سفر المتفرجين نصف هذه الكمية.


 


 

تزيد المباريات في المسابقات الدولية للأندية من الانبعاثات بنسبة 50% بسبب السفر الجوي.

أصدرت بطولة كأس العالم لكرة القدم، بما في ذلك مباريات التصفيات، 6.5 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون على مدى أربع سنوات .

يُسهم توسيع البطولات وزيادة المباريات الدولية في زيادة الانبعاثات.

ستحتاج كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا إلى رحلات جوية مكثفة، مما سيزيد الانبعاثات الناتجة عن السفر بشكل كبير.

لا تزال الجهود المبذولة لتشجيع المشجعين على السفر الصديق للبيئة غير كافية. فبينما تشجع بعض الأندية مشجعيها على استخدام وسائل النقل العام، إلا أن معدل استخدامها منخفض بشكل عام.


 


 

يقترح الخبراء أن تتبنى المزيد من الفرق مبادرات منخفضة الكربون، مثل التنقل الكهربائي، لخفض الانبعاثات.

ويمكنهم تقديم تذاكر مباريات مخفضة للجماهير الذين يستخدمون وسائل نقل منخفضة الكربون.


 


 

بناء الملاعب: من أين تأتي الانبعاثات؟

تُصدر الملاعب انبعاثات كربونية هائلة، سواءً أثناء بنائها أو صيانتها.

وقد شهدت بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر بناء ملاعب جديدة، ينبعث منها 270,000 طن من ثاني أكسيد الكربون لكل ملعب .

وتواصل الأندية الكبرى تجديد أو بناء ملاعب جديدة، مما يزيد من بصمتها الكربونية.

وقد أدت الملاعب الجديدة للأندية 
البصمة الكربونية لكرة القدم.. البطولات والمباريات الدولية تزيد الانبعاثات 50%.. السفر الجوي أكبر المساهمين


 

كرة القدم، هي الرياضة الأكثر شعبية في العالم، بمليارات المشجعين وانتشار عالمي واسع، ولا يزال التأثير البيئي لهذه الرياضة مصدر قلق كبير، وبصمتها الكربونية آخذة في الازدياد.

تُقدّر الدراسات الحديثة، وخاصةً تقرير معهد الطقس الجديد ” التصدي القذر: البصمة الكربونية المتزايدة لكرة القدم “، أن إجمالي البصمة الكربونية لكرة القدم يتراوح بين 64 و66 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنويًا، وهذا يُضاهي الانبعاثات السنوية للنمسا، ويزيد بنسبة 60% عن انبعاثات أوروجواي.


 

إن معرفة الأسباب الرئيسية لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري من كرة القدم أمرٌ أساسي للحد من تأثيرها.

اسباب إنبعاثات الكربون المتزايدة من ممارسة لعب كرة القدم

المساهمون الرئيسيون في انبعاثات الكربون في كرة القدم

وفيما يلي أهم ثلاثة مصادر رئيسية لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري الناجمة عن الرياضة:
 

الانبعاثات المدعومة: مصدر مهم للتأثير
 

تُعدّ صفقات الرعاية مع الصناعات عالية الكربون من أكبر مصادر انبعاثات كرة القدم.

يظهر تقرير معهد الطقس الجديد أن 75% من البصمة الكربونية لكرة القدم تأتي من الرعايات.

ويشمل ذلك الشركات عالية الانبعاثات، مثل شركات الوقود الأحفوري وشركات الطيران.

وترتبط هذه الصفقات بصناعات ذات انبعاثات عالية، بما في ذلك السفر الجوي المتكرر والنقل المعتمد على الوقود الأحفوري.

على سبيل المثال، وقع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) اتفاقيةً عام ٢٠٢٤ مع شركة أرامكو السعودية العملاقة للنفط، أكبر شركة للوقود الأحفوري في العالم.

كما يحظى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) برعاية مستمرة مع الخطوط الجوية القطرية وطيران الإمارات، وهما شركتان طيران رئيسيتان تُسببان تلوثًا بيئيًا.

شهدت بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 أربع صفقات رعاية كبيرة، قُدِّرت الانبعاثات المرتبطة بها بأكثر من 16 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون.

كما أضافت أكبر أربعة أندية أوروبية برعاية شركات طيران 8 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون.


 

انبعاثات السفر: التكلفة الباهظة للتنقل
 

تتطلب مباريات كرة القدم سفرًا كبيرًا، سواءً للفرق أو للمشاهدين. وتُشير التقارير إلى أن سفر المشاهدين هو المساهم الأكبر في الانبعاثات غير المرتبطة بالرعاية.

ويشكل السفر الجوي والبري الجزء الأكبر من هذه الانبعاثات، وخاصةً في المنافسات الدولية.

تنتج مباراة واحدة من مباريات كأس العالم لكرة القدم للرجال ما بين 44000 إلى 72000 طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يعادل قيادة ما بين 31500 إلى 51500 سيارة في المملكة المتحدة في المتوسط لمدة عام 

تنتج مباراة واحدة في الدوري الإنجليزي الممتاز حوالي 1700 طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، ويمثل سفر المتفرجين نصف هذه الكمية.
 

تزيد المباريات في المسابقات الدولية للأندية من الانبعاثات بنسبة 50% بسبب السفر الجوي.

أصدرت بطولة كأس العالم لكرة القدم، بما في ذلك مباريات التصفيات، 6.5 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون على مدى أربع سنوات .

يُسهم توسيع البطولات وزيادة المباريات الدولية في زيادة الانبعاثات.

ستحتاج كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا إلى رحلات جوية مكثفة، مما سيزيد الانبعاثات الناتجة عن السفر بشكل كبير.

لا تزال الجهود المبذولة لتشجيع المشجعين على السفر الصديق للبيئة غير كافية. فبينما تشجع بعض الأندية مشجعيها على استخدام وسائل النقل العام، إلا أن معدل استخدامها منخفض بشكل عام.

يقترح الخبراء أن تتبنى المزيد من الفرق مبادرات منخفضة الكربون، مثل التنقل الكهربائي، لخفض الانبعاثات.

ويمكنهم تقديم تذاكر مباريات مخفضة للجماهير الذين يستخدمون وسائل نقل منخفضة الكربون.

بناء الملاعب: من أين تأتي الانبعاثات؟

تُصدر الملاعب انبعاثات كربونية هائلة، سواءً أثناء بنائها أو صيانتها.

وقد شهدت بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر بناء ملاعب جديدة، ينبعث منها 270,000 طن من ثاني أكسيد الكربون لكل ملعب .

وتواصل الأندية الكبرى تجديد أو بناء ملاعب جديدة، مما يزيد من بصمتها الكربونية.

وقد أدت الملاعب الجديدة للأندية الكبرى مثل توتنهام هوتسبير وبرينتفورد إلى انبعاثات كبيرة .

وتنفذ أندية مثل مانشستر يونايتد وريال مدريد وبرشلونة مشاريع توسعة ضخمة لملاعبها، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى زيادة الانبعاثات.

علاوة على ذلك، يُسهم استخدام طاقة الملاعب في انبعاثات مستمرة. لا تزال العديد من الملاعب تستخدم الطاقة غير المتجددة، وتستهلك كميات كبيرة من الكهرباء في أيام المباريات.

ورغم أن بعض الأندية استخدمت الألواح الشمسية وأنظمة إضاءة LED، إلا أنه يجب توسيع نطاق هذه الجهود لتشمل جميع الدوريات.

الأهداف الخضراء 

على الرغم من هذه الأرقام المذهلة، تعهدت الهيئات الإدارية لكرة القدم بالحد من بصمتها الكربونية.

وقد التزم الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) بخفض الانبعاثات بنسبة 50% بحلول عام 2030 والوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2040.

إلا أن بعض إجراءاتهما تثير تساؤلات حول مدى توافقها مع هذه الالتزامات.

وأثارت شراكة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) مع أرامكو نقاشات حول التزاماتها تجاه المناخ.

ومن المتوقع أن يؤدي توسيع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لبطولة دوري أبطال أوروبا وقرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بزيادة عدد فرق كأس العالم إلى 48 فريقا في عام 2026 إلى ارتفاع الانبعاثات.

وتستمر العديد من الأندية الكبرى في توقيع صفقات رعاية مع شركات الطيران وشركات الوقود الأحفوري، وهي الصناعات المرتبطة بالانبعاثات الكربونية العالية.

كما أن زيادة عدد المباريات في جداول اللاعبين قد يكون لها آثار بيئية. يسافر اللاعبون أكثر، مما يزيد من انبعاثات وسائل نقل الفريق.

يُذكر أن كأس العالم لكرة القدم 2026، المقرر استضافته بالاشتراك بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، يُثير مخاوف بيئية متزايدة.

سيُوسّع نطاق البطولة ليشمل 48 فريقًا، ما يعني ضرورة زيادة السفر وتحسين البنية التحتية، ما يؤدي إلى زيادة انبعاثات غازات الدفيئة.

انبعاثات كأس العالم لكرة القدم 2026

في مارس 2025، وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا بإنشاء فريق عمل للإشراف على الاستعدادات للحدث.

يهدف هذا الفريق إلى الاستفادة من كأس العالم لتعزيز التميز الأمريكي وجذب الاستثمارات الأجنبية.

ومع ذلك، أشار المحللون إلى تصريح ترامب بأن التوترات السياسية والاقتصادية مع الدولتين المضيفتين، كندا والمكسيك، ستزيد من إثارة البطولة، كما سلّطوا الضوء على الاعتبارات البيئية.

تشير التقديرات إلى أن هذا الحدث قد يُنتج أكثر من 3.7 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون.

تأتي معظم هذه الانبعاثات من السفر الجوي، وبناء الملاعب، ووصول الجماهير إلى المباريات.

وتتجاوز هذه الانبعاثات انبعاثات كأس العالم قطر 2022، التي كانت من أكثر البطولات تلويثًا على الإطلاق، حيث سُجِّلت ما يُقدَّر بـ 3.6 مليون طن متري من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وهو أعلى مستوى حتى الآن.

وتسلط هذه التغييرات الضوء على التأثير البيئي لكأس العالم 2026 وإمكانية بذل جهود للتخفيف من آثاره.

بعض الطرق لتقليل تأثير كرة القدم

تتمتع كرة القدم بالقدرة على قيادة العمل المناخي نظرًا لتأثيرها العالمي، إليكم كيف يمكن لهذه الرياضة الحد من تأثيرها البيئي:

– إنهاء الرعاية ذات الكربون العالي: اقترح البعض أن الهيئات الحاكمة للرياضة قد تفكر في التخلص التدريجي من الرعاية مع الصناعات ذات الكربون العالي، على غرار القيود السابقة على الإعلان عن التبغ.

– الحد من السفر الجوي: ينبغي على أندية ودوريات كرة القدم تشجيع السفر بالقطار والحافلات للمباريات المحلية، ويمكن لسياسات التذاكر أن تعطي الأولوية للجماهير المحلية للحد من انبعاثات السفر.

– بطولات إقليمية أصغر حجمًا: ينبغي على الأندية إعطاء الأولوية للمسابقات الإقليمية، هذا التغيير من شأنه أن يُسهم في تقليل رحلات الطيران الطويلة.

– الملاعب المستدامة: ينبغي على الأندية الاستثمار في ملاعب منخفضة الكربون، ويمكنها استخدام مصادر الطاقة المتجددة، مثل الألواح الشمسية وإضاءة LED.

– تشجيع سلوك المشجعين منخفض الكربون : يمكن للأندية تقديم حوافز لاستخدام وسائل النقل العام، وركوب الدراجات، والسفر بالمركبات الكهربائية إلى المباريات.

– قواعد مناخية أقوى: يمكن لاتحادات كرة القدم وضع معايير الاستدامة للمسابقات، مع احتمال حاجة الأندية إلى تلبية أهداف خفض الكربون للمشاركة.

– المناصرة بقيادة اللاعبين: يتحدث العديد من لاعبي كرة القدم المحترفين بالفعل عن تغير المناخ، يمكن لتأثيرهم أن يعزز الوعي ويدفع الهيئات الإدارية نحو التزامات أقوى تجاه المناخ.

طريق كرة القدم إلى العمل

تُعدّ البصمة الكربونية لكرة القدم كبيرة، لكن لهذه الرياضة أيضًا القدرة على التأثير في العمل المناخي.

وبفضل انتشارها العالمي غير المسبوق، يُمكن لكرة القدم أن تُشكّل قوة دافعة للاستدامة.

بفضل العمل الجماعي من جانب الهيئات الحاكمة والأندية واللاعبين والمشجعين، يمكن لكرة القدم أن تقلل من بصمتها الكربونية مع الحفاظ على جاذبيتها العالمية.

الآن هو وقتٌ مهمٌّ للتحرك، إذ يُشكّل تغيّر المناخ تحدياتٍ مُحتملة للرياضة التي يستمتع بها مليارات البشر.

ولدعم استدامتها على المدى الطويل، يُمكن لكرة القدم اتخاذ خطواتٍ ملموسةٍ لخفض الانبعاثات في جميع مستويات اللعبة.



 مثل توتنهام هوتسبير وبرينتفورد إلى انبعاثات كبيرة .

وتنفذ أندية مثل مانشستر يونايتد وريال مدريد وبرشلونة مشاريع توسعة ضخمة لملاعبها، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى زيادة الانبعاثات.

علاوة على ذلك، يُسهم استخدام طاقة الملاعب في انبعاثات مستمرة. لا تزال العديد من الملاعب تستخدم الطاقة غير المتجددة، وتستهلك كميات كبيرة من الكهرباء في أيام المباريات.

ورغم أن بعض الأندية استخدمت الألواح الشمسية وأنظمة إضاءة LED، إلا أنه يجب توسيع نطاق هذه الجهود لتشمل جميع الدوريات.

الأهداف الخضراء: هل التزامات كرة القدم تجاه المناخ كافية؟

على الرغم من هذه الأرقام المذهلة، تعهدت الهيئات الإدارية لكرة القدم بالحد من بصمتها الكربونية.

وقد التزم الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) بخفض الانبعاثات بنسبة 50% بحلول عام 2030 والوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2040.

إلا أن بعض إجراءاتهما تثير تساؤلات حول مدى توافقها مع هذه الالتزامات.

وأثارت شراكة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) مع أرامكو نقاشات حول التزاماتها تجاه المناخ.

ومن المتوقع أن يؤدي توسيع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لبطولة دوري أبطال أوروبا وقرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بزيادة عدد فرق كأس العالم إلى 48 فريقا في عام 2026 إلى ارتفاع الانبعاثات.

وتستمر العديد من الأندية الكبرى في توقيع صفقات رعاية مع شركات الطيران وشركات الوقود الأحفوري، وهي الصناعات المرتبطة بالانبعاثات الكربونية العالية.

كما أن زيادة عدد المباريات في جداول اللاعبين قد يكون لها آثار بيئية. يسافر اللاعبون أكثر، مما يزيد من انبعاثات وسائل نقل الفريق.

يُذكر أن كأس العالم لكرة القدم 2026، المقرر استضافته بالاشتراك بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، يُثير مخاوف بيئية متزايدة.

سيُوسّع نطاق البطولة ليشمل 48 فريقًا، ما يعني ضرورة زيادة السفر وتحسين البنية التحتية، ما يؤدي إلى زيادة انبعاثات غازات الدفيئة.

انبعاثات كأس العالم لكرة القدم 2026

في مارس 2025، وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا بإنشاء فريق عمل للإشراف على الاستعدادات للحدث.

يهدف هذا الفريق إلى الاستفادة من كأس العالم لتعزيز التميز الأمريكي وجذب الاستثمارات الأجنبية.

ومع ذلك، أشار المحللون إلى تصريح ترامب بأن التوترات السياسية والاقتصادية مع الدولتين المضيفتين، كندا والمكسيك، ستزيد من إثارة البطولة، كما سلّطوا الضوء على الاعتبارات البيئية.

تشير التقديرات إلى أن هذا الحدث قد يُنتج أكثر من 3.7 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون.

تأتي معظم هذه الانبعاثات من السفر الجوي، وبناء الملاعب، ووصول الجماهير إلى المباريات.

وتتجاوز هذه الانبعاثات انبعاثات كأس العالم قطر 2022، التي كانت من أكثر البطولات تلويثًا على الإطلاق، حيث سُجِّلت ما يُقدَّر بـ 3.6 مليون طن متري من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وهو أعلى مستوى حتى الآن.

وتسلط هذه التغييرات الضوء على التأثير البيئي لكأس العالم 2026 وإمكانية بذل جهود للتخفيف من آثاره.

بعض الطرق لتقليل تأثير كرة القدم

تتمتع كرة القدم بالقدرة على قيادة العمل المناخي نظرًا لتأثيرها العالمي، إليكم كيف يمكن لهذه الرياضة الحد من تأثيرها البيئي:

– إنهاء الرعاية ذات الكربون العالي: اقترح البعض أن الهيئات الحاكمة للرياضة قد تفكر في التخلص التدريجي من الرعاية مع الصناعات ذات الكربون العالي، على غرار القيود السابقة على الإعلان عن التبغ.

– الحد من السفر الجوي: ينبغي على أندية ودوريات كرة القدم تشجيع السفر بالقطار والحافلات للمباريات المحلية، ويمكن لسياسات التذاكر أن تعطي الأولوية للجماهير المحلية للحد من انبعاثات السفر.

– بطولات إقليمية أصغر حجمًا: ينبغي على الأندية إعطاء الأولوية للمسابقات الإقليمية، هذا التغيير من شأنه أن يُسهم في تقليل رحلات الطيران الطويلة.

– الملاعب المستدامة: ينبغي على الأندية الاستثمار في ملاعب منخفضة الكربون، ويمكنها استخدام مصادر الطاقة المتجددة، مثل الألواح الشمسية وإضاءة LED.

– تشجيع سلوك المشجعين منخفض الكربون : يمكن للأندية تقديم حوافز لاستخدام وسائل النقل العام، وركوب الدراجات، والسفر بالمركبات الكهربائية إلى المباريات.

– قواعد مناخية أقوى: يمكن لاتحادات كرة القدم وضع معايير الاستدامة للمسابقات، مع احتمال حاجة الأندية إلى تلبية أهداف خفض الكربون للمشاركة.

– المناصرة بقيادة اللاعبين: يتحدث العديد من لاعبي كرة القدم المحترفين بالفعل عن تغير المناخ، يمكن لتأثيرهم أن يعزز الوعي ويدفع الهيئات الإدارية نحو التزامات أقوى تجاه المناخ.

طريق كرة القدم إلى العمل

تُعدّ البصمة الكربونية لكرة القدم كبيرة، لكن لهذه الرياضة أيضًا القدرة على التأثير في العمل المناخي.

وبفضل انتشارها العالمي غير المسبوق، يُمكن لكرة القدم أن تُشكّل قوة دافعة للاستدامة.

بفضل العمل الجماعي من جانب الهيئات الحاكمة والأندية واللاعبين والمشجعين، يمكن لكرة القدم أن تقلل من بصمتها الكربونية مع الحفاظ على جاذبيتها العالمية.

الآن هو وقتٌ مهمٌّ للتحرك، إذ يُشكّل تغيّر المناخ تحدياتٍ مُحتملة للرياضة التي يستمتع بها مليارات البشر.

ولدعم استدامتها على المدى الطويل، يمكن لكرة القدم اتخاذ خطواتٍ ملموسةٍ لخفض الانبعاثات في جميع مستويات اللعبة.

مقالات مشابهة

  • البصمة الكربونية لكرة القدم.. البطولات والمباريات الدولية تزيد الانبعاثات 50%.. السفر الجوي أكبر المساهمين
  • ناقد: البطولة النسائية كانت بارزة موسم رمضان من خلال إخواتي وقلبي ومفتاحه
  • سلطنة عمان تُفشل تهريب طائرات مسيرة إلى اليمن.. تابعة لأي طرف؟
  • بعض الأسئلة التي تخص قادة الجيش
  • البليدة.. تسمم 6 أشخاص بغاز أحادي أكسيد الكربون
  • مع السلطنة.. دول تحتفل بعيد الفطر المبارك يوم الإثنين
  • مع السلطنة.. دول تحتفل بعيد الفطر المبارك. الإثنين
  • مع السلطنة.. هذه الدول تحتفل بأول أيام عيد الفطر الاثنين
  • سلطنة عمان تُعلن الإثنين أول أيام العيد
  • رئيس الغرفة التجارية بالقليوبية: زيادة المناطق الحرة يعزز من مكانة مصر التجارية ويشجع التصدير