في عالم تتداخل فيه الثقافات وتتصادم فيه الأفكار، يجتمع صناع فيلم "تاتامي" من إيران وإسرائيل لتقديم عمل سينمائي يتجاوز الحواجز الجغرافية والسياسية، الفيلم هو رحلة استثنائية تتناول قصصاً إنسانية تتحدى التوقعات وتعيد تعريف مفهوم التعاون عبر الثقافات، من خلال قصص تتشابك بين الغموض والتحدي، والاختلاف والسرية، يسعى الفيلم إلى كشف التفاصيل التي يمكن أن تنبثق من الصراعات التاريخية والتباين الثقافي، هذه التجربة السينمائية ليست مجرد عمل فني، بل هي جسر يربط بين عالمين مختلفين ويسلط الضوء على ما يجمعهم أكثر مما يفرقهم.

فيلم تاتاميموعد عرض فيلم تاتامي بالسينمات

ينطلق فيلم "تاتامي"، في دور العرض الفرنسي، يوم الأربعاء المُقبل، ويعد هذا العمل هو التعاون الأول بين نجومه من بلدين  عدوين، هما إيران و اسرائيل، حيث تم تصوير الفيلم في سرية تامة حرصاً على نجاح فترة تحضيرات وتجهيزات تصوير مشاهده، حتي لا يتم عرقلت العمل من أطراف خارجية.

تتبلور قصة الفيلم الذي انطلق في مهرجان البندقية في سبتمبر الماضي 2023، كفاح لاعبة جودو إيرانية تدعى ليلى ومدربتها مريم، اللتين ترفضان خلال بطولة العالم في جورجيا الامتثال لطلب سلطات بلادهما الانسحاب من البطولة تفادياً لمواجهة لاعبة إسرائيلية، اللتين تواجهان قراراً صعباً خلال بطولة العالم في جورجيا.

فيلم تاتامي

الفيلم يعكس الصراع الذي تواجهه الشخصيات عندما يُطلب منها الانسحاب من البطولة لتفادي مواجهة لاعبة إسرائيلية، فيبرز من خلاله التحديات الشخصية التي يمر بها الأفراد عندما يتصادمون مع ضغوطات خارجية، مما يجعل الفيلم مرآة لمواقف سياسية واجتماعية أكثر تعقيداً.

أمير إبراهيمي: تعلمت في المدرسة أن إسرائيل غير موجودة

كشفت الإيرانية أمير إبراهيمي على هامش المهرجان لوكالة الصحافة الفرنسية، بأنها تجسد شخصية مريم، وهي أيضاً مخرجة العمل بالتعاون مع الإسرائيلي غاي ناتيف، مؤكدة "تعلمت في المدرسة أن إسرائيل غير موجودة"،  وتابعت "لذلك، لا يسمح لنا بالعمل سوياً أو الالتقاء أو نسج صداقة أو منافسة هذا العدو الوهمي، مشيره: "سيحمل الفيلم أيضاً بعداً سياسياً، لكن هذه ليست مشكلتي".

اضافت أمير إبراهيمي، معلقة: "في إيران لا يمكن للسينمائيين قول الحقيقة فعلياً، يمكنهم معالجة هذه المواضيع لكنها ستظهر دائماً نصف الحقيقة".

فيلم تاتاميأمير إبراهيمي

أمير إبراهيمي هي ممثلة إيرانية بارزة وموهوبة، وُلدت في 28 سبتمبر 1980 في طهران في فرنسا، لذلك فهي "حرة في اختيار هذه المواضيع" التي تتحمل "مسؤولية" سردها، بدأت مسيرتها الفنية في أواخر التسعينيات وسرعان ما أثبتت قدرتها على تقديم أدوار متنوعة ومعقدة في السينما والتلفزيون الإيراني، تتميز بقدرتها على تجسيد الشخصيات بعمق وإحساس، مما جعلها واحدة من أبرز الأسماء في صناعة الفن الإيرانية، نالت إبراهيمي شهرة واسعة بفضل أعمالها التي تشمل أفلامًا ومسلسلات تلفزيونية ناجحة، واعمالها  والتي تنال إعجاب النقاد والجمهور على حد سواء، بفضل أدائها المتميز وتفانيها في تطوير مهنتها، تعد أمير إبراهيمي رمزًا بارزًا في السينما الإيرانية وتستمر في التأثير على المشهد الفني من خلال مشاريعها المتنوعة.

فيلم تاتاميغاي ناتيف

غاي ناتيف هو مخرج ومنتج سينمائي إسرائيلي بارز وُلد في إسرائيل، يُعرف بأعماله المبتكرة والقوية التي تتناول قضايا اجتماعية وثقافية معقدة، بدأ ناتيف مسيرته الفنية بإخراج أفلام قصيرة حققت نجاحًا نقديًا، مما مهد الطريق أمامه للانتقال إلى السينما الروائية الطويلة.

حقق ناتيف شهرة دولية من خلال فيلمه "تكفير" (2016)، الذي نال إشادة واسعة وحقق نجاحًا في مهرجانات سينمائية دولية مثل مهرجان سان سباستيان السينمائي، يتميز ناتيف بأسلوبه الواقعي والجرئ في معالجة القضايا الاجتماعية، مما يجعله واحدًا من أبرز المخرجين في السينما الإسرائيلية.

أعماله تتميز بتقديم روايات عميقة وشخصيات متطورة، مما يعكس اهتمامه العميق بالتحديات الإنسانية والقصص الفردية، بفضل قدرته على مزج الواقعية الفنية بالتعبير الإنساني، أثبت غاي ناتيف مكانته كفنان مؤثر وبارز في صناعة السينما، وهو مستمر في تقديم أعمال تسهم في إثراء المشهد السينمائي العالمي.

أيمن محفوظ يفتح أبواب الجحيم على محمد رمضان: «عميل وجاسوس لولاد العم» (خاص)

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أمير إبراهيمي من خلال

إقرأ أيضاً:

هل اقترب التطبيع بين لبنان وإسرائيل؟

بينما كان أعضاء حزب الله وأنصاره محتشدين في ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية في بيروت يوم الأحد لدفن زعيمهم حسن نصر الله، الذي قُتل في قصف لسلاح الجو الإسرائيلي في سبتمبر(أيلول)، تردد هدير بين الحشد.

لى الغرب أن يتصرف بشكل استراتيجي لدعم هذا التحول

اخترقت أربع طائرات مقاتلة إسرائيلية سماء الملعب في تحليق نقل رسالة واضحة تردد صداها في العالم. كانت الرسالة هي أن الطائرات هي المسؤولة عن مقتل نصر الله، وأن إسرائيل لن تتردد في ضرب قادة حزب الله الآخرين إذا اقتضت الضرورة، حسب ياكوف كاتز، باحث في معهد سياسة الشعب اليهودي.
وضمت المقاتلات طائرتان نفاثتان من الجيل الخامس من طراز إف-35، واسمهما بالعبرية "أدير"، الذي يعني "القوة"، أما الطائرتان الأخريان فمن طراز إف-15 بعيدة المدى، والمعروفتان بـ "ثاندر" أي رعد.

#Hezbollah daily says #Lebanon government is preparing for normalization with #Israel, and threatens with civil war if the state chooses peace.
No mincing of words here.
Hezbollah and Lebanon cannot exist. One must die for the other to live.https://t.co/IfJzHBoaE1

— Hussain Abdul-Hussain (@hahussain) February 27, 2025

وكما ذكر الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق، كان العرض بمنزلة "رعد قوي" سُمع صداه في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
كان هذا التحليق الدرامي أكبر من مجرد لفتة رمزية. قبل اندلاع الحرب بـ16 شهراً، لم تكن إسرائيل لتحلق فوق تجمع لحزب الله للاستعراض. كان الظن الأول أن يؤدي احتمال شن ضربة انتقامية إلى صراع أوسع نطاقاً.
وفي هذا الإطار، أوضح ياكوف كاتز، في موقع مجلة "نيوزويك" الأمريكية، أن سبب قدرة إسرائيل على ذلك اليوم هو أن المنطقة تغيرت في أعقاب الحرب التي أُجبرت إسرائيل على خوضها بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وقرار حزب الله اللاحق بالانضمام إلى المعركة.


تراجع حزب الله ووكلاء إيران

يشهد الشرق الأوسط الآن حالة وقف إطلاق نار هش بين إسرائيل وحزب الله، الذي من المفترض أن يبقى خارج جنوب لبنان. تم القضاء على قيادة حزب الله، وتعرضت بنيته التحتية في جنوب لبنان لتدمير واسع النطاق. وتحولت مراكز القيادة ومرافق تخزين الأسلحة، التي كانت تشكل العمود الفقري لقدراته العملياتية، إلى أنقاض.
وفي غزة، في حين ما تزال حماس في السلطة، فإنها ما تزال بلا شك ظلاً لما كانت عليه في السادس من أكتوبر (تشرين الأول). وفي سوريا، سقط نظام بشار الأسد، وأصبحت إيران ــ الممول الرئيس لحزب الله ــ في وضع ضعيف على نحو متزايد.
وأدى فقدان وكلاء حزب الله، إلى جانب القصف الإسرائيلي الذي دمر أنظمة الدفاع الجوي الروسية المتطورة، إلى جعل إيران أكثر عرضة للخطر من أي وقت مضى.
ويقدم هذا الوضع، خاصةً في لبنان، للغرب فرصة فريدة من نوعها. ويبدو أن القيادة الجديدة في بيروت ملتزمة ظاهرياً على الأقل بمواجهة حزب الله ومنعه من إعادة التسلح.

????????????️????????????️????????????️????????????️????????????️????????
A Unique Opportunity for Israel to Normalize Ties With Lebanon https://t.co/TQRvs4plAb

— Carlos Abadi (@NewSamawal) February 28, 2025

 وأعرب الرئيس جوزيف عون ورئيس الوزراء نواف سلام عن رغبتهما في تقليص النفوذ الإيراني على لبنان وتفكيك قوة حزب الله غير المتناسبة في هذا البلد الممزق.
على سبيل المثال، حظرت الحكومة الجديدة الرحلات الجوية من إيران إلى لبنان بعد أن هددت إسرائيل بإسقاط أي طائرات يشتبه في استخدامها لتهريب المواد المحظورة إلى البلاد.
في الوقت نفسه، يخضع الشعور العام في لبنان إلى نوع من التحول. فقد تزايدت الانتقادات الموجهة لحزب الله، وتشعر وسائل الإعلام اللبنانية التي كانت حذرة ذات يوم بالجرأة للتشكيك في الرواية التي طالما تبناها التنظيم بأنها حامية للشعب اللبناني.
وتضج وسائل التواصل الاجتماعي بدعوات لتفكيك حزب الله، بل إن بعض اللبنانيين يدعون إلى التطبيع مع إسرائيل، وهو الأمر الذي كان يبدو مستحيلاً قبل بضعة أشهر.


الدور الأمريكي في تطبيع لبنان

 

وتتمتع الولايات المتحدة وأوروبا بنفوذ كبير للمساعدة في تحقيق ذلك، لكنهما لا تستطيعان القيام بذلك بمفردهما؛ وسوف يتطلب أي تقدم شجاعة دبلوماسية في القدس وبيروت.
ويسعى عون إلى تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة، التي تقدم بالفعل دعماً كبيراً للقوات المسلحة اللبنانية من خلال المساعدات المالية وإمدادات الأسلحة وبرامج التدريب.
وبوصفه قائداً سابقاً للقوات المسلحة اللبنانية، يدرك عون أن تحسين قدرات القوات المسلحة اللبنانية وضمان قدرتها على مواجهة حزب الله بفعالية يتطلب المزيد من المعدات الحديثة والدعم الاستراتيجي. وهذا يمنح الإدارة الأمريكية نفوذاً في المفاوضات.
لكن على الجبهة الإسرائيلية، فإن التوتر المستمر في غزة وتهديد تجدد الصراع يجعل من الصعب تحقيق التقدم، حسب الكاتب. وكما تنتظر المملكة العربية السعودية انتهاء الحرب، لا يمكن أن يحدث الكثير مع لبنان قبل انتهاء القتال.
ورأى الكاتب أن الرئيس دونالد ترامب في وضع فريد يسمح له باغتنام هذه اللحظة. فهو يهدف إلى أن يُنظَر إليه باعتباره صانع صفقات وصانع سلام، ومع مرور الشرق الأوسط بواحدة من أكثر لحظاته تحولاً في تاريخه المتقلب، هناك الآن فرصة لبدء عصر جديد من التعاون والاستقرار الإقليمي.


على الشعب اللبناني أن يساعد نفسه

في نهاية المطاف، يقول الكاتب، يقع العبء الحقيقي للتغيير على عاتق الشعب اللبناني نفسه. ويقع على عاتقه مواصلة الضغط على حزب الله وأن يضمن عدم إعادة تسليح الجماعة.
لفترة طويلة، قدم حزب الله نفسه كمدافع عن الشعب اللبناني. وبعد سنوات من الخراب المالي والآن حرب أخرى، يدرك الشعب اللبناني زيف هذه الرواية. وهم وحدهم القادرون على تغيير مستقبلهم.
واختتم الكاتب مقاله بالقول: "يقف لبنان عند مفترق طرق. وإذا اغتنم قادته وشعبه هذه اللحظة، فسوف يتمكنون من تحرير أنفسهم من عقود من الحرب. ويتعين على الغرب أن يتصرف بشكل استراتيجي لدعم هذا التحول. ويتوفر الخيار والفرصة الآن".

مقالات مشابهة

  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
  • حملة "رمضان في دبي" تنطلق نهاية الأسبوع الجاري مع مجموعة من التجارب المميزة التي تعكس قيم وجوهر الشهر الفضيل
  • إيران تعلق على اختفاء 61 طناً من الذهب
  • رامي عماد يعيد أبرز النجوم الراحلين في إعلان رمضاني واحد يثير التفاعل
  • الداخلية اليمنية تعلن ضبط 21 متهما ومشتبها بقضايا وجرائم جنائية خلال يوم واحد
  • إم بي سي تسخر من نتنياهو وزوجته في مشهد تمثيلي (فيديو)
  • هل اقترب التطبيع بين لبنان وإسرائيل؟
  • حمادة هلال : مسلسل المداح خارج الصندوق .. وبحب الكوميديا في السينما
  • غداً.. بافل طالباني ومسرور بارزاني يجتمعان في أربيل لمناقشة تشكيل الحكومة العاشرة
  • مدون أمريكي يكشف معنى الكلمة البذيئة التي تلفظ بها زيلينسكي خلال مشادته مع ترامب / شاهد