#سواليف

#مفاوضات بلا نهاية: لعبة #أمريكا و #إسرائيل على حساب #غزة

كتب .. د. #مروان_المعشر

تتكرر المفاوضات التي تجري للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، كل بضعة أسابيع، برعاية أمريكية. وفي كل مرة، تبدي الولايات المتحدة تفاؤلا لا علاقة له بالواقع بشأن إمكانية الوصول إلى اتفاق، ويبدي وزير خارجيتها بلينكن انطباعه أن إسرائيل توافق على المقترحات الأمريكية، وأن حماس هي من تقف في طريق الوصول لاتفاق.

وفي كل مرة، يتبين أن نتنياهو لم يعط موافقته على الصفقة إطلاقاً، ثم تعود الجهود للمربع الأول.

مقالات ذات صلة ما سر الخلاف بين نتنياهو وغالانت حول فيلادلفيا؟ خبير عسكري يجيب 2024/08/30

لقد تكرر هذا المشهد شبه السوريالي لدرجة أن الصحافة الإسرائيلية نفسها باتت تلقي اللوم على بلينكن وتصريحاته غير الواقعية، التي ساهمت حسب ما تقوله هذه الصحافة في إفشال كل الصفقات الماضية.

فما الذي يجري؟ هل أن بلينكن مفاوض فاشل؟ هل إنه غير ضليع ولا مطلع على شروط الطرفين؟ أم إن الأمر أكبر من ذلك؟.

لننظر إلى مواقف الطرفين التي باتت شبه معلنة. يصر نتنياهو على أن أي اتفاقية يجب أن تتضمن إعادة كافة الرهائن الإسرائيليين، الأحياء والأموات، واستمرار إسرائيل في السيطرة على معبر صلاح الدين/فيلادلفيا بين مصر وغزة و محور نتساريم، الذي يفصل بين شمال غزة وجنوبها، والتحكم في من يستطيع العودة إلى شمال غزة من الفلسطينيين، ثم بعد أن يتحقق كل ذلك، يصر نتنياهو على استمرار الحرب على غزة حتى يتم القضاء نهائيا على حماس.

يتساءل المرء كيف يمكن لحماس الموافقة على هذه الشروط التعجيزية، وخاصة الموافقة على إنهائها بعد إعادة كافة الرهائن. تصر حماس في المقابل على وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب إسرائيل الكامل من غزة باعتباره شرطا لإطلاق سراح كافة الرهائن، وهي شروط منطقية فما من طرف يوافق على القضاء على نفسه.

واضح إذا أن نتنياهو يتصرف وكأنه يرغب في الوصول إلى اتفاق، وذلك إرضاء لأهالي الرهائن وتجاوبا مع الضغط المحلي والعالمي عليه، بينما يضع كل الشروط التي تجعل الوصول إلى هذا الاتفاق مستحيلا، إذ تكمن مصلحته في إطالة أمد الحرب لأطول وقت ممكن، تجنبا لمحاسبته من قبل الشارع الإسرائيلي وإنهاء حياته السياسية. ولم يعد هذا التكتيك خافيا على أحد، بل تتناوله كل يوم الصحافة الإسرائيلية والأمريكية والدولية.

من الواضح إذا أن هذه السياسة المكشوفة ليست خافية على الولايات المتحدة، فما الذي يفعله بلينكن في المنطقة في جولاته المتعددة إذن؟ أصبح من الواضح أن استمرار الحرب لم يعد مقبولا لدى شرائح كبيرة من الحزب الديمقراطي، بل بات ذلك يؤثر على مجرى الانتخابات الرئاسية. من جهة أخرى، فإن إدارة بايدن لا ترغب في الضغط الجاد على نتنياهو لإنهاء الحرب، لاعتبارات تتعلق بموقف الرئيس بايدن الشخصي المؤيد لإسرائيل، ولعدم خسارة أصوات يهودية مؤثرة في الانتخابات.

ما يقوم به بلينكن أشبه باللعبة، فهو من جهة يحاول إعطاء الانطباع عن وجود جهود أمريكية حثيثة للوصول إلى اتفاق، وهو يدرك استحالة ذلك، لإرضاء شريحة وازنة من المجتمع الأمريكي، تريد إنهاء الحرب، ومن جهة أخرى لا يقوم بأي ضغط جاد على نتنياهو مثل وضع شروط على سبيل المثال على استعمال الأسلحة الأمريكية لإسرائيل، التي تضعها أمريكا على كل الدول الأخرى عدا إسرائيل، وذلك كي لا يخسر الحزب الديمقراطي تأييد شريحة أخرى من المجتمع الأمريكي.

هناك سبب آخر لتحركات الوزير بلينكن. لا ترغب الولايات المتحدة في أي توسيع إقليمي للصراع، وإذ تعطي الانطباع أن الوصول إلى اتفاق ممكن، فهي تعطي إيران ذريعة لعدم الرد على مقتل إسماعيل هنية في طهران، وها قد مضى أكثر من ثلاثة أسابيع على اغتياله من قبل إسرائيل دون رد إيراني، ما يساهم في تحقيق الرغبة الأمريكية كما الإيرانية في عدم الانزلاق نحو مواجهة إقليمية.

الخاسر الأكبر من هذه اللعبة الأمريكية والإسرائيلية هم أهل غزة، الذين استشهد منهم أكثر من 40 الفا دون وجود بصيص أمل حقيقي لإيقاف الحرب في وقت قريب. وللأسف، إن لم تبد الولايات المتحدة الجدية المطلوبة لإيقاف إسرائيل عن هذه الإبادة الجماعية، فإن فرص وقف إطلاق النار في المدى المنظور تبدو ضعيفة للغاية.

*د. مروان المعشر/ وزير الخارجية الأردني الأسبق.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف مفاوضات أمريكا إسرائيل غزة مروان المعشر الولایات المتحدة الوصول إلى إلى اتفاق

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يقر بوجود مفاوضات مكثفة لتبادل الأسرى وسط تصاعد الضغط الشعبي عليه

أكد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن هناك مفاوضات مكثفة هذه الأيام لإعادة الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وذلك في ظل تواصل الضغط الشعبي عليه، بإبرام صفقة التبادل ووقف إطلاق النار الذي تنصله منه.

وأعلن مكتب نتنياهو وجود هذه المفاوضات، بعد وقت قصير من إعلان حركة حماس أنها تدرس مقترحا جديدا قدمه الوسطاء بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وأوضح المكتب أن نتنياهو شرح مكالمات هاتفية مع أمهات ثلاثة الأسرى الإسرائيليين أن هناك العديد من "الجهود المبذولة لإعادة المختطفين، وأطلعهم على وجود مفاوضات مكثفة تجري في هذه الأيام".


وزعم نتنياهو "التزامه بإعادة جميع المختطفين، سواء الأحياء منهم أو من قتلوا"، بحسب ما نقلت وكالة الأناضول".

ويأتي حديث نتنياهو في وقت يشهد تصاعدا في الضغط الشعبي داخل "إسرائيل"، إذ انضم خلال الساعات الـ48 الأخيرة آلاف من جنود الاحتياط والمدنيين من مختلف القطاعات إلى حملة توقيعات تطالب الحكومة بإعادة الأسرى، حتى لو كان الثمن وقف الحرب.

وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

ويذكر أنه في كانون الثاني/ يناير 2025 تمكنت القاهرة بمشاركة قطر والولايات المتحدة من التوصل لاتفاق بين "إسرائيل" وحركة حماس ينص على وقف إطلاق النار في غزة وفق عدة مراحل، قبل أن تنتهكه تل أبيب وتعلن من طرف واحد استئناف الحرب في آذار/ مارس الماضي.


وفي وقت سابق من مساء الاثنين، أعلنت حركة حماس، أنها تدرس مقترحا تسلمته من الوسطاء بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزة.

وقالت الحركة في بيان: "قيادة الحركة تدرس، بمسؤولية وطنية عالية، المقترح الذي تسلّمته من الإخوة الوسطاء (مصر وقطر)، وستقدّم ردّها عليه في أقرب وقت، فور الانتهاء من المشاورات اللازمة بشأنه".

وأضافت: "نؤكد على موقفنا الثابت بضرورة أن يحقّق أيّ اتفاقٍ قادم: وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاباً كاملاً لقوات الاحتلال من قطاع غزة، والتوصّل إلى صفقة تبادل حقيقية، وبدء مسار جاد لإعادة إعمار ما دمّره الاحتلال، ورفع الحصار الظالم عن شعبنا".

وفي 1 آذار/ مارس 2025 انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس و"إسرائيل" بدأ سريانه في 19 كانون الثاني/ يناير 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.

وبدعم أمريكي ترتكب "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 167 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • بعد فرض أمريكا جمارك بـ245%.. الصين: لا نهتم بـ"لعبة أرقام الرسوم"
  • نتنياهو يوجّه بمواصلة مفاوضات غزة.. وحماس تعد ردها
  • سمير فرج: نتنياهو لا يرغب بأي مفاوضات لوقف إطلاق النار
  • إنزاغي عن مفاوضات الهلال: سأتحدث عقب نهاية الموسم فيما يخص ذلك
  • نهاية عليزا ماغن.. نائبة رئيس الموساد التي صنعت مجدها بالتجسس على العرب
  • نهاية عليزا ماجن.. نائبة الموساد التي صنعت مجدها بالتجسس على العرب
  • تحت ضغط شعبي.. نتنياهو يعلن عن “مفاوضات مكثفة” لاستعادة الأسرى
  • مفاوضات إيران.. "خطوط ترامب الحمراء" تقلق نتنياهو
  • نتنياهو يقر بوجود مفاوضات مكثفة لتبادل الأسرى وسط تصاعد الضغط الشعبي عليه
  • آخر مستجدات مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة بالقاهرة