الجزيرة نت تنقل تفاصيل كارثة انهيار سد أربعات في بورتسودان
تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT
بورتسودان- جثث ومفقودون، آلاف المواشي، عشرات القرى والممتلكات جرفتها السيول المندفعة من انهيار سد أربعات في ولاية البحر الأحمر شرقي السودان، ليرسم ملامح كارثة أطلت بوجهها على المدينة التي بات الآن يهددها العطش.
ومن منطقة سد أربعات إلى مسافة تقدر بأكثر من 30 كيلومترا، رصدت الجزيرة نت انهيار بوابة السد وجرف السيول للكتل الخرسانية، وتدمّر الخطوط الناقلة من السد وخروجها من باطن الأرض، وجرف 20 من القرى الواقعة وراء الجبال، ونفوق حوالي 40 ألف رأس من الماشية.
وأطلق أهالي منطقة أربعات ومدينة بورتسودان نداء استغاثة "أنقذوا أهل أربعات، أنقذوا بورتسودان".
يقع سد أربعات في منطقة القنب وأوليب على بعد 40 كيلومترا من بورتسودان وهو المغذي الرئيسي لولاية البحر الأحمر بالمياه العذبة، وبانهياره باتت بورتسودان مهددة بالعطش، بحسب قيادات أهلية من المنطقة تحدثت للجزيرة نت. وفي مسافة تقدر بنحو 8 كيلومترات سيرا على الأقدام بين الجبال والصخور والإطماء وتدفق مياه السد وصولا إلى نقطة انهيار البوابة الرئيسية، وصلت الجزيرة نت إلى المنطقة.
وقالت وحدة تنفيذ السدود بوزارة الري والموارد المائية -للجزيرة نت- إن السد تم تشييده عامي 2002 و2003، بسعة تخزينية تناهز 16 مليون متر مكعب، بطول 60 مترا وارتفاع 4 أمتار، ويتم نقل المياه لبورتسودان عبر خط ناقل بقطر 20 بوصة.
وأضاف المسؤول في الوحدة، عبد الرحيم الأمين عبد اللّه، أن تراكم الإطماء بالبحيرة أثّر على السعة التخزينية، ونسبة للفيضان العالي لهذا العام فقد أدى إلى تجاوز كميات المياه أعلى السد.
ومن منطقة سد أربعات إلى مسافة تقدر بـ37 كيلومترا، جرفت السيول في طريقها نحو 20 قرية وممتلكات مواطنيها من ذهب وسيارات ومواشي ومبانٍ. ورصدت الجزيرة نت انهيارا تاما لبوابة السد، ولا تزال المياه والإطماء يتدفقان في المنطقة، مع انقطاع الطريق الأسفلتي المُعبد الموصل للسد.
وقال سكان من قرى أربعات إنهم سمعوا الساعة الواحدة ظهر يوم 25 أغسطس/آب الجاري صوت انفجار ضخم وتدفق المياه، وبصعودهم للجبل شاهدوا السيول تندفع بقوة.
الجزيرة نت التقت مواطني قرى واقعة شرقي سد أربعات، وقال موسى محمد موسى "تفاجأنا بانهيار السد وتدفق السيول وصعدنا الجبال، هناك خسائر كبيرة في الأموال والذهب والمواشي والمنازل، وجميع ممتلكاتنا جرفها السيل في طريقه". وأكد أنهم يعانون الآن من انعدام المياه ويقطعون مسافة نصف كيلومتر سيرا على الأقدام للحصول على مياه عذبة للشرب.
من جانبه، قال مواطن آخر إنهم بحاجة حاليا إلى مياه الشرب، وفتح الشارع الذي غمرته السيول والإطماء والأشجار التي جرفها السيل في طريقه، مقدرا ارتفاع السيل بنحو 10 أمتار.
وأطلق الأمين العام للهيئة الشعبية للعمل الإنساني شرق السودان، إبراهيم إسماعيل جامع، نداء لإغاثة مواطني ولاية البحر الأحمر، وقال للجزيرة نت إنه بانهيار سد أربعات ينقطع المورد المائي الأساسي للولاية، ويهدد العطش الآن الملايين من سكانها.
وأضاف أن انهيار السد أدى إلى تضرر 70 قرية وتضرر 50 أخرى جزئيا، وجرف السيل 20 قرية بمواردها، وقد نفق 40 ألف رأس من المواشي، وتم انتشال 26 جثة بواسطة الدفاع المدني، وغمر نحو 50 بئرا، وقال "أنقذوا أهل أربعات، أنقذوا أهل بورتسودان، العطش يهدد ملايين البشر". وأفادت إدارة الدفاع المدني بولاية البحر الأحمر بأنها انتشلت حوالي 15 جثة.
وقال اللواء قرشي حسين مساعد مدير عام قوات الدفاع المدني للشؤون الفنية والطوارئ والكوارث -للجزيرة نت- إن المنطقة الأكثر تضررا هي القنب وأوليب، وبلغ عدد الوفيات والجثث التي تم انتشالها بعد انحسار مياه السد 15جثة، بينما وصل عدد المفقودين إلى 25 معظمهم من المدنيين المحليين.
ويحذر سكان بورتسودان من عطش يُهدد المدينة، وسط مخاوف من إصابتهم بمرض السرطان والفشل الكلوي.
وصرح الأمين العام للهيئة الشعبية للعمل الإنساني -للجزيرة نت- بأن معظم ناقلات المياه للأحياء (تناكر، سقى) يتم جلبها من مياه الخيران وتجمعات المياه التي حدثت بفعل السيول، وهي مياه ملوثة بالزئبق ومخلفات التعدين مما يهدد بإصابة السكان بالأمراض.
من جهته، قال مدير هيئة مياه ولاية البحر الأحمر عمر عيسى طاهر -للجزيرة نت- إن منبع أربعات يبعد حوالي 200 كيلومتر عن الجبال، وإن نسبة 80% من السد تهدمت تماما، وكان يغطي نحو 90 ألف متر مكعب من حاجة بورتسودان للمياه والتي تصل إلى 130 ألف متر مكعب "وبانهياره، فقدناها تماما إلى جانب تدمر الخطوط الناقلة والآبار التي بها طمي حاليا".
وأضاف أنهم يسعون إلى معالجة ما يمكن بعد انحسار المياه، وأن محطات التحلية هي حلولهم البديلة. وأرجع أسباب انهيار السد إلى الإطماء الموجود أسفله، إضافة للسيول التي بدأت تتدفق قبل 10 أيام من الانهيار لتضغط على جسم السد وتتسبب في انهياره، مُقرّا بصعوبة تقدير تكلفة معالجة الضرر الذي لحق بجسم السد.
يُذكر أن أسعار المياه ارتفعت في مدينة بورتسودان، حيث زاد سعر عبوتين سعة 17.5 لترات ماء من 500 جنيه (0.19 دولار أميركي) إلى ألفي جنيه.
وقال صالح حسب اللّه رئيس الهيئة الشعبية للعمل الإنساني شرق السودان إن الوضع يشوبه الغموض حول منطقة أربعات، ولا توجد تقديرات دقيقة حول أعداد المفقودين والموتى. وكشف -للجزيرة نت- عن وفاة ما لا يقل عن 132 شخصا على الأقل عقب انهيار السد بعد السيول والفيضانات التي اجتاحت المنطقة مؤخرا.
ويقدر عدد الأشخاص الذين يعيشون على الجانب الغربي من السد وأصابهم الضرر بـ50 ألفا، وفق حسب الله، في حين لا يزال يتم تقييم مدى التأثير على الضفة الشرقية.
وفي الوقت الذي لم تقيم فيه بعد السلطات الحكومية الأضرار التي حدثت بسد أربعات، قالت وحدة تنفيذ السدود -للجزيرة نت- إنه سيتم إعادة دراسته وتصميمه قريبا. كما ذكرت أنه توجد حلول بديلة "ممتازة" لسد فجوة مياه الشرب تتمثل في سد "موج وسلالاب ودم" ويمكن مد بورتسودان من آبار أربعات، واستبعدت الوحدة "وجود أزمة مياه في المدينة".
وأفاد المسؤول بالوحدة، عبد الرحيم الأمين عبد اللّه، بأنه يجري العمل على تأهيل الخزان الرابع وهو أقرب لمدينة بورتسودان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات انهیار سد أربعات البحر الأحمر انهیار السد الجزیرة نت للجزیرة نت من السد
إقرأ أيضاً:
خبير يكشف لـ24: لا ملء سادس لسد النهضة.. ومصلحة مصر في تشغيل التوربينات
كشف أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية، عباس شراقي، حقيقة تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، التي أعلن فيها افتتاح سد النهضة نهاية العام الجاري، مؤكداً أنها لا تطابق الواقع، وأن إثيوبيا لن تتمكن من تنفيذ الملء السادس خلال فترة الأمطار في الصيف المقبل.
لا ملء سادسوقال شراقي لـ24 إن تصريحات آبي أحمد سياسية وتستهلك في الداخل الإثيوبي فقط، مؤكداً أن صورة حديثة التقطت بالأقمار الصناعية للسد تكشف جانباً مما يجري حوله على أرض الواقع، حيث لم ينقص مخزون بحيرة سد النهضة حتى اليوم، مما يدل على أن تشغيل التوربينات جميعاً يعتمد فقط على مقدار كمية المياه التي تأتي يومياً من بحيرة تانا والتي تقدر عند سد النهضة بحوالي 15 مليون م3 يومياً وهي لا تكفي لتشغيل توربين واحد".
وأكد شراقي أنه لن يكون هناك ملء سادس حيث لا يمكن أن تستوعب بحيرة سد النهضة تخزين أكثر من 60 مليار متر مكعب، وهذه هي السعة القصوى الفعلية، مؤكداً أنه من المتوقع في ظل عدم تشغيل التوربينات بكفاءة أن تضطر إثيوبيا إلى تفريغ نحو 20 مليار متر مكعب على الأقل قبل موسم الأمطار الجديد في يوليو (تموز) المقبل عن طريق فتح بوابات المفيض العلوية، ثم إعادة تخزينها مرة أخرى خلال موسم الأمطار القادم.
وحول التشغيل الفعلي للتوربينات كشف شراقي أنها ما زالت في مرحلة التجارب من حيث التشغيل الضعيف، حيث تم تركيب 6 توربينات فقط من أصل 13 توربين، ويتبقى تركيب 7 توربينات، وربما لم تصل هذه التوربينات إلى موقع السد، وقد يحتاج سد النهضة إلى أكثر من عام لتركيب باقي التوربينات وتشغيلها.
بسبب سد النهضة.. مصر تشكو إثيوبيا في مجلس الأمن - موقع 24وجه وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج بدر عبد العاطي، اليوم الأحد، خطاباً إلى رئيس مجلس الأمن، بعد تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي عن المرحلة الخامسة من ملء سد النهضة.
وحول تأثير هذه المجريات على دولة المصب مصر، قال شراقي إن مصلحة مصر في تشغيل التوربينات حتى تتدفق المياه إلى مسار نهر النيل وبالتالي يصل إلى كل من دول المصب في مصر والسودان، وكلما تم تأخير عمل التوربينات لن يتدفق الماء بالشكل المطلوب والطبيعي.
وأوضح شراقي أن هناك أمر مباشر بشأن وصول المياه لمصر في موسم الأمطار وهو إجبار إثيوبيا على تصريف ما يقرب من 20 مليار متر مكعب من مياه بحيرة سد النهضة قبل موسم الأمطار المقبل عن طريق فتحات السد حتى تستوعب البحيرة التخزين الجديد عن طريق الأمطار في شهر يوليو (تموز) المقبل.
وأشار شراقي إلى أن التصريح بأن السد يخزن الآن أكثر من 74 مليار متر مكعب من المياه غير صحيح، لأن السد منسوب البحيرة لم يتغير ولم يخزن متر مكعب واحد بعد 5 سبتمبر (أيلول) الماضي (60 مليار م3)، لسببين: أولاً لا توجد أمطار حقيقية بعد انتهاء موسم الأمطار في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، فمن أين تأتى الزيادة؟ ثانياً: لم يرتفع بناء السد لأنه وصل بالفعل إلى الحد الأعلى في أغسطس (آب) الماضي "640 م مستوى الممر الأوسط".
خاص 24.. هل تؤثر زلازل إثيوبيا على #سد_النهضة؟https://t.co/FAiou50SU7 pic.twitter.com/b8R1zAKuXr
— 24.ae (@20fourMedia) January 4, 2025والتصريح بأن "سد النهضة لا يشكل أي أضرار جسيمة على مصر والسودان، وأنه يهدف لتوليد الطاقة فقط، وليس للإضرار بأي طرف، وأنه لم يؤثر على مخزون السد العالى"، هل حجز 60 مليار م3 على مدار السنوات الخمس الماضية من الايراد المصري لا يشكل ضرر حقيقي؟، واذا لم تشكل ضرر فلماذا تستخدم مصر 22 مليار م3 من إعادة استخدام مياه الصرف الزراعي الأقل جودة وإنفاق مليارات الجنيهات على المعالجة وترشيد استهلاك مياه السد العالي؟ ولماذا تحديد مساحة الأرز بمليون فدان واحد فقط؟ ولماذا تبطين الترع واحلال بنجر السكر بدلا من قصب السكر؟ ولماذا إنفاق 500 مليار جنيه مصري "10 مليار دولار" على المشروعات المائية لحماية الأمن المائي المصري.