علي جمعة: الإسلام دينًا يتمنى كل عاقل لو انتسب إليه
تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT
يسأل كثير من الناس عن واقع المسلمين وعلاقته بالإسلام؛ فعندما يسمع الناس ما جاء به دين الله في العالم يتعجبون، لأنهم يسمعون دينًا يتمنى كل عاقل لو انتسب إليه.
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، ومفتي الجمهورية السابق، أن دين الإسلام يؤمن بالله، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويطهر أتباعه ظاهرًا وباطنًا، ويدعو إلى السلام، ويدعو إلى الأمن والاستقرار، ويدعو إلى العلم، وإلى تحطيم الوسائط بين الإنسان وبين ربه، أمره بعمارة كونه وبتزكية نفسه، وقال رسول الإسلام ﷺ: (إِنَّما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكارِمَ الأَخْلاق) دين يتمنى كل عاقل أن ينتمي إليه.
وتابع جمعة أنه إذا نظر إلى المسلمين رآهم وقد أمرهم ربهم بأن يعتصموا بحبل الله جميعًا لم يعتصموا وكانوا شيعًا وأحزابًا ومذاهب ومشارب، ونهاهم ربهم عن الفرقة وقال لهم {وَلاَ تَفَرَّقُوا} فتفرقوا واستجابوا لخطط كل ناعقٍ وكل منافق وكل كافرٍ وكل فاسق إذ أمرهم بأن يكون بأسهم بينهم شديدًا فاستجابوا، وصدق الله ورسوله فيهم.
وأضاف جمعة أن رسول الله ﷺ قد دعا ربه ألا يكون بأسهم بينهم شديدًا فلم يستجب ربنا له، فكان ما نحن فيه من خيبةٍ وفرقةٍ وضعفٍ تصديقًا لرسول الله ﷺ والحمد لله الذي جعلنا مسلمين، ولكن الطريق أمامنا ما زال مفتوحًا .. فكيف نرجع إليه حتى نزيل حيرة العالمين فينا وفي الفرق بيننا وبين إسلامنا؟ فكيف نعود مرةً أخرى ندعو إلى الله بحالنا قبل قالنا فنكون شهداء على الناس ونجعل الرسول ﷺ علينا شهيدًا؟ فكيف نخاطب الناس بما يصل إلى عقوهم وإلى قلوبهم فلا نكون فتنةً للذين كفروا؟ وما الذي افتقدناه حتى وصلنا إلى هذه الحالة الردية غير المرضية التي نعيش فيها؟
إن الذي افتقدناه هو التربية المحمدية النبوية المصطفوية التي علمتنا بكل يسرٍ وسهولة كيف نحول المبادئ والقيم والأخلاق والأحكام والعقائد والمناهج إلى حياةٍ نعيشها وإلى واقعٍ معيش كيف هذا؟ فعلمنا رسول الله ﷺ علمنا الرحمة، ثم علمنا كيف نطبقها.
وانتهى جمعة إلى أن أما تعليم الرحمة فأول ما تفتح كتاب ربك تجد قوله تعالى {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}، أما تعليم الرحمة فعندما تسمع قوله تعالى في وصف سيد المرسلين {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}..
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المسلمين الإسلام الدكتور علي جمعة علي جمعة واقع المسلمين ن رسول الله الاسلام دين الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتى الجمهورية علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء الإبتلاءات جميع الأديان علی جمعة
إقرأ أيضاً:
هل تُقبل الصدقة من مال مصدره حرام؟.. الإفتاء توضح الفرق بين التصدّق وتبرئة الذمّة
قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وبالتالي ينبغي أن تكون الزكاة والصدقات من المال الحلال الخالص، مُشددًا على أن الأصل في الصدقة أن تكون من مالٍ لا شبهة فيه.
وأضاف "عثمان"، خلال لقائه بفضائية "الناس"، ردًا على سؤال بشأن التصدق من المال الحرام، أنه لا مانع من أن يمنح الشخص مالًا فيه شبهة أو شبهة حرام إلى من هو في حاجة ماسة إليه كالعلاج أو سد حاجة ملحة، ولا حرج في ذلك من الناحية الشرعية، لكنه ليس في حكم الصدقة المعتادة من المال الحلال.
وأوضح أن الثواب والعطاء في هذه الحالة يعود إلى تقدير الله وحده، مؤكدا أن الاعتقاد السائد لدى البعض بأن التصدق بجزء من المال الحرام يطهر باقي المال هو اعتقاد خاطئ، فالحرام يظل حرامًا ولا يزول إلا برد المال لأهله أو بإخراجه على سبيل التخلص منه، وليس على أنه صدقة مشروعة.
حكم التصدّق من المال الحرام
من جانبه، أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أن بعض الناس يرغبون في إخراج أموال حصلوا عليها من طرق غير مشروعة أو بها شبهة، ويريدون دفعها في سبيل الله، مشيرًا إلى أن العلماء ينصحون في هذه الحالة بإخراج هذا المال على سبيل تبرئة الذمة وتنقية المال، وليس على أنه صدقة تطوعية.
وأضاف جمعة، في منشور عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، أن الثواب الناتج عن هذا الإخراج لا يعود إلى الشخص المتصدق، بل يذهب إلى أصحاب المال الأصليين الذين سُلب منهم المال ظلمًا وعدوانًا، وتعذر الوصول إليهم.
وأشار إلى أن المتصدق عليه، أو من يقوم بتوزيع هذا المال، لا يُطلب منه شرعًا أن يبحث في مصدره، لأن الأصل في الشريعة هو إحسان الظن، مستشهدًا بقوله تعالى في سورة المائدة: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ"، موضحًا أن الظن السيئ والتحسس والتجسس مرفوض شرعًا.
كما أوضح جمعة أن في حالة اختلاط المال الحلال بالحرام، فلا إثم على من يأكل أو يتعامل مع صاحب هذا المال إلا إن كان يعلم تحديدًا أن ما أُعطي له هو من مصدر محرم. واستشهد بفتاوى الصحابة والتابعين في هذا الشأن، مؤكدًا أن جمهور الفقهاء لا يرون حرجًا في الأكل أو المعاملة ممن يغلب على ماله الحرام، ما لم يُعلم يقينًا أن ما أُخذ منه حرام بعينه.
واختتم جمعة بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرشد إلى أهمية دور المجتمع المدني في التعاون والتكافل عند عجز الدولة، مبينًا أن من دل على الخير فله مثل أجر فاعله، ما يفتح بابًا واسعًا للتعاون في الخير دون التقيد بالمصدر ما دام النية خالصة والهدف إنساني.