أبو فاعور من راشيا: لن يكون في لبنان حكم رشيد إذا لم ننتخب رئيسا للجمهورية
تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT
أكد عضو كتلة "اللقاء الديموقراطي" النائب وائل أبو فاعور، أنه لن "يكون هناك تعليم ولا جودة تعليم، اذا لم يكن في لبنان حكم رشيد، ولن يكون في لبنان حكم رشيد واصلاحي اذا لم ننتخب رئيسا للجمهورية اصلاحيا وإذا لم نشكل حكومة اصلاحية، واذا لم تضع هذه الحكومة برنامجا".
كلام النائب أبو فاعور جاء في خلال رعايته بالتعاون مع مجموعة GLOBAL EDUCATION، حفل تخريج طلاب الشهادتين المتوسطة والثانوية أقامته المدرسة اللبنانية العالمية في راشيا في مجمع ومطعم الكنز السياحي، تخلله حفل عشاء ساهر وتكريم الطلاب المتفوقين والخريجين.
وقال: "للأسف نحن نرى ما يجري اليوم في السياسة، ومصير المنطقة يقرأ من فلسطين المحتلة، فبعد غزة انتقل الإحتلال الاسرائيلي الى الضفة، والمعركة طويلة وطويلة جدا، ولا يبدو ان هناك من يستطيع أن يضع حدا لجنون الإحتلال الاسرائيلي، ويجب الا تقصى مسألة الرئاسة ابدا ابدا من حسابات اللبنانيين، واذا كانت الرئاسة مغيبة فكل هذه المشاريع مغيبة، وكل فكرة إصلاح في التعليم وفي غير التعليم مغيبة ولا يجوز ان يستمر هذا الامر على الإطلاق، ولا يمكن ان يعلى شأن التعليم اذا لم يعل شأن الدولة، ولا يمكن ان يعلى شأن الدولة اذا لم تكن مؤسسات الدولة مكتملة بحكم اصلاحي رشيد".
وشكر ابو فاعور للمدرسة العالمية "على هذه الدعوة وهذا التكريم في هذه المدرسة التي باتت تمثل منارة في العلم وفي التربية"، وقال:" كم أفرح عندما ارى هذا الحضور من كل مناطق راشيا والبقاع الغربي في هذه الأمسية وأرى هذه المساحة المشتركة التي تشكلها هذه المدرسة لانه فعلا المطلوب هو التعليم ولكن المطلوب ايضا ان نخلق المساحات المشتركة بين اللبنانيين التي تعيد نسج العلاقات وبناء النسيج الوطني المشترك الذي لا يمكن ان يبنى الا في هكذا مساحات، فالتحية الى هذه المدرسة التي تكتسب في عقلي وفي وجداني مكانة خاصة، كيف لا وقد كان من بادر الى انشائها ورعايتها والاستمرار بها الى ان وصلت الى ما وصلت إليه مجموعة من الاصدقاء والشخصيات المحترمة تربويا واجتماعيا وتحظى بالاحترام الكبير ، وإذ اذكر الأساتذة الاصدقاء زياد دهام وغسان كمال ووائل غازي القامة التربوية التي نعتز بها ودرة تاج المدرسة السيدة كوزيت رابيه، فإنني لن أنسى ان اذكر شخصا اثر في في حياته وفي مماته والذي لا يذكر اسمه الا ويذكر الخير وتذكر المحبة المرحوم العم حمد زيتون ابو غيث، الذي لا يذكر اسمه الا وتهب نسائم المحبة والكرم والتواضع واللطف والأخلاق فتحية اليه وإلى روحه".
وأضاف: "في هذا الوطن الذي تزدحم به الثلاثيات والرباعيات، احب ان أشدد هذه الليلة على ثلاثية العلم والأخلاق والعمل، فلا قيمة للعلم دون اخلاق، ولا قيمة للعلم والأخلاق دون العمل بهذه القيم الثلاثة التي نحتاجها في مجتمعنا، وانني اذ اشعر في هذه الليلة بما يحرضني على الكثير من القول، فسوف اكتفي بفكرتين، الفكرة الأولى كم اشعر بالرضا والسعادة عندما ارى هذه النهضة التربوية والثقافية والعلمية في راشيا والبقاع الغربي أراها في هذه المدرسة الكريمة وفي مثيلاتها من المدارس الرسمية والخاصة، التي جعلت من هذه المنطقة مقصدا لكل طلبة العلم، واراها ايضا في الجامعة اللبنانية في كلية إدارة الاعمال وكلية الصحة ومعهد كنام، وفي الجامعات الخاصة الموحودة، وارى حلما قديما يناقض كل التاريخ الذي عاشته هذه المنطقة، عندما كانت هذه المنطقة بعيدة ومستبعدة، وكانت مدارسها الرسمية متروكة وكانت الخيارات ضيقة امام ابناء المنطقة، وهذا لم يمنع أبناء هذه المناطق من الانطلاق في مسار التعليم، وعن الوصول الى أعلى المراكز، وإني ارى هذه النهضة اليوم هي الإنجاز الحقيقي في منطقة راشيا، في هذه المنصة التربوية الاكاديمية، في ما وصلنا اليه، والتي سنرى نتائجها مع الأيام عندما يصل ابناء راشيا والبقاع الغربي ووادي التيم الى أعلى المواقع العلمية وغير العلمية، لان هذه المنصة لا يمكن الا ان تقود في طريق الترقي والنجاح والإنجاز الحقيقي ايضا وفق ما قال الأستاذ وائل غازي في الربط ما بين فرصة العلم وفرصة العمل وفي اختيار الإختصاص الذي لا يحتاج الطالب فيه ان يقصد احدا بل يحتاج الى كفاءته ، وكما نعتز بالتعليم الخاص نعتز بالتعليم الرسمي".
وقال ابو فاعور:" من المؤسف ان نقارن أنفسنا باعدائنا، فموازنة التعليم في دولة الاحتلال إسرائيلي هي 10% من الناتج القومي وهذا الناتج كان في اخر إحصاء في العام 2023 564 مليار دولار، يعني اننا نتحدث عن 56 مليار دولار موازنة التعليم في اسرائيل، ويا حسرتي على موازنات التعليم في لبنان وفي الدول العربية، وهنا اقول بكل قناعة، لن نربح المعركة اذا لم نواجه في التعليم، المعركة هي معركة قتال وسلاح ودماء ولكن المعركة لا تحسم الا بالعلم، وبآخر ترتيب في العام 2023 كانت مرتبة لبنان على مستوى جودة التعليم في المركز 59 بينما كانت اسرائيل في المرتبة الثالثة، وهذا ما أتمنى على الجيل الجديد ان يعرفه".
وختم ابو فاعور متوجها الى الخريجين " أينما ذهبتم ومهما بلغتم من مراتب العلم والعمل والنجاح لا تنسوا المنبت الذي أتيتم منه، ولا تنسوا ان تعب الاباء ودعاء وصبر امهاتكم هو الذي اوصلكم الى المكان الذي ستصلون إليه، اتمنى لكم التوفيق واختم كلمتي بان ارفع التحية الى شبان وشابات في مثل اعماركم لا يحصلون على شهادات بمثل شهاداتكم، بل يحصلون على شهادات مضمخة بالدم وبالدموع وبالاسى، تحية الى شباب وشابات فلسطين وإلى شعب فلسطين وغزة".
وكان حضر الاحتفال مستشار الرئيس سعد الحريري علي حسين الحاج ومستشاره للشؤون الدينية الشيخ علي الجناني، رئيس مجموعة "غلوبال اديوكايشن" الدكتور ميلاد السبعلي، الاكسيرخوس ادوار شحاذي، رئيس فرع الامن العسكري في البقاع العميد عبد الكريم شومان، وكيل داخلية البقاع الجنوبي في الحزب التقدمي الاشتراكي عارف ابو منصور، الأمين توفيق مهنا، المدير العام لمجمع "كاسكادا مول" مروان عبد المسيح، السيدة كارولين كفوري، طبيب قضاء راشيا الدكتور سامر حرب، عضو المجلس المذهبي الدرزي المهندس مروان شروف، رئيسة المركز التربوي للبحوث والانماء سابقا الدكتورة ندى عويجان، رئيس مجلس إدارة المدرسة العالمية زياد دهام، رئيس اتحاد بلديات جبل الشيخ جريس الحداد، رئيس فرع تعاونية موظفي الدولة في البقاع نزيه حمود، مدير مكتب الضمان الإجتماعي في حاصبيا وراشيا الدكتور فادي ابو صمصم، النقابي اكرم عربي، رئيس جمعية الرؤيا للتنمية والتأهيل والرعاية الدكتور ناصر ابو لطيف، الكابتن الطيار جواد ريدان، المقرر في وحدة التطوير والتخطيط والتنمية الإدارية في وزارة التربية طارق التيماني، مدراء وممثلو جامعات ومؤسسات تربوية وفعاليات واهالي الطلاب والكادر التعليمي والاداري في المدرسة والخريجات والخريجون.
بعد النشيد الوطني وافتتاحية لفرقة يوسف الراعي، واستعراضات فنية، قدم اللقاء بهاء عبد الرحيم والمعلمة هبة فاضل، ثم دخول الخريجات والخريجين فكلمات للتلامذة "مريم طارق عبد الرحمن، لين يحيى القادري، ريم محمود الصميلي بإسم صفوفهم.
ثم تحدث بإسم "أصدقاء المدرسة" الشيخ علي الجناني، مباركا للمدرسة تفوقها ومكانتها العلمية والاكاديمية ودورها التربوي. ووجه التحية لخريجيها ثم حيا أطفال وشابات وشبان فلسطين الذين يرسمون بدمائهم أبلغ الشهادات.
ثم تحدث رئيس مجموعة GLOBAL EDUCATION الدكتور ميلاد السبعلي، فشدد على اهمية تطوير العلوم ومجاراة هذا التطور ومواكبته على المستويات كافة، مستعرضا خطة واهداف المجموعة ودورها الريادي في تطوير المناهج وفي تقديم أفضل السبل لخلق جيل جديد متنور ومواكب للتقنيات المعاصرة بعقل ابتكاري وعلمي يعرف متطلبات سوق العمل.
وبارك للمدرسة العالمية "نجاحها الباهر وحصادها الوفير".
ثم كانت كلمة لمدير عام مدارس LIC /LFS/ SGS وائل غازي الذي شكر "صاحب الرعاية أبو فاعور فقال:" وافر التقدير لشخصك ولعطائك ونبلك ولكل الإنجازات التي تقوم بها في منطقتنا وفي وطننا، فوالله لو كان بعض القادة في لبنان امثالك لكان وطننا بألف خير".
أضاف:"ان احتفالنا اليوم، هو تقدير للعلم وتكريما لأهله، فالغلة كبيرة والحصاد وفير، والفعلة ذوو همم والغني لبنان. لقد أصبحت مدرستنا مميزة بما وصلت إليه من مستوى تربوي عال وتكنولوجي مميز ونفخر بكل ما فيها من مبانيها وملاعبها وقاعاتها ومختبراتها وأقسامها وطاقمها الاداري والتعليمي من الحضانة الى الثانوي، وقد قفزتا قفزة نوعية في التطور التكنولوجي من خلال التعاون اللامحدود مع مجموعة "غلوبال اديوكايشن" برئاسة الدكتور ميلاد السبعلي وفريقه الاكاديمي.
وإذ شكر أبو فاعور على رعايته نوه غازي بمجلس إدارة المدرسة وبارك للخريجين "تفوقهم ونجاحهم المميز وشكر الطاقم التعليمي والإداري منوها بجهود الاهالي وتعبهم".
ثم سلمت إدارة المدرسة درعين تكريميتين لابو فاعور والسبعلي. ثم سلم الدكتور فارس زيتون منحة والدهالمرحوم حمد زيتون للطلاب الأوائل، بعدها تسلم الطلاب شهاداتهم. وختم الحفل بسهرة فنية.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: هذه المدرسة التعلیم فی ابو فاعور أبو فاعور فی لبنان الذی لا لا یمکن اذا لم فی هذه
إقرأ أيضاً:
كيف حارب الشيخ محمد رشيد رضا انحطاط الأمة الإسلامية؟
هو رائد الإصلاح الشيخ محمد رشيد رضا الذي سلطت حلقة (2025/4/9) من برنامج "ّموازين" الضوء على حياته وعلى مشروعه الفكري والإصلاحي، الذي لم يقتصر تأثيره على العالم العربي بل امتد إلى دول إسلامية أخرى.
ولد الشيخ رضا في قرية القلمون عام 1865، وهي قرية تقع على شاطئ البحر المتوسط من جبل لبنان. وينتمي إلى أسرة شريفة يتصل نسبها بالحسين بن علي رضي الله عنه. وكان أبوه علي رضا شيخا للقلمون وإماما لمسجدها، فعني بتربية ولده وتعليمه فحفظ القرآن، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة والحساب ونبغ في صباه.
وبعد مرحلة التكوين في لبنان رحل الشيخ رضا إلى القاهرة، حيث رأى أن مصر ميدانا فسيحا للإصلاح والعمل مع شيخه الإمام محمد عبده، الذي بقي بصحبته 7 سنين.
التأثر بالشيخ محمد عبدهاحتدمت في عصره المعارك الفكرية بين تيارين، تيار يقاوم الدعوة إلى التجديد والإصلاح، وآخر يدعو إلى تجاوز التعليم الديني واللحاق بالحداثة الغربية، فاتخذ الشيخ رضا صحيفة المنار منبرا لمقاومة التيارين وبيان الخلل الذي يكتنفهما.
وحول مساره الفكري، يقول أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة قطر الدكتور أحمد إبراهيم أبو شوك إن التقاء الشيخ رضا بالشيخ حسين الجسر الذي كان يعتبر من علماء تلك الفترة الأجلاء أعطاه مساحة أن يفكر في الجانب الذي يختص بعلاقة العلوم الدينية أو الإسلامية بالعلوم الدنيوية أو العلوم التي أتت إلى المشرق من الغرب الأوروبي.
إعلانوجمع الشيخ رضا بين الجانب الفقهي والجانب الصوفي، وانتقل من تزكية النفس إلى القضايا المرتبطة بالجانب الشرعي وبالتشريع السياسي، الذي يرتبط بالشيخين محمد عبده وجمال الدين الأفغاني، كما يوضح أبو شوك.
ويشير أستاذ الدراسات العربية والإسلامية في جامعة لوفان الدكتور عمر رياض إلى أن الشيخ رضا ذهب إلى مصر والتقى الشيخ محمد عبده في منطقة عين شمس في القاهرة، وتحدث معه عن فكرة الإصلاح وفكرة إنشاء مجلة، وكتب أول عدد من مجلة المنار في المسجد المجاور لمنزل الشيخ محمد عبده.
ويقول أبو شوك إن مصر كانت حاضنة لعدد من المجلات، لكن الشيخ رضا كان يرى أن هناك فراغا يجب أن يملأ، لأن المجلات الموجودة في مصر كلها ذات توجهات علمانية، ومعظم المحررين لا ينتمون للفكر الإصلاحي الإسلامي، فكان يعتقد أن مجلة المنار يمكن أن تسد هذا الفراغ.
وكان الشيخ محمد عبده -يضيف نفس المتحدث- حريصا على ألا تدخل المنار في مجال السياسة، لذلك مالت الأعداد الأولى منها إلى قضايا محاربة البدع والخرافات والعودة إلى العقيدة التوحيدية، إضافة إلى قضايا وحدة الأمة والتعليم، لكن بعد وفاة الشيخ محمد عبده أخذت المنار منحا آخر ومالت للحديث عن السياسة وعن تأثير الاستعمار وقضايا الخلافة لاحقا.
ويذكر أن العدد الأول من مجلة المنار صدر عام 1898، واستمرت إلى سنة 1935، وجرى جمعها في 33 مجلدا، وضمت 160 ألف صفحة. وقد حرص الشيخ رضا على تأكيد هدفه من المنار، وهو "الإصلاح الديني والاجتماعي للأمة وبيان أن الإسلام يتفق والعقل والعلم ومصالح البشر وإبطال الشبهات الواردة على الإسلام".
ملامح المشروعوعن ملامح المشروع الفكري للشيخ رضا، يلفت الدكتور رياض إلى أن الراحل كان مشغولا بفكرة انحطاط العالم الإسلامي، وكان يرى مثل ما كان الشيخان جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده يريان أن انحطاط العالم الإسلامي يتلخص في 3 محاور: الاستعمار، فساد الحكام، وجمود العلماء، وكان يحارب على هذه الجبهات. كما أن المشروع الفكري للشيخ رضا لم ينطبق على مصر أو العالم العربي، بل كان يمتد للعالم الإسلامي، مثل إندونيسيا ودول جنوب شرق آسيا.
إعلانوعن مدى امتداد الحركة الإسلامية المعاصرة اليوم للمشروع الفكري للشيخ رضا، يؤكد الدكتور رياض أنه لا يوجد أي ذكر في مجلة المنار لحسن البنا ولا لجماعة الإخوان المسلمين، لكنه يكشف أن والد حسن البنا، الشيخ عبد الرحمن البنا الساعاتي نشر مسند الإمام أحمد في مطبعة المنار، وهناك مراسلات في الأرشيف بين الشيخ رضا ووالد البنا.
ويضيف أن الشيخ رضا حينما ذهب إلى مصر جاب القرى لتكوين نواة لحركة إسلامية إقليمية في مصر، وأن "حسن البنا قد أخذ بعض هذه الأفكار وهذه التفاعلات والتحركات ووضع بها نواة الإخوان المسلمين".
9/4/2025