عربي21:
2025-03-19@21:40:34 GMT

بدون عنوان في وصف الجبان

تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT

أبحرتُ في أعماق اللغة العربية من جميل الكلمات حتى تلك التي تُعبر عن القُبح والدناءة وانعدام المروءة وتنطلق من بين حروفها اللعنات، تجولت وجاب عقلي في غياهب الظلم وحُطام نفوس المستبدين وفي دروب المتجبرين المنقوشة قباحاتهم على جدران التاريخ بدماء الأبرياء من أبناء أمة اجتمعت على نهشها كل الأمم، بفضل من أُسندت لهم إدارة شؤونهم قهرا وغصبا.



ولكنني وعلى مدار أشهر الإبادة التي هي لمرتكبيها من حثالة الأمم عبادة، وأيام التوحش والتلذذ بسفك الدماء التي أصبحت في عرفهم عادة، لم أجد ما أستطيع من خلاله وصف قادة أمة عربية يقال عنهم إنهم عرب ودينهم الإسلام بالكلام والسلام.

قد أتفهم نظرية خوف الدول الضعيفة وخضوعها أمام الدول الأقوى -بغض النظر عن أنهم أنفسهم بظلمهم واستبدادهم واستهداف كل طاقة أو فكر أو همة، حتى جرفوا بلاد العرب من خير أبنائها وكوادر تقود بفكرها وعلمها أمم أخرى- وبالتالي تجنب الحرب لحماية العرش وتلبية ما يشتهيه كل كرش، ولكن هذا لا يمنع من موقف مؤقت يحفظ به ماء وجهه أمام نفسه بالتهديد مثلا بتجميد علاقات أو سحب بعثات أو وقف التبادل التجاري رفضا لقتل الأطفال أو التجويع أو استهداف المدارس أو المستشفيات! مجرد موقف لا يترتب عليه لا حرب ولا ضرب ولا أزمات، فقط مجرد عتاب بين إخوة في الشر لا يفضي إلى خصومة لا سمح الله! فلنقل إن هناك ردة عن العروبة وأنها اجتثت روابطها، ماذا عن الإنسانية؟ أين الضمير؟ هل أنتم فعلا بشر؟ فإذا كان بداخلكم شيء من الإسلام، ماذا عن مشهد نسف المساجد وتدنيس العصابات الصهيونية لها وحرق مصاحف اعتقد أنه يوجد منها نسخ في مكاتبكم ومنازلكم؟ ألا يستحق المصحف موقف؟ لا يقبل بهذه الوحشية وانعدام الإنسانية غير المسبوقة إلا معتنقو الصهيونية الذين لا يعترفون بإنسانية لبشر إلا إذا كان يهوديا أما غيره فقتله واستباحته ركن من أركان التعبد والتقرب إلى الله. مجموعة بشرية أنتجت أحقر صور العسكرية على مر التاريخ، وخلفها مجتمع لا يوجد فيه قلب يتألم أو نفس واحدة تشعر بتأنيب ضمير، ولا حتى صوت يصدح بأن ما تقوم به قواتهم في غزة جرائم ضد الإنسانية ويشهد بانعدام الأخلاق، بل على العكس تماما فهم صف واحد يروي عطشهم دماء الأطفال ويروق لهم تمزيق أجسادهم البريئة وحرق المرضى داخل المستشفيات والمصلين في المساجد والكنائس، هذا المجتمع الذي يصفه الغرب كذبا بالمدني، المدنية من أمثال هؤلاء براء، أُس مصائب الكون وأصل البلاء، شرذمة من القتلة الأغبياء أتت بهم قوى الغرب من كل الدنيا وأسكنتهم أرض فلسطين.

لم يقتصر ما لا يمكن وصفه بكل كلمات اللعنات مجتمعة من قبح عند صمت الأصنام للسادة الحكام، والانصياع التام لأوامر نتنياهو عندما أمرهم بأن يخرسوا، وفشلهم في إدخال حفنة من الطعام أو الماء لمن يقتلون على مدار الساعة بعجز تام. بل كشفت مواقع إخبارية غربية وعربية عن جسور جوية وبرية وبحرية تربط الكيان بعدد من الدول العربية؛ لا تتوقف عن إرسال كل أنواع السلع لقتلة أطفال العرب وأعدائهم الأزليين!

حتى مصر العروبة والشهامة والشجاعة التي لطالما حملت راية الأمة وتبنت قضاياها، وقدمت لقضية فلسطين عشرات الآلاف من خيرة أبنائها وجادت بخيراتها نصرة لأم القضايا في ضمير شعبها -بشهادة كل أهل النضال وفي مقدمتهم الشيخ الشهيد أحمد ياسين- ووجهة كل مناضليها؛ أصبحت خارج التغطية بفضل نظام لم يكتف بالمشاركة في تجويع أهلنا في غزة بل كشف موقع عربي بوست مؤخرا عن تنامي غير مسبوق لحركة نقل البضائع والسلع من مصر إلى الكيان المحتل عبر ميناء دمياط وميناء بورسعيد!

كيف لي أن أصف حرب إبادة جماعية لم يرها العالم قط حتى في أعتى عصور التوحش والقتل؟ وهنا لا أدافع عن سفاحي الماضي أو أسعى لوصفهم بأن لديهم قليلا من الإنسانية منعتهم من ارتكاب مثل ما يُرتكب الآن في غزة، ربما عدم تطور آلة القتل في تلك العصور كما هي عليه الآن حالت دون ارتكاب مثلها، ولكن كما نقول في مصر "اللي خلف مامتش"، فسفاحو اليوم من نسل قتلة الماضي، تتبدل العصور وتتعاقب الأزمنة ولكن رايتهم واحدة وغايتهم مجرمة تسعى لها نفوس دائما وأبدا مظلمة!

على الرغم من كل هذه الأهوال بوصول عدد القتلى إلى أكثر من 40 ألف إنسان غالبيتهم من النساء والأطفال وإصابة ما يقرب من 100 ألف وتدمير حوالي ٩٠٠ مسجد و٣ كنائس وأغلب المستشفيات وكافة المؤسسات الحكومية الخدمية وتدمير البنية التحتية ونسف ٧٠ في المئة من المنازل في غزة، لا زالت آلة القتل والتدمير مستمرة وخلفها حفنة من الإرهابيين أمثال وزير مالية الكيان سموتريتش ووزير أمنه بن غفير، ومن على شاكلتهما من الذين لا يتورعون في التشجيع على الإرهاب وتشكيل قطعان المستوطنين الإرهابيين وإطلاق يدهم على الفلسطينيين، ولا يجدون رادعا يجعلهم يترددون ولو للحظة في دعوات متكررة بضرب غزة بالنووي وكأنها لم تُستهدف بما يعادل ٥ أضعاف القنبلة النووية كالتي أطلقتها حليفتهم أمريكا راعية الإرهاب في العالم على هيروشيما! لا يتحدثون إلا عن تجويع من ينجو من القتل والقصف حتى الموت من سكان غزة ثم تهجير من سيتبقى منهم وإعادة احتلال غزة!

وكما لم أجد في وصف القبح كلمات تعبر عن حقارة حثالة الأمم وخيانة القادة الرمم عجزت أيضا عن وصف أهل غزة وما يجوب في خواطرهم وهم في أهوال أمام أعين عالم لا يستوعبها عقل ولا تداوي جراحها أنهار من الكلمات! من يعيد لهم من تمزقت أجسادهم من فلذات الأكباد؟!

وأخيرا أود أن أقول بصوت أصحاب الضمائر والعقول إلى خدم الصهاينة وعلى الشعوب فحول:

غزة يا خلق فيها ناس
وابن الكلاب في ايده فاس
أحد من ناب الديابة
بيحش روس كل الغلابة
والعرب واقفين معاه
ما هي أمة حكماها الـكلاب
ميشفش ناسها غير عذاب
ملهاش نصيب بين الأمم تتهنى يوم ولا ليها باب
شوفتوا الهباب؟! حتى باب الستر نفسه استكتروه كسروه علينا
الضباع تدخل تنقي كام فريسة
ملهاش تمن في وسط هيصـة
وكمان تقطع فــ الجتت
واللي لسه ابن الشهور
طفل أجمل مــــالزهـور
لموه حتت
وهلما جره.. يا أمة عرة دم ناسها فكل حتة
ارخص ف عين الغرب من مزااااج البسكلتة

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات العربية غزة جرائم فلسطين فلسطين غزة العرب جرائم صمت الاحتلال سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد سياسة صحافة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة

إقرأ أيضاً:

الرضوخ لترامب.. كيف انحنت أوكرانيا أمام عاصفة البيت الأبيض في أسبوع؟

"500 مليون أوروبي يستنجدون بـ300 مليون أميركي لحمايتهم من 140 مليون روسي"، بهذه الكلمات لخص رئيس وزراء بولندا دونالد توسك واقع القارة الأوروبية خلال القمة الأخيرة في بروكسل، مشيرا إلى العجز الأوروبي بعد سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المثيرة للجدل.

جاء ذلك قبل إعلان مستشار الأمن القومي الأميركي مايكل والتز -عقب المحادثات الأميركية الأوكرانية التي انعقدت في جدة بالمملكة العربية السعودية- أن ترامب قرر رفع تعليق المساعدات الأمنية لأوكرانيا، وهو القرار الذي كان قد عمّق أزمة كييف والدول الأوروبية وتركها مكشوفة أمام موسكو طوال أسبوع كامل.

وخلال تلك الفترة القصيرة، استغلت القوات الروسية الفرصة، محققة تقدما ميدانيا على الأرض، بينما وجد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نفسه تحت ضغط غير مسبوق، مجبرا على الرضوخ لمطالب وقف إطلاق النار من دون شروط مسبقة.

وصحيح أن تجدُد الدعم الأميركي يعيد بعض التوازن، لكنه يثير تساؤلات حول كيف كان أسبوع واحد من وقف المساعدات الأميركية كفيلا ببث الرعب في أوساط أوروبا، وما حجم ونوع المساعدات الأميركية التي تم تعليقها؟ وما المدة التي يمكن أن تصمد فيها القوات الأوكرانية من دون الغطاء الأميركي؟ وما قيمة خطة التسلح التي أعلن عنها الأوروبيون لملء الفراغ الأميركي؟

 

View this post on Instagram

A post shared by قناة الجزيرة مباشر (@aljazeeramubasher)

الرضوخ لترامب

حاول الرئيس الأميركي أن يثبت لنظيره الأوكراني أنه "ليس شيئا من دونه" و"لا يملك أي أوراق من دونه"، كما قالها في وجهه خلال ما صار معروفا بـ"وقعة المكتب البيضاوي" يوم 28 فبراير/شباط الماضي وما حدث خلالها من مشادة بين الرئيسين.

إعلان

ووفقا لتقرير في صحيفة لوفيغارو الفرنسية بعنوان: "زيلينسكي يحاول النهوض من جديد بعد اتفاق جدة مع الأميركيين"، فإن تعليق المساعدات العسكرية والاستخباراتية الأميركية أجبر الرئيس الأوكراني لقبول وقف إطلاق النار بعد أن صارت قواته غارقة في أرض المعركة تعاني بفعل وقف المساعدات الأميركية.

وتوضح الصحيفة أن زيلينسكي اتخذ قراره مكرها، إذ لم يحصل بعد على الضمانات الأمنية التي كان يطالب بها، كما قبِل وقف القتال في وقت يوجد فيه أكثر من خُمس الأراضي الأوكرانية تحت السيطرة الروسية.

وبالفعل يبدو أن وقف المساعدات الأميركية ساعد روسيا على تحقيق تقدم ميداني كبير، فقد نقلت وكالة تاس الروسية عن رئيس الأركان الروسي الجنرال فاليري غيراسيموف أن روسيا استعادت نحو 86% من أراضي إقليم كورسك، وجاء هذا الإعلان على هامش زيارة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء للإقليم أصدر خلالها تعليماته بضرورة استعادة الإقليم كافة فورا، لتخسر بذلك أوكرانيا إحدى أوراق التفاوض المهمة لديها من خلال استبدال أراض أوكرانية بأخرى روسية.

ويعد إقليم كورسك المنطقة الروسية الوحيدة التي احتلتها القوات الأوكرانية خلال الحرب، وهو ما يمثل أول احتلال أجنبي لأراضٍ روسية منذ الحرب العالمية الثانية، حيث صمدت القوات الأوكرانية لأشهر رغم الضغط الشديد من عشرات الآلاف من القوات الروسية والكورية الشمالية، حسب وكالة أسوشيتد برس.

 

غير أن صحيفة لوفيغارو تعتبر أن الإيجابي في وقف المساعدات الأميركية أنه أيقظ روح الدفاع لدى الأوروبيين؛ وهو ما تجلى في القمة الاستثنائية في بروكسل واجتماع رؤساء الأركان الـ30 في باريس الثلاثاء الماضي، فضلا عن اعتماد خطة كبرى للتسلح.

وحسب تقرير لوكالة أسوشيتد بريس من كييف، فقد أعلن وزيرا خارجية أوكرانيا وبولندا، الأربعاء الماضي، أن عمليات تسليم الأسلحة الأميركية إلى أوكرانيا قد استؤنفت بالفعل عبر مركز لوجستي في مدينة رزيسزو شرق بولندا.

إعلان

كما أعادت الحكومة الأميركية إلى أوكرانيا إمكانية الوصول إلى صور الأقمار الصناعية التي تساعدها على التخطيط للهجمات وتقييم نجاحها ومراقبة التحركات الروسية.

وفي السياق نفسه، نقلت الوكالة عن مسؤولين أن كييف لم تعد تمتلك أيا من الصواريخ الأميركية التكتيكية بعيدة المدى (أتاكمز).

حجم الدعم الأميركي

في مقابلة مع هيئة إذاعة وتلفزيون بلجيكا، اعتبرت إستيل هوريكس -الباحثة المشاركة في مركز دراسات الأمن والدفاع الأوروبي والقائدة السابقة للقوات الجوية البلجيكية- أن هناك أسلحة ومعدات أميركية من الصعب على الأوكرانيين والأوروبيين إيجاد بديل لها في الوقت الحالي، يتعلق الأمر على سبيل المثال بصواريخ أرض-أرض بعيدة المدى، وخصوصا صواريخ باتريوت الشهيرة، والصواريخ التكتيكية للجيش الأميركي المعروفة بصواريخ "أتاكمز".

كما سيواجه الأوكرانيون صعوبات في الاستعاضة عن نظام صواريخ باتريوت الأميركي أرض-جو في ما يتعلق بالدفاعات المضادة للطائرات.

وتضيف هوريكس أنه قبل تعليق المساعدات كان يأتي ما يقرب من 40% من إمدادات أوكرانيا العسكرية من الأميركيين، بينما ينتج الأوكرانيون أنفسهم 30%، ويقدم الأوروبيون النسبة المتبقية.

وفي تقرير لنيويورك تايمز بعنوان "متى قد تبدأ القوات الأوكرانية في ’الانهيار‘ بدون الأسلحة الأميركية؟"، كتبت الصحفية لارا جاكس أن الولايات المتحدة كانت قد التزمت بتسليم ما يصل إلى 11 مليار دولار من الأسلحة والمعدات إلى أوكرانيا هذا العام.

ووفقا لمعهد كيل للاقتصاد العالمي، وهو منظمة بحثية ألمانية، فإنه من بين 136 مليار دولار من المساعدات العسكرية التي قدمها الحلفاء لأوكرانيا منذ بداية الحرب الروسية في فبراير/شباط 2022 حتى نهاية العام 2024، جاء ما يقرب من نصفها من الولايات المتحدة.

لكن تشير تقديرات حديثة لمعهد الخدمات المتحدة الملكي، وهو هيئة تحليلية تابعة للجيش البريطاني، إلى تقلص الدعم الأميركي بمرور الوقت مع تسارع إنتاج الصناعات الدفاعية في أوكرانيا وأوروبا، إذ إن نحو 20% فقط من المعدات العسكرية الموردة حاليا لأوكرانيا تأتي من الولايات المتحدة.

إعلان

وإن كان نائب المدير العام للمعهد مالكولم تشالمرز يؤكد أن نسبة 20% تلك هي الأكثر فتكا وأهمية، معتبرا أن أوكرانيا ربما لا تنهار فجأة بدون الأسلحة الأميركية، فالتأثير سيكون تراكميا.

ووفقا لخبير الفضاء العسكري في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن دوغلاس باري، فإن الولايات المتحدة تساهم بأكثر من نصف جميع الطائرات المقاتلة لحلف شمال الأطلسي.

ولم يكتف الأميركيون بوقف تزويد أوكرانيا بالأسلحة، فقد صرح مدير وكالة الاستخبارات المركزية جون راتكليف -في مقابلة مع قناة فوكس نيوز الأسبوع الماضي- أن إدارة ترامب أوقفت أيضا تبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا، كما توقفت الولايات المتحدة عن تزويد أوكرانيا بأنظمة الاتصالات ستارلينك المملوكة لذراع ترامب المالي، الملياردير إيلون ماسك، التي تعتمد عليها كثيرا في الحرب الحالية.

كم تصمد أوكرانيا من دون المساعدات الأميركية؟

في تقرير نيويورك تايمز، اعتبرت الصحفية لارا جاكس أنه بدون الأسلحة الأميركية قد يكون الأمر مجرد مسألة وقت -لن تتجاوز ربما 4 أشهرـ قبل أن تتعثر قوات أوكرانيا في مواجهة روسيا، في حال استمر تعليق المساعدات الأميركية.

ونقلت الصحفية جاكس عن نائب رئيس هيئة الأركان العامة العسكرية الأوكرانية السابق الفريق أول إيغور رومانينكو قوله "إنه لا يمكن لأوروبا أن تسد الفجوة التي خلفها تعليق المساعدات الأميركية"، كما نقلت عن مسؤولين أوكرانيين آخرين أن الجيش الأوكراني سيكون في وضع يرثى له إذا لم يتم استئناف الدعم الأميركي.

وبدورها، تعتبر الباحثة في مركز دراسات الأمن والدفاع الأوروبي إستيل هوريكس أنه "من الصعب بعض الشيء أن نتوصل إلى تصور دقيق للمخزونات العسكرية والمعدات التي لا يزال الأوكرانيون يمتلكونها في هذه المرحلة، ولكن وفقا لبعض المعلومات، وخاصة أجهزة الاستخبارات الأوكرانية نفسها، فإنهم يقدرون أنه إذا توقفت المساعدات الأميركية اليوم، فإن الجيش الأوكراني قد يظل قادرا على الصمود لمدة شهرين أو 3 أشهر".

إعلان

لكن وكالة أنباء أوكرانية نقلت عن عضو البرلمان فيدير فينيسلافسكي قوله إنه: "من المؤكد أن أوكرانيا لديها هامش أمان يبلغ نحو 6 أشهر حتى بدون مساعدة منتظمة من الولايات المتحدة، لكن الأمر سيكون أكثر صعوبة بالطبع".

غير أن بعض المحللين يعتقدون أن هذا التقدير متفائل بشكل مفرط، فبحسب عضو مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية مارك كانسيان، وهو إستراتيجي أسلحة سابق في البيت الأبيض، فإنه "بحلول فترة 4 أشهر بدون المساعدات الأميركية ستبدأ القوات الأوكرانية في الانهيار، لأنهم ببساطة لن يكون لديهم ما يكفي من الذخائر والمعدات لاستبدال ما فقدوه".

كانسيان: بحلول فترة 4 أشهر بدون المساعدات الأميركية ستبدأ القوات الأوكرانية في الانهيار (الفرنسية) المجهود الذاتي الأوكراني

ووفقا لمسؤولين أوكرانيين، فإن أوكرانيا نفسها تنتج طائرات بدون طيار وتبني أنظمة مدفعية محلية الصنع، وتخطط لإنفاق 26% من ميزانيتها على الدفاع هذا العام.

وقد صرح رئيس وزراء أوكرانيا دينيس شميهال، على وسائل التواصل الاجتماعي بعد القرار الأميركي بوقف المساعدات، بأن جيش بلاده لديه القدرات والوسائل للحفاظ على الوضع على خط المواجهة، مضيفا أن أوكرانيا ستكون قادرة على إنتاج ما يكفي من المدفعية لنفسها بحلول وقت لاحق من هذا العام، وأنها تقوم ببناء مركباتها المدرعة وأسلحتها المضادة للدبابات.

وأكد شميهال أنه في العام الماضي أنتجت أوكرانيا أكثر من مليون طائرة بدون طيار، وتعتزم زيادة الإنتاج في عام 2025، كما تحاول إنتاج دفاعات جوية متطورة مثل نظام باتريوت الأميركي الصنع، الذي يمكنه اعتراض الصواريخ الباليستية.

لكن صحيفة نيويورك تعلق على ذلك بالقول إن كل نظام باتريوت -الذي يتألف من صواريخ اعتراضية وقاذفات ورادار ومركز قيادة- يكلف نحو مليار دولار ويستغرق إعداده نحو عامين.

شميهال (يسار): أوكرانيا ستكون قادرة على إنتاج ما يكفي من المدفعية لنفسها بحلول وقت لاحق من هذا العام (رويترز) خطة التسلح الأوروبية والصعوبات

بعد القرار الأميركي بتعليق المساعدات العسكرية لأوكرانيا مباشرة، كشفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن خطة بقيمة 841 مليار دولار لزيادة ميزانيات الدفاع في جميع أنحاء أوروبا وتشجيع المشتريات المشتركة بين الدول لتسريع تصنيع الأسلحة.

إعلان

لكن دير لاين بدت قلقة من إمكانية تجسيد تلك الخطة على أرض الواقع، إذ علقت بالقول: "السؤال الحقيقي أمامنا هو إذا ما كانت أوروبا مستعدة للتصرف بحسم وبالسرعة والطموح المطلوب".

وحسب تقرير نيويورك تايمز، فإن الشركات الأوروبية المصنعة للأسلحة الأكثر تقدما خصوصا الدفاعات الجوية التي تقول أوكرانيا إنها ضرورية لبقائها تجد صعوبات لإنتاج هذه الأنظمة بسرعة وبأعداد كبيرة، وقد يستغرق الأمر سنوات لتوفير المطلوب، حيث تحتاج هذه الشركات لتوظيف وتدريب عمال إضافيين وتوسيع مساحات المصانع والحصول على المعادن النادرة وغيرها من المواد الخام في سوق تنافسية متباطئة بسبب سلاسل التوريد المحدودة.

وتنقل الصحيفة عن مسؤولين تنفيذيين في هذه الشركات أنهم لا يستطيعون الاستثمار في هذه المتطلبات الإضافية دون ضمان عقود تستمر مدة 10 سنين على الأقل، وهو ما لا ترغب بعض الحكومات الأوروبية في توفيره.

أما الباحثة البلجيكية هوريكس فترى أنه على الأمد القريب قد يعوض الأوروبيون جزءا من الالتزامات الأميركية، خصوصا ما يتعلق بالمركبات المدرعة والمدفعية والقذائف التي يحتاجها الأوكرانيون كثيرا، إضافة إلى زيادة إمداد أوكرانيا بالطائرات المقاتلة.

لكن، تستدرك الباحثة، أن كل ما تسمى بـ"القدرات التمكينية" في المصطلحات العسكرية، مثل القدرات الاستخباراتية وأنظمة الدفاع المضادة للطائرات، سيستغرق وقتا أطول لإنتاجه من قبل الأوروبيين، وقد يتطلب 5 سنوات قادمة.

ذعر الأوروبيين أكبر هدية لبوتين

تقول هوريكس إنه قبل كل شيء "يجب على الأوروبيين أن يحافظوا على هدوئهم، فليس الوقت مناسبا للذعر، بل هو وقت التحرك العاجل والموحد"، مضيفة أن الاستسلام للذعر سيكون بمثابة هبة من السماء لبويتن الذي يأمل أن يصبح الأوروبيون خائفين ومنقسمين، وفي النهاية يستسلمون لابتزازه الذي يستقوي فيه بالموقف الأميركي.

إعلان

وتضيف هوريكس "ينبغي ألا ننسى أن الأوروبيين، على الرغم من كل شيء، يشكلون قوة عالمية مهمة لديها قوات أكثر من الروس، ووسائل أكثر من الروس، لكن كل هذا يحتاج ببساطة إلى تنسيق أفضل بينهم، هذا إضافة إلى أن الجيش الروسي ليس في وضع يسمح له حاليا بتنفيذ هجمات واسعة النطاق، ويبدو أنه أيضا يعاني من نقص المعدات".

لذا، ترى الباحثة أن خطة إعادة تسليح أوروبا التي أعلنت عنها رئيسة المفوضية الأوروبية تشكل إشارة جيدة لمساعدة أوكرانيا، حتى وإن كانت متأخرة للغاية، وكذلك لبناء دفاع أوروبي أكثر استقلالية في ضوء الانسحاب المحتمل للولايات المتحدة.

هل أُرغمت كييف على الاستسلام؟

في دراسة بعنوان "هل أصبحت أوكرانيا الآن في خطر؟"، توقع إستراتيجي الأسلحة السابق في البيت الأبيض مارك كانسيان أنه من دون المساعدات العسكرية الأميركية، ستضطر كييف إلى قبول اتفاق وقف إطلاق النار غير المناسب لها مع روسيا، وهو ما قد يعني تنازل أوكرانيا عن خُمس أراضيها وتخليها عن تطلعاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).

والأدهى من ذلك -حسب كانسيان- أن قرار أميركا قد يشجع حلفاء آخرين على خفض مساعداتهم لأوكرانيا، معتبرين أنه بدون الدعم الأميركي فإن هذه قضية خاسرة.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تحمل الدعم السريع وولايتين في الشرق مسؤولية إعاقة وصول المساعدات الإنسانية
  • ذياب بن محمد بن زايد: «يوم زايد للعمل الإنساني» مناسبة نستلهم منها القيم الإنسانية التي أسست لاستدامة العطاء الإماراتي
  • ذياب بن محمد بن زايد: نستلهم من "يوم زايد للعمل الإنساني" القيم الإنسانية التي أسست لاستدامة العطاء الإماراتي
  • الأمم المتحدة: ضرائب إسرائيلية جديدة تهدد المساعدات الإنسانية للفلسطينيين
  • الأمم المتحدة: إسرائيل تمنع المساعدات عن غزة وتفاقم الأزمة الإنسانية
  • الأمم المتحدة: إسرائيل تمنع المساعدات عن غزة .. والأزمة الإنسانية تتفاقم
  • وكيل الأمم المتحدة: قطع الكهرباء عن غزة يزيد من تردي الأوضاع الإنسانية
  • رئيس الوزراء: الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة هي حرب على الإنسانية
  • السنوسي: الدبيبة وقع عقداً لتنفيذ «مكتبة المستقبل» مع نفس الشركة الوهمية التي نفذت ميدان الشهداء
  • الرضوخ لترامب.. كيف انحنت أوكرانيا أمام عاصفة البيت الأبيض في أسبوع؟