عربي21:
2025-03-17@16:10:10 GMT

بدون عنوان في وصف الجبان

تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT

أبحرتُ في أعماق اللغة العربية من جميل الكلمات حتى تلك التي تُعبر عن القُبح والدناءة وانعدام المروءة وتنطلق من بين حروفها اللعنات، تجولت وجاب عقلي في غياهب الظلم وحُطام نفوس المستبدين وفي دروب المتجبرين المنقوشة قباحاتهم على جدران التاريخ بدماء الأبرياء من أبناء أمة اجتمعت على نهشها كل الأمم، بفضل من أُسندت لهم إدارة شؤونهم قهرا وغصبا.



ولكنني وعلى مدار أشهر الإبادة التي هي لمرتكبيها من حثالة الأمم عبادة، وأيام التوحش والتلذذ بسفك الدماء التي أصبحت في عرفهم عادة، لم أجد ما أستطيع من خلاله وصف قادة أمة عربية يقال عنهم إنهم عرب ودينهم الإسلام بالكلام والسلام.

قد أتفهم نظرية خوف الدول الضعيفة وخضوعها أمام الدول الأقوى -بغض النظر عن أنهم أنفسهم بظلمهم واستبدادهم واستهداف كل طاقة أو فكر أو همة، حتى جرفوا بلاد العرب من خير أبنائها وكوادر تقود بفكرها وعلمها أمم أخرى- وبالتالي تجنب الحرب لحماية العرش وتلبية ما يشتهيه كل كرش، ولكن هذا لا يمنع من موقف مؤقت يحفظ به ماء وجهه أمام نفسه بالتهديد مثلا بتجميد علاقات أو سحب بعثات أو وقف التبادل التجاري رفضا لقتل الأطفال أو التجويع أو استهداف المدارس أو المستشفيات! مجرد موقف لا يترتب عليه لا حرب ولا ضرب ولا أزمات، فقط مجرد عتاب بين إخوة في الشر لا يفضي إلى خصومة لا سمح الله! فلنقل إن هناك ردة عن العروبة وأنها اجتثت روابطها، ماذا عن الإنسانية؟ أين الضمير؟ هل أنتم فعلا بشر؟ فإذا كان بداخلكم شيء من الإسلام، ماذا عن مشهد نسف المساجد وتدنيس العصابات الصهيونية لها وحرق مصاحف اعتقد أنه يوجد منها نسخ في مكاتبكم ومنازلكم؟ ألا يستحق المصحف موقف؟ لا يقبل بهذه الوحشية وانعدام الإنسانية غير المسبوقة إلا معتنقو الصهيونية الذين لا يعترفون بإنسانية لبشر إلا إذا كان يهوديا أما غيره فقتله واستباحته ركن من أركان التعبد والتقرب إلى الله. مجموعة بشرية أنتجت أحقر صور العسكرية على مر التاريخ، وخلفها مجتمع لا يوجد فيه قلب يتألم أو نفس واحدة تشعر بتأنيب ضمير، ولا حتى صوت يصدح بأن ما تقوم به قواتهم في غزة جرائم ضد الإنسانية ويشهد بانعدام الأخلاق، بل على العكس تماما فهم صف واحد يروي عطشهم دماء الأطفال ويروق لهم تمزيق أجسادهم البريئة وحرق المرضى داخل المستشفيات والمصلين في المساجد والكنائس، هذا المجتمع الذي يصفه الغرب كذبا بالمدني، المدنية من أمثال هؤلاء براء، أُس مصائب الكون وأصل البلاء، شرذمة من القتلة الأغبياء أتت بهم قوى الغرب من كل الدنيا وأسكنتهم أرض فلسطين.

لم يقتصر ما لا يمكن وصفه بكل كلمات اللعنات مجتمعة من قبح عند صمت الأصنام للسادة الحكام، والانصياع التام لأوامر نتنياهو عندما أمرهم بأن يخرسوا، وفشلهم في إدخال حفنة من الطعام أو الماء لمن يقتلون على مدار الساعة بعجز تام. بل كشفت مواقع إخبارية غربية وعربية عن جسور جوية وبرية وبحرية تربط الكيان بعدد من الدول العربية؛ لا تتوقف عن إرسال كل أنواع السلع لقتلة أطفال العرب وأعدائهم الأزليين!

حتى مصر العروبة والشهامة والشجاعة التي لطالما حملت راية الأمة وتبنت قضاياها، وقدمت لقضية فلسطين عشرات الآلاف من خيرة أبنائها وجادت بخيراتها نصرة لأم القضايا في ضمير شعبها -بشهادة كل أهل النضال وفي مقدمتهم الشيخ الشهيد أحمد ياسين- ووجهة كل مناضليها؛ أصبحت خارج التغطية بفضل نظام لم يكتف بالمشاركة في تجويع أهلنا في غزة بل كشف موقع عربي بوست مؤخرا عن تنامي غير مسبوق لحركة نقل البضائع والسلع من مصر إلى الكيان المحتل عبر ميناء دمياط وميناء بورسعيد!

كيف لي أن أصف حرب إبادة جماعية لم يرها العالم قط حتى في أعتى عصور التوحش والقتل؟ وهنا لا أدافع عن سفاحي الماضي أو أسعى لوصفهم بأن لديهم قليلا من الإنسانية منعتهم من ارتكاب مثل ما يُرتكب الآن في غزة، ربما عدم تطور آلة القتل في تلك العصور كما هي عليه الآن حالت دون ارتكاب مثلها، ولكن كما نقول في مصر "اللي خلف مامتش"، فسفاحو اليوم من نسل قتلة الماضي، تتبدل العصور وتتعاقب الأزمنة ولكن رايتهم واحدة وغايتهم مجرمة تسعى لها نفوس دائما وأبدا مظلمة!

على الرغم من كل هذه الأهوال بوصول عدد القتلى إلى أكثر من 40 ألف إنسان غالبيتهم من النساء والأطفال وإصابة ما يقرب من 100 ألف وتدمير حوالي ٩٠٠ مسجد و٣ كنائس وأغلب المستشفيات وكافة المؤسسات الحكومية الخدمية وتدمير البنية التحتية ونسف ٧٠ في المئة من المنازل في غزة، لا زالت آلة القتل والتدمير مستمرة وخلفها حفنة من الإرهابيين أمثال وزير مالية الكيان سموتريتش ووزير أمنه بن غفير، ومن على شاكلتهما من الذين لا يتورعون في التشجيع على الإرهاب وتشكيل قطعان المستوطنين الإرهابيين وإطلاق يدهم على الفلسطينيين، ولا يجدون رادعا يجعلهم يترددون ولو للحظة في دعوات متكررة بضرب غزة بالنووي وكأنها لم تُستهدف بما يعادل ٥ أضعاف القنبلة النووية كالتي أطلقتها حليفتهم أمريكا راعية الإرهاب في العالم على هيروشيما! لا يتحدثون إلا عن تجويع من ينجو من القتل والقصف حتى الموت من سكان غزة ثم تهجير من سيتبقى منهم وإعادة احتلال غزة!

وكما لم أجد في وصف القبح كلمات تعبر عن حقارة حثالة الأمم وخيانة القادة الرمم عجزت أيضا عن وصف أهل غزة وما يجوب في خواطرهم وهم في أهوال أمام أعين عالم لا يستوعبها عقل ولا تداوي جراحها أنهار من الكلمات! من يعيد لهم من تمزقت أجسادهم من فلذات الأكباد؟!

وأخيرا أود أن أقول بصوت أصحاب الضمائر والعقول إلى خدم الصهاينة وعلى الشعوب فحول:

غزة يا خلق فيها ناس
وابن الكلاب في ايده فاس
أحد من ناب الديابة
بيحش روس كل الغلابة
والعرب واقفين معاه
ما هي أمة حكماها الـكلاب
ميشفش ناسها غير عذاب
ملهاش نصيب بين الأمم تتهنى يوم ولا ليها باب
شوفتوا الهباب؟! حتى باب الستر نفسه استكتروه كسروه علينا
الضباع تدخل تنقي كام فريسة
ملهاش تمن في وسط هيصـة
وكمان تقطع فــ الجتت
واللي لسه ابن الشهور
طفل أجمل مــــالزهـور
لموه حتت
وهلما جره.. يا أمة عرة دم ناسها فكل حتة
ارخص ف عين الغرب من مزااااج البسكلتة

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات العربية غزة جرائم فلسطين فلسطين غزة العرب جرائم صمت الاحتلال سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد سياسة صحافة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة

إقرأ أيضاً:

"دون معوقات".. مجموعة السبع تدعو لاستئناف المساعدات الإنسانية إلى غزة

دعت مجموعة السبع، الجمعة، إلى استئناف إيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة "من دون معوقات".

وبعد 3 أيام من المباحثات بين وزراء خارجية الدول الأعضاء في كندا، دعت المجموعة أيضاً إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة.

وأصدر وزراء خارجية مجموعة الدول السبع، الجمعة، بياناً لم يؤكد على الالتزام بحل الدولتين للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، ويشير بدلاً من ذلك إلى ضرورة وجود أفق سياسي للشعب الفلسطيني.

وكانت البيانات المشتركة الصادرة عن مجموعة السبع خلال إدارة الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن تؤكد الالتزام بحل الدولتين. ومع ذلك، لم تُعرب إدارة الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب عن دعمها لقيام "دولة فلسطينية".

#IsraelPalestineWar: The #G7 called for the resumption of "unhindered" humanitarian aid for #Gaza, marking a possible shift in the U.S. position under President #DonaldTrump, whose administration had not previously criticized #Israel for blocking aid.https://t.co/8ENAgCMCO7

— LBCI Lebanon English (@LBCI_News_EN) March 14, 2025

وأكد البيان الختامي للمجموعة السبع، الجمعة، "على ضرورة وجود أفق سياسي للشعب الفلسطيني، يتحقق من خلال حل تفاوضي للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني يلبي الاحتياجات والتطلعات المشروعة لكلا الشعبين، ويعزز السلام الشامل والاستقرار والازدهار في الشرق الأوسط".

وأعرب وزراء خارجية المجموعة في البيان، عن "قلقهم البالغ إزاء تصاعد التوترات والأعمال العدائية المتزايدة في الضفة الغربية، ودعوا إلى التهدئة".

وأكد البيان "دعم استئناف وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون عوائق، ووقف إطلاق النار الدائم".

بيان #مجموعة_السبع لم يؤكد على الالتزام بحل الدولتين للصراع الفلسطيني- الإسرائيليhttps://t.co/oBenh5qLHX

— CNN بالعربية (@cnnarabic) March 14, 2025

وجاء ذلك بعدما أوقفت الحكومة الإسرائيلية وصول المساعدات الغذائية إلى قطاع غزة.

وأعلنت إسرائيل في الثاني من مارس (أذار) وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، بسبب خلافات مع حركة حماس بشأن تمديد اتفاق الهدنة.

مقالات مشابهة

  • الرضوخ لترامب.. كيف انحنت أوكرانيا أمام عاصفة البيت الأبيض في أسبوع؟
  • [ ترامب الإرهابي السفاح ]
  • المفكر الكبير نصار عبد الله لـ«البوابة نيوز»: تطور الأمم مرهون بتقدمها في مجالات الدراسات الإنسانية والاجتماعية وليست التكنولوجية فقط.. والموقف المصري من قضية غزة شجاع وبطولي
  • لجنة أممية تتهم روسيا "بارتكاب جرائم ضد الإنسانية" بأوكرانيا
  • "دون معوقات".. مجموعة السبع تدعو لاستئناف المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • المنتخب الوطني تحت 17 سنة يختتم استعداداته لودية ليبيريا بمشاركة جميع اللاعبين
  • عودة كورتوا .. قائمة منتخب بلجيكا أمام أوكرانيا بدوري الأمم الأوروبية
  • الأمم المتحدة تتهم روسيا بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" في أوكرانيا
  • الرئيس الفلبيني السابق رودريغو دوتيرتي يظهر أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية
  • مجموعة السبع تدعو لاستئناف المساعدات الإنسانية إلى غزة