عربي21:
2024-09-14@13:11:03 GMT

بين محوري المقاومة والتطبيع.. الفلسطينيون قرابين

تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT

ثمة معادلتان حاكمتان تفرضان نفسيهما على الأوضاع في الشرق الأوسط، وتتلخص هاتان المعادلتان بـ: إما أن تكون على مقاس الشروط الإيرانية، أو تكون على مقاس التطبيعيين، والغريب أن مخرجات هاتين المعادلتين تصبان في صالح إسرائيل فقط فيما الفلسطينيون هم الضحية. وهنا لا نتحدث عن النيات ولا الأهداف ولا الاستراتيجيات، بل نحاول بعقل بارد تقديم قراءة تقنية، ونحن نغطس في بحر الدَّم الفلسطيني، فكما أن المجاملة والتستر خيانة، كذلك التهويل ورفع سقف طموح الناس لم يعد مقبولا في ظل حرب الفناء التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، سواء في غزة أو الضفة الغربية التي يبدو أنها بدأت السير على طريق الآلام.



منذ أكثر من عقد تتصارع على جثث الفلسطينيين سرديتا المقاومة والتطبيع، وقد أنتج كل منهما مقاربات غير منطقية، فالأولى تنادي بتحرير فلسطين باللحم الحي لشعبها، دون تقديم الدعم الفعلي والحقيقي؛ الدعم الذي ليس بحجم التعاطف الإعلامي أو إرسال ما تيسر من شحنات أسلحة، بل الدعم الذي تتوجب ترجمته على شكل قُوَى عسكرية تتحرك فعليا على الأرض وتأخذ وضعا هجوميا وتبدي استعدادا واضحا للانخراط في الحرب إذا لم تتوقف إسرائيل عن أفعالها تجاه الفلسطينيين.

منذ أكثر من عقد تتصارع على جثث الفلسطينيين سرديتا المقاومة والتطبيع، وقد أنتج كل منهما مقاربات غير منطقية، فالأولى تنادي بتحرير فلسطين باللحم الحي لشعبها، دون تقديم الدعم الفعلي والحقيقي
والثانية، تدعو إلى الصبر والانتظار إلى حين حصول تغيير المِزَاج الإسرائيلي، وذلك بعد أن يجري التطبيع معه وتوريطه بالسلام وتعويده على قطف ثمار السلام، وربما انتظار إدمانه عليها بحيث يصبح غير قادر على العيش بدونها، وعندئذ يصبح المناخ مناسبا لطرح حل الدولتين ومنح الفلسطينيين حقوقهم. وفي هذه المرحلة، غير المحددة بالزمان، مطلوب من الفلسطينيين الصمت، فإذا صفعك الصهيوني على خدك الأيمن أدر له خدك الأيسر، وإذا صادر أرضك قدم له أرض أخيك فوقها، وإذا قتل المستوطنون ابنك قدّم لهم الابن الآخر كرمى لعيون السلام الموعود.

في الحالتين، الفلسطيني مقتول ومهان ومصادرة أراضيه، في الأولى تجري العملية بسرعة، وكأن الفلسطينيين حمل ثقيل يتوجب التخلص من عبئه اليوم قبل غد، أو ربما كي يتسنى العبور على جثته إلى أهداف أخرى، وفي الثانية تجري العملية ببطء لكن بشكل حثيث ومستمر، فليبقَ الفلسطيني على الوعد حتى يأتي وقت لا يبقى معه أي شيء مهم ينتظره الفلسطينيون.

المشكلة أن أصحاب هذه المقاربات يعتقدون أن بيدهم فقط العلاجات الحقيقية للمسألة الفلسطينية، واعتبارهما مقاربات ذهبية تعود لهما فقط حقوق ملكيتها، وعلى ذلك جرى إغلاقهما، ليس بمعنى منع قَبُول منتمين لهما، بل من ناحية المراجعة والتصحيح أو الإضافة والحذف نظرا للمتغيرات الحاصلة في بيئة الصراع وأوضاع الفلسطينيين الصعبة.

وفي الواقع، لم ينقذ فلسطين لا محور المقاومة ولا محور التطبيع، ولا أفق تحمله مقارباتهما، فلا مناوشة إسرائيل تحت شعار المقاومة تثمر ولا التقرب من إسرائيل، فالأول عجّل بالمذبحة وسرع وتائرها، والثاني لا يلغيها، بل يبطئها ويعطيها الاستمرارية، وفي الحالتين تستطيع إسرائيل خلق شرعية لتصرفاتها وسلوكها، وربما هذه أخطر ثغرات المقاربات المذكورة. ففي مواجهة المقاربة الأولى تدّعي أنها تواجه تهديدا وجوديا، وفي الثانية يمكن لإسرائيل استثمار التطبيع العربي للقول إن الموضوع الفلسطيني لم يعد ذا أهمية.

لم تحرز أي من المقاربتين معادلا موضوعيا للأثمان التي تترتب على الفلسطينيين، وإن تركتا تنتجان ديناميكيات ومسارات من وحيهما، فلا أفق يبشر بالخير للفلسطينيين، ما يطرح بقوة سؤال ما العمل؟
وفي الواقع، لم تحرز أي من المقاربتين معادلا موضوعيا للأثمان التي تترتب على الفلسطينيين، وإن تركتا تنتجان ديناميكيات ومسارات من وحيهما، فلا أفق يبشر بالخير للفلسطينيين، ما يطرح بقوة سؤال ما العمل؟ وهو السؤال الملح على الفلسطينيين اليوم، لعل الإجابة البديهية على ذلك هو ألا يصبح الفلسطيني فاعلا غير مؤثر في قضيته ويترك للآخرين مهمة إدارة مسارات الصراع والسلام مع إسرائيل، وثانيا، ليس للفلسطيني غير الفلسطيني، بمعنى أن الوحدة والتفاهم والتنسيق بين الفلسطينيين باتت اليوم مسألة أكثر من ضرورية، وإن من يحد عنها يخون القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.

وبالنسبة للأطراف الخارجية، يجب أن تكيّف أفعالها ودعمها للفلسطينيين وفق ما يريدون وما يكون له أثر مُجدٍ على قضيتهم ونضالهم، بعيدا عن حسابات الأطراف الخارجية ورؤاها واستراتيجياتها، التي لم تفعل أكثر من استنزاف الفلسطينيين وتشجيع متطرفي إسرائيل على الاستهتار بآدمتيهم وحقهم في أرضهم وفي الوجود.

هذا التحوّل بات ضروريا في وقت أصبحت فيه القضية الفلسطينية تقف على عتبة خطرة جدا، فقد آن أوان كي ندع الواقعين تحت سواطير القتل، في غزة والضفة الغربية وأراضي 1948، أن يقولوا كلمتهم، وشرف لكل حر أن يسير خلفهم.

x.com/ghazidahman1

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإيرانية إسرائيل الفلسطينيون المقاومة إيران إسرائيل فلسطين المقاومة التطبيع مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة صحافة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أکثر من

إقرأ أيضاً:

حماس والديمقراطية: خمسة مطالب يجب تنفيذها لعقد لأي اتفاق مع إسرائيل

قالت حركة حماس ، والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ، مساء الأربعاء 11 سبتمبر 2024 ، إن هناك خمسة مطالب يجب تنفيذها من أجل عقد أي اتفاق مع إسرائيل.

نص بيان حماس والديمقراطية كما وصل وكالة سوا الإخبارية

تصريح صحفي صادر عن حركة المقاومة الإسلامية - حماس والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين

عقدت حركة المقاومة الإسلامية حماس والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين اجتماعًا ثنائياً مهماً في قطاع غزة ، جاء هذا اللقاء في ظل معركة طوفان الأقصى وحرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الصهيونازي على القضية والهوية الفلسطينية؛ حيث أكد المجتمعون على:

تغطية متواصلة على قناة وكالة سوا الإخبارية في تليجرام

1- توجيه تحية إجلال وإكبار لشعبنا الأبي ومقاومته الصامدة في غزة والضفة و القدس والداخل المحتل، ولأسرانا البواسل في باستيلات العدو الصهيوني، ولجرحانا الميامين، ولشهداء شعبنا وأمتنا الأبرار.

2- المقاومة حق مشروع لشعبنا أقرته كل الأعراف والمواثيق، وإن معركة طوفان الأقصى هي نتاج طبيعي من شعبنا ومقاومته في مواجهة العدوان المتواصل على حقوقنا ووطننا، وممارسات الاحتلال وقطعان متطرفيه، وستبقى المقاومة حاضرة طالما أن فلسطين محتلة.

3- إن اليوم التالي للحرب هو يوم يقرره الشعب الفلسطيني وهو صاحب الحق والولاية الحصرية بشأنه وعلى طاولة الكل الوطني، وإن أي قوة مهما كانت خارج إطار الكل الوطني ستعامل معاملة الاحتلال؛ ولن يكون لها مكان على أرض فلسطين.

4- نؤكد أنه لا اتفاق ولا عقد صفقات مع الاحتلال الصهيوني إلا بتحقيق مطالب شعبنا المتمثلة بوقف العدوان الشامل، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، وكسر الحصار، وإعادة الإعمار، وتحقيق صفقة تبادل للأسرى جادة.

5- إن تنفيذ مقررات اتفاق بكين وما سبقه، خطوة ضرورية لإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني وإصلاح وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية لتعود إلى دورها الطبيعي في قيادة الشعب الفلسطيني نحو تحقيق آمال وتطلعات شعبنا في الحرية والاستقلال والدولة والتحرير.

6- مواصلة التنسيق الثنائي المشترك في كافة المجالات السياسية والعسكرية والميدانية والوطنية لخدمة شعبنا وقضيتنا.

7- حماية الجبهة الداخلية والضرب بيد من حديد على العابثين والمتواطئين والخارجين عن القانون وعن أعراف وتقاليد شعبنا، وعن كل من يحاول الإخلال بالسلم والأمن المجتمعي، أو الفت في عضد الحاضنة الشعبية مهما كان، وإن تعزيز وإسناد دور الجهات المختصة واجب وطني لنا جميعاً.

8- تفعيل واستنهاض كل قوى شعبنا في كل أماكن تواجده وخاصة في القدس والضفة والداخل المحتل، في سبيل مواجهة العدوان وحرب الإبادة الجماعية على شعبنا وحقوقنا.

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • شجرة الزيتون رمز الصمود الفلسطيني.. لماذا تستهدفها إسرائيل؟
  • عملية تجويع متعمدة من قبل إسرائيل تجاه الفلسطينيين (شاهد)
  • إكسترا نيوز: عملية تجويع متعمدة من قبل إسرائيل تجاه الفلسطينيين
  • مراسل «إكسترا نيوز»: هناك عملية تجويع متعمدة من قِبل إسرائيل تجاه الفلسطينيين
  • خبير شؤون إسرائيلية: الاحتلال طرد الفلسطينيين من أكثر من 13 تجمعا سكانيا
  • صحف عالمية: فوز ترامب أكثر كارثية على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
  • وزير العدل الفلسطيني للحرة: نرفض اتهام إسرائيل للأونروا بالإرهاب
  • هوكشتاين سيصل إلى المنطقة.. ما هي الرسالة التي يحملها إلى إسرائيل؟
  • معنويات الفلسطينيين
  • حماس والديمقراطية: خمسة مطالب يجب تنفيذها لعقد لأي اتفاق مع إسرائيل