زار وفد من "الإتحاد الدولي لرجال وسيدات الأعمال اللبنانيين" برئاسة الدكتور فؤاد زمكحل، سفير الجزائر رشيد بلباقي، ضم نائبة رئيس الاتحاد منى بوارشي والأمين العام إيلي عون الى عضوي مجلس الإدارة رياض عبجي وأنيس خوري، حيث شكر الوفد الجزائر "لوقوفها مرة أخرى إلى جانب لبنان واللبنانيين في ظل هذه المحنة الكارثية".

  وشدد المجتمعون على أنه "من دون التحرك السريع للجزائر وإرسال باخرة من النفط، كان قد غطس لبنان واللبنانيون في الظلام التام، وقد إزدادت تكاليف الإنتاج أكثر من خمسة أضعاف على الأقل جرّاء الإتكال على المولدات، وكاد يخسر لبنان أيّ قدرة تنافسية وخسائر فادحة في كل الطلبات الدولية".

وبحسب بيان الاتحاد، شدد السفير الجزائري على أن "هذا القرار وهذه الهبة قد أتت مباشرة من الرئيس الجزائري من دون أي بدل وأي شروط للوقوف إلى جانب اللبنانيين ولبنان"، واكد أن "الفيول مسلّم هو من الأجود دوليا ويصدر خصوصا إلى أوروبا وفق أفضل المعايير والمتطلبات الدولية".

وتحدث المجتمعون عن "التبادل التجاري بين لبنان والجزائر، خصوصاً الإستثمارات اللبنانية في هذه الأرض الخصبة"، وإتفقوا على "التركيز على إقتصاد المعرفة والتكنولوجيا"، ولفتوا الى انه "حان الوقت لإستبدال معاملنا لإنتاج الكهرباء من الفيول إلى الغاز الذي يشكل وفراً وأكثر إنتاجية".

وختم زمكحل بإسم المجتمعين ورجال وسيدات الأعمال في العالم، قائلا: "شكراً الجزائر من صميم القلب، فنحن لم ولن ننسى وقوفهم إلى جانبنا، ونحن مؤمنون بتآزرنا المنتج وتبادل المعرفة والمحبة المشتركة من دون أي غاية. لقد أعدتم ليس فقط إضاءة بيوتنا وشركاتنا لكن أعدتم إضاءة قلوبنا وآمالنا وثقتنا".

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

الطلاب والعام الجديد

ها قد بدأ العام الدراسي الجديد لطلاب الجامعات والكليات، كما هو الحال لطلبة المدارس، يُقال دائمًا بأن الشباب هم عماد الأوطان، وأنهم السواعد التي تبني الغد الأفضل للأمة والمجتمع والدولة كذلك؛ ولكن هل نتعامل معهم باعتبارهم عماد الأوطان حقًا؟

إنَّ التطور الذي شهده ويشهده العالم له الدور المفصلي في سيرورة كل مجتمع وتعامله مع تلك التطورات بالسلب أو الإيجاب. ففي حين كان الحصول على المعرفة شاقًا صعبًا، كانت المشقة محفوفة بخطر الموت، فالتنقل من بلدة إلى بلدة فيه من تعريض المرء حياته للفقد، أكان ذلك بسبب مخاطر الطريق، أم بسبب الأمراض من بلدة إلى أخرى، أو الحيوانات المفترسة. ولأن المعرفة لا تجود بحسنها إلا للطالبين لها ببذل أرواحهم وأموالهم، فإن مكافأتها لم تكن مقتصرة على طلبتها من الأفراد، بل تعدته للمجتمع والأمة بأسرها. وأينما أينعت ثمار العلم والمعرفة واعتنى بها أصحابها، كان لأولئك المعتنين بها الحظ الوافر في جني محاصيلها. ولذلك تبوأ الذين سابقوا في طلابها في بدايات النهضة -على سبيل المثال- المناصب العليا، والوظائف المرموقة. تطورت سبل الحصول على المعرفة وطلب العلم، وكانت المعركة محتدمة بين مناصري القديم، والموالين للتحديث، وكان الزمان الحكم الوحيد على خطأ وصواب كل فرقة من هاتين الفرقتين؛ ولكن الثمن كان عاليًا في كل مرة، فالثمن تطوّرٌ هائل، أو تخلّفٌ مستحكم.

قبل سنوات قليلة بعدد أصابع اليد، لم يكن هناك من يؤمن بإمكانية التعلم بشكل أيسر واكتساب المعرفة بطريقة أنجع من الطريقة المعتادة للمذاكرة بالورقة والقلم والكراس، ولكن الذين تقدموا اليوم على أقرانهم في نيل الدرجات العالية، هم الذين استعملوا الجديد المتطور من الإمكانات والأدوات، وكأنَّ المشهد يعيد نفسه في زمن آخر. للأسف الشديد لم نتعلم حين كنا على مقاعد الكيفية الصحيحة للمذاكرة والدراسة، كما لم نتعلم الكيفية التي تكون بها المعلومات التي درسناها راسخة في ذاكرتنا وتفيدنا في الحياة.

حققت الإنترنت نقلة نوعية في التطور البشري أجمع، كما سيفعل الذكاء الاصطناعي؛ ولكن كيف سنستخدم الأخير في الدراسة؟ هل سنعتمد عليه في حل واجباتنا وامتحاناتنا؟ أم في كتابة البحوث والتقارير أم ماذا؟ يمكن استعمال الذكاء الاصطناعي -كما كل شيء آخر في الحياة- في الخير والشر على السواء، فكما يمكن استعمال السُّم في القتل، فكذلك يُستعمل في صنع الترياق! فالذكاء الاصطناعي شيء محايد نحن من يتحكم في الكيفية التي نستعمله بها. فبالذكاء الاصنطاعي يمكن عمل ملخصات تفصيلية مبسطة للفهم وقريبة من المستوى العمري والمعرفي للطالب، وبه يمكن استخراج الأسئلة المتوقعة من المنهج، كما يمكن استعماله في معرفة مواطن الضعف أو الخلل في الكتابة. كما تتوفر منصات تعليمية مجانية أخرى تقدم للطالب شروحات تفصيلية أكثر. وكما يُقال، فالخبرة هي مجموع الأخطاء المرتكبة على مدار السنين؛ لذلك أنصح إخواني الطلاب بأن يكتفوا باستعمال الذكاء الاصطناعي في المنهج المقدم لهم من الجامعة أو الكلية التي يدرسون فيها، وأن تكون المنصات الأخرى والشروحات الأخرى مجرد إضافة، لا الأساس في الدراسة.

لطالما تساءل كثير من الطلاب عن فائدة دراسة القوانين الفيزيائية والرياضية، بشكل ساخر أو ساخط أحيانا، في عالم يعتمد على التكنولوجيا في كل شيء تقريبا. وأعتقد أن من مهام المعلم أن يقرّب لتلاميذه معاني وفوائد المادة المستعملة في الدراسة وفوائدها في الحياة. كما أعتقد أن حرب الإبادة على غزة علّمتنا بالتطبيق العملي أهمية المعرفة التي يمتلكها المرء في عقله وذاكرته أكثر من تلك المرتبطة بتوفر شبكة الإنترنت وغيابها. ففي حرب الإبادة الحالية رأينا في المقاطع التي تنشرها المقاومة استعمال المقاومين قوانين المقذوفات من مادة الفيزياء في تحديد المواقع التي يضربون بها العدو. وفي المخيمات التي كانت ولا تزال تعاني العطش وفقدان المياه الصالحة للشرب، رأينا من يبتكر الطرق التي تصفّي المياه وتجعلها قابلة للشرب، حتى وإن كانت طرقا بدائية وبطيئة مقارنة بتطور التكنولوجيا. كما أن المعرفة العملية مكّنت المقاومة من إعادة استعمال الصواريخ والقنابل غير المنفجرة في الدفاع عن غزة أمام الاحتلال وحرب الإبادة، فضلا عن استعمال الغزاويين للطرق العلمية في إعادة الإعمار باستعمال الركام المتكدس والمدمر تمامًا.

أما عن عماد المستقبل، فإن الأمم تعتمد على العقول النابغة في بناء كيانها، وهجرة العقول أشد وأقسى من هجرة الأعمار. أي أن المهاجرين من ذوي المعارف والخبرات والتفوق العلمي، خسارتهم أشد من هجرات الشباب غير الماهر، وفي كُلٍّ خير وأهمية. وهذه رسالة حقيقية وصادقة بأن يتم حلُّ مشكلة الباحثين عن العمل؛ كي لا نفقد النوابغ لصالح دول أخرى تبحث عن الشباب النابغ الماهر المتحفز للعطاء، فهؤلاء هم من سيرفع عمان بنيان عمان، لأنهم أبناء الوطن وأحباؤه. ولنتعلم من أجدادنا الذين استعملوا العلم في الاستفادة من بيئتهم ، وإفادة مجتمعهم؛ فكانت النخلة مركزا لحياتهم، منها غذاؤهم، ومن كربها وسعفها نارهم وصلاؤهم، ومن ليفها نعلهم وحبالهم، ومن جذوعها سقف بيوتهم، ومن عذقها أداة تنظيف فنائهم ومنازلهم.

مقالات مشابهة

  • أزمة التيار العميقة.. داخلية وسياسية
  • رئيس مجلس النواب اللبناني يبحث مع سفير مصر ببيروت الجهود المستمرة لإنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان
  • هل قلوبنا كبيرة .. فعلا؟
  • نقيب المحامين في طرابلس استقبل سفير الاوروغواي
  • الاستعانة بكشافات إضاءة أثناء عمليات البحث بعقار شبرا المنهار.. صور
  • رئيس بلدية القاع: تحرير الجيش للمخطوفين يحمي سمعة بلدتنا
  • بالصور.. سفير الجزائر بتونس يزور وفد المولودية
  • وزير التعليم يبحث تعزيز التعاون العلمي مع سفير الجزائر لدى المملكة
  • قبعة ومسدس
  • الطلاب والعام الجديد