قالت مجلة إيكونوميست البريطانية إن السودان يحترق، وإن عاصمته الخرطوم قد سُوّيت بالأرض في حرب تدور رحاها منذ أكثر من 500 يوم لم تحظ سوى بنذر يسير من الاهتمام الذي حظيت به غزة وأوكرانيا.

وأضافت أن نحو 150 ألف شخص قُتلوا، كما تراكمت الجثث في مقابر مؤقتة يمكن رؤيتها من الفضاء، وأُجبِر أكثر من 10 ملايين شخص -أي خمس سكان البلاد- على الفرار من منازلهم.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ماذا تفعل إسرائيل في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر؟list 2 of 2تحقيق لميديابارت: إسرائيل تسعى لمحو غزة من الوجودend of list

وحذرت المجلة في مقال افتتاحي من نذر مجاعة تلوح في الأفق قد تكون أشد فتكا من المجاعة التي عانت منها إثيوبيا في ثمانينيات القرن الماضي، ويقدر البعض أن 2.5 مليون مدني قد يموتون بحلول نهاية العام.

ووصفت ما يحدث في السودان بأنه "أسوأ" أزمة إنسانية في العالم، وهي أيضا قنبلة جيوسياسية موقوتة تهدد بنشر الفوضى خارج حدود ثالث أكبر دولة أفريقية نظرا إلى حجمها وموقعها الجغرافي.

اتهامات

اتهمت الإيكونوميست دولا إقليمية وروسيا بدعم المتحاربين "الذين ظلوا بمنأى عن العقاب"؛ فالغرب "غير مهتم" بما يحدث، والأمم المتحدة "عاجزة"، والعنف سيؤدي إلى زعزعة استقرار الدول المجاورة ويدفع بموجات من اللاجئين إلى أوروبا.

ولأن للسودان ساحلا على البحر الأحمر بطول 800 كيلومتر، فإن انهياره يهدد قناة السويس التي تعدّ شريانا رئيسا للتجارة العالمية، وفق المقال.

وانتقدت المجلة البريطانية طرفي الصراع، وهما الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وقالت إن استمرار القتال يزيد الأوضاع تعقيدا في ظل غياب حلول.

وأشارت إلى أن الخرطوم تحولت إلى خراب وقد كانت يوما مدينة تعجّ بالنشاط، فكلا الجانبين يقصف المدنيين، ويتسبب في المجاعة، والأطفال يُجنّدون للقتال، مضيفة أن هناك اتهامات "موثوقا بها" بأن قوات الدعم السريع ترتكب جرائم اغتصاب جماعي وعمليات إبادة جماعية.

مجاعة كارثية

وقالت إن "المذبحة" في السودان تزداد سوءا، مشيرة إلى أن تحليلها لبيانات الأقمار الصناعية والصور الحرارية تظهر بلدا مغطى بدخان الحرائق، فقد حُرقت المزارع والمحاصيل، واضطر الناس إلى أكل الحشائش وأوراق الشجر. ونقلت من مركز أبحاث هولندي تحذيرا من أن ما بين 6 إلى 10 ملايين شخص سيموتون جوعا إذا استمرت ندرة الغذاء.

وتوقعت الإيكونوميست أن تعاني القارة الأوروبية من "صدمة" لاجئين جديدة، وأن السودان قد يصبح ملاذا "للإرهابيين"، أو موطئ قدم لأنظمة أخرى حريصة على الوجود العسكري في البحر الأحمر ولو عبر قاعدة عسكرية مقابل تسليح القوات المسلحة السودانية.

العالم يتجاهل

وخلصت المجلة إلى أنه من الخطأ الجسيم أن يتجاهل العالم الخارجي السودان، لأسباب أخلاقية ومصالح ذاتية، ومن الخطأ تصور أنه لا يمكن فعل أي شيء، فالغضب الشعبي من شأنه أن يفرض ضغوطا على "الحكومات الديمقراطية".

وبينت أن النهج الأكثر إيجابية الذي تقترحه للتعامل مع الأزمة السودانية يتمثل في أولويتين: أولاهما إيصال مساعدات غذائية ولقاحات على وجه السرعة للحد من عدد القتلى بسبب الجوع والمرض. والأولوية الثانية هي الضغط على الجهات الخارجية "المغرضة" التي تغذي الصراع.

وأكدت المجلة البريطانية أن ما من أحد يستطيع إعادة السودان إلى وضعه الطبيعي، ذلك لأن إصلاح ما دمرته الحرب سيستغرق عقودا من الزمن، ولكن من الممكن إنقاذ ملايين الأرواح، وتقليص احتمالات حدوث توابع جيوسياسية كارثية، إذا تحرك العالم الآن.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

بلينكن يعلن عن مساعدات مالية أمريكية إلى السودان

أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، يوم الخميس، عن تقديم مساعدات إضافية بقيمة 200 مليون دولار للسودان في اجتماع لمجلس الأمن الدولي، التابع للأمم المتحدة.

وتشمل الحزمة الغذاء والمأوى والرعاية الصحية، ردا على الصراع الدائر الذي تسبب في مقتل عشرات الآلاف وأكبر أزمة نزوح في العالم.

وأكد بلينكن خلال جلسة مجلس الأمن الدولي بشأن السودان، على ضرورة توصيل المساعدات بأمان وسرعة إلى المحتاجين.

كما تعهد باستخدام جميع الأدوات المتاحة، بما في ذلك العقوبات، لمنع الانتهاكات في السودان ومحاسبة الجناة، وحث الآخرين على اتخاذ تدابير مماثلة.

وتقول الأمم المتحدة إن ما يقرب من 25 مليون شخص في السودان يحتاجون إلى المساعدة، مع تأثير المجاعة على مخيمات النزوح.

ومنذ بدء الحرب في أبريل 2023، بين القوات المسلحة السودانية وميليشيات الدعم السريع، نزح 11 مليون شخص، بما في ذلك 3 ملايين فروا إلى دول أخرى.

كما حذر برنامج الغذاء العالمي يوم الخميس من أن السودان يواجه خطر التحول إلى أكبر أزمة جوع في العالم في التاريخ الحديث، والمكان الوحيد على مستوى العالم الذي تم تأكيد المجاعة فيه حاليًا.

وقال المتحدث باسم البرنامج إن نحو 4.7 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد في البلاد.

مقالات مشابهة

  • الجزائر.. ودرس سوريا!
  • وزير التعليم العالي يوجه بعدم فتح القبول للمؤسسات التي ليس لها إدارة ومركز لاستخراج الشهادات داخل السودان
  • الأمم المتحدة: الملايين في السودان يواجهون خطر أكبر مجاعة عالمية
  • بكرى عن أطفال غزة: من لايموت بالقصف يموت جوعا
  • رسالة حادة من واشنطن للدول التي تدعم الأطراف المتحاربة بالسودان عسكريا
  • ???? مجلة أمريكية متخصصة: فريق بايدن يدفع باتجاه تصنيف الدعم السريع جماعة إرهابية
  • بلينكن يعلن عن مساعدات مالية أمريكية إلى السودان
  • أطفال في خضم حرب السودان.. الموت جوعا وتحت القصف
  • مجلس الشورى الإيراني يطلب تعديل مشروع قانون مثير للجدل بشأن الحجاب
  • ما الصفقات التي يحتاجها الأهلي قبل كأس العالم للأندية؟.. مسؤول سابق في الأحمر يُجيب