هيكل غامض يقترب من مجرة درب التبانة.. ينبعث منه موجات راديو
تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT
يعكف مجموعة من علماء الفلك للوصل إلى تفسير وجود هيكل غامض، بالقرب من مجرة درب التبانة، وذلك بعدما تم الكشف عن وجود هيكل لـ«دائرة راديو غريبة»، وجديدة بالقرب من مركز مجرتنا، إذ أعلن فريق دولي من علماء الفلك عن اكتشاف هذا الهيكل الذي يشبه الحلقة، التي تنبعث منه موجات راديوية، بالقرب من مركز مجرة درب التبانة.
فالمجرات، عادةً تضم عددا لا يمكن حصره يصل لملايين من النجوم والكواكب، والكويكبات والأقمار، فضلًا عن النيازك، والأجرام السماوية، ولكن ماذا عن وجود هيكل غريب بالقرب منها؟
وفقًا لما ذكره موقع العلوم «space» فإن هذا الجسم الغامض، يُسمى «Kýklos» الذي تم اكتشافه بالصدفة أثناء مسح يهدف إلى رسم خريطة للمنطقة القريبة من مركز المجرة، وهو مشتق من الكلمة اليونانية «دائرة»، لا يشبه أي تكوينات أخرى تم رصدها سابقا في الفضاء، ما يثير أسئلة جديدة حول أصول وطبيعة مثل هذه الهياكل الغامضة.
ما هو Kýklos؟ووفقًا للورقة البحثية، التي قدمها العلماء عنه، فإن Kýklos والمسمى أيضا J1802–3353، يقع على بعد 6 درجات تقريبا من المستوى المجري، بحسب ما حدده فريق بورديو، ويبلغ قطره نحو 80 ثانية «قوسية»، والقوسية هي وحدة لقياس الزاوية/ الثانية القوسية الواحدة تساوي 1/3600 من الدرجة) بينما يأتي سمكه 6 ثوان قوسية، ويأتي كحلقة دائرية مثالية تقريبا في الصور الراديوية التي التقطها MeerKAT.
ويتميز المظهر العام لهذا الهيكل بإنه متكتل خافت، ليس له انبعاثات يمكن اكتشافها داخله، ما يمنحه مظهر غلاف لامع.
وفي هذا الصدد، دون العلماء، في ورقتهما البحثية، عنه: «لقد قدمنا الاكتشاف المصادف لجسم جديد يشبه حلقة الراديو يُطلق عليه اسم Kýklos (J1802–3353)، من خلال ملاحظات التردد العالي جدا UHFلتلسكوب MeerKAT ونطاق الترددات في الطيف الراديوي L-band)».
ووفقًا للعلماء، يشترك Kýklos في بعض الأمور المتشابهة مع مصادر الراديو الشبيهة بالحلقة الأخرى المعروفة، مثل «الدوائر الراديوية الغريبة»ORC، التي تم اكتشافها في 2019، على سبيل المثال، يقع Kýklos عند خط عرض مجري أقل بكثير من ORC، ما يجعله فريدا من نوعه في موقعه، كما يأتي أضعف بمقدار مرتبة من حيث الحجم عند 1.0 جيجاهرتز، مع مؤشر طيفي أكثر تسطحا مقارنة بمجموعة بالدوائر الغريبة ORC.
وبحسب ما أكده علماء الفلك استنادا إلى البيانات التي تم جمعها في ورقتهما البحثية، يمثل Kýklos نوعا مختلفا من الأجسام الفلكية.
هل الهيكل يؤثر على المجرة؟وأكد الدكتور أشرف شاكر، رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والچيوفيزيقية، لـ«الوطن»، إن كوكب الأرض يدور حول الشمس، والشمس موجودة ضمن حشد نجمي جميعها تدور داخل المجرة ولكن بشكل حلزوني، موضحًا إن هذا التكوين والنظام الكوني، يؤكد إن اكتشاف الأجسام المجهولة لا يؤثر على حياتنا أو يشكل خطرا على مجرتنا.
وأوضح رئيس قسم الفلك، إن الكون النجمي به 30 مجرة حول مجرة درب التربانة، وجميعها تلف حول بعضها وبيتفاعلون معا: «بيشدوا بعض في الحشد المجري ويتفاعلوا، فمهما كان حجم الجسم أو الهيكل لا يؤثر علينا أو على مجرتنا».
ما هو التفسير العلمي لهذا الهيكل الغريب؟يعتقد العلماء أن التفسير الأكثر ترجيحا هو أن الهيكل Kýklos غلاف نجمي يحيط بنجم «وولف-رايت» (WR)، وهو نوع من النجوم بالغة الكتلة حيث تكون كتله النجم منها أكبر من 20 كتلة شمسية، كما تتميز تلك النجوم بفقد كبير في كتلتها ويخرج منها في هيئة ريح نجمية تبلغ سرعتها 2000 كيلومتر في الثانية.
ولتأكيد نظرية ارتباط Kýklos نجم وولف-رايت، يخطط علماء الفلك لإجراء ملاحظات متابعة عبر أطوال موجية متعددة، لتحديد مصدر مركزي محتمل وجمع المزيد من المعلومات حول تكوين الجسم وبنيته وتاريخ تكوينه.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: درب التبانة مجرات نجم عملاق ظاهرة فلكية علماء الفلک بالقرب من
إقرأ أيضاً:
غاب عن الرؤية.. تفكك المذنب أطلس بعد مروره بالقرب من الشمس
أعلن مرصد كا-دار أن المذنب أطلس C/2024 G3 ATLAS الذي كان يُرى من الأرض، ومرَّ بالقرب من الشمس خلال النصف الأول من يناير 2025، تفكك ولم يعد موجودا، والذي كان يُعتبر من ألمع المذنبات لهذا العام، إذ بلغ لمعانه القدر سالب 3.5.
اختفاء المذنب تدريجيًاويقول عالم الفلك ستاس كوروتكي، المدير العلمي لمرصد كا-دار، إنه صُدم عندما تفاجأ بتفكك المذنب، إذ أشارت الصور التي التقطها المرصد إلى تبخر المواد المتطايرة من نواة المذنب حتى بدأت النواة الزائفة للمذنب في الاختفاء تدريجيًا ولم تعد مرئية، والنواة المزيفة هي عبارة عن سحابة كثيفة من الغبار والغاز، والتي ظلت مرئية للعلماء عند خروجها من قلب المذنب.
وعن ذيل المذنب، أضاف عالم الفلك أنه ظل مرئيًا عدة أيام في سماء نصف الكرة الجنوبي ليلا، ثم بدأ يختفي تدريجيًا حتى تفكك المذنب بشكل كامل، ولم يعد مرئيًا تمامًا.
اكتشاف المذنب أطلسيذكر أن علماء الفلك اكتشفوا المذنب أطلس C/2024 G3 ATLAS في شهر أبريل عام 2024، وكان مرئيا في السماء لعلماء الفلك، وينحدر هذا المذنب من سحابة أورط وهي منطقة شاسعة وبعيدة تحتوي على العديد من المذنبات في النظام الشمسي.
ووصل أطلس إلى أقرب نقطة من الشمس في 13 يناير الجاري على مسافة بلغت 13 مليون كيلومتر، وكان سطوع المذنب أطلس C/2024 G3 ATLAS بالنسبة للمراقبين على الأرض مماثلا لسطوع كوكب المشتري حتى كان بالإمكان رؤيته دون استخدام التلسكوب.