استضاف الصالون الثقافي بجامعة المنصورة الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، خلال ندوة عن " بناء الثروة الأخلاقية" وذلك بنادي أعضاء هيئة التدريس
 

بحضور الدكتور شريف يوسف خاطر رئيس جامعة المنصورة، الدكتور أحمد جمال الدين موسى وزير التربية والتعليم الأسبق، الدكتور محمد عطية البيومي نائب رئيس الجامعة للتعليم والطلاب، الدكتور طارق غلوش نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، الدكتور عبد القادر محمد عبد القادر رئيس مجلس ادارة نادى أعضاء هيئة التدريس
وشهد اللقاء حضور أعضاء الصالون الثقافي والعمداء ووكلاء الكليات ومديري المستشفيات والمراكز الطبية وأعضاء هيئة التدريس.


 

قام بإدارة الحوار الدكتور أحمد جمال الدين موسى وزير التربية والتعليم الأسبق واستعرض السيرة الذاتية للدكتور أحمد زايد  بأنه أستاذ علم الاجتماع السياسى وهو عالم في مجال تخصصه والرئيس الثالث لمكتب الإسكندرية الصرح الثقافى الكبير، والأكبر فى منطقة الشرق الأوسط، وقد  شغل العديد من المناصب المحلية والدولية وله العديد من المؤلفات.
 

بدأت الندوة بترحيب الدكتور شريف يوسف خاطر رئيس بتشريف الدكتور أحمد زايد؛  فى رحاب جامعة المنصورة، مؤكدًا إن الأخلاق جزء لا يتجزأ من تكوين الإنسان الداخلي، فهي الأساس الذي يبني عليه الفرد قيمه ومبادئه وسلوكياته وتلعب الأسرة دورًا كبيرًا في غرس هذه الأخلاق وتشكيلها منذ الطفولة، فهي البيئة الأولى التي يتعلم منها الفرد القيم والمبادئ التي توجه سلوكياته وتصرفاته.
وفي ظل الحداثة والتطورات المتسارعة التي نشهدها اليوم، ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح هناك العديد من العوامل التي تؤثر بشكل كبير على أخلاق الفرد، فقد وفرت هذه الوسائل منصات للتواصل المفتوح والتفاعل المباشر، مما أثر بشكل مباشر على كيفية تبادل الأفكار والمفاهيم، وبالتالي على سلوكيات الأفراد وأخلاقهم.
كما أكد رئيس جامعة المنصورة على أهمية دور الأسرة والجامعة في توجيه أبنائها نحو استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل إيجابي وبناء، وتعليمهم كيفية التعامل مع التحديات التي قد تواجههم في هذا العالم الرقمي، كما يجب أن نكون على وعي بالتغيرات التي تحدث في مجتمعنا، وأن نعمل معًا للحفاظ على الأخلاق والقيم التي تشكل أساس تماسكنا الاجتماعي.

وأوضح الدكتور أحمد زايد أن الاخلاق هي الثروة الحقيقية لبناء المجتمعات على أسس سليمة وعندما يصل المرء إلى صفاء الأخلاق فإنه يكون على بداية الثروة الأخلاقية
وأن هناك نوع آخر من الثروة وهنا نتحدث عن البشر بوصفهم المكون الثاني من ثروات الأمة فالثروة المادية نفسها لا ينتجها إلا بشر
وتحدث أن بناء الذات الأخلاقية يأتي من خلال مفهوم "انبعاث الأخلاق" وله شرطان: تحقيق "حداثة مصقولة" لا تقوم على استغلال شعوب لغيرها أو تغول التكنولوجيا، والشرط الثاني بناء الذات عن طريق منظومة مجتمعية متكاملة تشمل الأسرة والتعليم والإعلام.
وأوضح  أن  الثروة الأخلاقية إنها النسيج الكلى الذى يلم شمل المجتمع، ويجمع قواه العامة على أسس أخلاقية مدنية وإذا كانت الطبيعة تمنح النوع الأول من الثروة، والبشر يمنحون النوع الثانى منها، فإن البيئة الاجتماعية الثقافية تشكل نوعًا ثالثًا من الثروة، إنها ثروة فوق بشرية، وفوق طبيعية، إنه ا الثروة الأخلاقية هذه ثروة معنوية لا تباع ولا تشترى، ولكنها تسكن النفوس، وتتشكل من مجموعة من المبادئ والقيم المدنية التى تشكل أرصدة الثروة، واحترام الآخرين، والإيمان بفكرة المجتمع، والثقة فى مؤسسات الدولة وفى زملاء العيش المشترك فى المجتمع، والتعامل مع الآخرين وفق مبادئ العدل والمساواة، والشفافية، والالتزام بالقانون، والحق فى أداء المهنة، والصدق والأمانة والإخلاص، والقدرة على العطاء دون انتظار الأخذ، والقدرة على العمل التطوعي.
وتابع  إن الحفاظ على هذه القيم هو الذى يخلق البيئة الثقافية الملائمة لنمو الثروات الأخرى، وهو الذى يمنح المجتمع هويته وسمته، ويصنع عقل المجتمع وضميره ولا شك فى أن بناء ثروات الأمة يحتاج إلى جهود كبيرة، ولكنه نفسه يحتاج إلى إرساء أُسس للحوكمة الرشيدة، سديدة الرأى، قوية العزيمة.

وتحدث عن مفهوم "أخلاقيات الوهم" إذ إن مشروع الحداثة مليء بأخلاقيات صناعة الوهم، من خلال بناء مؤسسات ومراكز بحثية دولية، تخلق لدى الشعوب الفقيرة حالة من الوهم، بقرب زوال الفقر وحلول التنمية وتوقف الهجرة، وفى الواقع لا يحدث شيء من كل هذا.
وأن وسائل التواصل الاجتماعى قادرة على تحقيق الاختلال في التفكير العقلانى والمنطقى من خلال إعلاء الغريزة على العقل. 
مؤكدا أن المجتمعات المتطورة لا بد أن يكون لديها ثروات أخلاقية  وثوابت يتم تعليمها للنشىء واعلاء مفهوم المواطنة فوق كل الانتماءات  والحزبية.
ولفت إلى مفهوم أسماه "الوهن الخُلقي" أن المجتمعات بشكل عام تنضب فيها الأخلاق، وكلما سادت مفاهيم ومبادئ المادية والمصلحة اختفى كل ما يحمل في داخله من جمال أو معنى ويفقد الناس الإحساس بالمعيار الأخلاقى.
واختتم حديثه أن العالم يمكن أن يتحول من الوضع الحالي إلى مسار الأخلاق من خلال مفهوم "انبعاث الأخلاق"، من خلال التسامح كقيمة أخلاقية.
كما أكد  الدكتور أحمد جمال الدين موسى في ختام الندوة على أهمية فلسفة الأخلاق وكيف أننا لا يمكن أن نبنى مجتمع دون مفهوم أخلاق لبناء مجتمع فعال  ولقد استطاع الغرب التطور في المجتمعات  من خلال انتشار مفهوم الأخلاق.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: احمد جمال الدين اعضاء هيئة التدريس الاجتماع السياسي الالتزام بالقانون التواصل الاجتماعي الدكتور أحمد زايد جامعة المنصورة رئيس جامعة المنصورة علم الاجتماع السياسي علم الاجتماع مؤسسات الدولة مجلس إدارة نادي أعضاء هيئة التدريس مدير مكتبة الإسكندرية مديري المستشفيات مدير مكتب نادي أعضاء هيئة التدريس نائب رئيس الجامعة وزير التربية والتعليم الأسبق الدکتور أحمد أحمد زاید من خلال

إقرأ أيضاً:

الحلم سيد الأخلاق

#الحلم #سيد_الأخلاق
الأستاذ الدكتور يحيا سلامه خريسات

نعيش اليوم مرحلةً خطيرةً تتجلّى فيها أزمة القيم الأخلاقية بأوضح صورها، حيث تفشّت ظواهر العنف المجتمعي وأصبحت جزءًا من المشهد اليومي في أسواقنا وشوارعنا. نلاحظ تصاعدًا ملحوظًا في العصبية وفقدان السيطرة على التصرفات، سواء باللسان أو اليد، حتى بات الانفعال سمةً غالبةً على كثير من الناس، وعلامةً تظهر على وجوههم وجوارحهم. ولعلّ أكثر ما يثير الاستغراب أنّ هذا السلوك برز بشكلٍ جليّ خلال شهر رمضان المبارك، وهو الشهر الذي يُفترض أن يكون موسمًا للسكينة والرحمة، لا مسرحًا للغضب والتوتر، وكأنّ البعض يصوم مُكرهًا، لا عن قناعةٍ ويقين والتزام.

من المؤسف أن نرى هذا التناقض الصارخ بين جوهر العبادات وسلوك الصائمين، فمن المفروض أن يرتقي الإنسان بأخلاقه في هذا الشهر الفضيل، وأن يكون التسامح والمحبة عنوانًا للتعامل بين الناس. لكن الواقع كشف العكس تمامًا، فالشوارع تحوّلت إلى ساحات سباقٍ محمومة تسودها الفوضى والتهور، حتى أصبح الخروج من المنزل مخاطرةً بسبب رعونة البعض. المشاحنات في الأسواق والأماكن العامة أضحت مشهدًا يوميًا، وكأنّنا ننتظر انتهاء الشهر بفارغ الصبر، لا حبًّا في إتمام الطاعة، بل خلاصًا من موجة الإساءات التي اجتاحت المجتمع.

إنّ العبادات ليست مجرد طقوسٍ شكلية، بل ينبغي أن تنعكس على سلوك الفرد، فمتى ما كانت العبادة نابعةً من إيمانٍ صادق، ظهرت آثارها على التصرفات والأخلاق. أمّا من يمارسها رياءً ومجاراةً للمجتمع، فإنّها لا تترك أثرًا إيجابيًا، بل قد تُنتج سلوكًا متناقضًا يعكس انفصال العبادة عن جوهرها الحقيقي.

مقالات ذات صلة حدث في العيد!! 2025/04/02

لا أحد ينكر أنّ ضغوط الحياة كثيرة، وأنّ متطلبات العيش تفوق أحيانًا القدرة على تلبيتها، لكن حسن التدبير والتوازن في الإنفاق يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا. التركيز على الأولويات والتقليل من الكماليات ليس ضعفًا، بل دليلٌ على الوعي والمسؤولية.

إنّ حسن الخلق ليس ترفًا أخلاقيًا، بل هو انعكاسٌ لحقيقة الإيمان، فمن لم تهذّبه صلاته، ولم يضبطه صيامه، فإنّ عبادته لا تعدو كونها حركاتٍ بلا معنى. الأخلاق هي الميزان الذي يُقاس به سموّ الإنسان، ومكانته في قلوب الآخرين، وتأثيره في مجتمعه. بكلمةٍ طيبة تُفتح القلوب، وبابتسامةٍ صادقة تُزرع المحبة، وبسلوكٍ راقٍ يُبنى الاحترام.

وغرس القيم الأخلاقية يبدأ من الأسرة، لكنه لا يكتمل إلا عبر المؤسسات التعليمية، حيث يقع على عاتق المدارس والجامعات دورٌ محوري في تعزيز الأخلاق وترسيخها لدى الأجيال القادمة. ولا يكون ذلك بمجرد تدريسها نظريًا، بل من خلال تقديم نماذج حية تمثل القدوة الحسنة. فالمعلم الذي يتحلى بالصبر والعدل، والأستاذ الجامعي الذي يلتزم بالنزاهة والاحترام، يصبحان مصدر إلهامٍ للطلاب، فيتعلمون منهم أكثر مما يتلقونه من المناهج الدراسية. لذا، فإنّ بناء جيلٍ يحمل القيم الأخلاقية النبيلة لا يتحقق إلا إذا رأى الطلاب هذه القيم مجسدةً في واقعهم اليومي، لا مجرد شعاراتٍ تُقال في المحاضرات والخطب.

ما أحوجنا اليوم إلى إعادة الاعتبار للأخلاق في مناهجنا التربوية، وأن نرسّخها في نفوس أبنائنا من خلال القدوة الحسنة، لا المواعظ الجوفاء. فالتربية ليست خطبًا تُلقى، بل نموذجٌ يُحتذى، فمن فقد الأخلاق فقد تأثيره، ومن كان سلوكه مناقضًا لكلامه، لن يصنع تغييرًا.

إنّ أزمة الأخلاق ليست مجرد حالةٍ طارئة، بل جرس إنذارٍ يُحتم علينا جميعًا مراجعة ذواتنا وإعادة بناء القيم التي تُحصّن المجتمع من الانهيار. فالأخلاق ليست خيارًا، بل ضرورةٌ لحياةٍ متزنةٍ ومجتمعٍ أكثر وعيًا ورُقيًا.

مقالات مشابهة

  • وفاة موظف بجامعة الأزهر في مكتبه أثناء العمل
  • تعيين الدكتور محمد العقاد رئيسًا لـ«المجالس الطبية المتخصصة»
  • رئيس جامعة طنطا يستقبل الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر
  • بنك مسقط يوفر خدمة الاستثمار في صندوق "الثروة" عبر تطبيق الهاتف النقال
  • افتتاح غرفة عمليات جراحة الفكين في كلية طب الأسنان بجامعة حلب بحضور رئيس جامعة حلب وعميد كلية طب الأسنان
  • "الصدق مع النفس".. ندوة بعلوم التغذية بجامعة حلوان
  • «العلاقات الدولية» مفهوم ملتبس!
  • من عامل بناء بالمملكة إلى برلماني.. كوري: السعودية أرض الأمل التي دعمتنا بسخاء
  • أستاذ بجامعة المنصورة يشارك في مؤتمر الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للأوعية الدماغية والقسطرة المخية
  • الحلم سيد الأخلاق