المناطق_واس

أوصى أمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي، المسلمين بتقوى الله عز وجل والمسارعة إلى ما يحبه ويرضاه.

 

أخبار قد تهمك خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي 23 أغسطس 2024 - 2:16 مساءً منظومة خدمات رقمية متكاملة لإثراء تجربة القاصدين للمسجد النبوي 21 أغسطس 2024 - 6:19 صباحًا

وقال فضيلته، في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام ” إن من أصول العقيدة، الإيمان بوجود الملائكة، وما ورد عنهم من صفات عظيمة، وأعمال جليلة، فقد أقسم الله بهم، وأعلى بين العالمين ذكرهم، والملائكةُ عباد مكرمون، قربهم الله إليه، وشرفهم بعبادته، فهم خاضعون لجبروته، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، يسبحون الليلِ والنهار لا يفترون، ولا يستحسرون ولا يسأَمُون، ولا يسْبِقُونَه بِالْقَوْل، وهم من خشيتِهِ وإجلالِهِ مُشْفِقُون، وأضاف فضيلته؛ يقول “إن الله تعالى خلق الملائكة، وأوكل إليهم أعمالاً جليلة، فمنهم المُوكَّلُ بالوحيِ بين الله ورسله، ومنهم المُوكَّلُ بالنبات والقْطرِ، ومنهم المأمور بالنفخِ في الصُّور، وما من رجل يعود مريضاً إلا شيعه سبعون ألف ملك، يستغفرون له، وما من عبد يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، إلا صلت عليه الملائكة، وقَالَ له الْمَلَكُ الموكل بذلك: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ صَلَّى عَلَيْكَ السَّاعَةَ، ولله ملائكة يحثون العبد على طاعة ربه وعبادته، ويحضرون صلاته وقرآنه، وملائكة يدعون لأصحاب الصفِّ الأوَّل، وملائكة يقفون على أبوابِ المساجِدِ يوم الجُمُعة، يكتبون الأول فالأول، وملائكة يطوفون في الطرقات، يلتمسون أهل الذكر، ومُعلِّمي الناسِ الخير، فإذا وجدوهم، جلسوا معهم، وحفّ بعضهم بعضاً بأجنحتهم، حتى يملؤوا ما بينهم وبين السماء الدنيا، قَالَ: ” فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ، وَهُوَ أَعْلَمُ مِنْهُمْ، مَا يَقُولُ عِبَادِي؟ قَالُوا: يَقُولُونَ: يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيُمَجِّدُونَكَ ” قَالَ: ” فَيَقُولُ: هَلْ رَأَوْنِي؟ ” قَالَ: ” فَيَقُولُونَ: لاَ وَاللَّهِ مَا رَأَوْكَ؟ ” قَالَ: ” فَيَقُولُ: وَكَيْفَ لَوْ رَأَوْنِي؟ ” قَالَ: ” يَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْكَ كَانُوا أَشَدَّ لَكَ عِبَادَةً، وَأَشَدَّ لَكَ تَمْجِيدًا وَتَحْمِيدًا، وَأَكْثَرَ لَكَ تَسْبِيحًا، -إلى أن يقول الرب جل جلاله-: فَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ .

 

 

وأوضح فضيلته، أن الملائكة من أعظم جنود الرب تبارك وتعالى، فمنهم الصَّافَّاتِ والزَّاجِرَاتِ والتَّالِيَاتِ، والنازعات والناشطات والمدبرات، ومنهم ملك الموت، ورضوان خازن الجنان، ومالكٌ خازنُ النيران، وملائكة للرحمة، وملائكة للعذاب، وملائكة قد وكلوا بإحاطة الناس يوم الحشر، وملائكة قد أمروا بحمل النار إلى أرض المحشر، وعدد الملائكة كثير، لا يحصيهم إلا العلي الكبير.

 

 

وأبان الشيخ ماهر المعيقلي أن الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، ثُمَّ لَا يَعُودُونَ إِلَيْهِ، وصدق الله إذ يقول: ((وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ)) لافتاً إلى أن من الملائكة من شرفهم الله بقربه، واختارهم لحمل عرشه، والمسبحين بحمده، ذلك أن من كمال لطف الله بعباده المؤمنين، ما قيضه لأسباب سعادتهم، من استغفار حملة العرش لهم، والدعاء لهم بصلاح دينهم وآخرتهم،

 

 

وأشار إمام وخطيب المسجد الحرام إلى أن الإيمان بالملائكة، له أثر عظيم في مراقبة العبد لأقواله وأعماله، فملائكة لكتب الحسنات والسيئات، وآخرون يحفظون العبد بأمر الله، فإذا استشعر المرء استصحاب الملائكة له، وتقييدهم لأعماله، ورفعها لخالقه، اجتهد في طاعة ربه، وانزجر عن معصيته، وحافظ على أداء صلاته .

 

كما أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور أحمد الحذيفي المسلمين بتقوى الله عز وجل، فإن تقواه أحصنُ المعاقل، وأعذبُ المناهل، وأنفعُ الذّخائر، فمن اتقى الله عَبِق طِيبُ شمائلِه، وأورقتْ غصونُ فضائلِه.

 

 

وقال فضيلته، إن العاقل وهو يقطع طريق رحلته في هذه الدنيا، ليتوقّفُ برهةً من عمر الزمان توقفَ المعتبر، فينظرُ إلى آثار خطواتِه، ويتأمَّلُ طريقَ مسيرتِه، وما في طوايا ذلك من تفويتٍ وتفريط، وتسويفٍ وتضييع، واغتباطاً بما أنجح من مقاصده وحقق من مآربه.

 

 

وتابع: إن هذه الدنيا رحلةٌ طويلةٌ قصيرةٌ، مفرحةٌ مبكية، فيها انكساراتٌ وانتصارات، ودموعُ حزنٍ وسرور، وراحةٌ ونَصَب، واجتماعٌ وافتراق، إنها سنة الله في هذه الدنيا كما قال جل شأنه (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ).

 

 

وذكر فضيلته، التشبيهَ النبويَّ لحال المؤمن مع الدنيا وسرعة انقضائها ، قال عبدالله بن مسعود (نام رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصيرٍ فقام وقد أثّر في جنبه، قلنا: يا رسول الله، لو اتخذنا لك وِطاءً؟ فقال: ما لي وللدنيا، ما أنا في الدنيا إلا كراكبٍ استظلَّ تحتَ شجرةٍ، ثم راح وتركها).

 

 

وأبان الشيخ الحذيفي، ان المؤمن في هذه الحياة يعيش حالةً من الاستقرار النفسيِّ والسلامِ الداخلي، لأنه معلَّق القلب بخالق هذا الوجود، ممتلئُ الفؤادِ بحبه، متضلِّعُ الحنايا بتوحيده، مبيناً أن الإيمانَ الصادقَ يتخلَّلُ حنايا النفوسِ المنهَكةِ برداً وسلاماً، ورضاً ويقيناً، وسكينة وثباتاً.

 

 

وتابع فضيلته، إن الحياة مع الإيمانِ حياةٌ طيبةٌ كريمةٌ مطمئنة، تتصاغَرُ أمامَها جبالُ المصاعبِ والشدائد، ويتهاوَى ركُامُ اللذائذِ والمطامع، فللإيمان حلاوةٌ يجد طعمَها في نفسه وأَثَرَها في قلبه مَن رسخ الإيمان في قلبه، لا تَصِفُ لذتَها ولا تحُدُّ حقيقتَها العباراتُ والكلمات، بل هي حقائقُ يعرفها أهلُ الإيمان، ويدركُها الصفوةُ من عباد الرحمن.

 

 

وأكد إمام وخطيب المسجد النبوي، أن الإيمان ليس معنى مجرَّداً من الحقائق، أو نظريةً لا تَرْجُمانَ لها في واقع الحياة، إنها عقيدةٌ يمتلئُ بها القلبُ فتفيضُ على النفس طمأنينةً وسكينةً ورضاً وسروراً، ثم تتسِعُ دائرتُها حتى تفيضَ على الإنسانية كلِّها سلاماً وسكينةً وعدلاً.

 

 

وختم فضيلته الخطبة قائلاً: إن هذا الدينَ العظيمَ جاء لِيُعِيدَ صياغةَ الإنسانِ عقلاً ونفساً وروحاً وسلوكاً، فيكونَ على قَدْرٍ راسخٍ من القِيَم والأخلاق والسموِّ النفسيِّ والروحيِّ والعقليِّ في هذا الكون، مبيناً أن الإيمان بمعناه الأَرْحَبِ ربطٌ للمخلوق بالخالق، واتصالٌ لعالَم الشهادةِ بعالَم الغيب، مستشهداً بقولة تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ).

المصدر: صحيفة المناطق السعودية

كلمات دلالية: المسجد الحرام المسجد النبوي خطبتا الجمعة المسجد الحرام المسجد النبوی وخطیب المسجد أن الإیمان الله ع

إقرأ أيضاً:

100 درس علمي يوميًا في المسجد الحرام خلال رمضان

أعلنت الرئاسة العامة للشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي عن إطلاق 100 درس علمي يوميًا خلال شهر رمضان المبارك، وذلك ضمن جدول البرنامج العلمي الدائم لهذا الموسم، في إطار تنفيذ الخطة التشغيلية الرمضانية لعام 1446 هـ، التي تهدف إلى إثراء تجربة قاصدي المسجد الحرام وتعزيز الأجواء الإيمانية لهم، من خلال نشر العلم الشرعي وتقديم الدروس التوجيهية والإرشادية التي تعينهم على أداء عباداتهم وفق الضوابط الشرعية.
وأكد رئيس الشؤون الدينية الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، أن هذه الدروس العلمية تأتي ضمن مستهدفات الرئاسة في شهر رمضان المبارك، حيث تركز الرئاسة على تحقيق شعار “على كل سارية درس، وفي كل موقع حلقة”.
أخبار متعلقة إعلان نتائج اختبار الرخص المهنية للوظائف التعليمية 4 رمضانإمام الحرم: رمضان فرصة لاعتياد مجاهدة النفس وكف الألسن عن السوء .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } 100 درس علمي يوميًا في المسجد الحرام خلال رمضان
وذلك حرصًا على تعزيز الحراك العلمي والتوجيهي والإرشادي في الحرمين الشريفين، بما يعود بالنفع على قاصدي الحرمين وإثراء تجربتهم التعبدية في هذا الشهر الفضيل، إلى جانب تعزيز التوعية العلمية وفق الأصول الشرعية المعتمدة.
وأوضح أن برامج الدروس التوجيهية والعلمية التي أعدتها الرئاسة ستتضاعف خلال الشهر الكريم لمواكبة الأعداد المليونية التي ستتوافد إلى المسجد الحرام.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } رئيس الشؤون الدينية الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديسإيصال رسالة الحرمينوأشاد السديس، بجهود أصحاب المعالي أعضاء هيئة كبار العلماء، وأصحاب الفضيلة أئمة الحرمين، والعلماء، في تفعيل الجانب التوجيهي والإرشادي والتوعوي، ونشر العلم النافع، والعناية بقاصدي وزائري الحرمين الشريفين خلال الشهر الكريم، وإيصال رسالة الحرمين الشريفين عالميًا من خلال إقامة البرامج والدروس العلمية للزوار وطلبة العلم والمعتمرين القادمين من مختلف أنحاء العالم.
وأضاف أن الرسالة الوعظية والتوجيهية والإرشادية والعلمية التي يقدمها أصحاب المعالي أعضاء هيئة كبار العلماء، وأصحاب الفضيلة أئمة الحرمين، والعلماء، تعد محورًا أساسيًا في نشر رسالة الحرمين الشريفين الوسطية عالميًا، حيث تسهم هذه الدروس العلمية في ترسيخ مبادئ الاعتدال ونشر تعاليم الدين الإسلامي الصحيح، وتعظيم الرحلة الإيمانية للقاصدين، وإثراء تجربتهم الدينية خلال تواجدهم في رحاب المسجد الحرام.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } 100 درس علمي يوميًا في المسجد الحرام خلال رمضان
وسيشهد شهر رمضان المبارك مشاركة نخبة من أصحاب المعالي أعضاء هيئة كبار العلماء، وأصحاب الفضيلة من العلماء المتخصصين، ومدرسي المسجد الحرام في إلقاء الدروس العلمية بمختلف التخصصات الشرعية، مثل الفقه، والعقيدة، والتفسير، والسيرة النبوية، والأصول، إضافةً إلى برامج التوجيه والإرشاد الديني.
وستُقام هذه الدروس في مختلف أروقة المسجد الحرام، عقب صلاتي الفجر والعصر، وبعد صلاة التراويح، مع تكثيفها خلال العشر الأواخر من الشهر المبارك، بحيث لا يخلو ركن من أروقة الحرم الشريف من حلقات العلم والدروس الشرعية.
ويأتي تنظيم هذه الدروس بالتعاون بين الرئاسة العامة وهيئة كبار العلماء، بهدف تعزيز التعاون العلمي، وإثراء تجربة القاصدين وطلاب العلم، والاستفادة من الدروس العلمية التي يقدمها العلماء والمشايخ، والتي تسهم في نشر القيم الإسلامية الأصيلة، وتعزيز الفهم الصحيح للدين، وتقديم النصح والإرشاد لضيوف الرحمن بما يساعدهم على أداء مناسكهم بيسر وطمأنينة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } 100 درس علمي يوميًا في المسجد الحرام خلال رمضان
كما دعت الرئاسة جميع الطلاب والعامة إلى الحضور والمشاركة في هذه الدروس العلمية القيمة، والاستفادة منها في تعزيز المعرفة الدينية، والارتقاء بالوعي الشرعي، مؤكدًة حرصها على تقديم برامج علمية شاملة تناسب جميع الفئات، وتلبي احتياجات القاصدين من مختلف الجنسيات والمستويات العلمية.
وسيتم بث هذه الدروس العلمية عبر المنصات الرقمية الرسمية للرئاسة بعدة لغات، مع استثمار التقنية الحديثة والإعلام المرئي والمسموع والمكتوب، لضمان وصول المستهدفات العلمية إلى أكبر شريحة ممكنة من طلبة العلم والباحثين وعموم المسلمين في مختلف أنحاء العالم، تحقيقًا لرسالة الحرمين الشريفين في نشر العلم الشرعي الوسطي المعتدل عالميًا.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يشدد القيود في القدس والمسجد الأقصى خلال رمضان
  • خطيب المسجد الحرام: من منافع الصيام ترويض الألسنة وتطهيرها من المنكر
  • خطيب المسجد النبوي: شهر رمضان أفضل الأوقات وأعظم مواسم الطاعات
  • خطبة الجمعة الأخيرة من شعبان.. أسامة فخري: الوجود يتشوق إلى ليالي شهر رمضان .. ولا شيء في الدنيا يعادل قيمة الوطن والمحافظة عليه
  • خطبتا الجمعة بالحرمين: “رمضان” شهر عبادة وتوبة واستغفار وطاعة وإنابة وانكسار
  • خطبة الجمعة من المسجد النبوي
  • صلاة الجمعة من المسجد الحرام
  • 100 درس علمي يوميًا في المسجد الحرام خلال رمضان
  • إمام المسجد النبوي يلتقي ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة
  • رمضـان.. عطـر روحانـي يمـلأ قلـوب الصائميـن بـ«الإيمـان»