تحالفات حزب الله مريحة.. مرحلة 2005 لن تتكرر
تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT
يتعامل "حزب الله" ببرودة كبيرة مع الواقع السياسي الداخلي، وتحديداً مع القوى السياسية التي تنتقده وتنتقد تدخله في الحرب الحاصلة في المنطقة، على قاعدة ان القوى ذاتها انتقدت الحزب في "حرب تموز2006" وفي "الحرب السورية" ولم يتغيّر شيء في الواقع والنتائج، ولم يبدل الحزب شيئا من استراتيجياته العسكرية والإقليمية، وعليه فإنه لا يدخل بشكل رسمي في اي سجال سياسي واعلامي داخلي، بل يستمر بالمعركة من دون الإكتراث عملياً للتطورات الاعلامية والخطابية الداخلية.
في مقارنة بسيطة مع الواقع السياسي والشعبي خلال "حرب تموز" و"الحرب السورية"، يبدو أن تحولاً كبيراً حصل لصالح الحزب، فالقوى السياسية السنّية تقف بشكل شبه كامل الى جانب غزة وتدعم معركة "حركة حماس" وهذا ما يجعلها بشكل تلقائي مساندة او اقله متعاطفة مع "الحزب" وجبهة الإسناد التي يقوم بها، كما ان الحكومة اللبنانية ورئيسها نجيب ميقاتي تتعامل بمسؤولية كبيرة تجاه الواقع السياسي والديبلوماسي وحتى الإنساني المرتبط بالمهجرين والمتضررين، وهذا ما لا يمكن مقارنته بما كان عليه الوضع خلال "حرب تموز" مع حكومة رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، اذ وجد الحزب نفسه يومها مكشوفاً في الجانب السياسي الرسمي.
وعلى صعيد الواقع الدرزي لا يمكن مقارنة موقف النائب السابق وليد جنبلاط خلال الاشهر الماضية بموقفه خلال حرب تموز او خلال مشاركة "حزب الله" بالمعارك داخل سوريا، وهذا ما ينعكس بشكل كبير على موقف الرأي العام الدرزي وان لم يكن إنعكاساً كاملاً وحاسماً.
وعليه، فإن الشارع الاسلامي في لبنان متضامن مع الحزب في هذه الحرب، وهذا ما يريح الحزب ويجعله أكثر قدرة على التعامل مع الضغوط التي تمارسها القوى السياسية المسيحية تحديداً،علماً أن "التيار الوطني الحر" لم يصطف بالكامل في خندق خصوم الحزب السياسيين، بل لا يزال ينتقد ضمن ضوابط معينة، وان كانت هذه الضوابط غير مفهومة لدى حارة حريك.
يجد "حزب الله" نفسه قادراً على المناورة على الساحة الداخلية، خصوصاً ان التوازنات المتغيرة نيابياً وسياسياً، تخدمه بشكل كبير وتجعله أقدر على التفاوض مع القوى الاقليمية والدولية، بمعنى آخر يمكن للحزب أن يكون مطمئناً للواقع الداخلي ولمسار الإستحقاقات الدستورية المقبلة في ظل توسيع دائرة تحالفاته، الامر الذي يحسم فكرة التفاوض والقدرة على الصمود وعجز خصومه على تقديم مغريات سياسية قد حصل عليها فعلاً عبر التقارب الحاصل مع اكثر من طرف داخلي، اذا متّن الحزب نفسه داخلياً، وعمل في الاشهر الاخيرة على الاستفادة من كل المشهد اللبناني لتعميق علاقاته المستجدة ولفتح علاقات اخرى مع شخصيات مترددة.
حتى ان علاقة الحزب مع "التيار" لم تعد في اولوية حارة حريك، على اعتبار أن الواقع اللبناني مريح ولا يوجد اي مؤشرات حصار او عزل وطني للحزب، وعليه فإن للتيار الحرية في تعديل تموضعه السياسي من دون ان يجد حليفه السابق نفسه مضطراً الى تقديم التنازلات لإسترضائه والتعايش معه، وهو ما ظهر بشكل واضح في الاسابيع الماضية حيث تعاملت حارة حريك بلامبالاة مع ميرنا الشالوحي ومع حراك رئيس"التيار" جبران باسيل "الودي" تجاهها.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: القوى السیاسیة حزب الله وهذا ما
إقرأ أيضاً:
نهار عابر.. العجز البشرى أمام الواقع السوري
أهداءًا إلى مهندس المناظر “أنسى أبو سيف” ، تنافس المخرجة السورية رشا شاهين بفيلمها الروائي القصير نهار عابر في مسابقة الأفلام القصيرة ضمن فعاليات النسخة الـسادسة من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي للفيلم القصير.
كما شارك فى فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولى الدورة الـ 45 ، تدور أحداث حول حياة امرأة غيرتها الحرب بالكامل فى سوريا وبعد فترات من اتخاذ القرار التقت مع رجل ايضا فقد أسرته فى الحرب وقررا قضاء ليله معًا غيرت مسار حياتهما ليكتشف الثنائي خلال لقائهما حاجتهما إلى التواصل العاطفي والإنساني، العمل المصريان ريم حجاب، وخالد كمال ، قدمت المخرجة عملاً سينمائيًا تميز على جميع المستويات بدايه من اختيارها لقصة إنسانية من قلب الحرب والدمار، حولت ان تنقل ما تعكسه الحرب على حياة الانسان بشكل عام وبشكل خاص فى حياة إمراة فقدت ابنها اثناء الحرب وقامت بدفنه فى فناء المنزل رغبه منها بالاحتفاظ برؤيته وأن كان أصبح هيكلاً عظمى ولكن لم تمنعها الامومة من ذلك كما لعبت المناظر وتوجيه الاضاءه دورًا جيدًا فى الانتقال من حاله لحاله فى حدوث تطورات فى حياة البطلة بدايه من السواد الذى كان يغيم على حياتها تدريجيًا بدايه ظهور ألوان دافئه تدل على رقه ورومانسية البطلة وصولا للصورة الرمادية والرياح التى أصبحت عليها فهو فـيلمٌ تتشابك فيه معاناة الشخصيات مع العجز البشري في مواجهة الفقد، للحرب أن تسلب منا حتى أبسط مظاهر الحياة وخاصه فى وضع مزيدًا من مشاعر التوتر التى ظلت تلازم البطلان طيلة أحداث الفيلم ورغم ذلك نجد أن المشاهد تتميز بالدفء واختيار شريط الصوت لتقديم مظاهر الحياة هناك وايضا استخدام رمزيه تعطل الراديو والشبكات للدلاله على مدى جفاء استمتاع هؤلاء الاشخاص بأبسط الاشياء وهو الراديو والتلفزيون مظاهر الامتاع والتشويق .
وقد أكدت على ذلك مخرجة العمل بمدى تأثرها بالمخرج المصري الراحل محمد خان، والذى كان دافعًا لميلاد فكرة الفيلم، وذلك أثناء دراستها في معهد السينما بالقاهرة وخاصه حين قدم المخرج محمد خان قصة فيلمه بناء على حادثة قرأها في إحدى الصحف، وهو فيلم “موعد على العشاء”، وكيف ينطلق المؤلف في الكتابة من الشخصيات التي يراها في الواقع ليكتب نصًا للسينما وبناء على ذلك بنيت أحداث فيلمها نهار عابر مع إمراة سلبت الحرب منها مشاعرها وبرائتها وانوثتها ايضا لتلتقى بصحفى شاب اثاره الفضول لدخول عالمها الخاص ويظل الارتباك ملازما له كما تفعل الحرب ،ولكن على رغم من التحديات، عملت المخرجة مع مهندس المناظر أنسي أبو سيف، والذي أبدع في تصور المشاهد في الأماكن الجديدة، توالذى أضفى التجربة الغنية، والذى استغرق التحضير لهذا الفيلم ما يقارب عامين من العمل الشاق، بين معاينات المواقع والتعديلات المتواصلة على السيناريو، فهو فيلم لم يوجه للحديث عن الحرب، بل عن الأمل والإنسانية في أحلك الأوقات، إذ تظل لمحات من الحياة الطبيعية قادرة على مقاومة الخراب الدائم .
العمل إنتاج: باهو بخش – صفي الدين محمود ، مصمم المناظر: أنسي أبوسيف مدير التصوير: مصطفى الكاشف ، مونتاج: منى ربيع ، ميكساج: أحمد جابر.