CNN Arabic:
2025-01-22@20:50:21 GMT

بقيت مهجورة لأكثر من قرن من الزمن..ما قصة قرية الأشباح هذه في تركيا؟

تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT

‍‍‍‍‍‍

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في هذه القرية ستجد مدرسة كبيرة، وشوارع ضيقة تصطف على جانبيها منازل تمتد على طرفي وادٍ شديد الانحدار، ونافورة قديمة، وكنائس، إحداها تطل على مناظر خلابة فوق بحر إيجة الأزرق.

ولكن خلال غالبية فترات الـ100 العام الماضية، لم يكن هناك أي سكان.

تقع كنيسة صغيرة قديمة على الطراز اليوناني على ارتفاع عالٍ فوق إحدى التلال، ويرفرف العلم التركي فوقها .

Credit: Barry Neild/CNN

وتُعد كاياكوي، التي تقع في مقاطعة موغلا جنوب غرب تركيا، بمثابة قرية أشباح حقيقية، هجرها سكانها وتطاردها ذكريات بالماضي. وتبدو أشبه بنصب تذكاري توقف به الزمن، وتذكير مادي بأوقات أكثر قتامة في تركيا.

كانت قرية كاراكوي الواقعة في جنوب غرب تركيا مزدهرة في الماضي، ثم قام اليونانيون من سكانها بالرحيل.Credit: Barry Neild/CNN

ومع تلال تملأها المباني المتداعية التي تبتلعها المساحات الخضراء ببطء، ومناظر لا نهاية لها لحياة قد انقضت ، فهي أيضًا تعد وجهة ساحرة بشكل صارخ للزيارة.

وفي الصيف، تحت السماء الصافية والشمس الحارقة، تكون الأجواء مخيفة بما فيه الكفاية. لكنها تزداد رعبا في المواسم الباردة، حيث يكتنف ضباب الجبال أو البحر القرية بأكملها.

تزخر القرية بإطلالات رائعة على المباني والريف المحيط بها والتي يمكن رؤيتها من كلا الجانبين.Credit: Barry Neild/CNN

وقبل نحو قرن من الزمن، كانت كاياكوي، أو "ليفيسي" كما كانت تُعرف سابقا، قرية نابضة بالحياة يسكنها ما لا يقل عن 10 آلاف من اليونانيين، وكان العديد منهم من الحرفيين الذين عاشوا بسلام إلى جانب المزارعين الأتراك في المنطقة.

ولكن في خضم الاضطرابات التي صاحبت ظهور تركيا كجمهورية مستقلّة، تمزقت حياتهم البسيطة.

تقول مؤلفة الدليل السياحي جين أكاتي إن الزلازل والعواصف لعبت أيضًا دورها في تدمير مباني القرية.Credit: Barry Neild/CNN

وأدت التوترات مع اليونان المجاورة بعد انتهاء الحرب اليونانية التركية في عام 1922 إلى قيام البلدين بطرد الأشخاص الذين تربطهم علاقات بالبلد الآخر.

وبالنسبة لقرية كاياكوي، كان ذلك يعني تبادلًا قسريًا للسكان مع الأتراك الذين كانوا يعيشون في كافالا، في ما يُعرف الآن بمنطقة مقدونيا وتراقيا اليونانية.

لكن الأتراك الذين وفدوا حديثًا لم يشعروا بالسعادة بوطنهم الجديد، فسارعوا إلى المغادرة، وتركوا كاياكوي لتنهار وتصبح مجرد أطلال.

كان أجداد أيسون إيكيز من بين الأتراك القلائل الذين بقوا في قرية كاياكويCredit: Barry Neild/CNN

ومن بين القلائل الذين بقوا في القرية هم أجداد أيسون إيكيز، التي تدير عائلتها اليوم مطعماً صغيراً بالقرب من المدخل الرئيسي لكاياكوي، ويقدم المرطبات للسياح القادمين للتجول في أنحاء القرية. وقد  تناقلوا قصص تلك السنوات الصعبة عبر الأجيال.

وتقول إيكيز، التي تبيع الآن المجوهرات يدوية الصنع للزوار: "كان اليونانيون يصرخون لأنهم لا يريدون المغادرة. حتى أن بعضهم تركوا أطفالهم ليعتني بهم أصدقاء أتراك لأنهم اعتقدوا أنهم سيعودون. لكنهم لم يعودوا أبداً".

وتشير إيكيز إلى أن عائلة أجدادها كانوا رعاة وتكيفوا بسهولة مع الحياة على أطراف القرية. وتضيف أن غالبية الأشخاص الذين انتقلوا  إلى كاياكوي لم يحبوا العيش فيها لأن جدران المنازل كانت مطلية باللون الأزرق، وهو لون يقال إنه يقي من العقارب أو الثعابين.

تقول أيسون إيكيز إن الأتراك الذين انتقلوا إلى القرية لم يعجبهم طلاء الجدران الأزرق الذي استخدمه سكان كاراكوي السابقون لطرد العقارب.Credit: Barry Neild/CNN

ولا تزال بقايا اللون الأزرق واضحة على الجدران المتبقية لنحو 2،500 منزل تشكل كاياكوي، رغم بقاء القليل من اللمسات الزخرفية الأخرى بعد عقود من تعرضها لعوامل الزمن. 

مع ذلك، فإن ما تبقى لا يزال يستحق الاستكشاف باعتباره لمحة عن أسلوب حياة قديم على أعتاب العصر الحديث.

وأوضحت جين أكاتاي، وهي المؤلفة المشاركة لكتاب "دليل كاياكوي"، أنه ربما أحد أسباب هجر القرية كان الحزن الملموس الذي يخيم على المكان بعد الأحداث المأساوية التي شهدتها فترة عشرينيات القرن العشرين. كما لعبت الطبيعة دورها في زوال السمات التي صنعها الإنسان.

توجد في القرية كنيسة كبيرة، لا تزال سليمة، ولكنها مسيّجة بسبب الإهمال.Credit: Barry Neild/CNN

ويدفع زوار اليوم رسومًا قدرها ثلاثة يورو (أكثر من 3 دولارات بقليل) في كشك صغير على الطريق الرئيسي قبل الدخول إلى كاياكوي. ومن هناك، يمكنهم التجول سيرًا على الأقدام صعودًا وهبوطًا في ممراتها وأزقتها شديدة الانحدار وغير المستوية في بعض الأحيان. وتشير اللافتات عند المدخل إلى المدرسة، والكنائس، ونافورة المياه.

ومكن للزوار تخيّل كيف كانت القرية تعج بالحياة ذات يوم، ولا سيما في ساحة البلدة القديمة، حيث كان الرجال المحليون يجتمعون ذات يوم لشرب الشاي وتبادل القصص.

تركيانشر الجمعة، 30 اغسطس / آب 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

إقرأ أيضاً:

مدرسة الحياة !

ظلت منصة الفـيسبوك على مدى سنوات عديدة وجهة لكثير من المثقفـين، وكانت تدور فـيه نقاشات مثرية ومثيرة، وفـي هذه المنصة؛ كانت هنالك خانة عن المكان الذي تعلم فـيه المرء، أو المدرسة التي درس فيها وتخرج منها، فكان البعض يكتبون «مدرسة الحياة» إما سخرية من أهمية الموضوع، أو لشعورهم بأنه أمر خاص بهم لا علاقة للعامة به.

تراجعت مكانة منصة الفـيسبوك، واستحوذت منصةX -تويتر سابقا- على مكانتها كوجهة ثقافية، وظلت هاتان الكلمتان مثالا للسخرية والتندر؛ لكن أليست الحياة أعظم مدرسة حقًا؟!.

طوال قرابة العام ونصف العام من الإبادة الحية على مرأى ومسمع العالم، ظلت العصابات الصهيونية النظامية تقتل الأطفال والنساء والشيوخ، وكانت الدروس والعبر تتوالى علينا نحن المبتلين بوجودنا فـي بقعة جغرافـية مليئة بالثروات الطبيعية، وتقع فـي قلب العالم الواصل بين الشرق والغرب، وهي المنطقة التي أكلت مليارات الأجساد البشرية طوال الحقب التاريخية المتعاقبة مذ بدأ الإنسان معرفة الحضارة واكتشاف الثروات والمصالح فـي أرض أخيه الإنسان.

فكانت الدروس الكثيفة التي تعلمناها فـي هذه الفترة القصيرة؛ كفـيلة بأن نراجع ما أنسانا إياه الزمن، أو ما أنستنا إياه لقمة العيش المؤقتة، وبأن نعيد استكشاف أراضٍ بدا أنها درست وانمحت أو استحالت أطلالًا كأطلال خولة «تلوح كباقي الوشم فـي ظاهر اليد»، فجاء الطوفان كاسمه، طوفان مقاومة وتغيير فـي شتى مناحي الحياة، مقاومةً جسدية وأخرى عقلية ونفسية.

وما بين السابع من أكتوبر قبل سنتين، حتى وقت الهدنة؛ أطل علينا مفكرون كما لو كانوا على أعراف الزمن، يراقبوننا ويراقبون رؤاهم وأرواحهم الحية التي ضمّنوها كتبهم وهي تعود حيَّةً ماثلة للعيان مرة أخرى، فأطل مالك بن نبي ليذكرنا بأن «القابلية للاستعمار» ما زالت موجودة، وأن من شروط النهضة أن تكون الشعوب الحرة غير قابلة للاستعمار رأسا، وذلك قبل أن تتحرر بفعل السلاح؛ فهي غير قابلة للاستعمار لغويًا وعقليًا وثقافيًا وجسديًا.

وأطل غسان كنفاني ليذكرنا بأن «موت سرير رقم 12» شيء لازم لأنه وكما يقول: «لكنني كنت أعيش من أجل غد لا خوف فـيه.. وكنت أجوع من أجل أن أشبع ذات يوم.. وكنت أريد أن أصل إلى هذا الغد.. لم يكن لحياتي يوم ذاك أي قيمة سوى ما يعطيها الأمل العميق الأخضر بأن السماء لا يمكن أن تكون قاسية إلى لا حدود.. وبأن هذا الطفل، الذي تكسرت على شفتيه ابتسامة الطمأنينة، سوف يمضي حياته هكذا، ممزقا كغيوم تشرين، رماديا كأودية مترعة بالضباب، ضائعًا كشمس جاءت تشرق فلم تجد أفقها..».

والمسيري الذي لا تشعر بأنه توفـي قبل قرابة العقدين من الزمن، يكرر اليوتيوب كلامه كما لو كان حيًا يحاضر بيننا قراءته للمشهد والواقع؛ فما بدا أنه صلابة داخلية لكيان الاحتلال، تبيّن أن المسيري برؤيته الثاقبة قد أدركه مسبقًا ووضع المقصل على المفصل، فطفت على السطح الخلافات الداخلية للكيان الصهيوني، والتراشقات والفضائح والمعارك السياسية، التي ستخدم قضية التحرر من آخر الجيوب الاستعمارية فـي الكرة الأرضية، فكما لو أن الزمن يتيح له أن يسخر ممن ظل أعمى عن شمس رآها المسيري بوضوح، ونفاها آخرون لشدة سطوعها أو لفقدانهم القدرة على الرؤية، أو لتماهيهم معها.

أما صاحب الشوك والقرنفل، فلقد خلّد التاريخ مشهد حياته الأخير كما لو كان مشهدًا سينمائيًا لبطل خارق دافع عن مبدئه وكرامته وحرية أرضه وشعبه، فـي سبيل شعب وأرض القرنفل والبرتقال والزيتون.

رحل هؤلاء المفكرون والأدباء والمناضلون، وظهر آخرون بفكر تحرري نضالي تفاؤلي حر؛ لكن هؤلاء رُفدوا للمرة الأولى بمفكرين وفلاسفة وأدباء لا يتحدثون لغتهم، ولا يعتنقون دينهم، ولا يربطهم رابط بالقضية الفلسطينية سوى الإنسانية لا غير، بل هم من المفكرين اليهود فـي كثير من الأحيان، لتخبرنا الحياة بأن الدروس المريرة اللاذعة، هي ما تغير التاريخ، وليخبرنا هؤلاء المفكرون المتفائلون؛ بأن الحياة وإن بدت كالحة كئيبة، إلا أن الأدوات التي يستعملونها لا علاقة لها بالأمل الذي يبدو كقشة تحاول أن تمسك السقف كيلا يسقط، بل هي أدوات يرون عبرها هشاشة الكيان رغم أن جسده يعجب الرائي، وقوامه يعجب الزراع، وهو فـي حقيقته كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا.

هذه الحياة ذاتها، وهذا الأمل المنطقي الذي يثبت بأن ما بُني على باطل فهو باطل، وبأن الظالم إلى الهلاك لا محالة؛ هي ما يجعل المرء يستمر فـي نضاله، ويستمر فـي كدحه وكده، وصحيح قول طرفة بن العبد:

وَإِلّا فَما بالي وَلَم أَشهَدِ الوَغى

أَبيتُ كَأَنّي مُثقَلٌ بِجِراحِ

إلا أن بيتيه الآخرين، يدلان على مدرسة الحياة التي وإن تغيرت ظروف المعيشة وأدواتها؛ إلا أن روحها وقوامها ومبدأها ثابت لا يتغير:

فَالهَبيتُ لا فُؤادَ لَهُ

وَالثَبيتُ ثَبتُهُ فَهَمُه

لِلفَتى عَقلٌ يَعيشُ بِهِ

حَيثُ تَهدي ساقَهُ قَدَمُه

فالجبان مخلوع الفواد فاقده، ولكن الشجاع ثابت القلب والعقل بفهمه، فذلك الفهم وتلك البصيرة هما ما يثبتانه ويصبّرانه على ما يقاسي ويواجه، وأما البيت الأخير فهو كما قال الآخر فـي الحماسة:

قَدِّر لرجلك قبلَ الخطوِ مَوضِعهَا

فَمن عَلا زَلَقًا عَن غِرَّة زَلَجَا

فهل سيقدّر العرب مواضع أقدامهم كي لا تعصف بهم رياح ترامب أو يغرقهم تسونامي شي بينج؟ وهل سنتخذ الحياة وما يحدث فـيها مثالًا ومدرسة نستقي منها العبر بعقل ثبيت يعيننا على تجنب الدوس على ألغامها؟ أم سنظل نتندر إلى أن ندرك معنى الآية الكريمة «فَنَادَوا وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ»!.

مقالات مشابهة

  • مدرسة الحياة !
  • تعرف على أحياء تركيا التي شهدت أقل وأعلى مبيعات عقارية في 2024 
  • بالصور.. زواج مئات مثليي الجنس مع دخول القانون بتايلاند حيز التنفيذ
  • يرغب دونالد ترامب بشرائها.. هذا ما تتميز به غرينلاند
  • 40 ألف ليرة لليلة واحدة، ولكن لا أمان: تفاصيل مرعبة حول الكارثة التي أودت بحياة 66 شخصًا في تركيا
  • مبيعات المركزي العراقي من الحوالات الخارجية تصل لأكثر من 94٪
  • تراجع أسعار خام البصرة لأكثر من 1% مع انخفاض النفط عالمياً
  • انا بقيت اتعصب أوي من الناس وعلشان كده روحت لدكتور نفسي … أحمد فهمي يكشف اسراره
  • تعرف إلى ميمي.. مصور يوثق أحد أكبر قرود الشمبانزي في العالم
  • تايم لاين لمراسم حفل تنصيب ترامب.. تستمر لأكثر من 13 ساعة متواصلة