ها أنا أشاهد أحياءَ الخرطوم العتيقة
تنفض عنها رمادَ الحرب والأحزان
تخرج كما الورد طازجةً من أكمامها
ها هي تغتسلُ تحت مطرَ الصحو
يُطهّر المدينة الحزينة من أدرانها
ورياحُ العطر تجرف أنقاضَ البيوت المدمَّرة
هياكلَ السيارات المحرّقة
تجرفها كما لفائف التبغ
على زلطٍ زلقٍ
حتى قاع النهَر
هاهي الطرقُ الحبيبةُ التي نألفها
مطهّمةٌ بالياسمين
والصبايا يتقازفن بين المنازل والمدارس
كالفراشاتِ من غصنٍ إلى غصن
والشبابُ على ضفتيْ النيل
كأسراب الحمام الجبليّ يبتردْ
ها هو ميدانُ عبد المنعم
ساحاتُ الديوم
وملتقى النيلين
علبُ الليل
صالةُ غردون ،سانت حيميس وأفريكانا
تضج بأصوات المغنين والمادحين
فتتماوج تهاليل حاج الماحي
أب شريعة ،أب كساوي ،البرعي وحياتي
مع آهات الخليل ، وردي ومحمد الأمين
ها هم أبناءُ المدينةِ التي نعشقها
في حفلات السمر العائلي والأعراس الجديدة
نساءاً ورجالاً يتمايلون طرباً كالسكارى
مع الكلمات المنتقاة
و ألوان الموسيقى
بحة كيلا، أنغام وليم اندريا
علي عبد الجليل وشرحبيل
ونشيج السكسفون
فرقعة الأصابع على المسابح
دموع الاستغفار
والابتهالات أوقات السحر
الرقص على إيقاعات الطبل والطار
وبوق النحاس القبلي
ها هن الفتياتُ والنساءُ الفاتنات
يتمخطرن إلى ومن
مؤسسات العمل كالطواويس
رافلات في هالات الفرح
هليهن كثيرٌ من سَمت الوقار
و قليلُ من المرح
خطاويهن الثقةُ والاعتدادُ بالنفس والوطن
هاهم شبابُ الثورةِ كأسراب القطا
من كل الاتجاهات
يستشرفون آفاق الإنجاز البعيدة
يفككون كلَ العقد
يا تلك النفسُ المطمئنة
بما نهبتْ أو احتكرتْ
من لا يعيش في ذاكرة الشعب حباً
يسقط في درك العتمةِ وبئر الظُلمات
ثم يذهب بعيدا في التاريخ المنسي كالزبد
aloomar@gmail.
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
فتح باب التوظيف في المدينة الطبية للأجهزة العسكرية والأمنية
مسقط- الرؤية
أعلنت وزارة العمل بالتنسيق مع المدينة الطبية للأجهزة العسكرية والأمنية، عن فتح باب التوظيف للمواطنين، لشغل عدد من الوظائف الطبية والإدارية في المدينة.