من وحي الكارثة …تداعيات انهيار سد اربعات الأسباب و الحلول (1)
تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT
يوسف عيسى عبدالكريم
يتابع الجميع هذه الأيام بحسرة و حزن كبيرين كارثة انهيار سد اربعات الذي تداعى تحت ضغط مياه السيول الناتجة عن هطول امطار غزيرة على الجبال و الوديان المغذية لخور اربعات و التي جرفت في طريقها كل القرى اسفل السد حسب التقارير الواردة وادت إلى وفاة العشرات وعزل الكثير من المواطنين وقطع الطريق العام بين بورتسودان و منطقة أربعات .
ولعله يمكن التأكيد على أن كل من عمل في مدينة بورتسودان في القطاع الهندسي أو كان لديه احتكاك مباشر بالعمل مع هيئة مياه المدن بولاية البحر الأحمر يعلم علم اليقين أن انهيار سد اربعات كان متوقعًا و ربما حتميًا و ان حدوث الكارثة لم يكن سوى مسألة زمن . و اغلب الظن ان العاملين في هيئة مياه المدن بالولاية وهم المنوط بهم إدارة السد كانوا غير متفاجئين بالانهيار يغض النظر عن حجم الكارثة وينطبق ذلك الظن على السيد والي ولاية البحر الأحمر الفريق مصطفى محمد نور و ذلك كونه قد عمل وزيرا للتخطيط العمراني ابان فترة حكم الدكتور محمد طاهر ايلا للولاية وكان مسؤولا مباشرًا عن مِلَفّ المياه و هو عارف ببواطن الأمور .
يقع سد أربعات على بعد 30 كيلو متر شمال غرب مدينة بورتسودان ويمثل المصدر الرئيسي لمياه المدينة. أنشئ السد في العام 2003 بسعة تخزينية 16 مليون متر مكعب .منذ افتتاح السد صاحبته جملة من المشكلات الفنية والتي نسبة للتغاضي عن وضع الحلول الجذرية لها تراكمت مع مرور السنوات وأصبحت عصية على الحل مما اضطر القائمين على السد للتعامل معها كمرض مزمن غير قابل للعلاج او الحل وقد تمثلت في غياب عمليات الصيانة والنظافة لبحيرة السد في الجزء العلوي والتي نتجت عنها بصورة مباشرة المشكلة الثانية وهي ازدياد نسب الأطماء وتراكم الرواسب في قاع السد سنويا و التي أدت إلى أغلاق البوابات التحتية للسد و التي كانت مصممه بمنظومات هيدروليكية و نسبة لطمرها كليا بالطمي أصبحت غير قابلة للعمل وتم التخلي عنها و الغاء استخدامها.
وقد أدى تراكم الطمي السنوي مع غياب الصيانة والنظافة الى ظهور المشكلة الثالثة وهي التناقص السنوي للسعة التخزينية للسد والتي بدأت بطاقة تخزينية 16 مليون متر مكعب عند الافتتاح وانتهت بطاقة تخزين تقل عن 5 مليون متر مكعب أي ان السد في السنوات الأخيرة كان يعمل بربع طاقته الكُلْيَة وبكفاءة اقل من 30% .
و مما سبق يمكن ان نخلص الى انه و بسبب توقف البوابات التحتية للسد عن العمل نتيجة للاطماء المتراكم و للأخطاء الفنية المصاحبة للتصميم في رواية أخرى فقد اصبح الماء المتزايد نتيجة للسيول و الفيضان محجوزًا في الجزء العلوي من السد ضاغطا على جسم السد و غير قابل للتصريف ومع توقع ان يكون جسم السد قد شهد تصدعات وتشققات مسبقة لم يتم الكشف عنها نسبة لغياب عمليات الفحص و التفتيش الدورية او معالجتها نسبة لغياب عمليات الصيانة و الترميم أدى كل ما سبق الى التسريع بانهيار جسم السد وحدوث الكارثة.
yousufeissa79@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
خبير يكشف لـ24: لا ملء سادس لسد النهضة.. ومصلحة مصر في تشغيل التوربينات
كشف أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية، عباس شراقي، حقيقة تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، التي أعلن فيها افتتاح سد النهضة نهاية العام الجاري، مؤكداً أنها لا تطابق الواقع، وأن إثيوبيا لن تتمكن من تنفيذ الملء السادس خلال فترة الأمطار في الصيف المقبل.
لا ملء سادسوقال شراقي لـ24 إن تصريحات آبي أحمد سياسية وتستهلك في الداخل الإثيوبي فقط، مؤكداً أن صورة حديثة التقطت بالأقمار الصناعية للسد تكشف جانباً مما يجري حوله على أرض الواقع، حيث لم ينقص مخزون بحيرة سد النهضة حتى اليوم، مما يدل على أن تشغيل التوربينات جميعاً يعتمد فقط على مقدار كمية المياه التي تأتي يومياً من بحيرة تانا والتي تقدر عند سد النهضة بحوالي 15 مليون م3 يومياً وهي لا تكفي لتشغيل توربين واحد".
وأكد شراقي أنه لن يكون هناك ملء سادس حيث لا يمكن أن تستوعب بحيرة سد النهضة تخزين أكثر من 60 مليار متر مكعب، وهذه هي السعة القصوى الفعلية، مؤكداً أنه من المتوقع في ظل عدم تشغيل التوربينات بكفاءة أن تضطر إثيوبيا إلى تفريغ نحو 20 مليار متر مكعب على الأقل قبل موسم الأمطار الجديد في يوليو (تموز) المقبل عن طريق فتح بوابات المفيض العلوية، ثم إعادة تخزينها مرة أخرى خلال موسم الأمطار القادم.
وحول التشغيل الفعلي للتوربينات كشف شراقي أنها ما زالت في مرحلة التجارب من حيث التشغيل الضعيف، حيث تم تركيب 6 توربينات فقط من أصل 13 توربين، ويتبقى تركيب 7 توربينات، وربما لم تصل هذه التوربينات إلى موقع السد، وقد يحتاج سد النهضة إلى أكثر من عام لتركيب باقي التوربينات وتشغيلها.
بسبب سد النهضة.. مصر تشكو إثيوبيا في مجلس الأمن - موقع 24وجه وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج بدر عبد العاطي، اليوم الأحد، خطاباً إلى رئيس مجلس الأمن، بعد تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي عن المرحلة الخامسة من ملء سد النهضة.
وحول تأثير هذه المجريات على دولة المصب مصر، قال شراقي إن مصلحة مصر في تشغيل التوربينات حتى تتدفق المياه إلى مسار نهر النيل وبالتالي يصل إلى كل من دول المصب في مصر والسودان، وكلما تم تأخير عمل التوربينات لن يتدفق الماء بالشكل المطلوب والطبيعي.
وأوضح شراقي أن هناك أمر مباشر بشأن وصول المياه لمصر في موسم الأمطار وهو إجبار إثيوبيا على تصريف ما يقرب من 20 مليار متر مكعب من مياه بحيرة سد النهضة قبل موسم الأمطار المقبل عن طريق فتحات السد حتى تستوعب البحيرة التخزين الجديد عن طريق الأمطار في شهر يوليو (تموز) المقبل.
وأشار شراقي إلى أن التصريح بأن السد يخزن الآن أكثر من 74 مليار متر مكعب من المياه غير صحيح، لأن السد منسوب البحيرة لم يتغير ولم يخزن متر مكعب واحد بعد 5 سبتمبر (أيلول) الماضي (60 مليار م3)، لسببين: أولاً لا توجد أمطار حقيقية بعد انتهاء موسم الأمطار في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، فمن أين تأتى الزيادة؟ ثانياً: لم يرتفع بناء السد لأنه وصل بالفعل إلى الحد الأعلى في أغسطس (آب) الماضي "640 م مستوى الممر الأوسط".
خاص 24.. هل تؤثر زلازل إثيوبيا على #سد_النهضة؟https://t.co/FAiou50SU7 pic.twitter.com/b8R1zAKuXr
— 24.ae (@20fourMedia) January 4, 2025والتصريح بأن "سد النهضة لا يشكل أي أضرار جسيمة على مصر والسودان، وأنه يهدف لتوليد الطاقة فقط، وليس للإضرار بأي طرف، وأنه لم يؤثر على مخزون السد العالى"، هل حجز 60 مليار م3 على مدار السنوات الخمس الماضية من الايراد المصري لا يشكل ضرر حقيقي؟، واذا لم تشكل ضرر فلماذا تستخدم مصر 22 مليار م3 من إعادة استخدام مياه الصرف الزراعي الأقل جودة وإنفاق مليارات الجنيهات على المعالجة وترشيد استهلاك مياه السد العالي؟ ولماذا تحديد مساحة الأرز بمليون فدان واحد فقط؟ ولماذا تبطين الترع واحلال بنجر السكر بدلا من قصب السكر؟ ولماذا إنفاق 500 مليار جنيه مصري "10 مليار دولار" على المشروعات المائية لحماية الأمن المائي المصري.