المغيرة التجاني علي
mugheira88@gmaul.com
الدولة القطرية الحديثة لم تنشأ من فراغ , بل برزت نتيجة تفاعلات كثيرة , اجتماعية و اقتصادية وسياسية لعبت فيها القوي المدنية أدوارا مهمة , ساهمت في بنائها وحافظت علي وجودها .
وفي السودان تعد السلطنة الزرقاء أول دولة سودانية موحدة ، تمددت علي أجزاء كبيرة من السودان الحالي , تأسست في العام 1504م، نتيجة لتحالف قبائل الفونج في جنوب شرق النيل الأزرق وقبائل العبدلاب في الوسط الشمالي و اتخذت من سنار عاصمة لها .
وبعد الغزو التركي للبلاد في العام 1821م انتظمت القبائل و الجماعات الدينية و الاجتماعية المدنية تحت قيادة الأمام محمد أحمد المهدي وناهضت الحكم الأجنبي حتي أسقطته و أسست دولتها في العاصمة الوطنية أمدرمان و أقامت نظاما وطنيا موحدا ولكنها ما لبثت أن سقطت في يد المستعمر البريطاني الغازي فدام فيها مغتصبا مدة ستون عاما كاملة.
انتظمت القوي المدنية التي تكونت من الأفراد والجماعات في عدة أشكال من الجمعيات والمنظمات و الطوائف الدينية و الأحزاب السياسية و الأندية الاجتماعية و الرياضية و المنظمات الخيرية و النقابات العمالية و الندوات الأدبية والثقافية و المؤسسات الاقتصادية و غيرها من الفئات المدنية فحققت للبلاد حريتها و استقلالها من المستعمر . وقد ساهمت هذه القوي المدنية بشقيها السياسي و الاجتماعي في النهضة العلمية والثقافية و في قيادة ابناء وبنات الشعب للمشاركة في الحياة العامة و التعبير عن آرائهم و رعاية مصالحهم بغية تحقيق التنمية الاجتماعية وتحسين مستوى المعيشة وتعزيز الحس الوطني فنمت المعرفة بقيام المدارس الدينية والعلمية ، وازدهرت الفنون والآداب و زاد الوعي و انتشرت الثقافة .
وبشكل عام، فإن القوي المدنية لعبت دوراً حيوياً في بناء المجتمع وتعزيز الديمقراطية و سيادة القانون، وحماية حقوق الإنسان، وساهم العلماء و المفكرون و المثقفون والكتاب و رجالات التربية والقانون و الاقتصاد و الدبلوماسية والطب و الصحافة والفن والأدب و الرياضة وكافة قطاعات الحياة المدنية من نساء و شباب و طلاب في نهضة البلاد ونموها و ازدهارها وتقدمها في نواحي الحياة كافة .
إن عدم الاعتراف بدور القوي المدنية و التقليل من شأنها و فاعليتها , يعيق نموء الدولة ويحد من قدراتها في النهوض و الازدهار و يعطل الاصلاحات المؤسسية التي تحتاج للتنظير و الخبرة والكفاءة العلمية لاجتراح الحلول للمشكلات الكبيرة التي تواجه البلاد كما يحتاج للأحزاب السياسية و التنظيمات المهنية و الفئوية لقيادة العمل الجماعي القاصد خير البلاد , رفعتها و تقدمها وازدهارها .
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: القوی المدنیة
إقرأ أيضاً:
"رئاسة الشؤون الدينية" تكثف جهودها للجمعة الأخيرة في رمضان
كثّفت رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، مساراتها الإثرائية لتفعيل خطة الرئاسة التشغيلية لإثراء تجربة الأعداد المليونية من القاصدين والزائرين خلال الجمعة الأخيرة في شهر رمضان المبارك لعام 1446هـ، وتهيئة الأجواء الإيمانية لهم ومضاعفة الدروس العلمية لتعظيم فضل يوم الجمعة.
وسيكون خطيب الجمعة بالمسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور ياسر الدوسري، وخطيب الجمعة في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور علي الحذيفي.تكثيف الجهود الإثرائيةوحثَّ رئيس الشؤون الدينية الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس مسؤولي الرئاسة على ضرورة تكثيف الجهود الإثرائية مع التوقعات بكثافة الأعداد المليونية للقاصدين والزائرين في الحرمين الشريفين في آخر جمعة من شهر رمضان، وفق الخطة التشغيلية، وتهيئة الأجواء الإيمانية والروحانية التعبُّدية الآمنة.
أخبار متعلقة 4.5 مليون وجبة.. "شؤون الحرمين" تكشف عن خدماتها بالمسجد النبويذكر وعبادة.. سكينة وخشوع بالمسجد النبوي في ليلة 27 رمضانلأول مرة.. عربات للتحلل من النسك للنساء بالمسجد الحرام .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } "رئاسة الشؤون الدينية" تكثف جهودها للجمعة الأخيرة في رمضان
وأكد أن الرئاسة حريصة على متابعة مسار حوكمة الخطة التشغيلية الإثرائية على مدار 24 ساعة، بالتعاون مع شركاء النجاح، وجميع الجهات المشاركة في منظومة العمل الدينية، وتعميق فضيلة يوم الجمعة المبارك وآدابه.
وضاعفت الرئاسة البرامج التوعوية الميدانية في الحرمين، والدروس العلمية والإرشادية والتوجيهية، وفق خطة الرئاسة المرسومة لشهر رمضان المبارك للجمعة الرابعة، ووفق أعلى معايير الجودة والتميّز التشغيلي، وسط توقعات بمضاعفة أعداد القاصدين والزائرين وتزايدهم لأداء آخر صلاة جمعة في رمضان، ولتحقيق أقصى مراحل الراحة لهم، حتى يؤدّوا الصلاة في بيئة إيمانية خاشعة، فضلاً عن تكثيف الدروس العلمية والإرشادية، وزيادة حلقات القرآن الكريم، والتوعية الميدانية، وتوزيع الكتب التوعوية الإثرائية.