مجالسُ حكماءٍ “صارَ وقتها”.. بقلم: ناظم عيد
تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT
لا رجعةَ للوراءِ ولا بقاءَ في المكان، وممنوعٌ الإخفاقُ والفشلُ أمامَ الاستحقاقاتِ المصيريةِ.. لعلنا اليوم في سورية نقفُ وجاهياً أمام هذا الطراز الصعبِ من الاستحقاقات، على مختلف المستويات، بما أننا نتصدى لمهامَ تنطوي تحت عنوان ”إعادة بناء دولة”.. دولةٌ بكل مؤسساتها و مفرداتها في إطار مرنٍ ورحبٍ، تنتفي فيه أوهامُ التكلّس و”التابوهات” المتوضعة عرفاً بإملاءات التقادم.
بكل مافي الوضوح من وضوح، رسمَ رئيسُ البلادِ مجدداً خارطة طريق “إصلاح سورية” بعباراتٍ بالغةِ التكثيف والدلالات، بل توجيهٌ رفيعُ المستوى، وقرارٌ قاطعٌ يكتسب قطعيتهُ من ملامسته لإرادة الأكثريةِ في هذا البلد، ممن طالما تطلعوا إلى آفاقَ جديدةٍ تستحقها سورية والسوريون.
خارطة طريقٍ ولائحةُ مهام.. لا نخفي- رغم شغفنا بها – أن كمّاً من الهواجس اعترانا كما اعترى كثيرين مثلنا من حساسية الموقف وإلحاح الاستجابة له كاستحقاقٍ واقعيٍّ.
كيف سنبدأ بتظهيرِ “دستور” التعاطي مع المستقبل، ومن سيتولّى هذه المهمة؟
هل هي المؤسسةُ التشريعيةُ التي تقف أمام تحدي تصحيح قوامها، أم المؤسسة التنفيذية التي لايجوز أن تنفردَ بخط مفردات الأفق الجديد وتفصيلها على قياسات أقل من استراتيجية؟
لا بد إذاً من “فُرق حكماء” ومجالس خبراء مركزية وقطاعية رديفة للمؤسستين التشريعية والتنفيذية، تتولّى بلورة الرؤى العميقة فنياً، ليأتي دور الحكومة ثم مجلس الشعب، للنقاش والتداول ومن ثم القرار وبعده الشروع بالتنفيذ.
هؤلاء “الحكماء والخبراء” ليسوا بالضرورة أعضاء في مجلس الشعب ولا في الحكومة، ولا يجوز أن يكونوا من أولئك “الكلمنجية” الذين يكثرون من التنظير ويتناقضون مع أنفسهم كذا مرّة على وسائل التواصل في اليوم الواحد، ويبدلون آراءهم كما ثيابهم مع تبدلات الطقس.
العقلاءُ والخبراءُ بكل تأكيدٍ لا يخفون أنفسهم على من يبحث عنهم، منهم من خَبروا العمل التنفيذي واكتسبوا مهاراتٍ عاليةً، وتحرروا من “صلف” المنصب ولديهم بعدٌ ثالثٌ في الرأي.. ومنهم أكاديميون نأوا بأنفسهم عن جلبة الاستعراض وتراجعوا خطوة - لاخطوات – إلى الوراء أمام زخم السباق نحو الواجهة.. ومنهم رجالُ أعمالٍ تمسكوا بانتمائهم الوطني أكثر من الانتماء إلى خزانات الاكتناز.. والسلسلة تطول ممن يمكن أن يكون لديهم مايقولونه بكل مسؤولية.
الآن قد يكون علينا أن نؤسس لمجالس استشاريةٍ متخصصةٍ، تكون ظهيراً خلفياً للوزارات ثم للحكومة «هيكلية منظمة».. ومثلها للجان مجلس الشعب.. مجالس استشارية عميقة لا علاقة لها بالظهور ولا افتعال “التريندات الفيسبوكية”.
على الأرجح هو خيارٌ لابد منه، لأن مهمة إعداد دساتير بناء المؤسسات وحسم الملفات، تبدو حساسةً كما قلنا، أكثر ما فيها حساسيةً أنها ضرورةٌ واستحقاقٌ.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
نقابة مغربية تدعو إلى إنهاء التعاون مع “مايكروسوفت” بعد طرد المهندسة “أبو السعد”
الجديد برس|
دعت نقابة تابعة للاتحاد الوطني للشغل في المغرب، مكتبَ التكوين المهني وإنعاش الشغل (مؤسسة رسمية) إلى إنهاء علاقاته التعاونية مع شركة “مايكروسوفت” الأمريكية، استنادا إلى اتهامات تورط الشركة في دعم جيش الاحتلال الإسرائيلي باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
جاء هذا النداء عقب قيام المهندسة المغربية ابتهال أبو السعد بفضح تورط الشركة في استخدام تقنيات متقدمة تُستغل في شن حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية منذ أكثر من سنة ونصف.
وفي بيان تلقت “القدس العربي” نسخة منه، أشادت نقابة “الجامعة الوطنية لقطاع التكوين” بالخطوة النضالية للمهندسة ابتهال أبو السعد التي برهنت على تورط “مايكروسوفت” في دعم جرائم الاحتلال، وأدانت استخدامها لتقنيات الذكاء الاصطناعي في تعزيز الأساليب العسكرية التي تُسهم في قتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين، معتبرة ذلك خيانة لقيم الابتكار والإنسانية.
كما دعا البيان إلى وقف كافة اتفاقيات الشراكة القائمة بين “مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل” و”مايكروسوفت”، بما في ذلك برامج التكوين على برمجيات مثل Microsoft Azure، والبحث عن بدائل تلتزم بمعايير حقوق الإنسان سواء من الشركات العالمية أو من خلال الاعتماد على البرمجيات مفتوحة المصدر.
وحث البيان جميع مستخدمي الأنظمة المعلوماتية والمؤسسات التعليمية والأكاديمية في المغرب على فك أي ارتباط بنظم المعلومات التابعة لمايكروسوفت أو بأي شركة أخرى يثبت تورطها في دعم الاحتلال.
على صعيد آخر، أكدت نقابة الاتحاد المغربي للشغل تضامنها المطلق مع فوزي شعبان (أبو غالب)، أمين سر فرع الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين بالقدس، الذي اعتقلته قوات الاحتلال يوم الثلاثاء 8 نيسان/ أبريل، عقب اقتحامها لمقر المنظمة النقابية في القدس وإغلاقه بالقوة.
وأضاف النقابة المغربية في بيان تلقت “القدس العربي” نسخة منه، أن هذه الخطوة التعسفية تمثل انتهاكا صارخا للحريات النقابية، وتندرج ضمن السياسات القمعية التي يمارسها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني بكل مكوناته، وعلى رأسها الطبقة العاملة.
وأعلن “الاتحاد المغربي للشغل” إدانته الشديدة لاستمرار جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة التي يرتكبها الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني، من حصار وقتل وتهجير قسري، سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية والقدس، في خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار، وتحدّ سافر للشرعية الدولية.
واستنكر الاتحاد بشدة ”محاولات الكيان الصهيوني البائسة” لطمس القضية الفلسطينية وفرض الأمر الواقع عبر سياسات الاستيطان والعنف الممنهج، محمّلا المنتظم الدولي مسؤولية صمته المريب وتواطؤ بعض القوى الغربية في هذه الانتهاكات المستمرة.
ودعا الاتحاد العربي للنقابات والاتحاد الدولي للنقابات إلى اتخاذ مواقف عملية وجريئة للضغط على سلطات الاحتلال من أجل وقف اعتداءاتها على الشعب الفلسطيني واحترام حقوقه الأساسية، بما في ذلك حقه في التنظيم النقابي.
وجدد “الاتحاد المغربي للشغل” تأكيده على موقفه الثابت والداعم لنضالات الشعب الفلسطيني وطبقته العاملة، حتى نيل كافة حقوقه الوطنية المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.