سودانايل:
2025-05-02@19:39:40 GMT

السودان: 500 يوم من الصمود في وجه الحرب والإرهاب

تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT

hussainomer183@gmail.com

بقلم/ حسين بَقَيرة

يمر السودان بمرحلة تاريخية دقيقة وفريدة، حيث يعاني الشعب السوداني من صراع وجودي لم تشهده أي دولة أخرى في العصر الحديث. يتجلى هذا الصراع من أجل البقاء على قيد الحياة في كل زاوية من السودان، ويتجسد فيه بسالة وصمود وشجاعة الشعب في مواجهة تحديات مستحيلة فرضتها الحرب المستمرة، خاصة مع الهجمات البربرية المتواصلة من قبل مليشيا الجنجويد الإرهابية.



في هذه الحرب، التي زُجّ فيها البلاد بسبب سياسات قاصرة من بعض القادة الذين صمموا ما عُرف بالاتفاق الإطاري، تمر السودان اليوم بـ500 يوم من العذاب المدمر الذي لم يترك شيئًا إلا وقضى عليه. التهمت النيران الأخضر واليابس على يد مليشيات الجنجويد، المعروفة باسم "مليشيا الدعم السريع الإرهابية"، والتي دنست أرض السودان الطاهرة بجرائمها الوحشية.

لولا فضل الله وصمود وإيمان الشعب السوداني بوطنه، لكان السودان قد انهار واندثر. يعيش الشعب السوداني عامةً، وخاصة النازحين في معسكرات النزوح، في ظروف إنسانية غاية في الخطورة، تسببت فيها مليشيا الإرهاب هذه وعملاؤها. لقد تخطت الكارثة الإنسانية كل الحدود، والسبب الأساسي وراء هذه المأساة هو السعي لإقامة "دولة العطاوة" من قبل القاتل الدموي حميدتي، الذي سعى بمساعدة بعض عملاء الأحزاب التقليدية لتحقيق مخططه الجهنمي لاستيطان عربان الشتات في هذه الدولة المزعومة.

في سبيل تحقيق هذا الهدف، لم يتوانَ المجرم حميدتي عن استخدام أبشع الوسائل، بدءًا من الاغتصاب واحتلال منازل المواطنين العزّل وتدمير ممتلكاتهم، وصولاً إلى استهداف المؤسسات الحيوية وكل ما يتعلق بحياة البشر. هذه الجرائم ترتقي إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية، حتى وصل بهم الحال إلى دفن الناس وهم أحياء في مدينة الجنينة، في مشهد يندى له جبين الإنسانية.

المؤكد أن هذه المليشيا لم تكن لتجرؤ على ارتكاب هذه الفظائع لولا تواطؤ المجتمع الدولي وعملاء وجواسيس باعوا وطنهم بثمن بخس. ومع استمرار الحرب، أصبح واضحًا أن المجتمع الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، يقترب من أن يكون جزءًا من آلة التدمير عبر حليفها، دولة الإمارات.

في 500 يوم من نيران الجنجويد، يسجل التاريخ وجود مخطط لإبادة الشعب السوداني تحت صمت مريب من العالم أجمع. ومع الأسف، تستمر هذه الحرب دون وجود ضغوط دولية كافية لإنهاء معاناة الشعب. العالم يشاهد الإرهاب يمشي على قدمين، لكنه يقف عاجزًا عن التحرك، بل يبدو مجبرًا على الوقوف إلى جانب المليشيا الإرهابية، بفضل شراء النفوس بالدراهم الإماراتية، حيث انعدمت الأخلاق والإنسانية.

لقد سطر السودان وشعبه ملاحم من الشجاعة والصمود والوطنية والدفاع عن النفس والعرض والأرض في ظل تخاذل المجتمع الدولي. مدن مثل الفاشر السلطان أصبحت مقبرة للغزاة، حيث لقي معظم قادة الجنجويد حتفهم. كذلك، أظهرت مدينة بابانوسة شجاعة رجالها، ومدينة الأبيض ببسالتها المعهودة في الهجانة، أمثلة رائعة للتضحية في سبيل الوطن. هذه المدن وغيرها، توحد الشعب في انسجام وصمود فريد، ملتفًا حول جيشه وقوات المقاومة بمختلف أشكالها.

صبر الشعب ودعوات المكلومين والثكالى والأرامل والمظلومين بدأت تلوح في الأفق، حيث ظهرت بوادر انهيار مليشيا الإرهاب من الداخل. شهدت مدينة المليط مؤخرًا اقتتالًا داخليًا بين عناصر هذه المليشيا، كما حدث في مدن أخرى، حيث انقلبت الأمور ضدهم (انقلب السحر علي الساحر). وقد تجلى ذلك في التصريحات الأخيرة التي كشفت عن خلافات حادة داخل جناحها السياسي (تقدم) بسبب كشف العلاقة الخفية بينهم وبين مليشيا الجنجويد.

إن شعبًا يتمتع بهذا التلاحم والوحدة والبسالة والشجاعة والإخلاص، حتمًا سينتصر مهما طال الزمن أو قصر. سنحكي للأجيال القادمة عن صمود شعبنا في وجه الحرب والإرهاب لخمسمائة يوم، واستمرار نضاله حتى تحرير كل شبر من أرض الوطن من دنس الجنجويد وأعوانهم. إذا أراد الشعب الحياة، فلا بد أن ينجلي الليل، ولابد للقيد أن ينكسر، وستبقى إرادة الشعوب عصية على الانكسار.

بقلم حسين بَقَيرة
برمنغهام
الخميس 29/08/2024  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الشعب السودانی

إقرأ أيضاً:

دفع الله الحاج علي عثمان رئيس الوزراء السوداني المكلف

دبلوماسي سوداني بارز، بدأت مسيرته عام 1980. شغل منصب سفير في دول عدة، بينها فرنسا وباكستان والسعودية، ومثل السودان في الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي. عُيّن في أبريل/نيسان 2025 وزيرا لشؤون مجلس الوزراء ومكلفا بمهام رئيس الوزراء.

الدراسة والتكوين العلمي

نال درجة البكالوريوس عام 1978 من جامعة الخرطوم.

التجربة السياسية

بدأ دفع الله مسيرته المهنية عام 1980 في وزارة الخارجية السودانية، وتدرج في مناصب تمثيلية وإدارية رفيعة، فأصبح أحد أبرز الوجوه الدبلوماسية في البلاد، بعدما راكم خبرة تجاوزت 4 عقود في العمل الدبلوماسي والسياسي.

وأثناء مسيرته تقلّد مناصب إستراتيجية عدة داخل وخارج السودان، من أبرزها عمله سفيرا لدى كل من جمهورية باكستان الإسلامية ودولة الفاتيكان، كما عمل في بعثة السودان الدائمة في جنيف، ثم في سفارة السودان في سول عاصمة كوريا الجنوبية.

ومن أبرز محطاته أيضا توليه منصب المندوب الدائم للسودان لدى منظمة التعاون الإسلامي، والمندوب الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك في الفترة بين عامي 2010 و2013.

وفي عام 2016 عُيِّن سفيرا للسودان لدى الجمهورية الفرنسية، وهو المنصب الذي شغله حتى عام 2020.

دفع الله الحاج علي عثمان شغل منصب سفير السودان لدى فرنسا بين عامي 2016 و2020 (مواقع التواصل)

وفي عام 2019 تقدم بطلب للتقاعد المبكر، لكنه عاد إلى السلك الدبلوماسي بعد الإجراءات الاستثنائية التي فرضها الجيش في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، وكُلّف بمهام خاصة، وعُيِّن لاحقا وكيلا لوزارة الخارجية عام 2022، واستمر في المنصب حتى ديسمبر/كانون الثاني 2023.

إعلان

في عام 2023، كُلّف دفع الله مبعوثا خاصا لرئيس مجلس السيادة، وزار عددا من الدول في الإقليم وحول العالم، في إطار تعزيز العلاقات الثنائية ومتابعة ملفات إقليمية.

في عام 2024، عُيّن سفيرا للسودان لدى المملكة العربية السعودية، وفي نهاية أبريل/نيسان 2025، أُعلن عن تعيينه وزيرا لشؤون مجلس الوزراء، ومكلفا رسميا بمهام رئيس الوزراء.

الوظائف والمسؤوليات سفير السودان لدى جمهورية باكستان الإسلامية. سفير السودان لدى دولة الفاتيكان. المندوب الدائم للسودان لدى منظمة التعاون الإسلامي. سفير السودان لدى الجمهورية الفرنسية (2016-2020). المندوب الدائم للسودان لدى الأمم المتحدة في الفترة بين (2010 -2013). وكيل وزارة الخارجية بين عامي 2021 و2023. مبعوثا رئيس مجلس السيادة السوداني عام 2023.

مقالات مشابهة

  • 162 مسيرة حاشدة في إب تأكيدًا على الصمود في مواجهة العدوان الأمريكي ومواصلة دعم غزة
  • 162 مسيرة بإب تأكيدًا على الصمود في مواجهة العدوان الأمريكي واستمرار دعم لغزة
  • وزير العدل يؤكد مواصلة ملاحقة كل الدول التي اجرمت في حق الشعب السوداني
  • ???? من أشعل الحرب في السودان ؟ الجيش السوداني أم الدعم السريع؟
  • مشكلة السودان هي الكوزوفوبيا .. هي أجندة الجنجويد وأسيادهم
  • أبناء الجالية السودانية: الإمارات الداعم الأكبر لبلادنا.. وأمنها خط أحمر
  • الحوثي: إعلان بريطانيا عن عملية في اليمن محاولة لرفع معنويات الأمريكيين بعد فشلهم أمام الصمود اليمني
  • دفع الله الحاج علي عثمان رئيس الوزراء السوداني المكلف
  • عاجل | مصدر عسكري بالجيش السوداني للجزيرة: ارتفاع عدد الجنود القتلى في قصف مليشيا الدعم السريع بمدينة كوستي إلى 11
  • معاوية البرير: هذه فرص تعافي الاقتصاد السوداني في حال توقفت الحرب