كيف تعمل الحقيبة النووية الروسية ومثيلتها الأمريكية؟ ومن يضغط على زرها؟
تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT
سرايا - يمر أحيانا ذكر "الحقيبة" النووية التي توجد لدى القيادة الروسية والأمريكية كما قادة جميع الدول النووية الأخرى، فماهي الصورة الحقيقية لهذه الحقيبة وكيف تعمل؟ ومن المسؤول عنها؟
تعتبر الحقيبة النووية جهاز تحكم عن بعد محمول، وهي تحتوي على نظام اتصالات محكم، أي أنها عبارة عن منظومة تشغيلية لصناع القرار خاصة باستخدام الأسلحة النووية وتتكون في العادة من جهازين كبيرين نسبيا.
يوجد تحت غطاء الحقيبة النووية اثنان من الأزرار. واحد أحمر وآخر أبيض ولوحة مفاتيح لإدخال الرمز السري. يتم تشغيل منظومة الحقيبة بالزر الأبيض في حين يلغى الإجراء بتشغيل الزر الأحمر. واجهة الحقيبة تتغير مع الزمن، إلا أنها توصف بأنها غير معقدة.
الحقيبة النووية ليست واحدة، وهي مخصصة لصاحب القرار الأول في الدولة النووية، وواحدة ثانية لوزير الدفاع وثالثة لرئيس هيئة الأركان العامة. هذه الحقائب يحملها ضباط يتلقون تدريبا خاصا يكونون دائما في رفقة قادتهم.
في روسيا الاتحادية، يتولى مسؤولية حمل الحقيبة النووية ضابط من قوات سلاح الإشارة رتبته لا تقل عن مقدم. مع ذلك، وبحسب للتقاليد، يرتدي زي البحرية لتميزه بسهولة وسط الجموع في حالة حدوث أي ارتباك.
بالنسبة للولايات المتحدة، لا يحمل "الحقيبة النووية" إلا ضابط حصل على أعلى الدرجات الأمنية، ويسمى "اليانكي الأبيض". ومن يتولى مسؤولية حمل حقيبة نووية يكون مسلحا دائما، كما تربط الحقيبة النووية بمعصمه، ويكون له الحق في إطلاق النار من دون سابق إنذار في حالة وجود تهديد.
الحقيبة النووية الرئاسية يتم تسليمها من رئيس إلى آخر أثناء حفل التنصيب، وأهميتها الرمزية مماثلة في تلك المناسبة بتسليم الصولجان أو السيف أو أي رمز آخر لقوة الدولة.
لإعطاء الأمر باستخدام الأسلحة النووية، يتوجب أن يتلقى مقر قوات الصواريخ الاستراتيجية النووية، إشارة من اثنين من هؤلاء الثلاثة (الرئيس ووزير الدفاع وريئس الأركان). منظومة الاتصالات الاستراتيجية هذه تقوم بالتحقق من حقيقة التهديد النووي ويحري من خلالها تنسيق تنشيط هذه الآلية مع حاملي "الزر النووي" الآخرين.
اللافت أن الحقيبة النووية الخاصة برئيس الولايات المتحدة، ارتبطت بلقب شائع هو "كرة البيسبول"، وذلك لأن شكلها الخارجي المغطى بالجلد شبيه بكرة لعبة كرة القدم الأمريكية. تفسير آخر للقب يرجعه إلى أن عمل هذه "المحطة" المخصصة بإصدار أمر استخدام السلاح النووي، يمر عبر الكثير من "اللاعبين".
الحقيبة النووية السوفيتية وتعرف أيضا بنظام "ياتش" كانت ظهرت في عهد الزعيم ليونيد بريجنيف وجرى تناقلها فيما ثم طورت في روسيا الاتحادية وأضيفت إليها إمكانيات جديدة وزودت بتقنيات سرية.
لا يختلف عمل الحقيبة النووية الأمريكية عن مثيلتها الروسية من حيث المبدأ، مع وجود بعض الاختلافات من بينها أن "كرة البيسبول" النووية الأمريكية يرفق بها دليل تعليمات من 30 صفحة خاص باستخدام الجهاز. يشاع أن الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن حين تعرض برجي مركز التجارة العالمية في مانهاتن للهجوم في 11 سبتمبر2001، فتح الحقيبة النووية وانكب على قراءة هذه التعليمات.
دارت عدة حوادث ومواقف محرجة حول الحقيبة النووية الأمريكية منها أن رئيس الولايات المتحدة رقم 39 جيمي كارتر، نسي بسترته في أحد الأيام رمز تعريفه الشخصي الخاص بتشغيل الحقيبة، ونقلت السترة للتنظيف الجاف.
في حادثة أخرى، روى الجنرال الأمريكي المتقاعد هيو شيلتون أن المساعد الذي كان يتولى حفظ الرموز السرية اعترف في وقت ما من عام 2000 بأن الرموز فقدت قبل بضعة أشهر. الوضع كان سيكون محرجا للغاية لو دعت الحاجة إليها فجأة.
رصدت أيضا عدة مناسبات كانت الحقيبة النووية بعيدة عن متناول رؤساء أمريكيون. حدث ذلك في عهود الرؤساء فورد وكارتر وبوش الابن وبيل كلينتون.
المثير للغاية أن الحقيبة النووية الروسية تم تنشيطها في أحد الأيام. جرى ذلك في 25 يناير عام 1995 حين أطلقت النرويج أكبر صاروخ للإرصاد الجوي " بلاك برانت 12". لحسن الحظ أن الحادثة مرت بسلام.
المصدر: RT
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
وقف المساعدات الأمريكية يفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن
أكد مسؤولون في مجال الإغاثة، وسلطات حكومية في اليمن، إن تعليق المساعدات الخارجية عبر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، يهدد بشكل كبير حياة ملايين اليمنيين، ويفاقم الأزمة الإنسانية في بلد يصنف ضمن أفقر البلدان العربية.
ويتخوف اليمنيون ومنظمات الإغاثة من نقص حاد في مخزون السلع والمواد الغذائية، في وقت يعاني ملايين السكان من سوء التغذية، وارتفاع أسعار الغذاء، وتدني الخدمات، جراء الصراع المستمر منذ 10 أعوام الذي تسبب في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم بحسب تقدير الأمم المتحدة.ويعمل برنامج الأغذية العالمي منذ 2015 على تقديم المساعدات لليمن لمنع المجاعة اعتماداً على المساعدات التي يتلقاها البرنامج الأممي من المؤسسات والدول، وفي مقدمتها الولايات المتحدة.
الأزمةالمعيشيةالراهنة أصابت الاقتصاد اليمني بضررين كبيرين:الكساد والتضخم،حيث لم تعد القوة الشرائية للمواطنين تكفي لتأمين احتياجاتهم الأساسية.وبحسب مواطنين فإن ما يزيد الأمر صعوبة هو قدوم #رمضان واحتياجاته الموسميةالتي تحرص الأسر اليمنية على توفيرها.#اليمنhttps://t.co/fGoLZxj8KD pic.twitter.com/jpHAWyrB62
— المشاهد نت (@almushahidnet) February 21, 2025وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في فبراير (شباط) 2023، إن حجم المساعدات الأمريكية لليمن منذ بداية الصراع هناك عبر الوكالة الأمريكية للتنمية، ومكتب السكان واللاجئين والهجرة، فاق 5.4 مليارات دولار.
وفي ظل تدهور الأوضاع المعيشية، وجهت الأمم المتحدة نداء للمانحين في الشهر الماضي لتقديم 2.47 مليار دولار لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن في 2025، مشيرة إلى أن نحو 20 مليوناً هناك يحتاجون للدعم الإنساني بينما يعاني الملايين من الجوع ويواجهون خطر الإصابة بأمراض تهدد حياتهم.
وجاء توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 20 يناير (كانون الثاني) لأمر تنفيذي بتعليق تمويل المساعدات الخارجية 90 يوماً لمراجعة سياسات التمويل، ليربك حسابات العديد من المؤسسات الخيرية، والإغاثية العاملة في اليمن.
ويأتي وقف المساعدات الأمريكية في وقت يدخل فيه قرار ترامب إعادة إدراج ميليشيا الحوثي اليمنية على قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية" حيز التنفيذ، ليزيد الأمور تعقيداً في بلد يعاني من تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وانهيار العملة وانعدام الخدمات، وحرب أوصلت واحدة من أفقر الدول العربية إلى حافة المجاعة.
وقال مسؤولون في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في عدن، إن تداعيات القرار الأمريكي بدأت تظهر تباعاً إذ تلقت الوزارة خلال الأيام القليلة الماضية عشرات الخطابات من منظمات إغاثية وتنموية محلية تفيد بوقف أو تقليص أنشطتها وتسريح المئات من موظفيها.
وأضاف المسؤولون أن غالبية هذه المنظمات تعمل في مناطق سيطرة الحوثي في شمال ووسط وغرب البلاد ذات الكثافة السكانية العالية، وأحجم المسؤولون عن الإدلاء بمزيد من التفاصيل، لكنهم أكدوا أن توقف أنشطة المنظمات وتسريح مئات الموظفين سيساهم في ارتفاع معدلات البطالة المرتفعة أصلاً في البلاد.
ويشعر عبد الله سامي بالحسرة والحزن بعد تسريحه من منظمة إغاثة محلية تتلقى تمويلاً من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ومثله كثير من زملائه فقدوا وظائفهم، وأصبحوا بلا مصدر للدخل في ظل توقف الحكومة اليمنية عن توظيف الشبان منذ اندلاع الحرب منذ سنوات.
وقال سامي 32 عاماً، الذي يسكن مدينة عدن، إنه لم يخطر بباله قط أن توقف الولايات المتحدة تمويلها في اليمن، وأنه فقد بسبب هذا القرار دخلاً جيداً كان يحصل عليه من عمله في تكنولوجيا المعلومات، ويعينه على إعالة أسرته الصغيرة المكونة من زوجة وطفلين.
وتشير تقارير محلية وأخرى للأمم المتحدة إلى أن الأزمة الاقتصادية الخانقة في اليمن، قفزت بمعدل البطالة بين الشبان لنحو 60% مقارنة مع 14% قبل الحرب، ومعدل التضخم إلى نحو 45% والفقر إلى نحو 78%.
وقال رئيس منظمة إغاثية محلية في العاصمة صنعاء، طلب حجب اسمه، إن وقف مساعدات الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لن يؤثر على المستفيدين من برامج الإغاثة فحسب لكنه سيضر بالعاملين في القطاع والذين يقدر عددهم بالمئات.
مناطق الحوثيويرى الباحث الاقتصادي في مركز اليمن والخليج للدراسات وفيق صالح، أن توقف برامج المساعدات الإنسانية الأمريكية في اليمن ينذر بمزيد من تدهور الأوضاع واتساع رقعة الجوع في البلاد. وقال إن مخاطر هذه الخطوة على الوضع الإنساني تتضاعف لأنها تتزامن مع أوضاع إنسانية متردية، وتقلص برامج مساعدات دولية أخرى تقدم لليمن، إلى جانب تدهور الاقتصاد الكلي، وتفاقم عجز مالية الدولة، وتشتت الموارد المحلية.
لكن بعض سكان صنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيون، لا يعيرون الأمر الكثير من الاهتمام ويعتقدون أن تراجع أو توقف نشاط الوكالة الأمريكية "لن يكون له تأثير يذكر في ظل الوضع الإنساني الصعب الذي تعيشه البلاد".
وقال مهدي محمد البحري، أحد سكان صنعاء: "حضور الوكالة الأمريكية يكاد يكون منعدما على مستوى علاقتها المباشرة بالناس، فهي تشتغل على منظمات المجتمع المدني الحقوقية وهي في الغالب ليست منظمات إنسانية".
ويتفق معه في الرأي زيد الحسن الذي يقيم أيضاً في صنعاء والذي يقول: "القرار الأمريكي الجديد لم يعنينا لأن وضعنا صعب للغاية، ولم نتلق خلال الفترة الماضية أي إغاثة من الوكالة الأمريكية أو أي منظمات إغاثية أخرى".
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 80% من سكان اليمن يحتاجون إلى مساعدات، ويقف ملايين على شفا مجاعة واسعة النطاق، ويقول برنامج الأغذية العالمي إنه قدم المساعدة إلى 15.3 مليوناً أو 47% من السكان في اليمن، وعددهم 35.6 مليون نسمة في 2023.