30 أغسطس، 2024

بغداد/المسلة: في الآونة الأخيرة، شهدت العراق سلسلة من الاعتداءات المتكررة على الكوادر الطبية في المستشفيات، مما أثار قلقاً كبيراً بين العاملين في القطاع الصحي والرأي العام على حد سواء. ففي حادثة وقعت وسط مدينة العمارة بمحافظة ميسان، أطلق مسلحون مجهولون النار على مستشفى الحكيم دون تسجيل خسائر بشرية أو مادية.

وفي حادثة أخرى، تم الاعتداء على الكوادر الطبية في قسم الطوارئ بمستشفى النجف التعليمي من قبل مراجعين.

هذه الأحداث تأتي في سياق سلسلة من الاعتداءات المتكررة على العاملين في المستشفيات العراقية.

ظاهرة الاعتداء على الأطباء: أسباب وتداعيات

الاعتداءات المتكررة على الكوادر الطبية في العراق لم تعد حوادث معزولة، بل أصبحت ظاهرة تستدعي التحليل والبحث في أسبابها وجذورها. هناك عدة عوامل تساهم في انتشار هذه الظاهرة، منها:

العصبية العشائرية والجهل: لا تزال القيم العشائرية والعصبوية تلعب دوراً كبيراً في المجتمع العراقي، حيث يلجأ البعض إلى استخدام العنف كوسيلة لحل الخلافات أو الانتقام.

في الكثير من الأحيان، يُتهم الأطباء والمستشفيات بالتسبب في حالات الوفاة، ويتم استغلال هذه التهم لابتزاز المستشفيات والأطباء من أجل الحصول على تعويضات مالية.

انتشار ثقافة العنف: يعد انتشار العنف في المجتمع العراقي، بما في ذلك الاعتداء على الكوادر الطبية، نتيجةً لتراكمات طويلة من الحروب والصراعات التي أثرت على النسيج الاجتماعي وجعلت استخدام القوة والعنف وسيلةً لحل النزاعات.

ضعف الحماية الأمنية: تشير التقارير إلى أن هناك نقصاً واضحاً في الحماية الأمنية للمستشفيات والكوادر الطبية، حيث أن العديد من الأطباء يشكون من عدم وجود آليات فعالة لحمايتهم من الاعتداءات، مما دفع الآلاف منهم إلى الهجرة إلى الخارج بحثاً عن بيئة عمل أكثر أماناً.

نقص الإمكانات وضعف المرتبات: تعاني المستشفيات العراقية من نقص حاد في الموارد والإمكانات، إضافةً إلى ضعف الأجور التي يتقاضاها الأطباء، مما يساهم في شعورهم بالإحباط ويزيد من تدهور الوضع النفسي للكوادر الطبية التي تعمل تحت ضغط كبير.

تداعيات الاعتداءات المتكررة على القطاع الصحي

لا يمكن إنكار أن هذه الاعتداءات المتكررة تؤثر بشكل كبير على القطاع الصحي في العراق. فعلى سبيل المثال، بعد حادثة الاعتداء الغادر على الدكتور أحمد طلال المدفعي في محافظة ديالى العام الماضي، دعت نقابة أطباء العراق إلى غلق عيادات الأطباء الخاصة والمستشفيات الأهلية (عدا الحالات الطارئة) في عموم القطر، في انتظار القبض على الجناة.

وهذه الدعوة تعكس حجم الغضب والإحباط الذي يشعر به الأطباء نتيجة هذه الاعتداءات.

دعوات لحماية الكوادر الطبية والتدخل السريع

في ظل هذا الوضع المتأزم، تزايدت الدعوات إلى تعزيز الحماية الأمنية للمستشفيات والكوادر الطبية. بعض الأصوات طالبت بحماية المستشفيات من قبل جهاز مكافحة الإرهاب لضمان سلامة العاملين فيها. كما أن هذه الاعتداءات لم تقتصر على القطاع الطبي فقط، بل امتدت لتشمل الكوادر التدريسية في المدارس، مما يبرز الحاجة الملحة لتدخل السلطات المختصة لوقف هذه الظاهرة التي تهدد أمن واستقرار المجتمع العراقي.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الاعتداءات المتکررة على على الکوادر الطبیة

إقرأ أيضاً:

من قلب الصراع إلى جوهر السياسة: ماذا يعني مؤتمر واشنطن للعراق؟

12 سبتمبر، 2024

بغداد/المسلة: في سياق التعاون الدولي لمحاربة الإرهاب وتعزيز الأمن الإقليمي، يأتي دور العراق الهام في مؤتمر التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” في واشنطن .

ويأتي هذا المؤتمر في وقت حساس، حيث تسعى الحكومة العراقية لتحقيق توازن بين إنهاء مهام التحالف الدولي في البلاد واستمرار العلاقات العسكرية والأمنية مع دول التحالف.

و تكتسب مشاركة العراق في المؤتمر أهمية كبيرة نظراً للدور البارز الذي لعبه العراق في مواجهة تنظيم “داعش” وتقديمه تضحيات كبيرة في سبيل القضاء على هذا التنظيم الإرهابي.

ووفقاً لبيان وزارة الخارجية العراقية، فقد تم بحث تفاصيل المؤتمر خلال لقاء بين نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، وسفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى العراق، آلينا رومانسكي، حيث تم التأكيد على أهمية التعاون المستمر بين العراق ودول التحالف حتى بعد انتهاء مهمات التحالف في البلاد.

وفي ظل هذا السياق، تتواصل المفاوضات بشأن التواجد العسكري للتحالف الدولي في العراق. فقد أثارت التصريحات المتضاربة بشأن انسحاب القوات الأميركية من العراق حالة من الغموض، خاصة بعد الهجمات على قاعدة عين الأسد.

وهذه الأحداث تثير تساؤلات حول مستقبل الحوار بين بغداد وواشنطن، ومدى تأثيرها على التعاون العسكري والأمني بين البلدين.

وعلى الرغم من رغبة العراق في إنهاء مهام التحالف الدولي، إلا أن الحكومة العراقية تسعى إلى الحفاظ على علاقات قوية ومستدامة مع الدول المشاركة في التحالف، لا سيما الولايات المتحدة الأميركية.

و أثناء الجولة الثانية من الحوار بين بغداد وواشنطن التي عقدت في نهاية يوليو/تموز الماضي، اتفقت الأطراف على تعزيز التعاون الأمني وتطوير قدرات العراق الدفاعية. هذه الالتزامات تعكس رغبة العراق في توسيع نطاق التعاون مع دول التحالف، رغم الأوضاع المتغيرة.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • أزمة تجتاح المستشفيات في أوروبا: نقص الموظفين والأجور المنخفضة تؤدي إلى احتجاجات واسعة
  • النظام الديمقراطي في مواجهة تحديات خطيرة تستهدف القضاء العراقي
  • نقيب الأطباء يتواصل مع أمين عام الزمالة لاعتماد المستشفيات الجامعية بسوهاج
  • العراق يتفق على شراء منظومة صواريخ أرض – جو من كوريا الجنوبية
  • العراق يبحث مع شركات قطرية وبحرينية لإنشاء كابلات تحت البحر
  • الصادرات الإيرانية للعراق ترتفع لأكثر من 10 مليارات دولار
  • من قلب الصراع إلى جوهر السياسة: ماذا يعني مؤتمر واشنطن للعراق؟
  • العراق يسترد مطلوبين من إيران بالتعاون مع انتربول طهران
  • جهود لإعادة رفع علم العراق فوق بواخره
  • محافظ بني سويف: ندعم المستشفيات بأحدث الأجهزة الطبية