37 سنة موظف حكومة.. هل رفع نجيب محفوظ شعار «إن فاتك الميري»؟
تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT
رواياته تأخذك إلى عوالم مختلفة، من الحارة إلى الأحياء الراقية، وتتحرك مع شخوصه التي امتهنت الأعمال الدنيا والتي وصلت إلى أعلى المناصب، حكايات قدمها أديب نوبل الروائي نجيب محفوظ، طيلة حياته ولا تتخيل أن يكون صاحب كل هذه الروائع قضى 37 عامًا من عمره موظفا داخل أروقة أجهزة الدولة.
وصف نجيب محفوظ لحظة خروجه على المعاش، وتخلصه من عباءة الموظف، قائلًا: «إن إحساسي بالمعاش، كان الترحيب والتفاؤل والسعادة، وقد يبدو غريبًا فالموظف المحال على المعاش تعتريه كآبة من نوع خاص، لكني أحس أن المعاش استمرار لحياتي العملية، بعد أن أتمتع بميزتين، أولاهما الحرية والثانية التوحد مع الفن، أنا متلهف على التحلل من ذلك النظام الرهيب القاسي علي، وفرضته على نفسي وأنا موظف، بل إنني لم أرتاح لفكرة مد الخدمة»، بحسب كتاب «أنا نجيب محفوظ سيرة حياة كاملة» لإبراهيم عبد العزيز.
واليوم وفي ذكرى رحيله الـ18، إذ توفي في 30 أغسطس عام 2006، نرصد أسرار 37 عامًا، كان فيها رائد الرواية العربية، موظفا ما بين عمله في الجامعة ووزارة الأوقاف، ثم وزارة الثقافة، ثم تدرج وظيفيًا، لرقيب على المصنفات الفنية ختامًا برئيس لجهاز السينما، محتفظًا برونقه حتى المعاش، فهل رفع شعار «إن فاتك الميري» طوال حياته؟.
تعايش نجيب محفوظ مع الوظيفة الحكومية، حتى وصفها قائلًا: «أعطتني حياتي في الوظيفة مادة إنسانية عظيمة، وأمدتني بنماذج بشرية لها أكثر من أثر في كتاباتي، ولكن الوظيفة نفسها كنظام حياة وطريقة لكسب الرزق، لها أثر ضار أو يبدو كذلك، فلقد أخذت الوظيفة نصف يومي ولمدة 37 سنة، وفي هذا ظلم كبير، ولكن الوظيفة في الوقت نفسه علمتني النظام، والحرص على أن أستغل بقية يومي في العمل الأدبي قراءة وكتابة، وجعلتني أقضي كل دقيقة في حياتي بطريقة منظمة، وهذا في تصوري هو أثر إيجابي للوظيفة في ظل المجتمع الذي نعيش فيه».
وظائف عديدة تقلدها الروائي الراحل، من وزارة الأوقاف ومجلس النواب وإدارة الجامعة، وبحسب كتاب «نجيب محفوظ صفحات من مذكراته وأضواء جديدة على أدبه وحياته» لرجاء النقاش، عمل الروائي الراحل بوزارة الأوقاف، فكان يرد على مشاكل الناس التي تصل إلى وزير الأوقاف مباشرة أو عن طريق النواب، وكان صافي ما يقتضيه 8 جنيهات.
وأما عن إدارة الجامعة، «اصطدم في الوظيفة بأشياء كثيرة بين الموظفين، إذ كشف عن طرق ترقية البعض بتقديم تنازلات يُحاكم عليها الدين والعُرف والقانون، وهو ما عطل ترقيته إلى الدرجة الرابعة بعد كشفه الأمر»، بحسب «النقاش».
وفي عام 1959، عمل سكرتيرا لمكتب علي عبد الرازق بالمصنفات، ثم جرى ترشيحه لشغل منصب مدير عام الرقابة على المصنفات الفنية بتزكية من الدكتور ثروت عكاشة آنذاك، وكانت هذه الفترة بعد انتدابه مديرًا لمكتب يحيى حقى مدير مصلحة الفنون في ذلك التوقيت، وعن هذه الفترة، قال: «إن الرقابة كما فهمتها ليست فنية ولا تتعرض للفن أو قيمته، ووظيفتها ببساطة هى أن تحمي سياسة الدولة العليا وتمنع الدخول في مشاكل دينية قد تؤدي إلى الفتنة»
ظل «محفوظ» مديرا عاما للرقابة على المصنفات الفنية لمدة عام ونصف العام حتى تولى منصب رئيس جهاز السينما، لعام 1971، وهي آخر محطة له «ظللت في موقعي كرقيب لمدة عام ونصف تقريبًا، وجاء خروجي منه نتيجة أزمة رواية (أولاد حارتنا)»، لينتقل حينها إلى رئاسة دعم السينما والتي كانت تحت الإنشاء حينها.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: نجيب محفوظ الكاتب نجيب محفوظ الروائي نجيب محفوظ ذكرى وفاة نجيب محفوظ نجیب محفوظ
إقرأ أيضاً:
موظف يشعل فيسبوك بفيديو صادم في سوهاج .. حصل إيه؟
أثار مقطع فيديو متداول على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" جدلًا واسعًا وتفاعلًا كبيرًا بين المواطنين، بعدما ظهر خلاله موظف على المعاش من أبناء قرية قلفاو التابعة لمحافظة سوهاج وهو يعبر بمرارة عن معاناة أهالي قريته من أزمة الصرف الصحي المستمرة منذ سنوات، دون استجابة من المسؤولين.
وروى محمد حسانين القلفاوي، الذي بدا عليه الألم والغضب، تفاصيل الأزمة التي تعاني منها القرية، موضحًا أن شبكة الصرف الصحي تم مدها تحت الأرض منذ أكثر من عشر سنوات، لكنها لم تُفعَّل حتى اليوم.
ما اضطر السكان للاعتماد على سيارات نزح المياه، والتي تتقاضى في أقل تقدير 200 جنيه للنقلة الواحدة، بينما تحتاج معظم الأسر إلى نقلتين او أربع نقلات اسبوعيًا، وهو ما يمثل عبئًا ماديًا فوق طاقة البسطاء.
والأخطر من ذلك بحسب ما كشفه الفيديو، أن مياه الصرف وصلت إلى مقابر سيتي بالقرية، وتسربت إلى داخل المقابر.
وذلك في مشهد صادم يمس كرامة الأحياء والأموات على حد سواء، دون تحرك يُذكر من الجهات المعنية، رغم تقديم شكاوى عديدة.
وأكد المواطن المسن أن أهالي القرية استنفدوا كل السُبل القانونية، دون أن يجدوا من يُنصت إليهم، مضيفًا: "مش لاقيين حد يسمعنا، حرام اللي بيحصل فينا، ده موت للأحياء قبل الأموات".
ويناشد محمد حسانين القلفاوي، من خلال مقطع الفيديو المتداول، اللواء دكتور عبدالفتاح سراج، محافظ سوهاج، بالتدخل العاجل لرفع معاناة القرية، وتشغيل شبكة الصرف الصحي المُهملة، قبل تفاقم الكارثة بيئيًا وصحيًا.