في خضم الصراع المستمر في أوكرانيا، والذي تميز بتوغل أوكراني من جهة وحملة طائرات دون طيار روسية تستهدف البنية التحتية الأوكرانية من جهة أخرى، تزايد النشاط الدبلوماسي المحيط بالحرب.

يتميز المشهد الدبلوماسي حول الصراع في أوكرانيا بمناورات مكثفة



 لكن دون أي إشارة إلى مفاوضات سلام وشيكة، يبدو أن كلا الجانبين ملتزمان بتعزيز تحالفاتهما الدولية، مما يشير إلى عدم الرغبة المستمرة في تقديم أي تنازل، حسب ما أفاد ستيفان وولف، أستاذ الأمن الدولي في جامعة برمنغهام بمقاله بموقع "آسيا تايمز".


وقال الكاتب: كانت روسيا نشطة في تعزيز علاقاتها الدبلوماسية، وخاصة مع الصين وبيلاروسيا، وبدأ الأمر بزيارة رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ إلى موسكو في 21 أغسطس (آب)، والتي كانت أبرز مشاركة بين روسيا والصين منذ القمة بين الرئيسين شي جين بينغ وفلاديمير بوتن في مايو (أيار).

 

Diplomatic wrangling hotting up around #Ukraine https://t.co/Ul1b0PSYsz

— Asia Times (@asiatimesonline) August 28, 2024


أكدت هذه الزيارة، التي أعقبتها اجتماعات تشيانغ في مينسك مع الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو ورئيس الوزراء رومان جولوفتشينكو، على استمرار دعم الصين لروسيا وحليفتها بيلاروسيا.
وأضاف الكاتب: تعزز هذا العرض الدبلوماسي للدعم من خلال زيارة وفد عسكري صيني رفيع المستوى إلى موسكو، بقيادة لي تشياومينغ، قائد القوات البرية الصينية، واتفق الجانبان على تعزيز التعاون بين قواتهما البرية. وتسلط هذه الإجراءات الضوء على التعاون العسكري والدبلوماسي المتعمق بين روسيا والصين، مما يشير إلى استمرار شراكتهما في مواجهة التوترات العالمية بشأن أوكرانيا.


التحركات الدبلوماسية الهندية


وتابع: بينما كانت روسيا تتواصل مع الصين وبيلاروسيا، قام رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بزيارة مهمة إلى كييف في 23 أغسطس (آب). وكانت هذه أول زيارة يقوم بها رئيس دولة هندي إلى أوكرانيا منذ استقلالها قبل أكثر من 30 عاماً. وتكتسب زيارة مودي أهمية خاصة نظراً للعلاقات المعقدة التي تربط الهند بروسيا والصين والغرب، فضلاً عن دورها المؤثر في العالم النامي.
ومضى الكاتب يقول: حافظت الهند تقليدياً على علاقات وثيقة مع روسيا، حيث قام مودي بأول رحلة خارجية له في ولايته الثالثة كرئيس للوزراء إلى موسكو في يوليو (تموز). ومع ذلك، لم تحظ هذه الزيارة باستقبال جيد في أوكرانيا وبين شركاء الهند الغربيين. وبالتالي، تشير زيارة مودي اللاحقة إلى كييف إلى تحول دقيق في موقف الهند، مما يشير إلى أنها قد لا تكون متوافقة تماماً مع الكتلة المؤيدة لروسيا بقيادة الصين.
ولفت الكاتب النظر إلى توتر علاقة الهند بالصين بسبب التوترات الحدودية المستمرة، وأثارت العلاقات الوثيقة بين موسكو وبكين مخاوف في نيودلهي. كما تعمل الهند، التي أصبحت أكبر مشتر للنفط الروسي، على تنويع مورديها العسكريين، مما يقلل من اعتمادها على الأسلحة الروسية.
ويشكّل هذا التحول جزءاً من استراتيجية أوسع لتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة واليابان وأستراليا، كجزء من "التحالف الرباعي"، الذي يشكل محور جهود واشنطن لمواجهة الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وامتنع مودي حتى الآن عن إدانة العدوان الروسي على أوكرانيا ولم يؤيد صيغة السلام التي اقترحها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. ومع ذلك، أرسلت الهند وفداً إلى "قمة السلام في أوكرانيا" التي عقدها زيلينسكي في سويسرا، مما يشير إلى استعدادها للمشاركة دبلوماسياً. وكرر مودي خلال زيارته إلى كييف الحاجة إلى الحوار لإنهاء الحرب وعرض تسهيل محادثات السلام. وأعرب زيلينسكي بدوره عن دعمه لفكرة استضافة الهند لقمة متممة للقمة السويسرية.
في حين أن زيارة مودي لكييف لا تضع الهند  في معسكر أنصار أوكرانيا المؤيدين للغرب، فإنها ترسل إشارة مفادها أن نيودلهي ليست ملتزمة تماماً بتأييد مواقف روسيا والصين بشأن الحرب.
ونظراً للدور المؤثر الذي تلعبه الهند في الجنوب العالمي، فإن هذا التحول، برأي الكاتب، قد يساعد أوكرانيا في حشد الدعم من البلدان في تلك المنطقة التي تأثرت بشدة بالحرب، وخاصة من خلال ارتفاع أسعار الغذاء والأسمدة والطاقة.


الدعم الغربي لأوكرانيا


كانت أوكرانيا نشطة أيضاً في تعزيز علاقاتها مع الحلفاء الغربيين. في 23 أغسطس (آب)، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 125 مليون دولار لأوكرانيا، تهدف في المقام الأول إلى تعزيز دفاعاتها الجوية وتوفير ذخيرة إضافية للحرب البرية.
وفرضت الولايات المتحدة في اليوم نفسه عقوبات جديدة على ما يقرب من 400 شركة يشكّل الكثير منها كيانات صينية متهمة بدعم المجهود الحربي الروسي. جدير بالذكر أنه لم يتم فرض عقوبات على أي كيانات هندية، مما يعكس الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة للحفاظ على الهند متوافقة مع المصالح الغربية.
وبينما من غير المرجح أن تؤدي هذه العقوبات إلى شل الاقتصاد الروسي بشكل خطير أو دفع الصين إلى إبعاد نفسها بشكل كبير عن موسكو، فإنها تشير إلى استمرار الدعم الغربي لأوكرانيا. 
واختتم الكاتب مقاله بالقول: يتميز المشهد الدبلوماسي حول الصراع في أوكرانيا بمناورات مكثفة من جميع الجوانب، دون أي اختراقات واضحة أو تحولات في التحالفات. تواصل روسيا، بدعم من الصين، تعزيز موقفها، في حين تسعى أوكرانيا إلى تعزيز العلاقات مع الغرب والتعاون مع لاعبين عالميين مؤثرين مثل الهند. وتشير زيارة مودي إلى كييف إلى أن الهند توازن بعناية علاقاتها مع موسكو وبكين والغرب، مما يعكس الطبيعة المعقدة والمتغيرة للدبلوماسية الدولية المحيطة بحرب أوكرانيا.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب الأوكرانية روسیا والصین مما یشیر إلى فی أوکرانیا إلى کییف

إقرأ أيضاً:

ترامب يهدد بفرض رسوم جمركية ثانوية على النفط الروسي في حال عدم التوصل إلى اتفاق بشأن أوكرانيا

مارس 30, 2025آخر تحديث: مارس 30, 2025

المستقلة/- قال دونالد ترامب إنه “غاضب” من فلاديمير بوتين لتباطئه في محادثات وقف إطلاق النار مع أوكرانيا، حيث هدد الرئيس الأمريكي بفرض رسوم جمركية ثانوية على مشتري النفط الروسي إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.

كشفت تعليقات ترامب يوم الأحد عن إحباط البيت الأبيض من الرئيس الروسي مع استمرار المفاوضات بشأن تسوية الحرب في أوكرانيا دون تحقيق تقدم واضح.

يأتي التهديد الجديد باستهداف الواردات من الدول التي تشتري النفط الروسي في الوقت الذي يستعد فيه ترامب لفرض رسوم جمركية على سلع من العديد من أكبر شركاء أمريكا التجاريين يوم الأربعاء. وتسببت قرارات ترامب بأضطرابات في الأسواق وقلق بين الشركات والحكومات في جميع أنحاء العالم.

يمثل هجوم ترامب على موسكو تحولًا في لهجة الرئيس الأمريكي، الذي ألقى باللوم لأسابيع على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لتردده في إبرام اتفاق.

وبخ الرئيس الأمريكي بوتين لمهاجمته شرعية زيلينسكي كزعيم لكييف.

قال ترامب لشبكة إن بي سي نيوز: “إذا كنا في خضم مفاوضات، يمكنك القول إنني كنت غاضبًا جدًا، منزعجًا… عندما بدأ بوتين في التأثير على مصداقية زيلينسكي. هذا ليس في المكان المناسب، هل تفهم؟”

في حين وافقت أوكرانيا على المطالب الأمريكية بوقف إطلاق نار كامل لمدة 30 يومًا، رفضت روسيا الخطة ولم توافق إلا على هدنة تتعلق بأهداف البنية التحتية للطاقة والعمليات البحرية في البحر الأسود – وفقط إذا رفع الغرب أولاً العقوبات المفروضة على بعض السلع الزراعية.

اتهم زيلينسكي روسيا بخرق وقف إطلاق النار في مجال الطاقة مرتين على الأقل منذ الاتفاق عليه. وقال في نهاية هذا الأسبوع: “يجب إجبار روسيا على السلام – الضغط فقط هو الذي سينجح”.

صرح الرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب، الذي قضى سبع ساعات مع ترامب في منتجعه مار إيه لاغو يوم السبت بما في ذلك جولة غولف، لصحيفة فاينانشيال تايمز أن الرئيس الأمريكي “ينفد صبره” مع بوتين بشأن وقف إطلاق النار.

وقال ستاب في زيارة إلى لندن حيث سيطلع يوم الاثنين رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على مناقشاته مع ترامب: “أعتقد أننا نسير في الاتجاه الصحيح”.

وقال ستاب إنه اقترح تحديد موعد نهائي في 20 أبريل – وهو ما يمثل ثلاثة أشهر منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض – لقبول هدنة غير مشروطة لمدة 30 يومًا على البر والبحر والجو. ستحتفل الكنائس المسيحية الغربية والشرقية بعيد الفصح في 20 أبريل من هذا العام، وهو توافق نادر في التقويم.

وقال ستاب: “الروس يماطلون، إنهم يأتون بشروط جديدة”. دعونا نكشف خدعة بوتين على حقيقتها. روسيا في هذه المرحلة لا تريد السلام. لذا، علينا فرض السلام عليها.

سبق أن هدد ترامب روسيا برسوم جمركية وعقوبات جديدة إذا قاومت الاتفاق، لكن توسيع نطاق التهديد التجاري ليشمل مشتري النفط الروسي في دول أخرى سيزيد الضغط على بوتين.

صرح ترامب لشبكة إن بي سي: “إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، وإذا اعتقدت أن روسيا هي المسؤولة، فسأفرض عقوبات ثانوية على روسيا”.

لم يقدم ترامب تفسيرًا واضحًا لما ستتضمنه الخطة. قال: “أي شخص يشتري النفط من روسيا لن يتمكن من بيع منتجاته، أي منتج، وليس النفط فقط، إلى الولايات المتحدة”، لكنه قال أيضًا إنه ستكون هناك “رسوم جمركية تتراوح بين 25 و50 نقطة على جميع أنواع النفط”.

وأضاف الرئيس الأمريكي أنه سيفرض “رسومًا جمركية ثانوية” على إيران إذا فشلت في التوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي، كما جدد تهديده “بقصف” طهران إذا لم تتوصل إلى اتفاق.

مقالات مشابهة

  • وزير خارجية الصين من موسكو: تعاوننا مع روسيا لا يستهدف أي طرف
  • مواجهة حادة بين موسكو وواشنطن.. دبلوماسية جديدة أم "لعب بالنار"؟.. بوتين يشعل غضب ترامب.. الرئيس الأمريكي يهدد بفرض رسوم جمركية على النفط الروسي
  • وزير الخارجية الروسي: علاقاتنا مع الصين وصلت إلى مستوى غير مسبوق
  • روسيا ترجح مواصلة الاتحاد الأوروبي فرض عقوباته على موسكو
  • موسكو تتعهد بالرد..مولدوفا تطرد 3 دبلوماسيين من سفارة روسيا
  • أوكرانيا تُشعل الخلاف بين ترامب وبوتين| تقرير
  • أوكرانيا تحيي الذكرى الثالثة لتحرير بوتشا من الاحتلال الروسي
  • ترامب يهدد بفرض رسوم جمركية ثانوية على النفط الروسي في حال عدم التوصل إلى اتفاق بشأن أوكرانيا
  • ترامب يهدد بفرض رسوم جمركية على النفط الروسي إذا عرقلت موسكو اتفاقا بشأن أوكرانيا
  • سيارتو ينتقد سياسات الاتحاد الأوروبي تجاه أوكرانيا ويدعو إلى إنهاء التصعيد مع روسيا