تقرير: التصعيد الروسي الأوكراني يٌُوقظ الدبلوماسية الدولية
تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT
في خضم الصراع المستمر في أوكرانيا، والذي تميز بتوغل أوكراني من جهة وحملة طائرات دون طيار روسية تستهدف البنية التحتية الأوكرانية من جهة أخرى، تزايد النشاط الدبلوماسي المحيط بالحرب.
يتميز المشهد الدبلوماسي حول الصراع في أوكرانيا بمناورات مكثفة
لكن دون أي إشارة إلى مفاوضات سلام وشيكة، يبدو أن كلا الجانبين ملتزمان بتعزيز تحالفاتهما الدولية، مما يشير إلى عدم الرغبة المستمرة في تقديم أي تنازل، حسب ما أفاد ستيفان وولف، أستاذ الأمن الدولي في جامعة برمنغهام بمقاله بموقع "آسيا تايمز".
وقال الكاتب: كانت روسيا نشطة في تعزيز علاقاتها الدبلوماسية، وخاصة مع الصين وبيلاروسيا، وبدأ الأمر بزيارة رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ إلى موسكو في 21 أغسطس (آب)، والتي كانت أبرز مشاركة بين روسيا والصين منذ القمة بين الرئيسين شي جين بينغ وفلاديمير بوتن في مايو (أيار).
Diplomatic wrangling hotting up around #Ukraine https://t.co/Ul1b0PSYsz
— Asia Times (@asiatimesonline) August 28, 2024
أكدت هذه الزيارة، التي أعقبتها اجتماعات تشيانغ في مينسك مع الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو ورئيس الوزراء رومان جولوفتشينكو، على استمرار دعم الصين لروسيا وحليفتها بيلاروسيا.
وأضاف الكاتب: تعزز هذا العرض الدبلوماسي للدعم من خلال زيارة وفد عسكري صيني رفيع المستوى إلى موسكو، بقيادة لي تشياومينغ، قائد القوات البرية الصينية، واتفق الجانبان على تعزيز التعاون بين قواتهما البرية. وتسلط هذه الإجراءات الضوء على التعاون العسكري والدبلوماسي المتعمق بين روسيا والصين، مما يشير إلى استمرار شراكتهما في مواجهة التوترات العالمية بشأن أوكرانيا.
التحركات الدبلوماسية الهندية
وتابع: بينما كانت روسيا تتواصل مع الصين وبيلاروسيا، قام رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بزيارة مهمة إلى كييف في 23 أغسطس (آب). وكانت هذه أول زيارة يقوم بها رئيس دولة هندي إلى أوكرانيا منذ استقلالها قبل أكثر من 30 عاماً. وتكتسب زيارة مودي أهمية خاصة نظراً للعلاقات المعقدة التي تربط الهند بروسيا والصين والغرب، فضلاً عن دورها المؤثر في العالم النامي.
ومضى الكاتب يقول: حافظت الهند تقليدياً على علاقات وثيقة مع روسيا، حيث قام مودي بأول رحلة خارجية له في ولايته الثالثة كرئيس للوزراء إلى موسكو في يوليو (تموز). ومع ذلك، لم تحظ هذه الزيارة باستقبال جيد في أوكرانيا وبين شركاء الهند الغربيين. وبالتالي، تشير زيارة مودي اللاحقة إلى كييف إلى تحول دقيق في موقف الهند، مما يشير إلى أنها قد لا تكون متوافقة تماماً مع الكتلة المؤيدة لروسيا بقيادة الصين.
ولفت الكاتب النظر إلى توتر علاقة الهند بالصين بسبب التوترات الحدودية المستمرة، وأثارت العلاقات الوثيقة بين موسكو وبكين مخاوف في نيودلهي. كما تعمل الهند، التي أصبحت أكبر مشتر للنفط الروسي، على تنويع مورديها العسكريين، مما يقلل من اعتمادها على الأسلحة الروسية.
ويشكّل هذا التحول جزءاً من استراتيجية أوسع لتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة واليابان وأستراليا، كجزء من "التحالف الرباعي"، الذي يشكل محور جهود واشنطن لمواجهة الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وامتنع مودي حتى الآن عن إدانة العدوان الروسي على أوكرانيا ولم يؤيد صيغة السلام التي اقترحها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. ومع ذلك، أرسلت الهند وفداً إلى "قمة السلام في أوكرانيا" التي عقدها زيلينسكي في سويسرا، مما يشير إلى استعدادها للمشاركة دبلوماسياً. وكرر مودي خلال زيارته إلى كييف الحاجة إلى الحوار لإنهاء الحرب وعرض تسهيل محادثات السلام. وأعرب زيلينسكي بدوره عن دعمه لفكرة استضافة الهند لقمة متممة للقمة السويسرية.
في حين أن زيارة مودي لكييف لا تضع الهند في معسكر أنصار أوكرانيا المؤيدين للغرب، فإنها ترسل إشارة مفادها أن نيودلهي ليست ملتزمة تماماً بتأييد مواقف روسيا والصين بشأن الحرب.
ونظراً للدور المؤثر الذي تلعبه الهند في الجنوب العالمي، فإن هذا التحول، برأي الكاتب، قد يساعد أوكرانيا في حشد الدعم من البلدان في تلك المنطقة التي تأثرت بشدة بالحرب، وخاصة من خلال ارتفاع أسعار الغذاء والأسمدة والطاقة.
الدعم الغربي لأوكرانيا
كانت أوكرانيا نشطة أيضاً في تعزيز علاقاتها مع الحلفاء الغربيين. في 23 أغسطس (آب)، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 125 مليون دولار لأوكرانيا، تهدف في المقام الأول إلى تعزيز دفاعاتها الجوية وتوفير ذخيرة إضافية للحرب البرية.
وفرضت الولايات المتحدة في اليوم نفسه عقوبات جديدة على ما يقرب من 400 شركة يشكّل الكثير منها كيانات صينية متهمة بدعم المجهود الحربي الروسي. جدير بالذكر أنه لم يتم فرض عقوبات على أي كيانات هندية، مما يعكس الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة للحفاظ على الهند متوافقة مع المصالح الغربية.
وبينما من غير المرجح أن تؤدي هذه العقوبات إلى شل الاقتصاد الروسي بشكل خطير أو دفع الصين إلى إبعاد نفسها بشكل كبير عن موسكو، فإنها تشير إلى استمرار الدعم الغربي لأوكرانيا.
واختتم الكاتب مقاله بالقول: يتميز المشهد الدبلوماسي حول الصراع في أوكرانيا بمناورات مكثفة من جميع الجوانب، دون أي اختراقات واضحة أو تحولات في التحالفات. تواصل روسيا، بدعم من الصين، تعزيز موقفها، في حين تسعى أوكرانيا إلى تعزيز العلاقات مع الغرب والتعاون مع لاعبين عالميين مؤثرين مثل الهند. وتشير زيارة مودي إلى كييف إلى أن الهند توازن بعناية علاقاتها مع موسكو وبكين والغرب، مما يعكس الطبيعة المعقدة والمتغيرة للدبلوماسية الدولية المحيطة بحرب أوكرانيا.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب الأوكرانية روسیا والصین مما یشیر إلى فی أوکرانیا إلى کییف
إقرأ أيضاً:
روسيا تعلن السيطرة على قريتين جديدتين في شرق أوكرانيا
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، السيطرة على قريتين أخريين في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، في أحدث إعلان عن مكاسب ضمن سلسلة تحققت إثر تقدمها المتزايد غرباً.
وقالت الوزارة في بيانها، إن قواتها تسيطر في الوقت الراهن على قرية بتروبافليفكا بين منطقتي دونيتسك وكوراخوف وهي مراكز محورية في القتال في الأشهر الأخيرة بالمنطقة.
وأشار البيان أيضاً إلى السيطرة على قرية فريميفكا، وهي واحدة من قرى صغيرة في جنوب منطقة دونيتسك.
وأضافت الوزارة، أن قواتها استهدفت منشآت عسكرية أوكرانية بأسلحة عالية الدقة رداً على هجوم أوكراني على منطقة بيلغورود في جنوب روسيا بصواريخ أتاكمز الأمريكية الصنع.
ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من التقارير عن المعركة الصادرة عن الجانبين في الصراع المستمر منذ 34 شهراً.
ولم تشر البيانات العسكرية الأوكرانية إلى فقدان السيطرة على القريتين، لكنها أشارت إلى القتال العنيف الدائر قرب مدينة بوكروفسك.
وذكرت هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني في تقرير في وقت متأخر من الليل أن القوات الروسية التي تحاول اختراق الدفاعات الأوكرانية شنت 84 هجوماً في منطقة بوكروفسك.