هل تمثّل زيارة مودي لكييف ثغرة في استقلالية الهند؟
تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT
كانت الزيارة "التاريخية" لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى كييف في 23 أغسطس (آب) 2024، وهي الأولى منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية مع أوكرانيا المستقلة سنة 1992، موضع ترحيب بشكل عام من قبل الغرب بقيادة الولايات المتحدة وحلفائها.
الهند حازمة بسياستها في حماية مصالحها الوطنية
مع ذلك، يشير الصحافي المقيم في نيودلهي فيناي شوكلا إلى أن زيارة مودي ومحادثاته مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تركت انطباعاً بأنه قام بجولته تحت ضغط أمريكي لموازنة زيارته في يوليو (تموز) إلى موسكو، حين أجرى محادثات مع الرئيس فلاديمير بوتين، وذلك لإثبات حياده.
كتب شوكلا في "نادي فالداي للحوار الدولي" ومقره روسيا أن مودي أعلن في كييف عبر بيان أن هذا ليس عصر حرب مضيفاً أن الهند "ليست محايدة" في النزاع الأوكراني، بل إنها "مؤيدة للسلام". لكن بعد توغل القوات المسلحة الأوكرانية في السادس من أغسطس في منطقة كورسك الروسية بمساعدة الأسلحة والمرتزقة والمستشارين الغربيين، تغيرت الأمور.
بزيارة كييف على هذه الخلفية، تغاضى مودي عملياً عن تصعيد زيلينسكي، وأضر بالاستقلالية الاستراتيجية التي تتوق إليها الهند. مع ذلك، يعكس توقيت الزيارة أنه أثناء التخطيط لها، وضع مسؤولو الهند في الاعتبار ردود الفعل الحادة من الولايات المتحدة على زيارة مودي لموسكو. ولاية ثالثة ضعيفة يعتقد الخبراء الذين يدركون أصل النزاع أن أزمة أوكرانيا كانت النتيجة النهائية للتغيير الذي هندسته الولايات المتحدة للنظام في كييف سنة 2014 وأن مفتاح حلها يكمن في واشنطن وحلفائها الأوروبيين. معلوم حسب الكاتب أن حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة يريد تغيير النظام في الكرملين، وأوكرانيا بقيادة زيلينسكي هي "بيدق" في اللعبة ضد "روسيا حازمة بقيادة بوتين".
مودي في ولايته الثالثة أضعف بكثير، إذ فشل حزبه بهاراتيا جاناتا في حشد أغلبية واضحة بمفرده. وبسبب نزوات ومطالب شركائه في التحالف والمعارضة الموحدة بقيادة الزعيم الشاب لحزب المؤتمر الوطني الهندي راوول غاندي، هو مضطر للحفاظ على التوازن البرلماني. لفتة طيبة قبل زيارة مودي لأوكرانيا، قال النائب شاشي ثارور، أحد كبار زعماء حزب المؤتمر الوطني الهندي المعارض، إنها "لفتة طيبة وستكون موضع تقدير".
في حديث إلى وكالة أنباء برس تراست الهندية، قال ثارور الذي شغل سابقاً منصب وزير الدولة للشؤون الخارجية: "أعتقد أن الكثيرين شعروا بأن الهند تلعب دوراً متوازناً في معظم الصراعات في العالم اليوم وبأنه قد يكون من الجيد إظهار مقدار معين من الاهتمام بالجانبين بشكل واضح كما فعل في موسكو، وبأن الذهاب وتحية الرئيس زيلينسكي وسط كل أنقاض ذلك البلد سيكون لفتة جيدة للغاية".
لا يعتقد أي خبير جاد بالعلاقات الدولية في الهند، من ضمنهم ثارور، أن الهند يمكن أن تلعب أي دور في إحلال السلام، بصرف النظر عن استعداد مودي الشخصي للقيام بدوره لتسهيل الحوار والدبلوماسية. لا استرضاء لأحد يعتقد البعض أن زيارة مودي كانت مهمة لأن كييف وبعض الدول الغربية ردت بحدة على زيارته إلى موسكو في يوليو، والآن تريد نيودلهي تهدئة الغرب.
ليس من المستغرب وفق الكاتب رؤية الهند توازن علاقاتها بين معسكرين متخاصمين يتنافسان في ساحة المعركة الأوكرانية. يتعلق الأمر أكثر بالإشارة إلى أنه في حين ستواصل الهند إقامة علاقات قوية مع روسيا، هي ستظل تعمل بشكل وثيق مع الغرب.
في مقابلة مع "بي بي سي"، رأى مايكل كوغلمان، خبير مقيم في الولايات المتحدة، أن الزيارة ستعيد تأكيد الاستقلالية الاستراتيجية للهند. وقال: "الهند ليست في مجال استرضاء القوى الغربية، أو أي طرف آخر في هذا الشأن. إنها رحلة تهدف إلى تعزيز المصالح الهندية، من خلال إعادة تأكيد الصداقة مع كييف ونقل مخاوفها بشأن الحرب المستمرة". ما ينساه زيلينسكي امتنعت الهند عن انتقاد روسيا بشكل مباشر بشأن الحرب، ما أثار انزعاج القوى الغربية. أسس الغرب أسطورة مفادها أن بإمكان مودي وقف الحرب في أوكرانيا عبر الضغط على بوتين. وقال زيلينسكي لوسائل الإعلام الهندية: "توقفوا عن شراء النفط الروسي، ولن يكون لدى بوتين المال لتمويلها"، ولكنه تجاهل واقع أن الدول الأوروبية الداعمة لنظامه، تواصل شراء الغاز الطبيعي بقيمة مليارات اليورو من روسيا. استشراف لنظام عالمي إن الهند حازمة بسياستها في حماية مصالحها الوطنية حسب شوكلا. يشهد التاريخ أنه في أوروبا، يتم حل جميع النزاعات العسكرية في نهاية المطاف من خلال التسوية التفاوضية. وترى الهند أن نظاماً عالمياً جديداً سيظهر بعد نهاية الصراع في أوكرانيا يوماً ما، عاجلاً أم آجلاً، مع وجود بنية أمنية جديدة تضمن الأمن المتساوي للدول الكبيرة والصغيرة، وتفضل نيودلهي أن تكون على طاولة أصحاب المصلحة الكبار، ولا يمكن ضمان ذلك إلا من خلال الاستقلالية الاستراتيجية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب الأوكرانية الولایات المتحدة زیارة مودی
إقرأ أيضاً:
مرض شديد العدوى قادم من الولايات المتحدة
أكدت التقارير الدولية اكتشاف نوع جديد من إنفلونزا الطيور شديدة العدوى (HPAI) H5N9 لأول مرة في مزرعة بط بمقاطعة ميرسيد في ولاية كاليفورنيا الأمريكية.
ووفقًا للمنظمة العالمية لصحة الحيوان (WOAH) التي تتخذ من باريس مقرًا لها، فإن هذا النوع تم رصده لأول مرة بين الدواجن في الولايات المتحدة.
تم اكتشاف تفشي المرض في 13 يناير داخل مزرعة بمقاطعة ميرسيد، حيث تم ذبح جميع الطيور في المزرعة البالغ عددها 119,000 طائر للحد من انتشار الفيروس. وكانت نفس المزرعة قد شهدت سابقًا تسجيل حالات من النوع المعروف H5N1 لإنفلونزا الطيور.
مخاوف من جائحة محتملة
حذّر خبراء الصحة من احتمالية انتقال إنفلونزا الطيور بين البشر، مما أثار حالة تأهب. وأوضح الخبراء أن الإصابة المتزامنة بإنفلونزا الطيور والإنفلونزا الموسمية قد تؤدي إلى حدوث طفرة تجعل الفيروس قادرًا على الانتقال من شخص إلى آخر، مما قد يُسبب جائحة عالمية.
اقرأ أيضاأردوغان يوجه تحذيرًا بعد كارثة بولو
الثلاثاء 28 يناير 2025انتقادات للولايات المتحدة