موقع 24:
2025-03-06@04:29:04 GMT

هل تمثّل زيارة مودي لكييف ثغرة في استقلالية الهند؟

تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT

هل تمثّل زيارة مودي لكييف ثغرة في استقلالية الهند؟

كانت الزيارة "التاريخية" لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى كييف في 23 أغسطس (آب) 2024، وهي الأولى منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية مع أوكرانيا المستقلة سنة 1992، موضع ترحيب بشكل عام من قبل الغرب بقيادة الولايات المتحدة وحلفائها.

الهند حازمة بسياستها في حماية مصالحها الوطنية



مع ذلك، يشير الصحافي المقيم في نيودلهي فيناي شوكلا إلى أن زيارة مودي ومحادثاته مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تركت انطباعاً بأنه قام بجولته تحت ضغط أمريكي لموازنة زيارته في يوليو (تموز) إلى موسكو، حين أجرى محادثات مع الرئيس فلاديمير بوتين، وذلك لإثبات حياده.


كتب شوكلا في "نادي فالداي للحوار الدولي" ومقره روسيا أن مودي أعلن في كييف عبر بيان أن هذا ليس عصر حرب مضيفاً أن الهند "ليست محايدة" في النزاع الأوكراني، بل إنها "مؤيدة للسلام". لكن بعد توغل القوات المسلحة الأوكرانية في السادس من أغسطس في منطقة كورسك الروسية بمساعدة الأسلحة والمرتزقة والمستشارين الغربيين، تغيرت الأمور.
بزيارة كييف على هذه الخلفية، تغاضى مودي عملياً عن تصعيد زيلينسكي، وأضر بالاستقلالية الاستراتيجية التي تتوق إليها الهند. مع ذلك، يعكس توقيت الزيارة أنه أثناء التخطيط لها، وضع مسؤولو الهند في الاعتبار ردود الفعل الحادة من الولايات المتحدة على زيارة مودي لموسكو. ولاية ثالثة ضعيفة يعتقد الخبراء الذين يدركون أصل النزاع أن أزمة أوكرانيا كانت النتيجة النهائية للتغيير الذي هندسته الولايات المتحدة للنظام في كييف سنة 2014 وأن مفتاح حلها يكمن في واشنطن وحلفائها الأوروبيين. معلوم حسب الكاتب أن حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة يريد تغيير النظام في الكرملين، وأوكرانيا بقيادة زيلينسكي هي "بيدق" في اللعبة ضد "روسيا حازمة بقيادة بوتين".
مودي في ولايته الثالثة أضعف بكثير، إذ فشل حزبه بهاراتيا جاناتا في حشد أغلبية واضحة بمفرده. وبسبب نزوات ومطالب شركائه في التحالف والمعارضة الموحدة بقيادة الزعيم الشاب لحزب المؤتمر الوطني الهندي راوول غاندي، هو مضطر للحفاظ على التوازن البرلماني. لفتة طيبة قبل زيارة مودي لأوكرانيا، قال النائب شاشي ثارور، أحد كبار زعماء حزب المؤتمر الوطني الهندي المعارض، إنها "لفتة طيبة وستكون موضع تقدير".
في حديث إلى وكالة أنباء برس تراست الهندية، قال ثارور الذي شغل سابقاً منصب وزير الدولة للشؤون الخارجية: "أعتقد أن الكثيرين شعروا بأن الهند تلعب دوراً متوازناً في معظم الصراعات في العالم اليوم وبأنه قد يكون من الجيد إظهار مقدار معين من الاهتمام بالجانبين بشكل واضح كما فعل في موسكو، وبأن الذهاب وتحية الرئيس زيلينسكي وسط كل أنقاض ذلك البلد سيكون لفتة جيدة للغاية".
لا يعتقد أي خبير جاد بالعلاقات الدولية في الهند، من ضمنهم ثارور، أن الهند يمكن أن تلعب أي دور في إحلال السلام، بصرف النظر عن استعداد مودي الشخصي للقيام بدوره لتسهيل الحوار والدبلوماسية. لا استرضاء لأحد يعتقد البعض أن زيارة مودي كانت مهمة لأن كييف وبعض الدول الغربية ردت بحدة على زيارته إلى موسكو في يوليو، والآن تريد نيودلهي تهدئة الغرب.
ليس من المستغرب وفق الكاتب رؤية الهند توازن علاقاتها بين معسكرين متخاصمين يتنافسان في ساحة المعركة الأوكرانية. يتعلق الأمر أكثر بالإشارة إلى أنه في حين ستواصل الهند إقامة علاقات قوية مع روسيا، هي ستظل تعمل بشكل وثيق مع الغرب.
في مقابلة مع "بي بي سي"، رأى مايكل كوغلمان، خبير مقيم في الولايات المتحدة، أن الزيارة ستعيد تأكيد الاستقلالية الاستراتيجية للهند. وقال: "الهند ليست في مجال استرضاء القوى الغربية، أو أي طرف آخر في هذا الشأن. إنها رحلة تهدف إلى تعزيز المصالح الهندية، من خلال إعادة تأكيد الصداقة مع كييف ونقل مخاوفها بشأن الحرب المستمرة". ما ينساه زيلينسكي امتنعت الهند عن انتقاد روسيا بشكل مباشر بشأن الحرب، ما أثار انزعاج القوى الغربية. أسس الغرب أسطورة مفادها أن بإمكان مودي وقف الحرب في أوكرانيا عبر الضغط على بوتين. وقال زيلينسكي لوسائل الإعلام الهندية: "توقفوا عن شراء النفط الروسي، ولن يكون لدى بوتين المال لتمويلها"، ولكنه تجاهل واقع أن الدول الأوروبية الداعمة لنظامه، تواصل شراء الغاز الطبيعي بقيمة مليارات اليورو من روسيا. استشراف لنظام عالمي إن الهند حازمة بسياستها في حماية مصالحها الوطنية حسب شوكلا. يشهد التاريخ أنه في أوروبا، يتم حل جميع النزاعات العسكرية في نهاية المطاف من خلال التسوية التفاوضية. وترى الهند أن نظاماً عالمياً جديداً سيظهر بعد نهاية الصراع في أوكرانيا يوماً ما، عاجلاً أم آجلاً، مع وجود بنية أمنية جديدة تضمن الأمن المتساوي للدول الكبيرة والصغيرة، وتفضل نيودلهي أن تكون على طاولة أصحاب المصلحة الكبار، ولا يمكن ضمان ذلك إلا من خلال الاستقلالية الاستراتيجية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب الأوكرانية الولایات المتحدة زیارة مودی

إقرأ أيضاً:

روسيا عن قرار ترامب: وقف المساعدات يشجع كييف على السلام

المناطق_واس

في أول تعليق روسي على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا، اعتبر الكرملين أنه قرار جيد يشجع على السلام.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، اليوم الثلاثاء، إن وقف المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا سيشجعها على السلام.

أخبار قد تهمك “الشؤون الإسلامية” تنفذ برنامج هدية خادم الحرمين من التمور في روسيا ومصر 4 مارس 2025 - 5:29 صباحًا اجتماع حاسم لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن أوكرانيا 3 مارس 2025 - 11:33 مساءً

كما أكد أن بلاده ترحب بأي جهود لحل النزاع في أوكرانيا، مشددا على أن موسكو ترحب بتصريحات ترامب حول رغبته في إحلال السلام.

إلا أنه رأى أن أوروبا ستحاول تعويض كييف عن الخسارة الواضحة للمساعدات الأمريكية.

إلى ذلك، أشار إلى أن كييف تلقت أكبر حصة من الأسلحة من قبل الولايات المتحدة.

أما في ما يتعلق بالتسريبات حول سعي الإدارة الأمريكية إلى رفع العقوبات الأميركية عن بلاده، فاعتبر أنه من السابق لأوانه التعليق عليها، وفق ما نقلت رويترز.

لكنه كرر الموقف الروسي القائلا إن تلك العقوبات غير قانونية أصلا، ورأى أنها شرط ضروري لتطبيع العلاقات بين البلدين.

كما أضاف أن العلاقات بين موسكو وواشنطن بحاجة إلى التحرر من العبء السلبي للعقوبات.

وكان البيت الأبيض أعلن، مساء أمس، تجميد المساعدات العسكرية الأمريكية لكييف. بينما أوضح مسؤول في البيت الأبيض أن قرار التجميد مؤقت، وأنه يطال مساعدات عسكرية تم إقرارها في عهد الرئيس السابق جو بايدن، وسبق لأوكرانيا أن تسلّمت جزءاً كبيراً منها بينما الجزء المتبقّي لم تتسلّمه بعد، وهو يشمل أعتدة وأسلحة.

يذكر أن ترامب جدد أمس، انتقاداته للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، معتبرا أن عليه “أن يكون أكثر امتنانا” للولايات المتحدة، بعدما وبخه الأسبوع الماضي خلال اللقاء العاصف الذي جمعهما في المكتب البيضاوي، حيث اتهم ترامب حينها ضيفه الأوكراني بالسعي لإشعال حرب عالمية ثالثة.

وأتت تلك المشاجرة غير المسبوقة بعد أسابيع من التوتر والانتقادات بين الرجلين، لاسيما بعد اتصال ترامب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، واللقاء الذي عقد في الرياض الشهر الماضي (فبراير) بين وفدين روسي وأميركي.

كما جاءت مع سعي حثيث يقوم به الرئيس الأميركي من أجل وقف الحرب الأوكرانية، وتطبيع العلاقات مع بوتين الذي وصفه أكثر من مرة بالرجل الذكي والشجاع، مؤكدا أنه يود السلام.

مقالات مشابهة

  • زيلينسكي يؤكد وجود خطط لاجتماع جديد مع الولايات المتحدة
  • ماكرون: روسيا أصبحت تشكل تهديداً لأوروبا .. ونرغب في استمرار دعم الولايات المتحدة
  • الولايات المتحدة توقف تبادل المعلومات الاستخباراتية بشأن روسيا مع أوكرانيا
  • مودي يحث الشركات الهندية على الاستفادة من التغيرات العالمية
  • روسيا عن قرار ترامب: وقف المساعدات يشجع كييف على السلام
  • سموتريتش يعلن عن زيارة "خاطفة" إلى الولايات المتحدة
  • زيلينسكي: نعوّل على دعم الولايات المتحدة لإحلال السلام
  • زيلينسكي: نأمل في الحصول على دعم الولايات المتحدة لتحقيق السلام
  • ترامب: أمريكا لن تتسامح مع زيلينسكي وأوروبا لا تستطيع دعم أوكرانيا دون الولايات المتحدة
  • روسيا: زيارة زيلينسكي إلى واشنطن تعكس الفشل الكامل لنظام كييف