موقع 24:
2025-04-30@15:09:48 GMT

هل تمثّل زيارة مودي لكييف ثغرة في استقلالية الهند؟

تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT

هل تمثّل زيارة مودي لكييف ثغرة في استقلالية الهند؟

كانت الزيارة "التاريخية" لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى كييف في 23 أغسطس (آب) 2024، وهي الأولى منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية مع أوكرانيا المستقلة سنة 1992، موضع ترحيب بشكل عام من قبل الغرب بقيادة الولايات المتحدة وحلفائها.

الهند حازمة بسياستها في حماية مصالحها الوطنية



مع ذلك، يشير الصحافي المقيم في نيودلهي فيناي شوكلا إلى أن زيارة مودي ومحادثاته مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تركت انطباعاً بأنه قام بجولته تحت ضغط أمريكي لموازنة زيارته في يوليو (تموز) إلى موسكو، حين أجرى محادثات مع الرئيس فلاديمير بوتين، وذلك لإثبات حياده.


كتب شوكلا في "نادي فالداي للحوار الدولي" ومقره روسيا أن مودي أعلن في كييف عبر بيان أن هذا ليس عصر حرب مضيفاً أن الهند "ليست محايدة" في النزاع الأوكراني، بل إنها "مؤيدة للسلام". لكن بعد توغل القوات المسلحة الأوكرانية في السادس من أغسطس في منطقة كورسك الروسية بمساعدة الأسلحة والمرتزقة والمستشارين الغربيين، تغيرت الأمور.
بزيارة كييف على هذه الخلفية، تغاضى مودي عملياً عن تصعيد زيلينسكي، وأضر بالاستقلالية الاستراتيجية التي تتوق إليها الهند. مع ذلك، يعكس توقيت الزيارة أنه أثناء التخطيط لها، وضع مسؤولو الهند في الاعتبار ردود الفعل الحادة من الولايات المتحدة على زيارة مودي لموسكو. ولاية ثالثة ضعيفة يعتقد الخبراء الذين يدركون أصل النزاع أن أزمة أوكرانيا كانت النتيجة النهائية للتغيير الذي هندسته الولايات المتحدة للنظام في كييف سنة 2014 وأن مفتاح حلها يكمن في واشنطن وحلفائها الأوروبيين. معلوم حسب الكاتب أن حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة يريد تغيير النظام في الكرملين، وأوكرانيا بقيادة زيلينسكي هي "بيدق" في اللعبة ضد "روسيا حازمة بقيادة بوتين".
مودي في ولايته الثالثة أضعف بكثير، إذ فشل حزبه بهاراتيا جاناتا في حشد أغلبية واضحة بمفرده. وبسبب نزوات ومطالب شركائه في التحالف والمعارضة الموحدة بقيادة الزعيم الشاب لحزب المؤتمر الوطني الهندي راوول غاندي، هو مضطر للحفاظ على التوازن البرلماني. لفتة طيبة قبل زيارة مودي لأوكرانيا، قال النائب شاشي ثارور، أحد كبار زعماء حزب المؤتمر الوطني الهندي المعارض، إنها "لفتة طيبة وستكون موضع تقدير".
في حديث إلى وكالة أنباء برس تراست الهندية، قال ثارور الذي شغل سابقاً منصب وزير الدولة للشؤون الخارجية: "أعتقد أن الكثيرين شعروا بأن الهند تلعب دوراً متوازناً في معظم الصراعات في العالم اليوم وبأنه قد يكون من الجيد إظهار مقدار معين من الاهتمام بالجانبين بشكل واضح كما فعل في موسكو، وبأن الذهاب وتحية الرئيس زيلينسكي وسط كل أنقاض ذلك البلد سيكون لفتة جيدة للغاية".
لا يعتقد أي خبير جاد بالعلاقات الدولية في الهند، من ضمنهم ثارور، أن الهند يمكن أن تلعب أي دور في إحلال السلام، بصرف النظر عن استعداد مودي الشخصي للقيام بدوره لتسهيل الحوار والدبلوماسية. لا استرضاء لأحد يعتقد البعض أن زيارة مودي كانت مهمة لأن كييف وبعض الدول الغربية ردت بحدة على زيارته إلى موسكو في يوليو، والآن تريد نيودلهي تهدئة الغرب.
ليس من المستغرب وفق الكاتب رؤية الهند توازن علاقاتها بين معسكرين متخاصمين يتنافسان في ساحة المعركة الأوكرانية. يتعلق الأمر أكثر بالإشارة إلى أنه في حين ستواصل الهند إقامة علاقات قوية مع روسيا، هي ستظل تعمل بشكل وثيق مع الغرب.
في مقابلة مع "بي بي سي"، رأى مايكل كوغلمان، خبير مقيم في الولايات المتحدة، أن الزيارة ستعيد تأكيد الاستقلالية الاستراتيجية للهند. وقال: "الهند ليست في مجال استرضاء القوى الغربية، أو أي طرف آخر في هذا الشأن. إنها رحلة تهدف إلى تعزيز المصالح الهندية، من خلال إعادة تأكيد الصداقة مع كييف ونقل مخاوفها بشأن الحرب المستمرة". ما ينساه زيلينسكي امتنعت الهند عن انتقاد روسيا بشكل مباشر بشأن الحرب، ما أثار انزعاج القوى الغربية. أسس الغرب أسطورة مفادها أن بإمكان مودي وقف الحرب في أوكرانيا عبر الضغط على بوتين. وقال زيلينسكي لوسائل الإعلام الهندية: "توقفوا عن شراء النفط الروسي، ولن يكون لدى بوتين المال لتمويلها"، ولكنه تجاهل واقع أن الدول الأوروبية الداعمة لنظامه، تواصل شراء الغاز الطبيعي بقيمة مليارات اليورو من روسيا. استشراف لنظام عالمي إن الهند حازمة بسياستها في حماية مصالحها الوطنية حسب شوكلا. يشهد التاريخ أنه في أوروبا، يتم حل جميع النزاعات العسكرية في نهاية المطاف من خلال التسوية التفاوضية. وترى الهند أن نظاماً عالمياً جديداً سيظهر بعد نهاية الصراع في أوكرانيا يوماً ما، عاجلاً أم آجلاً، مع وجود بنية أمنية جديدة تضمن الأمن المتساوي للدول الكبيرة والصغيرة، وتفضل نيودلهي أن تكون على طاولة أصحاب المصلحة الكبار، ولا يمكن ضمان ذلك إلا من خلال الاستقلالية الاستراتيجية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب الأوكرانية الولایات المتحدة زیارة مودی

إقرأ أيضاً:

ترامب: زيلينسكي مستعد للتنازل عن شبه جزيرة القرم لـ روسيا مقابل وقف إطلاق النار

عرضت قناة القاهرة الإخبارية، خبرا عاجلا يفيد بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال إن اجتماعي مع زيلينسكي في الفاتيكان سار على ما يرام، وأن الأيام المقبلة ستحدد ما إذا كان هناك تقدم في الصراع الروسي الأوكراني.

الحركة الوطنية ردا على تصريحات ترامب عن قناة السويس: زمن الإملاءات الاستعمارية انتهىترامب : أعتقد باستعداد أوكرانيا التنازل عن جزء من أراضيها لروسياترامب: سنتوصل إلى اتفاق مع إيران دون الحاجة إلى إسقاط القنابلغضب برلماني بسبب تصريحات ترامب بشأن قناة السويس


وأضاف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، أنه يعتقد أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مستعد للتنازل عن شبه جزيرة القرم لروسيا، كجزء من أي اتفاق لوقف إطلاق النار، وذلك في الوقت الذي دخلت فيه المحادثات بشأن الهدنة ما وصفته واشنطن بأسبوع حاسم يوم الاثنين.

كما صعد ترامب الضغوط على فلاديمير بوتين، قائلاً إن الرئيس الروسي يجب أن "يتوقف عن إطلاق النار" ويوقع اتفاقية لإنهاء الحرب الطاحنة التي بدأت بتدخل موسكو في فبراير2022.

جاءت تصريحات ترامب بعد يوم من لقائه زيلينسكي خلال جنازة البابا فرانسيس، مما أدى إلى كسر الجليد بعد خلاف كبير بين الرئيسين الأمريكي والأوكراني في البيت الأبيض في فبراير.

قال ترامب للصحفيين في بيدمينستر بولاية نيوجيرسي عندما سئل عما إذا كان يعتقد أن زيلينسكي مستعد "للتخلي" عن شبه جزيرة القرم - على الرغم من أن الرئيس الأوكراني قال مرارا أنه لن يفعل ذلك أبدا "أوه، أعتقد ذلك".

وأضاف ترامب أنهما ناقشا "بشكل موجز" خلال محادثاتهما في الفاتيكان مصير شبه جزيرة البحر الأسود التي ضمتها موسكو في عام 2014.

وكان الرئيس الأمريكي البالغ من العمر 78 عاما، والذي تفاخر قبل تنصيبه بأنه قادر على وقف روسيا عن دخوب أوكرانيا خلال يوم واحد، قد أطلق هجوما دبلوماسيا لوقف القتال بعد توليه منصبه في يناير.

وتخشى كييف وحلفاؤها الغربيون من أن يكون ترامب يميل نحو موقف موسكو.

لكن الزعيم الأمريكي بدا أكثر نفاد صبره تجاه بوتن في الأيام الأخيرة.

شنت روسيا هجمات بطائرات بدون طيار وصواريخ في الليلة التالية لمحادثات الفاتيكان، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص في مناطق في شرق أوكرانيا وإصابة أكثر من عشرة أشخاص.

قال ترامب يوم الأحد، ردًا على سؤال عما يريده من بوتين: "أريده أن يتوقف عن إطلاق النار، وأن يجلس ويوقع اتفاقًا". 
وأضاف: "أعتقد أن لدينا حدودًا للاتفاق، وأريده أن يوقعه".

صرح البيت الأبيض بأنه في حال عدم إحراز تقدم سريع، فقد يتخلى عن دوره كوسيط.
وأشار ترامب إلى أنه سيمنح العملية "أسبوعين".

أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في وقت سابق الأحد على أهمية الأسبوع المقبل.

ولكن لا تزال هناك حالة من الإحباط لدى الولايات المتحدة تجاه الجانبين، مع استمرار الحرب التي دمرت مساحات واسعة من شرق أوكرانيا وأودت بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص.

شنت أوكرانيا هجوما "ضخما" بطائرة بدون طيار على منطقة بريانسك الروسية يوم الأحد، مما أسفر عن مقتل مدني وإصابة آخر، بحسب حاكم المنطقة.
 

طباعة شارك الروسي الأوكراني ترامب القاهرة الإخبارية الرئيس الأمريكي الفاتيكان

مقالات مشابهة

  • نيبينزيا: روسيا مستعدة لمفاوضات مباشرة مع كييف رغم مشاكل شرعية زيلينسكي
  • وسط التصعيد في كييف .. دعوات أممية لاتفاق سلام فوري بين روسيا وأوكرانيا
  • نيبينزيا: روسيا مستعدة لمفاوضات مباشرة مع كييف على الرغم من المشاكل المتعلقة بشرعية زيلينسكي
  • الولايات المتحدة تهدد بوقف وساطتها بين روسيا وأوكرانيا.. ما السبب؟
  • ماذا ستفعل الولايات المتحدة إذا اندلعت حرب بين الهند وباكستان؟
  • الولايات المتحدة تدعو روسيا لإنهاء الحرب مع أوكرانيا “فوراً”
  • زيلينسكي: إعلان روسيا وقف إطلاق النار المؤقت محاولة تلاعب
  • ترامب يدعو روسيا لوقف الهجمات ويزعم أن زيلينسكي مستعد للتخلي عن القرم
  • ترامب: زيلينسكي مستعد للتنازل عن شبه جزيرة القرم لـ روسيا مقابل وقف إطلاق النار
  • لافروف: روسيا مستعدة للمساعدة في الحوار بين الولايات المتحدة وإيران