الحملة العسكريّة التي بدأتها إسرائيل في الضفة الغربية قبل أيام، لا تقف حدودها فقط عند المخيمات الفلسطينية هناك، بل تمتدّ آثارها إلى لبنان أيضاً.   عملياً، فإنّ العملية التي تشهدها الضفة لا تشمل فقط حركتي "حماس" و "الجهاد الإسلامي" بل تطالُ أيضاً كتائب "شهداء الأقصى" التي تسعى إسرائيل لـ"عرقلة تحركها" انطلاقاً من لبنان.

  في الواقع، فإنّ عملية اغتيال القياديّ في الكتائب المذكورة خليل المقدح بغارة إسرائيلية في مدينة صيدا قبل أسبوع، يندرجُ في إطار الخطوة المتخذة ضدّ الضفة. هنا، تقرأ مصادر معنية بالشأن العسكريّ آثار "التصفيات" التي تنفذها إسرائيل في لبنان ضمن التنظيمات الفلسطينية والتي تشير إلى أن الهدف منها هو "تطويق المخططات" القائمة بين لبنان والداخل الفلسطيني.   أيضاً، تكشف مصادر فلسطينية لـ"لبنان24" أنّ قياديين تابعين لهذه الفصائل فتحوا خطوطاً تنسيقية مباشرة بين جنوب لبنان والضفة الغربية، مشيرة إلى أن هناك اتصالات تقنية ولقاءات عبر تقنية الفيديو، تجري بين الحين والآخر لوضع العمليات في إطارها التنفيذي، وقد ازداد ذلك مؤخراً بفعالية كبيرة.   وإذا كان خليل المقدح الذي قتلته إسرائيل في صيدا أحد أبرز "المحركين" لعمليات "كتائب الأقصى" في الضفة انطلاقاً من لبنان، فإنّ قادة آخرين تسعى إسرائيل لاغتيالهم داخل لبنان هم من الذين يعتبرون الأخطر على تل أبيب، باعتبار أن العقول التخطيطية موجودة خارج الضفة، وبالتالي فإن قدرتها على التحرك وتوفير شبكات دعم أكثر رسوخاً بين لبنان والداخل الفلسطيني كبيرة جداً مع هامش تحرك أوسع.   لهذا السبب وغيره، تسعى المنظمات الفلسطينية لتغيير خطط تحركات قادتها داخل لبنان خصوصاً أولئك المعنيين بالداخل الفلسطيني، وما يتبين هو أن جماعات "حماس" و "فتح" و "الجهاد الإسلامي" تسعى لنقل معركتها تدريجياً من غزة إلى الضفة توازياً مع الحفاظ على التخطيط المحوريّ من داخل لبنان كون القيادة الموجودة في غزة باتت "مشرذمة"، وفق ما تقول المصادر المعنية بالشأن العسكري.   ما تراه المصادر أيضاً هو أنّ الغارة الإسرائيلية التي استهدفت 3 قياديين من حركة "الجهاد الإسلامي" وآخر من "حزب الله"، تعتبر امتداداً للعمليات الإسرائيلية التوسعية ضد التنظيمات الفلسطينية بين لبنان وسوريا، وما يظهر هو أن إسرائيل تحاول استهداف الفلسطينيين داخل سوريا أيضاً، ما قد ينذر باغتيالات جديدة هناك أيضاً.   لهذه الأسباب وغيرها، تعتبرُ قراءة الواقع الفلسطيني داخل لبنان مختلفة حالياً عن المراحل السابقة، فالجبهة تتوسع وباتت مسألة غزة "ثانوية" بينما التركيز الآن على جبهة أخرى أساسها الضفة الغربيّة التي تمثل هاجساً إسرائيلياً جديداً بعد جبهة جنوب لبنان وغزة.   أمام كل ما يجري، فإن إسرائيل تحاول "تطويق" أي تمدّد في أي منطقة فلسطينية داخلية قبل تحوله إلى خطر كبير ضدها، وذلك بالتوازي مع عملياتها داخل غزة وجنوب لبنان.. فما هو هدف إسرائيل وراء كل ذلك؟ وهل ستتحول الضفة إلى "غزة 2"؟   الخبير العسكريّ حسن جوني يقول عبر "لبنان24" إنّ تعثر مفاوضات هدنة غزة وجو اليأس الذي أصاب الفلسطينيين بالإضافة إلى التوحش الإسرائيلي في غزة، انعكس على وضع الضفة الغربية بشكلٍ كبير، وأضاف: "الضفة تخضع لرقابة أمنيّة كبيرة وسيطرة شبه مُحكمة من قبل إسرائيل كما أن فيها مستوطنات وسلطة فلسطينية. ما يجري هناك هو تطور لافت، كما أن التحرك الإسرائيلي في هذا التوقيت قد يُفجر محوراً جديداً في الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي".   واعتبر جوني أنّ "الأحداث في الضفة يمكن أن تحمل رسالة قوية إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للموافقة على صفقة اتفاق غزة لأنّ الأمور قد تتفلّت"، وأردف: "الأمور مفتوحة لكن الضفة تختلف عن غزة، فليس هناك تحصينات دفاعية وحربية كما في القطاع كما أن الفلسطينيين في الضفة قد لا يحصلون على السلاح بشكلٍ كافٍ".   وختم: "إنّ مجرد بداية هذه الأحداث وتنفيذ المقاومين الفلسطينيين بعض العمليات الجريئة والمستقلة والمُتفرقة ضمن الضفة سيكون له أثر كبيرٌ على الأمن الإسرائيلي خصوصاً أن الضفة هي منطقة ساخنة فيما إسرائيل تعملُ على قمع الإنتفاضة في مهدها". المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الضفة الغربیة داخل لبنان بین لبنان فی الضفة

إقرأ أيضاً:

الاستيطان يلتهم الضفة الغربية بالتزامن مع تدمير المخيمات

يواصل الاحتلال الإسرائيلي توسيع سياسة الاستيطان الممنهجة في الضفة الغربية التي تشهد عمليات عسكرية واسعة يتخللها فرض للحصار وتدمير للمنازل وتهجير لآلاف السكان.

وبالتزامن مع الذكرى الـ49 ليوم الأرض، أكدت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان تنفيذ سلطات الاحتلال سياسات ممنهجة لتوسيع عمليات الاستيطان بالتوازي مع العمليات العسكرية في مختلف مناطق الضفة.

ووفقا لتقرير أعدته أسماء علي للجزيرة، فقد مارس الاحتلال الكثير من الانتهاكات خلال الـ18 شهرا الماضية، حيث صادر أكثر من 24 ألف دونم من أراضي الضفة تحت مسمى "أراضي الدولة"، في أكبر عمليات مصادرة منذ أكثر من 3 عقود.

كما سيطرت إسرائيل على نحو 2382 كيلومترا مربعا، تعادل 42% من مجمل أراضي الضفة الغربية و70% من مجمل المناطق المصنفة "ج"، وأخضعتها لإجراءات احتلالية.

عشرات البؤر والمخططات الاستيطانية

وقالت هيئة مقاومة الجدار، إن الموجة الاستيطانية استُكملت بإقامة الاحتلال 51 بؤرة استيطانية خلال العام الماضي بينها 8 بؤر أقيمت في مناطق "ب".

وأقامت قوات الاحتلال نحو 900 حاجز عسكري وبوابة تحاصر الوجود الفلسطيني في الضفة الغربية، كما تم تقديم 268 مخططا هيكليا لمستوطنات.

وتسارعت وتيرة الاستيطان بإصدار الاحتلال 13 أمرا عسكريا لإنشاء مناطق عازلة حول المستعمرات بالضفة لمنع وصول الفلسطينيين لآلاف الدونمات وهذا يعني تمهيد علمية الاستيلاء عليها.

إعلان

وأشار التقرير إلى استيلاء الاحتلال على 46 ألف دونم خلال 2024 تحت مسميات مختلفة، فضلا عن إقامة 60 بؤرة استيطانية جديدة منذ عام 2023.

وفي الوقت الراهن، يقيم 770 ألف مستوطن في 180 مستوطنة و356 بؤرة استيطانية بالضفة، ويسيطر الاحتلال على 136 بؤرة زراعية رعوية استيطانية تمتد على أكثر من 480 ألف دونم من أراضي الفلسطينيين، كما تم إصدار 939 إخطارا بالهدم ووقف البناء لمنازل ومنشآت فلسطينية.

تدمير المخيمات

ومنذ 70 يوما، يواصل الاحتلال عميلة عسكرية في مخيمات شمال الضفة شملت هدم أكثر من ألف منزل و60 محلا في جنين وطولكرم، وفق اللجنة الإعلامية للمخيمات.

وقالت مصادر للجزيرة إن الاحتلال أخلى المخيمات في جنين وطولكرم بشكل كامل تحت تهديد السلاح ليصل عدد المهجرين في شمالي الضفة إلى أكثر من 45 ألف فلسطيني، ودمرت الجرافات البنية التحتية وشقت طرقا جديدة على حساب منازل المواطنين.

وفي طولكرم أعلنت اللجنة الإعلامية أن أكثر من 20 ألفا نزحوا من منازلهم، كما أخلى الاحتلال ميخيمي طولكرم ونور شمس بشكل كامل قبل أن يبدأ بأعمال تدمير ما يزيد على 400 منزل داخل المخيمات.

مقالات مشابهة

  • الضفة الغربية.. موجة «نزوح» هي الأكبر منذ عام 1967
  • الأونروا: حجم النزوح في الضفة الغربية يصل إلى مستويات غير مسبوقة
  • تعرف على قيادات الشرعية التي قدمت من الرياض لأداء صلاة العيد بمدينة عدن
  • الاستيطان يلتهم الضفة الغربية بالتزامن مع تدمير المخيمات
  • محافظ الغربية يستقبل قيادات مكتب قضايا الدولة لتقديم التهنئة بحلول عيد الفطر المبارك
  • تقرير: توسع استيطاني غير مسبوق في الضفة الغربية العام الماضي
  • الجيش الإسرائيلي يوسّع عملياته العسكرية في الضفة الغربية
  • الاحتلال الإسرائيلي يستولي على 52 ألف دونم في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر
  • ماذا يحدث داخل حزب الله؟ إختبار إستراتيجي!
  • القدس المنسية: المدينة التي تُسرق في ظل دخان الحرب الإسرائيلية على غزة والضفة