أسبوع أبوظبي المالي يوسع برنامجه لـ 50 فعالية في دورته الثالثة
تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT
تحت رعاية الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، كشفت الدورة الثالثة من أسبوع أبوظبي المالي، الفعالية المالية الرائدة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، التي يستضيفها سوق أبوظبي العالمي، عن جدولها الذي يضم 50 حدثاً وفعالية فرعية.
وأعلن "أسبوع أبوظبي المالي" في يونيو (حزيران) الماضي عن دورته الثالثة، التي ستنطلق تحت شعار "أهلاً بكم في عاصمة رأس المال" في الفترة من 9 إلى 12 ديسمبر (كانون الأول) 2024، إذ ستناقش مختلف العوامل التي تسهم في ترسيخ مكانة أبوظبي باعتبارها "عاصمة رأس المال"، مع التركيز على الجوانب والمقوّمات المالية والبشرية والثقافية والبيئية والتكنولوجية لـ"رأس المال".
وحقق أسبوع أبوظبي المالي نجاحاً واسعاً في دورة العام الماضي، إذ استضاف أكثر من 3300 شخصية قيادية بارزة من رؤساء مجالس الإدارة والرؤساء التنفيذيين ومديري العمليات والمديرين العامين ورؤساء الشركات الإقليمية وكبار المسؤولين التنفيذيين وممثلي الشركات المالية العالمية الرائدة وخبراء القطاع وصناع السياسات والجهات التنظيمية والمستثمرين والمصرفيين، الذين شاركوا في مناقشات تفاعلية ركزت على موضوع الحدث الرئيسي وهو "الاستثمار في عصر التحولات"، وسلطت الضوء على الآفاق والفرص الواعدة المتنامية في أبوظبي، ومثّل الحاضرون شركات مالية عالمية من مختلف القطاعات تدير مجتمعة أصولاً تزيد قيمتها عن 30 تريليون دولار، أي ما يمثل نسبة تقارب 22% من الاقتصاد العالمي.
ويستهل أسبوع أبوظبي المالي فعالياته بحفل افتتاحي يقام في 9 ديسمبر (كانون الأول) 2024 يستعرض أجندة الحدث التي تتضمن مئات من الجلسات الحوارية لمناقشة جملة من الموضوعات العالمية المهمة على أجندة القطاع المالي على مدى أربعة أيام. وبعد حفل الافتتاح، سيشهد أسبوع أبوظبي المالي عودة منتدى أبوظبي الاقتصادي، الذي سيوفر منصة لتحليل الاستراتيجيات والسياسات والاستثمارات التي سترسم ملامح مستقبل اقتصاد الصقر في أبوظبي.
يجمع المنتدى كبار القادة الحكوميين وقيادات الشركات المالية الدولية المتعددة التي تسهم في دفع النمو الاقتصادي في أبوظبي والأسواق العالمية. كما من المقرر عقد فعاليات إضافية على هامش الحدث الرئيسي في اليوم نفسه، بما في ذلك مؤتمر قيادات القطاع الخاص ضمن منتدى أبوظبي الاقتصادي، ومؤتمر أسواق رأس المال في أبوظبي.
"أسيت أبوظبي"وسيشهد أسبوع أبوظبي المالي الدورة الثالثة من مؤتمر المستثمرين البارز "أسيت أبوظبي" في 10 ديسمبر (كانون الأول)، إلى جانب فعاليات مؤتمر "ريزولف" الدولي لتسوية النزاعات.
ويأتي "أسيت أبوظبي" لهذا العام امتداداً للنجاح الذي حققته دورة 2023، إذ سيواصل الحدث دوره الجوهري في تسليط الضوء على المواضيع الاستثمارية المهمة، مثل تطوّر الأسواق العامة والخاصة، والاستثمار في تقنيات العقد القادم، والاستثمار في مدن المستقبل، والرؤى المُستخلصة من أكبر صناديق التحوّط في العالم. وسيعرض الحدث منظوراً ورؤى متنوعة لشركات الاستثمار المؤسسي وشركات تخصيص الأصول في ظل المشهد الاستثماري دائم التغير.
ويجمع مؤتمر "أسيت أبوظبي" المفتوح لعامة الجمهور مجموعة من شركات تخصيص الأصول ومديري الأصول والمؤسسات المصرفية الاستثمارية ومشاريع رأس المال الاستثماري وشركات الأسهم الخاصة والمكاتب العائلية وغيرهم من المستثمرين المؤسسيين. وتشمل الأحداث البارزة التي تقام على هامش الحدث الرئيسي خلال اليوم الثاني منتدى يو بي إس للاستثمار، ومؤتمر المكاتب العائلية الدولي، وقمة إجراءات التحول وإعادة الهيكلة والإفلاس، ومنتدى "سبيرز برايفيت ويلث" وفعالية "فنتشر ستيج" للشركات الناشئة.
كما يجمع مؤتمر "ريسولف"، الذي ينعقد تحت شعار "تعزيز المرونة"، أبرز أصحاب المصلحة الذين يمثلون مجتمع تسوية النزاعات الدولي، بالإضافة إلى قادة من القطاعات الحكومية والصناعية والتكنولوجية والأكاديمية، لمعالجة التحديات التي يواجهها المتخصصون في تسوية النزاعات، وسبل تنمية المنهجية المرنة في التعامل مع النزاعات وتعزيز فرص الفوز بالمفاوضات، وتأثير التكنولوجيا على تحسين آليات تسوية النزاعات ودور القطاع وإسهاماته في تعزيز متانة الشركات.
ويعود مؤتمر "فينتك أبوظبي"، الذي يعد أضخم محفل للتكنولوجيا المالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في نسخته الثامنة خلال أسبوع أبوظبي المالي حيث سينعقد في اليوم الثالث الموافق 11 ديسمبر (كانون الأول) 2024، المؤتمر يجمع مبتكري التكنولوجيا والمطورين والعلماء ورواد الأعمال والمستثمرين في قطاعات الاستثمار البديل لمناقشة وتشكيل مستقبل القطاع المالي في مجالات حيوية، كالمدفوعات، والأصول الرقمية، والأمن الرقمي، والائتمان.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية أبوظبي الإمارات أبوظبي أسبوع أبوظبی المالی کانون الأول رأس المال فی أبوظبی
إقرأ أيضاً:
الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
يأخذك الحديث وأنت تتأمل فيلم غيوم لمُزنة المسافر إلى التطور الفني والموضوعي في تجربتها، موضوعا التعددية الثقافية والعرقية في المجتمع العماني كمصدر ثراء غني، تتجه إليه مزنة في استقصائها الطويل، مزيلة وهم ما يفصل بيننا، عبر البحث عن ما يجمع بيننا ويأتلف في نسيج اجتماعي واحد. عبر هذا الثراء العرقي واللغوي نخلق تجانسنا الحقيقي، التجانس المميز لمجتمعنا منذ جذوره التاريخية البعيدة. فنيا يشكل فيلم غيوم تحولا نوعيا تخرج به مزنة عن الطرح الأفقي للتجربة، عن أحكام البداية فتتسلسل الأحداث وصولا إلى نهايتها. فيلم غيوم يخرج عن القوالب التقليدية في السينما منحازا إلى شاعريتها، الغائب والماضي والمفقود هم من يشكل وهج الأحداث، ويدفع بشخوصه إلى المحبة والأسى والفراق والندم، محكومة بالماضي الذي تسدل ظلال أحداثه على الحاضر والمستقبل معا. فنيا ينحاز السيناريو إلى الصورة السينمائية عنه إلى الحوار، الصورة خاصة في تجسيدها المباشر لملامح شخوص الفيلم، قادرة حقا على نقل عواطفهم واختلاجات قلوبهم، سينمائيا تضفي هذه اللغة الجمال السينمائي، الذي تريد مزنة إيصاله إلينا، ما لا يستطيع الحوار نقله عبر السينما.
اختيار مُزنة لطرح تجربتها جبال ظفار، عائدة بنا إلى عام ١٩٧٨م، أي بعد ثلاثة أعوام من نهاية حرب الجبل بعد حرب طويلة استمرّت عشرة أعوام. هذه الحرب هي الماضي الذي يثقل أرواح رعاة الجبل، الماضي الذي يسدل على الحياة مشاعر الفقدان والخوف من عودة الحرب ثانية. الحرب التي تركت في كل منزل قتيلًا، أو قريبًا لقتيل، أحرقت المراعي وفتكت بالإبل مصدر حياة سكانه، والأثقل أنها تركت روح الفرقة بين أبناء الجبل، نظرا لتغير مواقفهم من موقع إلى آخر، ذلك ما نقرأ ثقله في حياة بطل الفيلم دبلان الذي يتحول بعد الحرب إلى رجل منطو على نفسه، يرفض مشاركة الناس أفراحهم وأحزانهم ويقضي معظم وقته في العناية ببندقيته، وملئها بالرصاص حتى تكون جاهزة للقضاء على النمر في أي وقت تتكرر عودة الحرب ثانية إلى جبال ظفار.
مزنة في هذا الفيلم العميق والشاعري في آن تبتعد عن تقديم الرصاص والقصف والقتلى، كما أن المرأة القتيلة لم تظهر في الفيلم أبدا، رغم ظهور ذكراها المتواصل، كهاجس يومي يلازم حياة الأب وابنه عمر وابنته سلمى، المرأة ومقتلها الغامض هي السر المكتوم في الفيلم، ابنها عمر كل ليلة ينام في حضن أخته الكبرى، متخيلا والدته تنام على سحابة بعيدة في السماء، يراقب أباه يوميا أثناء تنظيف وتعمير بندقيته، محاولا أكثر من مرة خطفها منه، دون أن يتبين لنا السبب المباشر لذلك، حتى نجاح اختطافه البندقية في مشهد سينمائي أخاذ، يوجّه فيه عمر البندقية إلى صدر أبيه طالبا منه فك لغز اختفاء أمه، تكون الفرصة مؤاتية آنذاك للأب للاعتراف لابنه وابنته أن الأم قد توفيت برصاصة طائشة أثناء معارك الجبل، دون أن يحدد من أي طرف جاءت الرصاصة، ذكاء مزنة يوقف التجربة برمتها أمام تقييم جديد يكشفه التاريخ في مستقبل الأيام، والوقت ما زال باكرا لإدانة طرف ضد آخر، فقط الخوف من عودة الحرب ثانية، هي النمر الذي يستعد دبلان يوميا لمواجهته. وأخيرا لتعليم ابنه طريقة استخدام البندقية لقتل النمر وحش الحرب قبل وصوله إلى الجبال.
مصدر إيحاء غيوم هي مجموعة من الصور الوثائقية التقطها والدها الفنان موسى المسافر، الذي دون شك عاصر مرارة تلك الأحداث، تكشف لنا جانبا مهما من حياة أبناء الجبل في ظفار أثناء الحرب وبعد انتهائها. من تلك الصور الوثائقية استمدت مزنة هذا الإلهام المتدفق، وصاغت سيناريو فيلم غيوم، الذي يأتي ليس لإدانة طرف دون آخر، بل لإدانة الحروب البشرية برمتها، ذلك لأنها نظرت لنتائجها الوخيمة في عيني دبلان رب العائلة الذي مع خروجه حيا منها إلا أنه خرج مهزوما فاقد القدرة على الحياة، معذبا بالماضي الذي قدمته مزنة كنمر يفترس كل ما أمامه دون تمييز ورحمة.
مزنة تعي جيدا آثار الحروب على تغيير العلاقات الاجتماعية بين البشر، العلاقة بين دبلان وشيخ القبيلة بعد الحرب، ليست هي العلاقة إياها قبل الحرب، يتقدم شيخ القبيلة المتقدم في العمر لخطبة سلمى صبية دبلان، المرتبطة بعلاقة عاطفية مع سالم الصبي الجبلي من جيلها. يقف دبلان وهو راعي الإبل الجبلي موقفا متقدما عندما يرفض تزويج ابنته شيخ القبيلة الثري، مزوجا إياها الصبي الفقير مع مباركة الأب له بحبات من شجرة اللبان الأسطورية والتي تصل محبة أبناء الجبل لها إلى درجة التقديس، نظرا لارتباط استخدامها بطقوس دينية في معابد الأديان الهندية بل وفي معابد الأديان السماوية قديما.
الفيلم ناطق بالشحرية لغة رعاة الجبال بظفار، كان ذلك ضروريا، هذا ما أدركته مزنة، منذ بداية اشتغالها على المشهد السينمائي العماني، بما يحمله من تنوع عرقي وثقافي أخاذ منذ قديم الزمان. قبلها قدمت فيلم شولو الناطق بالسواحيلية وفيلم بشك الوثائقي الناطق بالبلوشية. هي السينمائية التي لا تعترف بفوارق وهمية بين أبناء الوطن الواحد، القادرة على اكتشاف النسيج الاجتماعي المخفي، الرابط أبناءه روحيا على أرض واحدة، وتحت سماء واحدة.
فيلم تشولو، تناقش مُزنة فيه تجربة الانتماء الوطني والحنين إلى الجذور البعيدة خلف البحار، تدور أحداثه في زنجبار، موطن أساسي لهجرة العمانيين عبر التاريخ لقرون مضت، يستقبل تشولو الصبي أخاه عبدالله القادم من عُمان، يعيشان معا توافق البحث عن جذورهم المشتركة، يتعرضان للاعتداء من رجال أفارقة بسبب انتماء عبدالله العربي الواضح في لونه، تتراءى عمان وطنا بعيدا مجهولا لتشولو، أرضا سحرية لن يعود إليها أبدا، يعود عبدالله مع أبيه ويظل تشولو ينظر إلى البحر، إلى السفن وهي تبحر عائدة إلى عمان التي لن يراها أبدا، هكذا تتكرر تجربة الماضي الساكن كقيد يرتبط به المرؤ. ولكن بشكل إيجابي في تشولو عنه في غيوم، مزنة تتجاوز تجربة الحنين النوستالجي إلى الماضي، في الفيلمين تنظر إلى الماضي كقيد يجب علينا كسره والانطلاق إلى المستقبل دون الالتفات إليه. خاصة في مرارة أحداثه كما هو في فيلم غيوم، حيث يبقى الدم الأفريقي العماني المشترك، تجربة حضارة مشتركة أيضا، تغذي النسيج الاجتماعي العماني بخصوبة العطاء في فيلم تشولو، أي أنها تنطلق من الإيجابي في ثراء الوجود العماني بشرق إفريقيا، الثراء الذي دفع بالأفارقة إلى ما هو مثمر، حيث حمل العمانيون معهم الأساليب الحديثة في الزراعة، وارتياد آفاق العمل التجاري، ونشر الدين الإسلامي وغيرها من الدلائل الحضارية المهمة، التي تؤكد إيجابية وجودهم المبكر في شرق إفريقيا. وحش الماضي الذي يصوب له دبلان وابنه عمر البندقية لمواجهته، يحتفظ له تشولو وأخيه عبدالله بمئة قطعة من المندازي الذي خبزته لهما جدتهم الإفريقية، يحشوان فم النمر المفترس بها حتى لا يكون قادرا على افتراسهما معا. ذلك دون شك مشهد طفولي ساحر يؤكد وحدة الأخوين ضد وحش الحرب المأساوية بين العمانيين والأفارقة، أي من المحبة المشتركة بينهما نخلق إمكانية التعايش المشترك والوحش الذي يطعمه الطفلان العماني والأفريقي المندازي، هي الحرب التي خلقت روح الكراهية بينهما، وآن لنا جميعا طي صفحاتها الدموية، نحو خلق عالم أجمل لأجيالنا القادمة.
مُزنة التي جاءت بعد ستين عاما على مأساة خروج العمانيين من شرق إفريقيا بطريقة مأساوية فقد فيها العمانيون الآلاف من أبنائهم ثم أنها جاءت بعد خمسين عاما أيضا بعد نهاية حرب الجبل بظفار، تنصت إلى أوراق التاريخ التي تحفظ لنا ما فقد وتم نسيانه، مؤهلة حقا للذهاب أبعد مستقبلا، نحو تقديم تجارب العطاء العماني المتدفق عبر التاريخ، ورفد السينما العمانية الناشئة بلغة شاعرية متميزة، ذلك حقا جوهر الفن الطليعي الجاد، يضيء كالنجوم ترشد المسافرين في ليل البحار إلى المجهول.
فيلم غيوم /روائي قصير /ناطق بالشحرية/ جائزة أفضل فيلم روائي قصير /المهرجان السينمائي الخليجي ٢٠٢٤م. إخراج مزنة المسافر.
فيلم تشولو/ روائي قصير/ ناطق بالسواحيلية /جائزة أفضل سيناريو /مهرجان أبوظبي السينمائي ٢٠١٤ م. إخراج مزنة المسافر.
سماء عيسى شاعر عُماني