تطرقت المرشحة الديمقراطية للرئاسة ونائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس ومرشحها لنائب الرئيس، تيم والز، في مقابلة مشتركة مع شبكة "سي إن إن" إلى عدة قضايا في حملتهما الانتخابية تضمنت الحرب في غزة وخطتهما الاقتصادية بالإضافة إلى ردهما على بعض الانتقادات التي وجهها منافسها الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب.

وتعتبر هذه أول مقابلة للمرشحين منذ إعلانهما الحصول على تذكرة الديمقراطيين للمشاركة في السباق الرئاسي. وتم إجراؤها في سافانا بولاية جورجيا التي تعتبر إحدى محطات هاريس في طريقها نحو جنوب جورجيا.

الشرق الأوسط

ولدى سؤالها بشأن التوترات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وفيما لو كانت ستبادر إلى إجراء تغييرات، من ضمنها حد مبيعات الأسلحة لإسرائيل، لم تبد هاريس أي فرق واضح بينها وبين موقف إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، وفق تعبير الشبكة الأميركية.  

وقالت هاريس ردا على سؤال يتعلق بالحرب في غزة: "يجب علينا أن نتوصل لاتفاق. هذه الحرب يجب أن تنتهي ويجب أن نحظى باتفاق يتعلق بإخراج الرهائن" المحتجزين في غزة.

الخطة الاقتصادية

وعندما طُلب منها وصف أهدافها في اليوم الأول في حال فوزها، لم تذكر هاريس أي خطوات محددة، مثل توقيع الإجراءات التنفيذية أو الأوامر.

وبدلا من ذلك، كررت تركيزها على تعزيز الاقتصاد: "أولا وقبل كل شيء، إحدى أعلى أولوياتي هي بذل قصارى جهدنا لدعم الطبقة المتوسطة وتعزيزها".

وحاولت المذيعة، دانا باش، الضغط على هاريس من أجل الكشف عن تفاصيل خططها الاقتصادية.

وفي وقت سابق من أغسطس الحالي، أعلنت هاريس خطتها الاقتصادية والتي تتمحور على خفض أسعار المواد الغذائية والإسكان ورعاية الأطفال وذلك من خلال ملاحقة الشركات

كما تضمنت مقترحاتها جهودا لكبح ارتفاع الأسعار وزيادة وتيرة بناء المساكن ذات الأسعار المتاحة.

ولم تكن خططها بمثابة انحراف شامل عن السياسات التي انتهجها بايدن طوال فترة ولايته، لكنها اختارت التركيز بشكل أكثر على مناقشة القدرة على تحمل التكاليف كاستراتيجية بدلاً من خلق فرص العمل أو مكاسب التصنيع، كما فعل بايدن، وفق الشبكة.

وعن سبب عدم تبني هذه السياسة في الإدارة الحالية، قالت هاريس في مقابلة الخميس: "كان يتوجب علينا أن نتعافى كاقتصاد (ككل) ولقد فعلنا ذلك"، مشيرة إلى جهود كبح التضخم وخفض أسعار الأدوية الموصوفة وخفض الضرائب للعائلات.

وأضافت "هناك المزيد لفعله، لكنه عمل جيد".

المناخ

وأشارت هاريس، الخميس، إلى "تشريع خفض التضخم" الذي تبنته إدارة بايدن، والذي ساهم في إحداث تغييرات جذرية بشأن محاربة التغير المناخي. 

وقالت: "لقد وضعنا أهدافا للولايات المتحدة، وبالتالي العالم، بشأن التوصل إلى معايير محددة تخص خفض انبعاثات الغازات الدفيئة، وهذا مثال على أن بعض قيمي لم تتغير". 

وأكدت أنه "ما كان بإمكاني رؤيته هو أننا يمكننا أن ننمو وأن نواصل إنعاش اقتصاد بالطاقة النظيفة من دون حظر التكسير الهيدروليكي". 

ويشكل موضوع "التكسير الهيدروليكي" الذي يطلق عليه أيضا "التصديع المائي" (fracking) قضية مثيرة للجدل بسبب آثاره على البيئة. 

وذكرت هاريس "أعتقد أن أهم جانب في منظور سياستي وقراراتي هو أن قيمي لم تتغير"، موجهة حديثها للمذيعة "لقد ذكرتِ الصفقة الخضراء الجديدة. لطالما اعتقدت، وأنا عملتُ على إعدادها، أن أزمة المناخ حقيقية، وأنها مسألة ملحة يجب أن نطبق عليها مقاييس تتضمن إلزام أنفسنا بالمواعيد النهائية حول الوقت".

لكن شبكة "سي إن إن" قالت إن حملتها ذكرت لاحقا أن هاريس لا تواصل دعم الصفقة الخضراء الجديدة، وهو اقتراح واسع النطاق لمعالجة تغير المناخ تم تقديمه لأول مرة في عام 2019.

وخلال اجتماع لأزمة المناخ في سبتمبر عام 2019، سُئلت هاريس عما إذا كانت ستلتزم بتنفيذ حظر فيدرالي على التكسير الهيدروليكي في أول يوم لها في منصبها.

وقالت هاريس حينها: "لا شك أنني أؤيد حظر التكسير الهيدروليكي، والبدء بما يمكننا القيام به في اليوم الأول حول الأراضي العامة"، لكن الشبكة نوهت إلى أنه بحلول الوقت الذي أصبحت فيه زميلة بايدن في الترشح، ابتعدت عن هذا الموقف وأدلت حتى بصوت كسَر التعادل لصالح توسيع عقود التكسير الهيدروليكي.

"مرشح جمهوري" في إدارتها 

وفي المقابلة، أكدت هاريس أنها ستعين جمهوريا في إدارتها إذا تم انتخابها، رغم أنها قالت إنها لا تفكر في اسم معين. 

وهذا يعيد إحياء تقليد على مدى العقود العديدة الماضية، لم يتبناه ترامب أو بايدن، يقوم فيه الرؤساء بتسمية عضو واحد على الأقل من الحزب المعارض في إدارتهم. 

وقالت هاريس في مقابلة الخميس: "لدي 68 يوما قبل هذه الانتخابات، لذلك أنا لن أضع العربة أمام الحصان". 

واستدركت "لكنني أعتقد أنني سأفعل ذلك (أي تعيين جمهوري في إدارتها). أعتقد أنه مهم حقا. لقد أمضيت مسيرتي المهنية في دعوة تنوع الآراء. أعتقد أنه من المهم أن يكون هناك أشخاص على الطاولة عندما يتم اتخاذ بعض أهم القرارات التي لها وجهات نظر مختلفة وتجارب مختلفة. وأعتقد أنه سيكون من مصلحة الجمهور الأميركي أن يكون لدي عضو جمهوري في إدارتي".

بايدن.. وانسحابه من السباق

ووصفت هاريس بايدن بأنه كان "قويا بشكل غير عادي" في الأيام التي أعقبت أداءه الكارثي في ​​مناظرة "سي إن إن" في أتلانتا أمام ترامب.

وقالت: "إنه يتمتع بالذكاء والالتزام والحكم والتصرف الذي أعتقد أن الشعب الأميركي يستحقه بحق في رئيسه".

وأوردت هاريس تفاصيل المكالمة التي تلقتها من بايدن في يوليو الماضي، بشأن نيته بالانسحاب من السباق الرئاسي، بعد أسابيع من الضغط، وقالت إنها كانت في المنزل تصنع الفطائر لابنة شقيقتها عندما رن الهاتف.

وتتذكر قائلة: "كان جو بايدن، وأخبرني بما قرر القيام به. وسألته، 'هل أنت متأكد؟'، فقال، 'نعم'"، مضيفة "لم أفكر بنفسي في بادئ الأمر، لأكون صادقة معك. كان أول ما خطر ببالي هو"، أي بايدن.

ردهما على الجمهوريين.. بالأخص ترامب

وفي رد على ما قاله منافسها ترامب بشأن "تذكرها بأنها سوداء" لأن ذلك قد يحقق أهدافا سياسية بحملتها، أي اجتذاب الناخبين السود، ردت هاريس بالقول: "إنها نفس الحيلة القديمة من قاموس اللعب ذاته.. السؤال التالي لو سمحت". 
من جهته، قال والز، المرشح لنائب الرئيس في حملة هاريس، إنه يشعر بالحماس بشأن "فكرة إلهام أميركا لما يمكن أن تصبحه". 
ورد على مزاعم اتهمته بخفاء نواحٍ من سيرته الذاتية وماضيه، من ضمنها خدمته العسكرية والمصاعب التي وجهت أسرته بالتخصيب الصناعي. 
ورجح والز أنه من الممكن لم يكن دقيقا في اللغة التي وصف بها ماضيه، وقال: "أن أقرّ بأخطائي عندما تبدر مني". 
لكنه انتقد هجمات الجمهوريين تجاه عائلته، وفق تعبير الشبكة، قائلا: "إنها تهجّم على أطفالي لأنهم يحبونني". 

ترامب ينتقد أداءهما في المقابلة

من جانبه، انتقد ترامب في كلمة ألقاها خلال تجمع انتخابي في ولاية ميشيغان، الخميس، أداء هاريس ووالز في المقابلة. 

وذكر ترامب أن هاريس لم تتمكن من الظهور وحدها، وأنها قررت "الظهور إلى جانب شخص لم نسمع به سابقا". 

وشكك ترامب في صلاحيتها بأن تكون "رئيسة حقيقية". 

وعبر منصة "تروث سوشال" قال ترامب في منشور: ""كانت إجابتها غير متماسكة، وأعلنت أن 'قيمها لم تتغير'. وأنا أتفق معها في هذا، فقيمها لم تتغير". 

وأضاف "ستظل الحدود مفتوحة، ولن تغلق، وستكون هناك رعاية صحية مجانية للمهاجرين غير الشرعيين، ومدن آمنة، ولن يتم الإفراج عنهم بكفالة نقدية، ومصادرة الأسلحة، وحظر استخدام السيارات التي تعمل بالبنزين، وإلغاء الرعاية الصحية الخاصة، ووضع معدل ضريبي بنسبة 70-80 في المئة، وستقوم بسحب التمويل من الشرطة. ستصبح أميركا أرضا قاحلة!". 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: لم تتغیر أعتقد أن

إقرأ أيضاً:

ترامب يكسر قيود بايدن على الذكاء الاصطناعي ويأمر بالتوسع في استخدامه

أعلن البيت الأبيض، إلغاء قيود سابقة على استخدام الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الفيدرالية، وتوجيه الوكالات الحكومية إلى تطوير استراتيجيات جديدة لتوظيف هذه التكنولوجيا، وذلك في خطوة تهدف إلى تعزيز الابتكار الحكومي وتقليل العقبات البيروقراطية.

وأصدر مكتب الإدارة والموازنة الأمريكي مذكرة تطلب من الوكالات تنفيذ ممارسات جديدة لإدارة المخاطر المتعلقة بالاستخدامات عالية التأثير للذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى تطوير سياسات واضحة للذكاء الاصطناعي التوليدي خلال الأشهر المقبلة.

ووفقا للمذكرة، فإن الحكومة الأمريكية تسعى إلى تبني نهج أكثر انفتاحا على التكنولوجيا، حيث أكدت أن "على الوكالات أن تتبنى نهجا متقدما ومؤيدًا للابتكار يستفيد من هذه التكنولوجيا للمساعدة في تشكيل مستقبل العمليات الحكومية"، حيث يأتي هذا القرار في إطار رؤية الإدارة الأمريكية لتعزيز دور الذكاء الاصطناعي في تحسين كفاءة العمل الحكومي، مع تقليل اللوائح التي كانت مفروضة خلال عهد الرئيس السابق جو بايدن.

وشمل القرار الجديد إلغاء أمرين تنفيذيين كانا قد صدرا خلال إدارة بايدن، أحدهما فرض قيودا على استخدام الذكاء الاصطناعي لضمان حماية حقوق الأفراد وتعزيز الشفافية، فيما سعى الآخر إلى تقييد بعض العمليات الحكومية المرتبطة بهذه التكنولوجيا.


كما ألغى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرا تنفيذيا آخر وقّعه بايدن عام 2023، والذي كان يهدف إلى تقليل مخاطر الذكاء الاصطناعي من خلال مطالبة المطورين بمشاركة البيانات المتعلقة بهذه التقنية.

وقال البيت الأبيض إنه لن يفرض بعد الآن "قيودًا بيروقراطية غير ضرورية على استخدام الذكاء الاصطناعي الأمريكي المبتكر في السلطة التنفيذية"، مضيفًا أنه يتعين على الوكالات أن "تعمل على زيادة استخدام الذكاء الاصطناعي الأمريكي الصنع"، في إشارة إلى سعي الحكومة لتعزيز دور الشركات المحلية في هذا المجال ودعم الابتكار التكنولوجي.

ويأتي هذا القرار في وقت تتسابق فيه الدول الكبرى للاستفادة من التطورات المتسارعة في الذكاء الاصطناعي، حيث تحاول الولايات المتحدة الحفاظ على تفوقها التكنولوجي من خلال دعم شركات التكنولوجيا والباحثين. غير أن هذه الخطوة أثارت تساؤلات حول كيفية تحقيق التوازن بين تعزيز الابتكار وضمان عدم إساءة استخدام هذه التقنية، خاصة فيما يتعلق بالخصوصية والأمان السيبراني وحماية الحقوق الفردية.


ويُتوقع أن تُحدث هذه التغييرات تحولا كبيرا في طريقة استخدام التكنولوجيا داخل المؤسسات الحكومية الأمريكية، حيث سيتم الاعتماد على الذكاء الاصطناعي بشكل أكبر لتحسين الكفاءة وتطوير الخدمات الحكومية، في ظل تأكيد الإدارة الأمريكية على ضرورة الاستفادة القصوى من إمكانيات هذه التكنولوجيا مع وضع الضوابط اللازمة لتجنب أي مخاطر محتملة.

مقالات مشابهة

  • لاسترداد عافية الحزب الاتحادي الديمقراطي
  • المصري الديمقراطي يلتقي قيادات الاتحاد الوطني الكردستاني وحزب سوسيال ديمقراطي
  • الصين تقدم شكوى لمنظمة التجارة العالمية بشأن رسوم ترامب
  • ترامب يوجه بترحيل 900 ألف مهاجر دخلوا أميركا بعهد بايدن
  • ترامب يقرر ترحيل مهاجرين دخلوا أميركا عبر تطبيق بايدن
  • ترامب يقرر ترحيل نحو مليون مهاجر دخلوا أميركا عبر تطبيق بايدن
  • إسرائيل ترد على جوتيريش بشأن نقص المساعدات بغزة
  • تحليل أمريكي: ما أبرز التحديات التي ستواجه ترامب بشأن القضاء على الحوثيين؟ (ترجمة خاصة)
  • الحرب التجارية والاقتصاد الأمريكي
  • ترامب يكسر قيود بايدن على الذكاء الاصطناعي ويأمر بالتوسع في استخدامه