دراسة تكشف: لماذا يتقلص طول الإنسان مع تقدم العمر؟
تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT
الجديد برس:
هل لاحظت أن شخصاً ما يصبح أقصر مع مرور السنين؟ فعلياً مع تقدم العمر قد يبدأ بعض الأشخاص في الانحناء إلى الأمام ويصبحون أقصر بعدة بوصات.
انكماش أم تآكل؟
كشف مقال نُشر في موقع “لايف ساينس” أن ما يحدث هو عبارة عن مزيج من “تآكل”عظام الإنسان، وترقق غضاريفه وتقلص عضلاته. لكن المعدلات التي تحدث بها هذه العمليات تختلف حسب الجينات والتغذية البدنية ومستويات النشاط عبر عمر الشخص.
ووفقاً للمقال، يبدأ هذا التقلص منذ سن الثلاثين، ويتسارع مع مرور الوقت، حيث يسبب تدهور العظام تناقص الطول بعدما تبدأ العظام في التحلل بعد سن الأربعين إلى الخمسين.
وقالت ماريان هانان، عالمة الأوبئة في كلية الطب بجامعة هارفارد والتي تبحث في الشيخوخة “نحن جميعاً نتقدم في السن بشكل مختلف بيولوجيا”، ولذلك، يصبح الناس أقصر دائماً مع تقدمهم في السن.
ووجدت دراسة أجراها المعهد الوطني للشيخوخة، والتي تابعت 2084 رجلاً وامرأة لمدة 35 عاما، أنهم بدؤوا في فقدان الطول في سن الثلاثين تقريباً، وأن الانكماش تسارع بمرور الوقت.
ووجدت الدراسة، التي شملت أشخاصاً تتراوح أعمارهم بين 17 و94 عاما، أن الرجال، في المتوسط، فقدوا 1.2 بوصة (3 سم)، وفقدت النساء 2 بوصة (5 سم)، بين سن 30 و70 عاماً، وبحلول سن الثمانين، فقد الرجال 2 بوصة (5 سم)، وفقدت النساء 3 بوصات (8 سم)، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن عظام الإنسان تبدأ في الانهيار مع تقدمه في السن.
ولو نعود لبداية تكون حياة الإنسان، نجد أن العظام تتكون في الأسبوع الثامن من الحمل، وتستمر في النمو حتى يصل الناس إلى منتصف العشرينيات من العمر، كما تصبح العظام أكثر كثافة عندما يتعين عليها دعم كتلة عضلية أعلى، ومع نمو العضلات، فإنها تنتج ألياف الكولاجين، التي تمتد وتزيد من تدفق الدم المحلي، مما يحفز بدوره نمو العظام.
فيما يتوقف نمو العظام عند سن 25 إلى 30 عاماً، وفي سن 40 إلى 50 عاماً، نبدأ في فقدان كتلة العظام تدريجياً، حيث يبدأ تكسر العظام القديمة بشكل أسرع مما يمكن للجسم أن يصنع عظاماً جديدة.
وتضيف في هذه الجزئية ماريان هانانإن أن العظام “مثل مصفوفة متصلة ببعضها البعض”، تتكون مصفوفة العظام بشكل أساسي من بروتين الكولاجين ومعادن هيدروكسيباتيت، وعندما يفقد الناس كتلة العظام، “تضعف هذه الهياكل التي تشبه الجسر، ويمكن أن تتسبب الأحمال الصغيرة والضئيلة المضافة إليها في حدوث كسور مجهرية، مما يؤدي إلى انهيار جسور العظام الصغيرة والضئيلة”.
كما أنه يمكن أن يؤدي تراكم تلف العظام على نطاق صغير إلى هشاشة العظام، مما يجعل العظام رقيقة وهشة وضعيفة، ويمكن أن تتسبب هشاشة العظام بدورها في كسور عظمية أكبر، وهي شائعة في العمود الفقري والوركين والذراعين، ويمكن أن يؤدي أيضاً إلى فقدان الطول.
فقدان الطول يغيّر شكل الجسم
ويقول بعض العلماء إن فقدان الطول يحدث أيضاً بسبب وضعية سيئة ما أثناء الروتين اليومي، فيمكن أن يؤدي انحناء العمود الفقري أو انحناؤه للأمام بشكل حاد، والمعروف أيضاً باسم فرط الحداب، إلى تقريب دائم للظهر العلوي مما يؤدي إلى إزالة بضع بوصات من الطول.
إضافة لذلك تلعب العضلات أيضاً دوراً مهماً في الانكماش المرتبط بالعمر، فكبار السن يمكن أن تتلاشى عندهم العضلات، وهي حالة تُعرف باسم فقدان العضلات، وترتبط بضعف بنية العظام وزيادة احتمالية فقدان العظام، ونقص دعم العضلات حول الجذع سيضعف قدرة الشخص على الوقوف منتصباً.
وعلى عكس هشاشة العظام، التي يمكن علاجها بأدوية مثل أليندرونات، لا توجد “حبة سحرية” لفقدان العضلات، ولكن التمارين البدنية واتباع نظام غذائي أفضل يساعدان.
فقدان الطول له عواقب صحية خطيرة، وفي حين لا يزال السبب غير واضح، فقد أظهرت دراسات متعددة وجود روابط بين فقدان الطول والحالات الصحية الخطيرة، مثل مشاكل الجهاز التنفسي وأمراض القلب والأوعية الدموية.
المصدر: لايف ساينسالمصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: یمکن أن
إقرأ أيضاً:
دراسة حديثة تكشف عن علاقة التدخين الإلكتروني بالتجارة غير المشروعة للتبغ
أكدت دراسة حديثة أجراها فريق من الباحثين الأستراليين والنيوزيلنديين أنه خلال السبع سنوات الماضية، انخفض معدل التدخين في نيوزيلندا بمقدار الضعف عما هو في أستراليا، وهو ما يعكس فعالية التدخين الإلكتروني كأداة للمساعدة في الإقلاع عن التدخين، مما يدعم استراتيجيات الحد من المخاطر في مكافحة التدخين التقليدي.
وأوضحت الدراسة أنه بحلول عام 2023، سجلت معدلات تدخين الشباب أدنى مستوياتها التاريخية في كلا البلدين، حيث بلغت 0.3% في أستراليا و1.2% في نيوزيلندا.
وتدحض هذه الأرقام الادعاءات بأن التدخين الإلكتروني قد يكون بوابة إلى التدخين التقليدي، بل تشير إلى أنه ربما ساعد في تقليل الإقبال على السجائر.
ولفتت الدراسة إلى أن السياسات الأسترالية المقيدة تجاه التدخين الإلكتروني أدت إلى نتائج عكسية، إذ ازدهرت السوق السوداء وانتشرت عمليات التهريب، مما يثير تساؤلات حول مدى فاعلية هذه السياسات ويستدعي إعادة تقييمها.
وعلى الصعيد العالمي، تُعد التجارة غير المشروعة للتبغ مصدرًا رئيسيًا لتمويل العصابات الإجرامية، ففي أوروبا، تشير التقارير إلى أن أرباح تهريب التبغ تُستخدم لتمويل أنشطة غير قانونية تشمل تجارة المخدرات والأسلحة، بينما تُوظَّف هذه الأموال في أمريكا الجنوبية وآسيا لدعم الشبكات الإجرامية المحلية.
ووفقًا لتقرير "اليوروبول" لعام 2024، تُعد التجارة غير المشروعة للتبغ مصدر دخل أساسي لمنظمات الجريمة العابرة للحدود، حيث يتم تهريب السجائر بشكل غير قانوني بين دول الاتحاد الأوروبي ودول أوروبا الشرقية، مما يؤثر على الأمن العام ويعرقل جهود إنفاذ القانون.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور كولين ميندلسون، المؤلف الرئيسي للدراسة والمتخصص في مجال الإقلاع عن التدخين، أن نيوزيلندا تبنت نهجًا مرنًا ومنظمًا في تنظيم التدخين الإلكتروني، حيث يتم بيعه عبر تجار تجزئة مرخصين، على غرار ما يحدث مع الكحول والسجائر.
وأضاف أن هذا النهج يتماشى مع سياسات المملكة المتحدة، والولايات المتحدة، وكندا، التي تدعم سياسة الحد من المخاطر كوسيلة لمكافحة التدخين، وعلى النقيض، لم تستجب الحكومة الأسترالية للأدلة الداعمة لهذه السياسات، ما أدى إلى توسع السوق السوداء وزيادة الجريمة المنظمة المرتبطة بتجارة التبغ غير المشروعة.
وتؤكد هذه الدراسة الحاجة إلى إعادة النظر عالميًا في سياسات التدخين الإلكتروني، لا سيما في الدول التي تفرض قيودًا صارمة دون النظر إلى تداعياتها غير المقصودة.
وأوضحت أن اتباع نهج أكثر مرونة وتنظيمًا في سياسات التدخين الإلكتروني قد يسهم في تقليل معدلات التدخين وتقويض التهريب والسوق السوداء، مما يحقق نتائج أكثر فعالية على المستوى الصحي والاقتصادي.