تقرير أمريكي: نخب صينية مستاءة من روسيا لرفضها خطة بكين للسلام
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
قالت تقارير غربية، إن خيبة أمل تسود الأوساط الصينية إزاء تعنت روسيا المستمر بشأن الحرب الأوكرانية، لاسيما بعد رفض الكرملين خطة سلام دعت لها بكين في فبراير/ شباط الماضي.
وحسب تقرير لـ"معهد دراسة الحرب" الأمريكي (The Institute for the Study of War) ذكر مصدر روسي أن موسكو رفضت خطة السلام الصينية المقترحة في فبراير والمؤلفة من 12 نقطة، وفق ما نشره موقع موقع "إنسايدر" الأمريكي.
وأضاف المعهد أن أعضاء النخب الصينية بدأوا يشعرون بخيبةٍ أمل متزايدة إزاء تعنت الكرملين.
من جهتها ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن الدبلوماسيين الصينيين حضروا قمةً لنقاش الحل المحتمل للصراع في جدة بالسعودية الأسبوع الماضي، وحرصوا على إظهار أن "الصين ليست روسيا".
فيما قال دبلوماسي أوروبي حضر الاجتماعات للصحيفة البريطانية إن حضور الصين أظهر أن روسيا "صارت أكثر عزلة".
بينما سخرت روسيا من الاجتماع، قائلةً إن "مصيره الفشل".
اقرأ أيضاً
أعلى مسؤول روسي يزور الصين منذ حرب أوكرانيا.. وتوقعات بإقرار اتفاقيات مهمة
ويقول بعض المحللين العسكريين إن شي مقتنع بقدرته على كسب مكانة مهمة عند لعب دور وسيط السلام الدولي. وقد سبق له النجاح في الوساطة خلال المحادثات التي جرت بين إيران والسعودية مؤخراً.
لكن واين يرى أن الإيمان المفرط بقدرة الصين على التدخل لإحلال السلام في أوكرانيا قد يكون مضللاً، مشيرا إلى عدم توفر أدلة كثيرة توحي إلى "أن الصين ستعيد تقييم علاقاتها مع روسيا جوهرياً في محاولةٍ لإنهاء الحرب، خاصة أن بكين تؤمن بأن علاقتها مع موسكو ستساعدها في موازنة الضغوطات العسكرية والاقتصادية المتنامية من الغرب".
اقرأ أيضاً
كيسنجر يتوقع مفاوضات سلام بين روسيا وأوكرانيا بوساطة صينية قبل نهاية العام
وفي فبراير الماضي كشفت الصين عن مقترح لتسوية الأزمة بين روسيا وأوكرانيا "سلميا" مشددة على ضرورة استئناف الحوار المباشر بين الطرفين، وذلك في ذكرى مرور عام على شن موسكو عملياتها العسكرية ضد أوكرانيا منذ 24 فبراير 2022.
ونشرت الخارجية الصينية في بيان آنذاك مقترحا من 12 بندا تتضمن ضرورة احترام سيادة كافة الدول، وتطبيق القانون الدولي بشكل موحد، والتخلي عن المعايير المزدوجة، وأهمية "نبذ عقلية الحرب الباردة" مع احترام المصالح المشروعة، والمخاوف الأمنية لجميع البلدان ومعالجتها بشكل مناسب.
وشملت البنود أيضا دعوة صريحة لوقف القتال والصراع، وقالت بكين في البيان إنه "لا يوجد رابح في الصراعات والحروب"، مؤكدة على أهمية "عدم السماح بمزيد من التصعيد" خشية خروج الأزمة الأوكرانية عن السيطرة.
وتشهد العلاقات بين روسيا والصين تناميا متصاعدا، مما يعزز مخاوف حلف شمال الأطلسي "الناتو" بشأن إمكانية تقديم بكين دعما "عسكريا" لموسكو في الحرب الدائرة.
اقرأ أيضاً
الصين تكشف عن رؤية من 12 بندا لتسوية الأزمة الروسية الأوكرانية
المصدر | الخليج الجديد + مواقعالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: أمريكا الصين روسيا حرب أوكرانيا
إقرأ أيضاً:
كيف غيرت حرب الأفيون الثانية مستقبل الصين؟
كانت حرب الأفيون الثانية (1856-1860) واحدة من أهم المحطات التي غيرت مسار التاريخ الصيني، حيث أدت إلى زيادة التدخل الأجنبي، وإضعاف سيادة الصين، وفرض معاهدات غير متكافئة عليها. لم تكن هذه الحرب مجرد صراع عسكري، بل كانت بداية لانحدار الإمبراطورية الصينية وفتح الباب أمام النفوذ الغربي الذي استمر لعقود.
الأسباب: بين التجارة والاستعماربدأت الحرب بسبب إصرار بريطانيا وفرنسا على استمرار تجارة الأفيون، التي كانت تدر أرباحًا ضخمة على التجار الأوروبيين بينما تسببت في انتشار الإدمان داخل الصين. حاولت الحكومة الصينية الحد من هذه التجارة لحماية مجتمعها، لكن ذلك قوبل بمعارضة شديدة من الدول الغربية. جاءت الشرارة المباشرة للصراع عندما احتجزت السلطات الصينية سفينة بريطانية عام 1856، وهو ما استغلته بريطانيا وفرنسا كذريعة لشن الحرب وإجبار الصين على تقديم مزيد من التنازلات.
نتائج الحرب: خسائر فادحة للصينبعد الهزيمة الصينية، فُرضت عليها معاهدة تيانجين (1858) ثم معاهدة بكين (1860)، التي تضمنت شروطًا قاسية، من بينها فتح موانئ صينية إضافية أمام التجارة البريطانية والفرنسية، وإضفاء الشرعية على تجارة الأفيون، مما زاد من حالات الإدمان داخل المجتمع الصيني، والتنازل عن شبه جزيرة كولون لصالح بريطانيا، مما زاد من سيطرة البريطانيين على هونغ كونغ، ومنح حرية التنقل للمبشرين المسيحيين في الصين، مما أدى إلى اضطرابات دينية واجتماعية.
أصبحت الصين دولة شبه مستعمرة، حيث سيطرت الدول الغربية على اقتصادها وتجارتها دون اعتبار لسيادتها الوطنية. كما تعرضت حكومة أسرة تشينغ لإضعاف كبير، مما أدى إلى فقدان ثقة الشعب بها، وكان ذلك أحد العوامل التي مهدت لسقوطها لاحقًا وقيام الجمهورية الصينية عام 1912.
كان للحرب تأثير اقتصادي كارثي على الصين، حيث ارتفعت واردات الأفيون، مما أدى إلى انتشار الإدمان وتراجع الإنتاجية بين المواطنين. كما تأثرت الصناعات المحلية بشكل كبير بسبب تدفق السلع الأوروبية الرخيصة، مما أضعف الاقتصاد الصيني التقليدي.
أدى النفوذ الغربي المتزايد إلى انتشار مشاعر العداء للأجانب بين الصينيين، وكان ذلك أحد الأسباب التي ساهمت في اندلاع ثورة الملاكمين (1899-1901) ضد النفوذ الغربي في الصين. فقد الكثير من الصينيين الثقة في الحكم الإمبراطوري، وبدأت الأفكار القومية والإصلاحية في الانتشار، مما ساهم لاحقًا في سقوط أسرة تشينغ.
كيف انعكست الحرب على الصين الحديثة؟اليوم، لا تزال الصين تنظر إلى حروب الأفيون كجزء من “قرن الإذلال”، وهي الفترة التي تعرضت فيها البلاد للتدخلات الأجنبية والاستعمار. يستخدم الخطاب القومي الصيني هذه الحروب كتذكير بأهمية القوة الاقتصادية والسياسية لحماية البلاد من النفوذ الأجنبي، وهو ما يفسر تشدد الصين الحالي في التعامل مع القوى الغربية، خاصة في القضايا التجارية والسيادية