موقع 24:
2025-02-07@09:27:58 GMT

الحرب تشتد.. والمقاطعة تتهاوى

تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT

الحرب تشتد.. والمقاطعة تتهاوى

في الوقت الذي تشتد فيه الحرب الأوكرانية الروسية على المستويين العسكري والإعلامي، فإن الجبهة الاقتصادية تتغير بصورة سريعة باتجاه انتهاء المقاطعة الاقتصادية الغربية لروسيا، وبالأخص مقاطعة النفط والغاز الروسيين.

ففي تطور لافت قالت رئيسة حزب تحالف سارا فاجنكنشت «أنه في حالة مشاركة حزبها في تشكيل حكومة ولاية براندنبورغ بعد الانتخابات المقررة في شهر سبتمبر القادم، فإنها ستعمل على إعادة تزويد مصفاة «بي.

سي.كية» في مدينة شفيت بالنفط الروسي.
ويبدو أن السبب وراء ذلك اقتصادي بحت، إذ أضافت: «أن ذلك سيكون أفضل من الاضطرار إلى استجداء النفط بصورة شاقة ومكلفة من دون التمكن من تشغيل المصفاة بشكل كامل، وأنها لن تقبل حظر النفط الروسي الذي اعتبرته سياسة مضللة، ومطالبة بتصحيح هذا الخطأ»، علماً أن المصفاة تعمل بنسبة 76% من طاقتها الإنتاجية حالياً وبتكلفة عالية، مقابل عملها بكامل طاقتها الإنتاجية تقريباً قبل المقاطعة، وبتكاليف أقل.
وبما أن ألمانيا تعتبر أكبر مستورد أوروبي للنفط والغاز الروسيين، فإن إنهاء المقاطعة يعني عملياً انهيارها، كما كان متوقعاً للعديد من العوامل الاقتصادية، إذ أثرت المقاطعة على الاقتصاديات الأوروبية كافة، والتي دفعت ثمناً باهظاً كان يمكن تفاديه من خلال الحل السلمي والدبلوماسية النشطة، وقراءة التاريخ والاستفادة من تجاربه، وبالأخص ما يتعلق بالعلاقة الأوروبية الروسية.
ففي بداية القرن التاسع عشر هزمتْ روسيا القيصرية نابليون بعدما زحف بنجاح على مناطق شاسعة من أوروبا، وبعد مئة عام تقريباً تدخلت أربع عشرة دولة أوروبية لسحق الثورة البلشفية لحماية المصالح الاقتصادية الأوروبية الكبيرة في روسيا بعد سقوط نظام القيصر نيكولاي الثاني، وذلك رغم إعلان روسيا الجديدة احترامها لالتزاماتها الدولية، بما في ذلك المحافظة على المصالح الاقتصادية والتجارية للمستثمرين الأجانب، إلا أن ذلك لم يثن الدول الأجنبية من التدخل العسكري. ورغم ضعف قدرات روسيا في ذلك الوقت وانهيارها اقتصادياً والحرب الأهلية بين البلاشفة وبقايا القيصرية، إلا أن هذا التدخل فشل في إسقاط النظام الجديد، أما فشل ألمانيا النازية واحتلال الجيش الأحمر الروسي لمقر هتلر في برلين، فهي تفاصيل تاريخية معروفة.
وإذا كانت روسيا الضعيفة عسكرياً، والمتخلفة اقتصادياً في بداية القرن العشرين قد تمكنت من صد الهجوم الغربي، فإن روسيا الحالية القوية عسكرياً والمتقدمة اقتصادياً بثروات طبيعية هائلة، وبتحالفات دولية متعددة يتطلب إعادة حسابات التعامل معها بروح براغماتية بعيداً عن السياسات الخاطئة، كما قالت رئيسة الحزب الألماني، فبعد سنتين ونصف السنة من المقاطعة الاقتصادية يعتبر أداء الاقتصاد الروسي الأفضل من بين اقتصادات الاتحاد الأوروبي الكبيرة.
وهناك أسباب عديدة لقدرة روسيا على المواجهة، والتي يجب أخذها بعين الاعتبار، فهي دولة بمساحة قارة تسود معظم مناطقها ظروف مناخية صعبة، وتتمتع بثروات طبيعية هائلة تتيح لها الاكتفاء الذاتي من معظم المنتجات الرئيسة، وبالأخص الغذائية ومنتجات الطاقة، وتتمتع بأسواق كبيرة قادرة على استيعاب مخرجات المصانع وبقدرات تكنولوجية واختراعات تسمح لها بالتنوع والتطور الذاتي المعتمد على قدرات داخلية وفيرة، هذا ناهيك عن القدرات العسكرية والبشرية والنفوذ الجيوسياسي والتحالفات الدولية التي أكسبتها قوة إضافية.
ومع أن ذلك لا يعني أبداً أن الاقتصاد الروسي لم يتضرر من المقاطعة، فهناك بعض الأضرار التي أمكن تداركها بسرعة، والتعامل معها من خلال فتح قنوات اقتصادية وتجارية ومالية جديدة مع العديد من الدول المتقدمة والناشئة، كالصين والهند ودول مجلس التعاون الخليجي والبرازيل وجنوب أفريقيا، ما أتاح استيراد الكثير من السلع وتسويق كامل إنتاج روسيا من النفط والغاز بعيداً عن الأسواق الأوروبية، في ظل أسعار نفط مرتفعة، ما وفر قدرات مالية كبيرة للاقتصاد الروسي.
خلاصة الأمر أن الحرب أمر مكروه يجب تجنبه بعيداً عن التهويل الإعلامي، كما أن الواقع الاقتصادي سيفرض نفسه في نهاية المطاف، فالمصالح الاقتصادية، وبالأخص للمؤسسات الكبيرة، بما فيها تلك العاملة في مجال الطاقة ستفرض نفسها، فقوة رأس المال لا تجاريها قوة الأيديولوجيا.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب الأوكرانية

إقرأ أيضاً:

حملة مقاطعة المتاجر الكبرى تمتد إلى صربيا احتجاجًا على ارتفاع الأسعار

صربيا هي آخر دولة تنضم إلى المقاطعة، وهي حملة انطلقت من كرواتيا وسرعان ما انتشرت في دول غرب البلقان الأخرى.

اعلان

دعت جمعية حماية المستهلك، Efektiva، المستهلكين في صربيا إلى مقاطعة خمس سلاسل متاجر تجزئة كبرى، بسبب أسعارها المبالغ فيها.

وتستهدف المقاطعة سلاسل المتاجر الكبرى Delhaize وMercator وUniverexport وDIS وLidl. وقالت جمعية Efektiva إنه من الطبيعي أن ترتفع الأسعار بسبب التضخم، ولكن ليس بالقدر الذي ينعكس على بطاقات أسعار المتاجر.

وقد أطلقت مبادرة المقاطعة في الأصل من قبل مجموعة حقوق المستهلك الكرواتية "هالو" و"إنسبكتور" (مرحبًا أيها المفتش) في نهاية يناير. وكانت المجموعة قد أعلنت عن مقاطعة مدتُها أسبوع لسلاسل المتاجر الكبرى Eurospin وLidl وDM.

وانتشرت الحركة أيضًا في بلدان أخرى في غرب البلقان، بما في ذلك البوسنة والهرسك والجبل الأسود وسلوفينيا.

خبراء يدعون إلى تحليل ضريبة القيمة المضافة

يعتمد نجاح المقاطعة على عدة عوامل، وفقًا لفيليكو ميجوشكوفيتش، الأستاذ في كلية الاقتصاد بجامعة بلغراد، الذي تحدث إلى يورونيوز.

وقال إن العوامل تشمل مدة المقاطعة، ومستوى العمل الجماعي للمستهلكين، واستجابة سلسلة التجزئة للمقاطعة.

وأضاف أن الخبراء كانوا يحثون على إجراء تحقيق وتحليل في حساب ضريبة القيمة المضافة، حيث قال إنه يجب أن يتضح "أين توجد زيادة في السعر تجعل المستهلك النهائي يدفع أكثر بكثير مقابل نوع معين من المنتجات هنا (في صربيا) مقارنة بالدول الأخرى".

Relatedزيت الزيتون يفقد مكانته في إسبانيا: أزمة الأسعار واستغلال المتاجر تغيّر وجهة المستهلكينانتشار عدوى مقاطعة المتاجر الكبرى في دول البلقان احتجاجاً على ارتفاع الأسعارمن المقاطعة إلى المصالحة.. كارفور في مواجهة أزمة اللحوم البرازيليةشاهد: مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين خرجوا احتجاجاً على ارتفاع الأسعار في اليونانهل يستغل التجار بدء العمل باليورو كعملة رسمية في كرواتيا من أجل زيادة الأسعار؟المصريون تحت وطأة ارتفاع الأسعار والتقنين وشح الدولار

وقال الخبراء إن الطريق إلى خفض أسعار المتاجر يجب أن يمرّ عبر الحكومة. فهي الوحيدة القادرة على تقديم الدعم للمواد الغذائية الأساسية، وتسهيل إدخال بائعين جدد إلى السوق، وتقليل الاعتماد على السلع المستوردة من خلال تشجيع الإنتاج المحلي.

ما مدى تأثير المقاطعة؟

أظهر تقرير صادر عنإدارة الضرائب الكرواتية أن المقاطعة في كرواتيا قد أدت إلى انخفاض المبيعات بنسبة 53% مقارنة بالأسبوع السابق.

وقال ألكسندر ميلوشيفيتش، رئيس تحرير مجلة نوفا إيكونوميا، إن "المصنعين وأصحاب المحلات التجارية الكبرى يرون أن لديهم القدرة على فرض أسعار مرتفعة وأن المستهلكين مستعدون لدفعها، بينما في بعض الأسواق الأخرى، لا يرغب المستهلك في دفع المزيد من المال ويذهبون إلى هوامش أسعار أقل".

وأضاف أن للمقاطعة القدرة على تشجيع المتاجر على خفض أسعارها بشكل فعال.

منتج شريط الفيديو • Emma De Ruiter

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية فيديو: 5 مجندات إسرائيليات يشاركن في حفل موسيقي بعد الإفراج عنهن ضمن صفقة التبادل رياضة وألعاب لرفع المعنويات.. طلاب صربيا يواصلون احتجاجهم ضد الفساد رغم البرد القارس بعد أشهر من الاحتجاجات.. استقالة رئيس وزراء صربيا ميلوس فوتشيفيتش مقاطعةصربياالسلع الاستهلاكيةأوروباتجارة تجزئةاعلاناخترنا لكيعرض الآنNext ترامب يريد الاستثمار بغزة.. رغبة الرئيس الأمريكي بالسيطرة على القطاع وتهجير سكانه تثير الجدل يعرض الآنNext إندونيسيا: زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب قبالة سواحل جزر الملوك الشمالية يعرض الآنNext الشرع يدعو أردوغان لزيارة سوريا في أقرب وقت ويقول "الدم السوري اختلط بالدم التركي في معارك التحرير" يعرض الآنNext تقرير رسمي: جسم غريب كان السبب في تحطم طائرة الخطوط الأذربيجانية في ديسمبر الماضي يعرض الآنNext قاعدة عسكرية تركية وسط سوريا.. أنقرة ستوسع حضورها العسكري في دمشق باتفاقية دفاعية مشتركة مع الشرع اعلانالاكثر قراءة جوائز غرامي 2025: إطلالة بيانكا سينسوري تثير الاستهجان وانتقادات لقبعة جادن سميث أطويلٌ طريقنا أم يطولُ.. نتنياهو يتجنب العبور فوق الدول الممتثلة لقرار اعتقاله في رحلته إلى واشنطن النرويج تتجه لحظر منتجات "تيمو" والسبب: مواد مسرطنة في ألعاب أطفال وتهديد للخصوبة حب وجنس في فيلم" لوف" مسابقة "بوم بوم" لاختيار أجمل مؤخرة امرأة بالبرازيل اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومدونالد ترامبغزةإسرائيلبنيامين نتنياهوحركة حماسسورياتركياإطلاق نارأسرىرجب طيب إردوغاناليابانالنرويجالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • السفير الروسي في اليابان: روسيا سترد على العقوبات اليابانية ضدها بطريقتها
  • هل ستقدم روسيا تنازلات لإنهاء الحرب مع أوكرانيا؟
  • الديمقراطيات الأوروبية بين مطرقة الأوليجارشية الأمريكية وسندان الاستبداد الروسي والصيني
  • هل أضرت هجمات المسيرات الأوكرانية بقطاع الطاقة الروسي؟
  • الحزب اليميني الهولندي: من المستحيل هزيمة روسيا عسكريا
  • النفط يتراجع مع زيادة المخزون الأميركي ومخاوف الحرب تجارية
  • حملة مقاطعة المتاجر الكبرى تمتد إلى صربيا احتجاجًا على ارتفاع الأسعار
  • زيلينسكي يزعم فقدان 45 ألف جندي من قواته.. خلال الحرب مع روسيا
  • مخاوف الحرب التجارية تضرب الأسواق الأوروبية
  • روسيا تُثمن دور مصر في إنهاء الحرب بغزة