د. دعاء الهلاوي تكتب: درجات الحرارة والطاقة النظيفة
تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT
يعانى كوكب الأرض من تلوث بيئى مستمر ناتج عن استخدام الوقود الأحفورى كمصدر رئيسى للطاقة. تعتبر مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة بديلاً مستداماً وفعالاً للوقود الأحفورى، حيث تقدم حلاً للتلوث البيئى وانبعاثات غازات الاحتباس الحرارى.
فاستخدام الوقود الأحفورى مثل النفط والفحم والغاز الطبيعى يسبب انبعاثات ضارة للبيئة، مما يؤدى إلى تلوث الهواء والمياه والتربة.
هذا التلوث يسبب أمراضاً خطيرة للإنسان وتأثيرات سلبية على النظم البيئية وارتفاعاً ملحوظاً فى درجات الحرارة بشكل عام. وتشمل مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح والهيدروكربونات والطاقة الحرارية، التى تتميز بكونها مصادر غير محدودة ونظيفة ومتجددة.
وبفضل تطور التكنولوجيا، أصبح من الممكن استغلال هذه المصادر بكفاءة وبتكلفة منخفضة.
فيعتبر تحول الدول من استخدام الطاقة التقليدية إلى الطاقة النظيفة خطوة حاسمة نحو تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة.
وهناك العديد من الدول التى نجحت فى تغيير استخدامها للطاقة وزيادة نسبة استخدام الطاقة النظيفة، من بين هذه الدول السويد التى تُعتبر من البلدان الرائدة فى استخدام الطاقة النظيفة، حيث تعتمد بشكل كبير على الطاقة المتجددة مثل الرياح والشمس والطاقة الحرارية.
وقد وضعت خطة طموحة لتحقيق الاستدامة وتقليل انبعاثات الكربون، وألمانيا قامت بجهود كبيرة لتعزيز استخدام الطاقة النظيفة، والصين رغم أنها كانت تعتمد بشكل كبير على الفحم كمصدر رئيسى للطاقة بدأت هى الأخرى بزيادة استثماراتها فى الطاقة الشمسية والرياح، وتعتبر من أكبر منتجى الطاقة الشمسية فى العالم، ولا سيما الهند اعتمدت بشكل متزايد على الطاقة الشمسية والرياح لتلبية احتياجاتها من الكهرباء، ولكن يعد التغيير باستخدام الطاقة النظيفة تحدياً كبيراً، ولكن بالتعاون بين الحكومات والشركات والمجتمع المدنى يمكن تحقيقه وتحقيق الفوائد البيئية والاقتصادية الملموسة.
وخير مثال لاستخدامات الطاقة النظيفة السيارات الكهربائية، فهى تلقى اهتماماً كبيراً فى العصر الحالى، نظراً للعديد من المزايا التى تقدمها من حيث الأداء والبيئة وكونها لا تنتج انبعاثات ضارة مثل السيارات التقليدية، التى تعتمد على الوقود الأحفورى، وتوفر توفيراً كبيراً فى تكاليف التشغيل، حيث تحتاج إلى صيانة أقل وتكلفة شحن أقل مقارنة بالوقود التقليدى. وتتميز بأداء فائق السلاسة والقوة، فتوفر عزماً فورياً وقوة تسارع مذهلة.
وهناك العديد من الحكومات حول العالم تشجع استخدام سيارات الكهرباء، من خلال المنح والتسهيلات المالية، وتعزز تطوير شبكة شحن متطورة.
فسيارات الكهرباء تمثل خياراً مستداماً ونظيفاً يمكن أن يلعب دوراً كبيراً فى تحسين جودة الهواء والبيئة، إلى جانب تقديم تجربة قيادة ممتعة واقتصادية.
وبشكل عام، يمكن أن يسهم استخدام السيارات الكهربائية فى خفض درجات الحرارة إذا تم شحنها باستخدام طاقة نظيفة. والمهم اتخاذ إجراءات لتحسين توليد الكهرباء وزيادة استدامتها من أجل تقليل تأثير الاحتباس الحرارى والحفاظ على مناخنا.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: درجات الحرارة البيئة المناخ الطاقة النظيفة استخدام الطاقة النظیفة الطاقة الشمسیة
إقرأ أيضاً:
الإمارات ترسخ مكانتها قوةً دافعة للتحول نحو الطاقة النظيفة
رسخت دولة الإمارات مكانتها العالمية قوةً دافعة للتحول نحو الطاقة النظيفة، بمشاريعها المتطورة التي تسهم في تعزيز أمن الطاقة، وتلهم العالم في الابتكار والاستدامة في رحلتها إلى مستقبل أكثر ازدهارا.
وتحتفي الإمارات باليوم العالمي للطاقة النظيفة، في 26 يناير (كانون الثاني) ، وقد قطعت خطوات متسارعة في تطوير مشاريع الطاقة المتجددة والنظيفة، لتصبح نموذجاً يُحتذى به على المستوى العالمي في التحول نحو الطاقة المستدامة والمنصفة للجميع. أهمية طاقة المستقبلوأكدت الدكتورة نوال الحوسني، المندوب الدائم للدولة لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"، بهذه المناسبة، نجاح الجهود الرائدة للإمارات في تحقيق إجماع دولي على تاريخ 26 يناير (كانون الثاني) ليكون اليوم العالمي للطاقة النظيفة، والذي يتزامن مع ذكرى تأسيس "آيرينا"، لإبراز أهمية طاقة المستقبل، لأنها تحمي بيئة الكوكب وموارده، وتحفز التنمية المستدامة، وتوفّر فرص العمل وتعزز قطاعات الأعمال.
وقالت إن "دولة الإمارات تواصل تعزيز التوجّه العالمي نحو الاستثمار في المزيد من مشاريع الطاقة النظيفة من خلال شراكاتها الإستراتيجية، ومنصاتها الداعمة، وحلولها التمويلية لمبادرات مستدامة، لا سيما في المجتمعات النامية والهشة مناخياً".
ولفتت إلى أهمية دور الطاقة النظيفة في توسّع آفاق الاقتصاد الأخضر والدائري والمرن مناخياً، وإسهامها في تحقيق التعهدات المناخية كالتي أقرها اتفاق الإمارات التاريخي في "COP28"، وتعهد مضاعفة إنتاج الطاقة المتجددة ثلاث مرات ورفع كفاءة الطاقة مرتين بحلول 2030.
وتواصل الإمارات مسيرة الإنجازات على مستوى المشاريع الإستراتيجية في الطاقة النظيفة، حيث شهدت الأسابيع الأولى من العام الجاري إعلان إطلاق أكبر وأول مشروع من نوعه في العالم يجمع بين الطاقة الشمسية وبطاريات تخزين الطاقة، والذي سيوفر الطاقة المتجددة على مدار 24 ساعة ويسهم في توفير نحو 1 غيغاواط يومياً من الحمل الأساسي من الطاقة المتجددة، ويضم محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 5 غيغاواط " تيار مستمر" وأنظمة بطاريات لتخزين الطاقة بقدرة 19 غيغاواط/ساعة.
وتستعد دولة الإمارات لتعزيز محفظة إنتاجها من الطاقة النظيفة بعد الاكتمال المرتقب لمحطة عجبان للطاقة الشمسية الكهروضوئية في الربع الثالث من 2026، حيث ستسهم المحطة في إنتاج 1.5 غيغاوات من الكهرباء، معززةً أهداف الحياد الكربوني بتخفيض يصل إلى أكثر من 2.4 مليون طن سنوياً من الانبعاثات الكربونية، ولتصبح واحدة من أكبر محطات الطاقة الشمسية الكهروضوئية المستقلة في العالم.
وتملك الإمارات حالياً ثلاثة من أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم، وتهدف لتحقيق قدرة إنتاجية من الطاقة النظيفة بمعدل 14.2 غيغاوات بحلول 2030، ما يؤكد التزامها بتحقيق الطموحات العالمية والامتثال لاتفاقية باريس، حيث تعد أول دولة في المنطقة توقع هذه الاتفاقية.
ومن مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية، الذي يضيء المستقبل بطاقة شمسية مستدامة، إلى محطات براكة للطاقة النووية، التي ترسم ملامح عصر جديد من الكهرباء النظيفة، وصولاً إلى مبادرات الهيدروجين الأخضر التي تستشرف وقود المستقبل، تواصل الإمارات تعزيز محفظة مشاريعها الأكبر والأكفأ في العالم لترسم ملامح مستقبل مستدام يجمع بين الابتكار وحماية البيئة والمجتمعات.
وتضطلع محطات براكة، التي أنتجت حتى اليوم ما يقارب 88 ألف غيغاوات/ ساعة من الكهرباء الصديقة للبيئة، بدور حاسم في وضع الإمارات في مقدمة قيادة العمل المناخي، إذ أسهمت المحطات الأربع منذ تشغيلها حتى الآن في خفض انبعاثات كربونية تصل إلى أكثر من 43 ألف كيلوطن من الانبعاثات.
وأضافت دولة الإمارات المزيد من نصيب الفرد من الكهرباء النظيفة في السنوات الست الماضية أكثر من أي دولة أخرى، حيث يأتي 75% من هذه الكهرباء النظيفة من محطات براكة، كما ينتج 40 تيراواط/ساعة من الكهرباء النظيفة سنوياً في براكة، تعادل 25% من احتياجات الإمارات من الكهرباء، و85% من الكهرباء النظيفة في أبوظبي.
يذكر أن هذه الإنتاجية تعادل الطاقة السنوية لـ 45 مركز بيانات ضخم بقدرة 100 ميغاواط و16 مليون سيارة كهربائية.
ومع التشغيل الكامل للمحطات كافة، تعمل شركة الإمارات للطاقة النووية على استكشاف الفرص في تقنيات الطاقة النووية المتقدمة مثل المفاعلات المصغرة، والمفاعلات المتقدمة، ومصادر الطاقة النظيفة مثل الهيدروجين، وإنشاء مركز إقليمي وسلسلة إمداد للطاقة النووية، بالإضافة إلى الاستثمار في المشاريع النووية الخارجية، وتعزيز الشراكات.