الجزيرة:
2024-09-14@10:41:54 GMT

ميديابارت: إسرائيل تريد محو غزة والذاكرة أيضا

تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT

ميديابارت: إسرائيل تريد محو غزة والذاكرة أيضا

قال تحقيق لميديابارت إن حجم الخراب في  قطاع غزة جعل الخبراء يطالبون بتصنيف التدمير المنهجي للمدن (المعروف بـ "مذبحة المدن") جريمةَ إبادة، لأن الزعم الإسرائيلي بأن هدف الحرب القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لا يكفي لتفسير التدمير الهائل والممنهج للمباني والبنية التحتية وحتى للذاكرة.

وفي تحقيق مطول بعنوان "مذبحة مدن في غزة: يريدون جعلنا ننسى أننا عشنا هنا"، كتب الموقع الفرنسي أن تفجير مبنى بلدية رفح وتصويره من الجو لم يكن إلا واحدا من مئات التسجيلات تظهر تدمير مبان وأحيانا مربعات سكنية كاملة وبنى تحتية على يد جنود إسرائيليين، أو بقنابل وصواريخ تحول السكنات والبنايات الرسمية وخزانات مياه المدن والمصانع ومحطات معالجة المياه والمدارس إلى ركام.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2فورين بوليسي: سياسة مودي تدمر العلاقات مع جيران الهندlist 2 of 2نيوزويك: بايدن وافق مجددا على إقامة رصيف عائم في غزةend of list

وكان برنامج التنمية الأممي قال في تقرير في مايو/ أيار الماضي الماضي إن "إعادة إعمار ما لحق البنية التحتية العامة من دمار شديد يستلزم مساعدة خارجية غير مسبوقة منذ 1948″، حين أطلقت الولايات المتحدة خطة مارشال للمساعدة في إعادة إعمار أوروبا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية.

وتوقع التقرير أن تستغرق إعادة بناء الوحدات السكنية المدمرة 28 عاما، حتى لو ضُوعفت خمس مرات مواد البناء التي تدخل غزة. وتشير التقديرات إلى أن ست بنايات من  كل عشر دمرت في غزة في الأشهر التسعة الأولى من الحرب.

مذبحة المدن

وقالت ميديابارت إن هذا التدمير الهائل والممنهج جعل الخبراء يطرحون "مصطلح "أوربيسيد" (مذبحة المدن") الذي ظهر في 1960 لوصف إرادة سياسية ما في تدمير مدينة على نطاق واسع، بل وجعلهم يطرحون حتى مصطلح "دوميسيد" وهو تعمد تدمير مقومات الحياة.

وذكّر الموقع بلقاء مع نيويورك تايمز أجراه بالاكريشنان راجاغوبال المقرر الأممي للحق في السكن اللائق نهاية يناير/ كانون الثاني الماضي قال فيه إن من يدمر غزة "كمن يمحو ماضي وحاضر ومستقبل كثير من الفلسطينيين .. إنها جريمة مكتملة الأركان: إنها ’دوميسيد‘، فليس من المبالغة القول إن جزءا كبيرا من غزة لم يعد يصلح للعيش".

ويناضل بالاكريشنان راجاغوبال من أجل تصنيف الـ "دوميسيد" رسميا إبادة كما طالب في تقرير عن الدمار الهائل الذي ألحقته روسيا بماريوبول الأوكرانية.

وكتبت ميديابارات أن تدمير المراكز الحضرية ومقومات الحياة أمر قديم قدم المدن والحروب نفسها، ونكبت به في العصر الحديث سراييفو وغروزني وحلب وماريوبول.

خطة قديمة

لكن أستاذ الجغرافيا الحضرية والسياسية في جامعة تورين الإيطالية فرانشيسكو تشوديلي يذكّر بأن الأمر في غزة لم يبدأ بهجوم "طوفان الأقصى" بل بالحصار الذي فُرض على القطاع في 2007 (مع سيطرة حماس على السلطة هناك) ولم يكن هدف إسرائيل القضاء على قادة حماس أو بقية الفصائل الفلسطينية بقدر ما كان القضاء أيضا على البنية المادية للقطاع.

وقال تشوديلي لميديابارت: "هذا عقاب جماعي هدفه الإبقاء على سكان غزة في وضع بائس للغاية لحملهم على التخلص من حماس".

وحتى قبل الحرب الحالية تعرض القطاع الصغير لخمس حملات مدمرة منذ 2008، ما كان سكانه ليستطيعوا الإفلات منها بسبب الحصار المفروض برا وجو وبحرا.

ونقلت ميديابارت عن أستاذ الجغرافيا الحضرية والباحث في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية دين شارب قوله إن "مذبحة المدن" لا تقتصر على التدمير المادي بالتفجير أو الجرف لكن تشمل أيضا منع إعادة الإعمار، فـ "قبل السابع من أكتوبر، وبفضل الحصار، لم تَعدِم إسرائيل وسيلة لمنع إعادة الإعمار، بتقييدها تقييدا شديدا دخولَ مواد البناء وحركةَ الأفراد".

ومع ذلك فإن ما يجري في غزة منذ 11 شهرا لم يُنكب به أي مكان في التاريخ، وهو أسوأ -حسب المقرر الأممي للحق في السكن اللائق- مما لحق بروتردام أو درسدن أو طوكيو خلال الحرب العالمية الثانية أو بحمص وماريوبول حديثا.

وقال بالاكريشنان راجاغوبال: "ما ألقي على غزة من القنابل وما سببته من ركام يفوق مثيله في أي نزاع آخر درسه الباحثون".

"انتقام هائل"

ونوه تشوديلي  إلى أن الغارات في النزاعات السابقة كانت تصيب عمارات ومباني حكومية بعينها إضافة إلى بعض المنشآت الصناعية مثل محطات الكهرباء "أما في غزة، فقد خرج التدمير تماما عن السيطرة، فالجيش الإسرائيلي لا يستثني شيئا، ويبدو أن الهدف إنزال كارثة كبرى بغزة لا يفلت منها السكان، وإعادة القطاع إلى نقطة الصفر".

الجيش الإسرائيلي اكتفى في رده على أسئلة ميديابارت بالقول إن عقيدته القتالية تمنعه من إلحاق الأذى بالبنية التحتية المدنية خارج الضرورات العسكرية، وإن عملياته تتوافق مع القانون الدولي.

وأضاف أنه يحاول منع حماس من تهديد المواطنين الإسرائيليين، ويسعى أيضا لبناء خطة لحماية جنوب إسرائيل، واتهم المقاومة بالتمركز في المناطق المدنية المكتظة بالسكان حتى إن أحياء كاملة انقلبت -حسبه- مجمعات قتال.

ومع ذلك – تقول ميديابارت – لا يصمد هذا الزعم الذي يدفع به الجيش الإسرائيلي باستمرار أمام تمحيص الخبراء وبينهم بالاكريشنان راجاغوبال الذي ينوه إلى أن التدمير الشامل للمباني دون تمييز يبقى محظورا حتى على افتراض صحة الادعاء القائل إنه لم يحدث إلا لوجود مراكز سيطرة وتحكم في هذه المناطق المدنية، ناهيك عن أن إسرائيل لم تُثبت أبدا صحة زعمها هذا.

أما دين شارب أستاذ الجغرافيا الحضرية فيذكر بأن القانون الدولي يلزم الجيوش بحماية المدنيين وبيوتهم وأحياءهم حتى لو كانوا يقطنون مناطق تطلق منها قذائف، ويلزمها أيضا بألا يجعلهم عالقين في مرمى النيران، أما في غزة فإن إسرائيل تستهدف أيضا بيوت الناس وأحياءهم  فـ "نحن لا نتحدث عن معارك تدور في مواقع عسكرية وخنادق. ما يتعرض للتدمير صالونات حلاقة وأماكن عمل وفي أحيان كثيرة مدارس أيضا".

ووصف دين شارب ما يجري بـ "انتقام هائل لم يعد يسيطر عليه أحد"، وبـ "التجسيد الأمثل لمصطلح مذبحة المدن".

الذاكرة والوثيقة

وتقول مديابارت إن الحرب الحالية تتجاوز كونها عملية عسكرية إلى محاولة لتدمير الإدراك والوعي الفلسطيني، وهو ما جعل مندوب جنوب أفريقيا تيمبيكا نكوكايتوبي يتحدث في مرافعته أمام المحكمة الجنائية الدولية في يناير/ كانون الثاني الماضي عن منطق حرب إبادة تمارس بأمر مباشر من قادة إسرائيليين أوعزوا بمحو غزة من الوجود.

وذكّر الموقع بتسجيلات عرضها مندوب جنوب أفريقيا تظهر تدمير أحياء كاملة بالديناميت، وتظهر أيضا شهادات جنود أقروا بضلوعهم في هذا التدمير الشامل وكانوا أحيانا يلتقطون لأنفسهم صورا تذكارية أمام الخراب.

جدير بالعلم أن موقع تحقيقات شهيرا اسمه "بيلينغكات" استطاع تعقب نشاط كتيبة هندسة إسرائيلية، وأظهر لجوئها إلى تدمير عدة بنايات من عشرة طوابق لمجرد اكتشافها مسيرة وعربتين تحملان سلاحا.

وقال فرانشيسكو تشوديلي أستاذ الجغرافيا الحضرية إن "ما يسعى الجيش الإسرائيلي لمحوه هو ذاكرة الناس، فالبيت عش المرء حيث أقاربه وعائلته"، قبل أن يضيف: "ما يحدث هو إبادة الحياة الحميمية للناس. إنهم يدمرون كل شيء مرتبط بحياة الناس".

شيء من حياة نور العاصي مثلا، طالبة الأدب الإنجليزي والفرنسي التي كانت تعيش مع أبيها المتقاعد وأمها وأختها الصغرى في حي الشجاعية في مدينة غزة قبل أن تضطر إلى النزوح إلى وسط القطاع، وغادرت بيتها لا تحمل إلا كتابا وقليلا من الماكياج.

تصف نور بيتها لميديابارت: "كان جميلا تعمه السكينة. كانت فيه حديقة فيها أشجار ليمون وزيتون وورود تُعنى بها أمي. لم يكن الوضع سهلا بسبب تقنين الكهرباء وشح الماء لكن كانت لي غرفتي الخاصة بي، أدرس فيها وأمشط شعري وأنام فيها بل وأتناول فيها حتى وجباتي أحيانا".

تضيف نور: "كنت أحب الجلوس في شرفة البيت، ولم أكن لأفوّت غروب الشمس أبدا، أو هطول المطر شتاء. لقد سرقوا مني كل هذا".

أكثر ما تحن إليه نور في مدينة غزة حي الرمال المعروف بمقاهيه وفنانيه، وأيضا "أنوار رمضان قريبا منا في الشجاعية".

يعتصر نور الحزنُ والسخط على إسرائيل التي "تريد أن تجعلنا ننسى أننا عشنا هنا، وتريد أن تقتلع حياتنا كلها وتمحوَ من الوجود هذا المكان الذي اسمه غزة"، لكنها لا تملك إلا الأمل في أن يسعفها العمر لترى القطاع يعمر مجددا عندما تنتهي الحرب.

الذكريات الجميلة ليست كل ما يمحى في غزة – تختتم ميديابارت- بل أيضا ما يهم الناس فعليا في حاضرهم ومستقبلهم مثل الوثائق الإدارية الهامة.

يقول الصحفي رامي أبو جاموس للموقع الفرنسي: "الجيش الإسرائيلي فجر قصر العدل حيث أرشيف القضاء ودمر البناية التي تؤوي السجل العقاري"، وهكذا فقد سكان غزة ما يثبت ملكيتهم سكنا أو قطعة أرض.

"لم تبق لهم إلا الذكريات" يضيف الصحفي الفلسطيني.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات الجیش الإسرائیلی فی غزة

إقرأ أيضاً:

لوفيغارو: اقتصاد إسرائيل يعاني بسبب حرب غزة

#سواليف

قال تقرير في صحيفة #لوفيغارو الفرنسية إن مناقشة الميزانية في #إسرائيل تتحوّل إلى “ميلودراما” بسبب ضغط الإنفاق العسكري على #الاقتصاد_الإسرائيلي، مشيرا إلى أنه بعد تأخير بشهرين، قدّم وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل #سموتريتش ميزانية 2025.

يشار إلى أن إسرائيل تشن حربا مدمرة على قطاع #غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي؛ خلفت أكثر من 136 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.

ونقل التقرير عن سموتريتش قوله خلال مؤتمر صحفي: “نحن في أطول #حرب وأكثرها تكلفة في تاريخنا، تراوحت بين 200 و250 مليار شيكل (54 إلى 68 مليار دولار).

مقالات ذات صلة  فاخر دعّاس .. بين دخان الهواري وبنزين المبيضين.. كوميديا سوداء هدفها الجباية ! 2024/09/13

وأضاف الوزير: “سندعم هذا الجهد حتى النصر. وبدون ذلك لن يكون هناك أمن، وبدون أمن لن يكون هناك #اقتصاد”.
ضغوط البنك المركزي

وبحسب صحيفة لوفيغارو أشار رئيس غرف التجارة الثنائية دان كاتاريفاس إلى أن هناك صراعا داخل الإدارة وضغوطا من جانب البنك المركزي الذي يطالب بتوضيح السياسة المالية.

وقال كاتاريفاس: “نحن بحاجة إلى خفض الإنفاق وزيادة الإيرادات، ولكن ليس لدينا بيانات. كيف سنصل إلى هناك؟ الرأي العام الإسرائيلي غير راض عن إدارة هذه الأزمة”.

ويقول تقرير لوفيغارو للكاتبة كلارا غالتييه إنه في مواجهة عدم فهم فريقه، دعا بتسلئيل سموتريتش رئيسَ قسم الميزانية في وزارته إلى الاستقالة.

وتضيف الكاتبة أنه لمواجهة هذه المشكلة، تخطط إدارة سموتريتش لتخفيضات في الميزانية بقيمة 35 مليار شيكل بهدف خفض العجز إلى 4% من الناتج المحلي الإجمالي، محذرة من أن هذه الأرقام مؤقتة ويمكن إعادة تقييمها تبعا للوضع على الجبهة، خاصة في حال حدوث هجوم أوسع في لبنان.

واعتبرت الكاتبة أن الموعد النهائي للمصادقة على الميزانية “غير واقعي”، نظرا للمهام الواجب تنفيذها والتوترات السياسية المحيطة بالامتيازات المخصصة لطوائف دينية معينة.
إعلان

وأشارت إلى أنه تم الإعلان عن العديد من الإجراءات الاقتصادية مثل زيادة ضريبة القيمة المضافة وتجميد المزايا الاجتماعية والرواتب في القطاع العام وتعليق المزايا الضريبية. وهذه طريقة لزيادة الضرائب بشكل غير مباشر، رغم أن الحكومة أعربت بوضوح عن معارضتها لأي زيادات أخرى تعتبرها غير مناسبة في أوقات الحرب.

وقالت الكاتبة: لئن كانت تكلفة أكثر من 300 ألف جندي احتياط، في بداية الحرب، باهظة جدا على الدولة، فإن الإنفاق على المعدات العسكرية هو الذي يُثقل كاهلها اليوم.

وأضافت: “مع صعوبة احتمال وقف إطلاق النار على المدى القصير، فإن التكاليف سوف تستمر في الارتفاع. حتى الآن، تم تمويل غالبية الميزانية العسكرية من خلال الديون المقترضة من الأسواق الدولية”، التي ارتفعت من 60% من الناتج المحلي الإجمالي إلى أقل بقليل من 80%.

وذكرت الكاتبة أنه مع خفض التصنيف الائتماني لإسرائيل فإنها يجب أن تستعد لتحمل علاوة مخاطر أعلى، ويمثّل ذلك كلفة إضافية تقدر ما بين 7 و10 مليارات شيكل على خزائن الدولة، وأوضحت أنه من غير المرجح أن يؤدي تأخير ميزانية 2025 إلى طمأنة المستثمرين.
إغلاق المؤسسات

ونقل التقرير عن شركة المعلومات التجارية “كوفاس” قولها إن تم إغلاق 46 ألف شركة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ومن المتوقع أن يؤدي استمرار الحرب إلى اختفاء 60 ألفا منها في عام 2024 مقارنة بنحو 40 ألفا في الأوقات العادية.

وقال تقرير لوفيغارو إن قطاع البناء والزراعة لا يزال يعاني نقص العمالة، بعد حظر الدخول على مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين كانوا يعملون في إسرائيل قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

وختم التقرير بقوله: “من الواضح أن الاقتصاد الإسرائيلي يعاني، لكنه لا يزال بعيدا عن الانهيار مع نسبة نمو تقدر بحوالي 1.5% مقارنة بنحو 3% المتوقعة قبل الحرب”.

مقالات مشابهة

  • ترامب وهاريس في مواجهة حول غزة: هل تهدد الحرب حقاً وجود إسرائيل؟
  • ماذا تريد إسرائيل من وراء عملياتها في الضفة الغربية؟
  • لوفيغارو: اقتصاد إسرائيل يعاني بسبب حرب غزة
  • دعموش: العدو بالرغم من التدمير والقتل والمجازر فشل في تحقيق اهدافه
  • السودان: الشرطة تخرج ثلاث دفعات تخصصية في حرب المدن وتشغيل المُسيّرات
  • المقداد : إسرائيل لا تريد السلام والصحوة العربية المبكرة هي الحل لمواجهة التحديات
  • صحف عالمية: إسرائيل تعرقل التأكد من دقة رواية حماس في غزة
  • إسرائيل في مفترق الحسم: هل تُشن حرب شاملة على لبنان؟
  • ألمانيا تسخر من ترامب: "نحن لا ناكل القطط أيضاً"!
  • الجرافات الإسرائيلية سلاح التدمير والتجريف ضد الفلسطينيين