تحاول أسعار الذهب في البورصة العالمية، في الارتفاع اليوم «الخميس» بعد الوصول إلى أدنى مستوياتها في شهر يوليو الماضي.

ويأتي هذا بعد انخفاض كبير خلال جلسة الأمس في أسعار الذهب بسبب التوقعات بارتفاع التضخم الأمريكي في شهر يوليو وذلك قبل صدور بيانات التضخم في وقت لاحق من جلسة اليوم.

وتتداول أسعار الذهب الفورية وقت كتابة التقرير الفني لـ جولد بيليون عند المستوى 1919 دولار للأونصة مرتفعة بنسبة 0.

3% منذ بداية جلسة اليوم، يأتي هذا بعد أن تراجعت يوم أمس بنسبة 0.5% لتسجل أدنى مستوى في شهر عند 1914 دولار للأونصة.

شهدت أسعار الذهب انخفاض منذ تسجيل أعلى مستوى تاريخي في مايو 2023 بأكثر من 7%، وذلك بعد تغير توقعات الأسواق بشأن استمرار سياسة التشديد النقدي من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي والاستمرار في رفع أسعار الفائدة الأمر الذي يؤثر بالسلب على تداولات الذهب.

وتشهد الأسواق عزوف عن المخاطرة مما تسبب في انخفاض في مؤشرات الأسهم الأمريكية، لنجد في المقابل ارتفاع في مستويات الدولار وتزايد الإقبال على السندات الحكومية الأمريكية وهو ما يضغط بقوة على الذهب، وفق تحليل جولد بيليون.

السندات الأمريكية والذهب

واستقرت السندات الأمريكية بأجل 10 سنوات فوق المستوى 4% لتظل بالقرب من أعلى مستوياتها في عام 2023، وهو ما يعكس تمسك المستثمرين بفكرة استمرار تشديد السياسة النقدية واحتمال رفع الفائدة من جديدة من قبل الفيدرالي وعلى الرغم من ذلك فإن الاحتمالات في أسواق العقود المستقبلية للفائدة الأمريكية تشير إلى توقع بنسبة 86.5% أن يتم تثبيت الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي في اجتماعه القادم في سبتمبر.

وتزايد الطلب على السندات الأمريكية ينعكس بالسلب على أسواق الذهب بسبب تكلفة الفرصة البديلة منذ كون الذهب أصل لا يقدم عائد مقارنة مع السندات التي تقدم عائد يتزايد بارتفاع الفائدة.

أما عن الدولار الأمريكي فقد تراجع مؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسة خلال جلسة اليوم بنسبة 0.3% وذلك بعد أن نجح في الاستقرار خلال اليومين الماضيين فوق المستوى 102، بينما تتأهب الأسواق اليوم لتقبل قرار التضخم الأمريكي.

التوقعات تشير إلى ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين السنوي خلال شهر يوليو بنسبة 3.3% بأعلى من القراءة السابقة بنسبة 3%، بينما قد يستقر المؤشر السنوي الجوهري دون تغيير عند 4.8%.

بيانات التضخم من شأنها أن تؤثر على تحركات الأسواق اليوم، فارتفاع التضخم بأعلى من المتوقع سيزيد من الدعم للدولار الأمريكي وينعكس بالسلب على الذهب نظراً لأن الأسواق ستترجم هذا إلى استمرار التشديد النقدي من قبل الفيدرالي وإمكانية قيامه برفع جديد في الفائدة.

أما في حالة تراجع مستويات التضخم أو إذا جاءت موافقة للتوقعات فقد نشهد تعافي في أسعار الذهب ليستعيد جزء من الخسائر التي سجلها منذ بداية الأسبوع، لأن هذا سيعكس إمكانية اكتفاء الفيدرالي من دورة التشديد النقدي ويتوقف عن رفع الفائدة.

مستقبل أسعار الذهب على المدى المتوسط

بيانات التضخم اليوم قد تظهر لمحة عن مستقبل أسعار الذهب على المدى القصير كما أشرنا، ولكن على المدى المتوسط نجد أن التوقعات تشير إلى استمرار التذبذب في أسعار الذهب على نطاق واسع قليلاً بين المستوى 1900 و2000 دولار للأونصة، بحسب تحليل جولد بيليون.

التذبذب المتوقع يرجع إلى عدم وضوح سياسة البنك الفيدرالي النقدية، واعتماده على البيانات الاقتصادية لاتخاذ قراره وهو الأمر الذي من شأنه أن يدفع أسعار الذهب إلى التغير تبعاً لكل مؤشر اقتصادي يصدر وبالتالي يكون التذبذب هو الغالب على تحركات الذهب.

أيضاً الذهب يحتاج إلى انتهاء العامل السلبي الذي يحد من قدرته على الارتفاع وسلوك الاتجاه الصاعد الواضح من جديد، وهذا العامل هو استمرار سياسة التشديد النقدي من قبل الفيدرالي، فبمجرد اعلان البنك بشكل واضح عن نهاية دورة رفع الفائدة ستكون النتائج إيجابية بشكل كبير على الذهب.

أيضاً سيتمكن الذهب بعدها من التركيز على توقعات تباطؤ الاقتصاد الأمريكي وإمكانية حدوث الركود الاقتصادي بعد دورة رفع الفائدة التي كانت بمقدار 5.25% منذ مارس 2022، وتوقع متى سيبدأ الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة وهو ما سيدفع الذهب إلى تسجيل مستويات تاريخية.

أسعار الذهب في مصر

يظل الاستقرار في أسعار الذهب بمصر هو السائد حتى الآن في ظل تحركات طفيفة في الأسعار، ويستمر السوق المحلي في تجاهل تحركات أسعار الذهب العالمية سواء في الصعود أو الهبوط بسبب تأثره بعوامل التسعير المحلية.

وسجل سعر الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً اليوم الخميس وقت كتابة التقرير 2160 جنيه للجرام نفس سعر افتتاح جلسة امس التي شهدت تحركات طفيفة، بينما سجل سعر الجنيه الذهب اليوم 17280 جنيه.

الانخفاض الكبير في أسعار الذهب العالمية أمس لم يؤثر على تحركات السوق المحلية، وذلك في ظل استمرار تأثر السوق بعوامل التسعير المحلية وعلى رأسها استقرار سعر صرف الدولار في السوق الموازية والذي يستخدم في تسعير الذهب.

أيضاً يشهد السوق المحلي حالياً تراجع في الطلب على الذهب في ظل انخفاض السيولة النقدية، وارتفاع المعروض من الذهب بسبب مبادرة واردات الذهب بدون رسوم جمركية التي ضخت ما يصل إلى 600 كيلو جرام من الذهب الوارد من الخارج.

بينما يستمر الترقب في الأسواق المحلية في ظل استمرار أوضاع الاقتصاد المصري الحرجة، وتزايد التوقعات من جديد بإمكانية حدوث تعويم جديد (خفض في سعر صرف الجنيه) للجنيه المصري مقابل الدولار الأمريكي قبل مراجعة صندوق النقد الدولي المتوقع في سبتمبر القادم.

بينما تستمر معدلات التضخم في التزايد والضغط سلباً على مستويات العملة المحلية التي تشهد تراجع في قيمتها الشرائية، فقد أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء اليوم عن ارتفاع أسعار المستهلكين في مصر بنسبة 36.5% خلال شهر يوليو على المستوى السنوي وكانت قراءة شهر يونيو بنسبة 35.7%، بينما على المستوى الشهري فقد تراجع التضخم إلى 1.9% في يوليو من 2.1% خلال شهر يونيو.

هذا وقد قام البنك المركزي المصري خلال اجتماعه الأخير برفع أسعار الفائدة بواقع 100 نقطة أساس لتصل إلى 19.25% من أجل العمل على تفادي الضغوط التضخمية والسيطرة على توقعات التضخم.

يعد هذا القرار الثاني خلال العام من قبل المركزي المصري برفع الفائدة بعد أن قرر في مارس الماضي رفع الفائدة بمقدار 200 نقطة أساس، وكان البنك في عام 2022 قد رفع الفائدة بمقدار 800 نقطة أساس.

من جهة أخرى أعلنت وزارة المالية عن تراجع العجز الكلي في موازنة 2022/2023 ليصل إلى 6% مقارنة مع موازنة 2021/2022 بنسبة 6.1%، وأشار وزير المالية أنه لولا ارتفاع أسعار الفائدة وتغير سعر الصرف والآثار التضخمية التي نتجت عن ذلك، لكانت الأرقام أفضل من ذلك بكثير. هذا وتستهدف مصر عجز في موازنة 2023/2024 بنسبة 7%.

توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية

انخفضت أسعار الذهب الفورية يوم أمس لتكسر مستوى الدعم الثانوي عند 1925 دولار للأونصة الذي أشرنا إليه في تقاريرنا السابقة، لتصل إلى أدنى مستوى عند 1914 دولار للأونصة على حدود منطقة الدعم الرئيسية عند 1910 - 1900 دولار للأونصة.

انعكاس حركة الذهب لأعلى أو استمرارها في التوغل في منطقة الدعم قد يتوقف على بيانات التضخم الأمريكية التي تصدر في وقت لاحق يوم الخميس.

الانعكاس لأعلى قد يدفع الذهب إلى المستوى 1925 من جديد وبعدها الوصول إلى المستوى 1930 دولار للأونصة.

وبالنسبة لأسعار الذهب محلياً نجد أن سعر جرام الذهب عيار 21 يستمر في الحركة في نطاقات ضيقة بين 2150 - 2175 جنيه للجرام وكسر هذه المنطقة لأسفل يفتح الباب لمناطق 2130 - 2120 جنيه للجرام والتي قد يراها البعض مناسبة للشراء.

اقرأ أيضاًمفاجأة.. تراجع سعر الذهب في تركيا الخميس 10 أغسطس 2023

مفاجأة في سعر سبيكة الذهب.. الـ20 جرام تقترب من 50 ألف جنيه

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أسعار الذهب سعر الجنيه الذهب سعر الجرام سعر جرام الذهب ارتفاع أسعار الذهب التضخم الأمريكي انخفاض في أسعار الذهب التضخم الأمریکی التشدید النقدی فی أسعار الذهب أسعار الفائدة دولار للأونصة رفع الفائدة على الذهب شهر یولیو الذهب فی من جدید بنسبة 3

إقرأ أيضاً:

أسعار الذهب في مصر تواصل التراجع رغم الصعود العالمي.. وطلب متزايد على الفضة للتحوط

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

سجلت أسعار الذهب في السوق المحلية المصرية تراجع بنسبة 0.8% خلال تعاملات الأسبوع الماضي، متأثرة بعمليات بيع لجني الأرباح وتراجع توقعات خفض أسعار الفائدة عالميا. يأتي هذا في الوقت الذي هبطت فيه الأوقية في البورصة العالمية بنسبة 1.5%، وسط ضغوط بحث المستثمرين عن السيولة.

وقال هاني ميلاد، رئيس شعبة الذهب والمجوهرات، خلال اجتماع الشعبة اليوم: إن سعر جرام الذهب عيار 21 تراجع بمقدار 35 جنيها خلال الأسبوع الماضي، ليفتتح التعاملات عند 4385 جنيها ويغلق عند 4350 جنيها، بعد أن بلغ ذروته عند 4445 جنيها. 

كما تراجعت الأوقية عالميا بقيمة 47 دولار، لتصل إلى 3038 دولار، بعدما سجلت أعلى مستوى لها تاريخيا عند 3168 دولار يوم الخميس 3 أبريل.

وأشار ميلاد، إلى أن جرام الذهب عيار 24 بلغ 4971 جنيها، وعيار 18 سجل 3729 جنيها، بينما سجل عيار 14 نحو 2900 جنيه، والجنيه الذهب سجل 34800 جنيه. وخلال تعاملات يوم السبت، تراجع الذهب محليا بمقدار 25 جنيها وسط عطلة الأسواق العالمية.

وأوضح أن الأسعار المحلية تفوقت على العالمية بفارق 30 جنيها، رغم اتساع الفجوة السعرية إلى 61 جنيها في بعض الأوقات، نتيجة رغبة تجار الذهب الخام في الاستفادة من فروق الأسعار، وزيادة التوقعات بارتفاع الطلب بعد عطلة عيد الفطر.

وأضاف أن السوق المحلي شهد في فترات سابقة اسعار أقل من العالمية بسبب ضعف الطلب، مما دفع التجار للتوجه نحو التصدير لتوفير السيولة.

كما لجأت شركات تصنيع المشغولات لتقليل الأوزان لمواجهة انخفاض القوة الشرائية للمواطنين، في ظل وصول الأسعار لمستويات غير مسبوقة.

وفي محاولة لتنشيط المبيعات، قامت بعض شركات التمويل الاستهلاكي بعرض تقسيط الذهب، لكن نسبة الفائدة المرتفعة التي وصلت إلى 30% من سعر الذهب دفعت المواطنين للعزوف، خاصة مع تصاعد حالات التعثر والمخاطر القانونية المرتبطة بها.

وأشار إلى أن الكثير من المواطنين توجهوا إلى الاستثمار في سبائك الفضة كوسيلة تحوط، مع الارتفاع القياسي في أسعار الذهب.

كما نصح أصحاب الدخول المحدودة وصغار السن بشراء الجنيه الفضة الذي يتراوح سعره بين 500 و600 جنيه.

وخلال الربع الأول من عام 2025، ارتفعت أسعار الذهب محليا بنسبة 18% ما يعادل 680 جنيها فيما ارتفعت عالميا بنسبة 19% بقيمة 502 دولار، ليسجل المعدن الأصفر أفضل أداء ربع سنوي منذ 39 عامًا، بدعم من مشتريات البنوك المركزية، وتدفقات صناديق الاستثمار، وزيادة الطلب على الملاذ الآمن.

في السياق العالمي، ساهم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية شاملة في زعزعة استقرار التجارة العالمية، ما أدى إلى موجات بيع في الأسواق، وتراجع توقعات خفض الفائدة، حسب تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، الذي حذر من تسارع جديد للتضخم واستمرار المخاطر الاقتصادية.

وشهدت الأسواق المالية اضطرابات واسعة بسبب التوترات التجارية، مما دعم الذهب كأداة للتحوط رغم تراجعه الأخير، وسط استمرار حالة عدم اليقين، والمخاطر الجيوسياسية، والسياسات النقدية المتقلبة.

وتتجه أنظار الأسواق هذا الأسبوع إلى عدة مؤشرات أمريكية هامة، أبرزها محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء، ومؤشر أسعار المستهلكين والمنتجين يومي الخميس والجمعة، والتي قد تحدد اتجاه أسعار الذهب في المرحلة المقبلة.

مقالات مشابهة

  • تراجع أسعار الذهب لأدنى مستوى لها في ثلاثة أسابيع
  • سيرتفع أم ينخفض؟ توقعات أسعار الذهب خلال هذا العام
  • أسعار الذهب في مصر تواصل التراجع رغم الصعود العالمي.. وطلب متزايد على الفضة للتحوط
  • تراجع جماعي لمؤشرات البورصة في بداية تعاملات اليوم الأحد
  • لميس الحديدى: رسوم ترامب تشعل موجة من التضخم وارتباك في سلاسل الأمداد
  • الفيدرالي الأمريكي: الرسوم الجمركية ستؤدي إلى ارتفاع التضخم وسنبقي على سعر الفائدة
  • باول يحذر من التضخم نتيجة الرسوم وترامب يطالبه بالكف عن التلاعب
  • ترامب يحث رئيس الاحتياطي الفيدرالي على خفض معدلات الفائدة
  • ترامب يطالب بخفض الفائدة.. وباول يرد: التضخم قد يرتفع أكثر
  • تراجع أسعار الذهب مع وضوح سياسة ترامب بشأن الرسوم الجمركية