السودان – دعا رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان عبد الفتاح البرهان، امس الخميس، الأمم المتحدة إلى الضغط على قوات الدعم السريع للسماح بإدخال مساعدات إنسانية إلى المتضررين من الحرب الدائرة في البلاد.

جاء ذلك خلال لقائه في مدينة بورتسودان شرق البلاد، أمينة محمد نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، بحضور المبعوث الأممي رمطان لعمامرة، ووزير الخارجية السوداني حسين عوض، وفق بيان لمجلس السيادة.

وبحسب البيان، أطلع رئيس مجلس السيادة نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، على “الوضع في البلاد والجهود التي تقوم بها الحكومة في فتح الممرات الآمنة لإيصال المساعدات الإنسانية للمواطنين”.

وأضاف أن “حكومة السودان أبدت تعاونا كبيرا مع الأمم المتحدة من أجل إيصال هذه المساعدات، وذلك من خلال فتحها للكثير من المعابر التي تمر عبرها الإغاثة”.

وحث البرهان “الأمم المتحدة على مزيد من العمل والضغط على المتمردين (الدعم السريع) الذين يعرقلون وصول هذه المساعدات، ويقومون بالاستيلاء على قوافل الإغاثة”.

من جانبها، قالت المسؤولة الأممية إن “زيارتها للبلاد جاءت للوقوف على تطورات الأوضاع في السودان”، ورحبت “بتعاون الحكومة من أجل إيصال الغذاء للمحتاجين”، وفق البيان نفسه.

وأكدت محمد أن “الأزمة الإنسانية تتطلب تعاون كل الفاعلين في الحقل الإنساني من أجل إنقاذ السودانيين المحاصرين في مناطق النزاع”.

وفي وقت سابق الخميس، قال عضو مجلس السيادة إبراهيم جابر، خلال لقائه المسؤولة الأممية إن الحكومة “مستعدة لتقديم كافة التسهيلات لوكالات الأمم المتحدة والعاملين في الشأن الإنساني من أجل تقديم المساعدات الإنسانية للمتأثرين بالحرب في الداخل والخارج”.

وسبق أن أفاد مكتب الأمم المتحدة، الخميس، بأن محمد يرافقها لعمامرة، وصلا “مدينة بورتسودان للقاء (قادة) مجلس السيادة الانتقالي وكبار المسؤولين وفريق الأمم المتحدة في البلاد، مع التركيز على تعزيز الجهود الإنسانية في السودان”.

وأشار إلى أن محمد “ستتوجه الخميس إلى مدينة أدري في تشاد، وذلك للفت الانتباه إلى التحديات متعددة الجوانب التي تؤثر على تشاد، بما في ذلك الأبعاد الإقليمية والمخاطر الرئيسية، وستتواصل مع السلطات المحلية، فضلاً عن ممثلين عن اللاجئين والمجتمعات المضيفة”.

وفي 15 أغسطس/ آب الجاري، قرر السودان فتح معبر أدري الحدودي مع تشاد “3 أشهر للسماح بدخول المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب في البلاد”.

ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” حربا خلّفت نحو 18 ألفا و800 قتيل وقرابة 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.

وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.

 

الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: الأمم المتحدة مجلس السیادة الدعم السریع فی البلاد من أجل

إقرأ أيضاً:

مسؤولة أممية تكشف عن قسوة معاناة السودانيات

وصفت مسؤولة أممية عائدة من زيارة للسودان معاناة نساء وفتيات نزحن هربًا من الحرب المتواصلة منذ 17 شهرًا، مندّدة بتجريدهن “من كل ضرورياتهن الأساسية” ومواجهتهن نقصًا حادًا في الأغذية والمياه والأمان.
وقالت المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية ليلى بكر: “نعلم جميعًا أن الحرب بشعة، لكن هذا واحد من أبشع الأوضاع التي شهدتها في مسيرتي المهنية”.

“النزاع يضرب بقوة قلب السودان”
وأضافت بكر أمس الجمعة: “تخيلوا الآلاف من النساء مكتظات في ملجأ، حيث ليس لديهن مياه نظيفة، ولا نظافة، ولا طعام كافٍ لوجبتهن التالية، ولا رعاية طبية لهؤلاء النساء النازحات”.
والحرب المندلعة في السودان منذ أبريل/ نيسان 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أوقعت عشرات آلاف القتلى وأدت، وفق الأمم المتحدة، إلى واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم.
ونزح أكثر من عشرة ملايين شخص داخل السودان أو لجأوا إلى البلدان المجاورة منذ اندلاع المعارك، بحسب أرقام الأمم المتحدة.
وأشارت بكر “إلى أن النزاع يضرب بقوة قلب السودان”، مندّدة بنقص في تمويل جهود الدعم الإنساني.

ومن الأردن، أطلعت بكر الصحافيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك عبر الفيديو على ما شهدته خلال زيارتها إلى السودان.

“تعرضت للاغتصاب”
وروت المسؤولة الأممية مجريات لقائها امرأة تبلغ 20 عامًا في مركز إيواء مكتظ في بورتسودان.
وقالت بكر: “كانت خجولة، طلبت منها أن تجلس بجانبي”، وأضافت: “روت لي ما حدث وهي تهمس في أذني بلطف شديد، أنها تعرضت للاغتصاب”.
وتابعت بكر بصوت متهدّج إن الشابة النازحة زينب “تعرضت للاغتصاب أثناء فرارها من منزلها في الخرطوم، حيث فقدت كل شيء. كانت هي المعيلة الوحيدة لأسرتها، وهذه امرأة تبلغ من العمر 20 عامًا وكان ينبغي أن تكون في أوج نشاطها وحياتها”، وفق الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة بالعربية.
وأضافت بكر: “لقد عانت (زينب) 15 شهرًا من الصمت والألم حتى أتت إلى ذلك المركز. وهناك تمكنت من الحصول على المشورة النفسية الاجتماعية”.
ودعت بكر إلى تعزيز جهود الدعم، لافتة إلى أنها شاهدت “حاضنات أطفال تغصّ” بالرضع، أحيانًا برضيعين أو ثلاثة معًا، وغرف عمليات تفتقر لأبسط وسائل مكافحة العدوى ومخزون محدود للأدوية.
وقالت إنها من خلال لقاءاتها مع النساء في السودان وما استمعت إليه منهن مباشرة “فإن ما يرغبن فيه أكثر من أي شيء آخر، أكثر من الماء، وأكثر من الطعام، هو الحماية الفورية من الحرب المستعرة”.
وفي يوليو/ تموز الفائت، أطلقت المبادرة الإستراتيجية لنساء القرن الإفريقي “صيحة” تقريرًا صادمًا يوثق أكثر من 250 حالة اغتصاب في السودان، منها 75 حالة في ولاية الجزيرة وحدها، ارتكبتها قوات الدعم السريع.
وأكّد التقرير استخدام قوات الدعم السريع الاغتصاب والعنف الجنسي سلاحًا ضد المدنيين في ولاية الجزيرة في الفترة من ديسمبر/ كانون الأول 2023 إلى أبريل/ نيسان 2024.
وحينها قالت المسؤولة الإقليمية للمبادرة الإستراتيجية لنساء القرن الإفريقي “صيحة” هالة الكارب، بعض الضحايا يقررن الانتحار بعد حالة من الصدمة، مشيرة إلى أن هناك حالات انتحار منتشرة.
وأوضحت: “نحن وثقنا حالة سيدة رفضت تلقي العلاج حسب إفادات عائلتها والممرضة التي أشرفت على علاجها، وبعد خمسة أيام فارقت الحياة”.

قناة العربي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • ‏المبعوث الأمريكي للسودان: قلقون من هجمات الدعم السريع على مدينة الفاشر
  • مسؤولة أممية تكشف عن قسوة معاناة السودانيات
  • “النساء والفتيات جردن من ضرورياتهن الأساسية”، مسؤولة أممية تصف “الوضع المأساوي” في السودان
  • المبعوث الأميركي للسودان: نشعر بقلق بالغ إزاء تجدد هجمات قوات الدعم السريع
  • نائب البرهان يعلن موعد إنتهاء حرب السودان ويوجه دعوة للمجتمع الدولي
  • مناوي: إنه لمن العار أن تقوم ميليشيا الدعم السريع ببث جرائمها بنفسها بينما الأمم المتحدة تكتفي بالصمت
  • المبعوث الأمريكي للسودان: بعض القوى تتدخل لإطالة أمد الحرب بين الجيش والدعم السريع
  • المبعوث الأمريكي للسودان: نقدر ما تفعله مصر والرئيس السيسي لحل الأزمة في الخرطوم
  • الجيش والدعم السريع يتبادلان القصف وقرار أممي ضد السودان
  • الأمم المتحدة: الأطراف المتحاربة بالسودان “تتجاهل” القانون الدولي