أستاذ مناعة يكشف سبب القلق من انتشار جدري القرود (فيديو)
تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT
قال الدكتور أحمد سالمان، أستاذ علم المناعة وتطوير اللقاحات بجامعة أكسفورد، إن جدري القرود مرض موجود منذ أكثر من 66 سنة، وتم اكتشاف المرض في وسط إفريقيا، وهذه كانت السلالة الخطيرة".
وأضاف أستاذ علم المناعة وتطوير اللقاحات بجامعة أكسفورد، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد فايق، خلال تقديمه برنامج "مصر تستطيع"، المُذاع عبر فضائية "دي إم سي"،: انتشار المرض يحدث بصورة سنوية بعدد حالات لا تتجاوز 300 أو 500 حالة، لكن العام الماضي والحالي حدث ارتفاع في الحالات، والشيء المقلق هذا العام أن الحالات كانت أكثر خطورة في وسط أفريقيا وبدأت تظهر حالات في بلدان أخرى".
وتابع: "هناك لقاحات وأدوية ومضادات فيروسات تعمل بصورة فعالة ضد مرض جدري القرود"، مضيفا: " "انتقال المرض يتم عن طريق التلامس المباشر مع المرضى، لذلك انتقاله ليس سريعا، والآن هناك 16 ألف حالة في وسط أفريقيا، والوفيات تجاوزت 600 حالة وهي نسبة مرتفعة، وهذا ما جعل منظمة الصحة العالمية تتخذ إجراءات لمنع انتشاره سريعا".
ويرى الخبراء أنه ينبغي أن تكون جائحة كوفيد-19 بمثابة درس للعالم لسرعة محاصرة أي وباء جديد ومساعدة الدول التي يظهر فيها بشكل سريع للحد من انتشاره.
تخشى الدول الإفريقية من تقاعس المجتمع الدولي عن مساعدتها في التصدي والحد من انتشار مرض جدري القرود، الذي سجل إصابات مرتفعة في عدد من الدول الإفريقية التي تعاني أصلاً من تدني خدمات الرعاية الصحية.
وتأمل الدول الإفريقية ألا يتركها المجتمع الدولي لوحدها تواجه انتشار هذا الوباء بإمكانياتها المحدودة ووسط ظروف تساعد على انتشار الوباء بشكل سريع، من بينها ضعف الأنظمة الصحية والتعداد السكاني المرتفع وسهولة التنقل بين الحدود البرية.
ويرى الخبراء أنه ينبغي أن تكون جائحة كوفيد-19 بمثابة درس للعالم لسرعة محاصرة أي وباء جديد ومساعدة الدول التي يظهر فيها بشكل سريع للحد من انتشاره، ويؤكدون أن أفضل طريقة للحد من انتشار وباء جدري القرود هو تزويد السلطات الصحية الإفريقية باللقاحات اللازمة على نطاق واسع لمحاصرته والقضاء عليه.
جهود غير كافيةتدعو المنظمات الصحية الدول الإفريقية إلى توحيد جهودها من أجل مواجهة الفيروس، وإلى الحد من خطورة المرض وقبل اللجوء الى قرار إغلاق الحدود.
وقد دفع ظهور حالات من الإصابة بجدري القرود خارج إفريقيا (في السويد وتايلاند وغيرها) الخبراء الى التنبيه لخطورة الوضع ومطالبة البلدان التي لديها الوسائل لمساعدة إفريقيا على السيطرة على الوباء بفعل ذلك الآن.
في هذا الصدد، يقول الخبير السنغالي عليو بنداي: "لقد حان الوقت لتوفير كميات كبيرة من اللقاحات للدول الإفريقية من أجل السيطرة على انتشار الوباء وضمان عدم ظهور سلالات جديدة، كما حدث عام 2022 حيث مكنت التعبئة السريعة من توفير كل ماي يلزم من أجل الاختبارات والعلاجات واللقاحات".
ويشير إلى أن الوضع الحالي مختلف مع انفجار الوباء وتسجيل ما يقرب من 19000 حالة في جميع أنحاء العالم وحوالي 600 حالة وفاة في القارة الإفريقية وحدها.
ويعتبر الخبير أنه "لا ينبغي أن تُترك إفريقيا لوحدها تتحمل تكلفة مواجهة الجدري، وهو مرض يمكن استئصال فهو ليس وباء جديداً"، ويضيف في حديثه لـ"العربية. نت": "على النقيض من فيروس كوفيد-19، فإن مرض جدري القرود ينجم عن فيروس معروف منذ عقود، وهناك لقاحات أثبتت جدواها.. فلماذا الانتظار حتى يتطور الوباء ويخرج عن نطاق السيطرة؟".
ويؤكد الخبير أن هناك حوالي 200 ألف جرعة من اللقاحات المتاحة في العالم كله ضد هذا الفيروس، وهو رقم منخفض ولا يلبي الحاجة الملحة الحالية، ويأمل أن يتضاعف التعاون من أجل مساعدة الدول الإفريقية من خلال توفير اللقاحات وسهولة الوصول إليها.
يقدر مركز السيطرة على الأمراض في إفريقيا، حاجة القارة للقاحات ضد جدري القرود بـ10 ملايين لقاح بحلول نهاية عام 2025 للقضاء على الوباء.
وحصلت إفريقيا على دعم ووعود بتوفير لقاحات، فقد التزم الاتحاد الأوروبي بتوفير 215 ألف جرعة من اللقاح، وفرنسا 100 ألف، والولايات المتحدة 50 ألفاً.
وقد دفع تسارع انتشار هذا المرض المعدي في القارة الإفريقية منظمة الصحة العالمية، في 14 أغسطس إلى إعلان الجدري "حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً دولياً".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جدري القرود اللقاحات الفيروسات انتشار جدري القرود بوابة الوفد الدول الإفریقیة مرض جدری القرود الإفریقیة من من انتشار من أجل
إقرأ أيضاً:
المسند يكشف: 7 أسباب صادمة تجعل موجات الحر قاتلة في أوروبا دون الدول العربية
الرياض
يتساءل كثيرون عن أسباب ارتفاع الوفيات في أوروبا بسبب موجات الحر، رغم أن درجات الحرارة هناك أقل من المعدلات المعتادة في الدول العربية.
وقال الدكتور عبدالله المسند، أستاذ المناخ السابق بجامعة القصيم: “من أكثر الأسئلة تكرارًا عند تأثر بعض الدول الأوروبية بموجات حر قاتلة: كيف ولماذا تسجل أوروبا وفيات بأعداد كبيرة، رغم أن درجات الحرارة هناك أقل من درجات الحرارة المعتادة في دول الخليج والعالم العربي؟ الجواب باختصار: الوفيات تحدث غالبًا بين كبار السن، خاصة من تجاوز سن 65 عامًا، وتصل نسبتهم في بعض الحالات إلى 95% من الوفيات المسجلة أثناء موجات الحر”.
وتابع أن هذه الظاهرة تعود إلى عدة أسباب بيئية وصحية وعمرانية وسلوكية، وشرحها بالتفصيل، ضعف التكيّف المناخي: أجسام الأوروبيين لم تتكيف مع درجات الحرارة المرتفعة كما هو الحال في سكان المناطق الحارة كالدول العربية” .
وأضاف: “نظامهم الحيوي ونمطهم المعيشي مهيأ للبرودة أكثر من الحرارة، غياب أجهزة التبريد: لا تتوفر المكيفات (ولا حتى المراوح) في الكثير من البيوت الأوروبية، خاصة القديمة منها، ومساكن كبار السن”.
كما أشار إلى أن ثقافة الاعتماد على التهوية الطبيعية ما زالت سائدة، تصميم المباني ضد البرد لا الحر، المباني مصممة لعزل البرودة والاحتفاظ بالدفء، وليس للتبريد أو مقاومة الحرارة، الغرف صغيرة، والأسقف منخفضة، ما يؤدي إلى تركيز الحرارة في مساحات ضيقة، وترتفع درجة الحرارة بسرعة داخلها، ارتفاع نسبة الرطوبة، الغابات، والأنهار، والبحيرات، وقرب المدن من البحار والمحيطات، كلها ترفع الرطوبة الجوية”.
واستكمل : “عند اجتماع الرطوبة المرتفعة مع الحرارة، تتوقف فعالية التعرق، فيفقد الجسم وسيلته الطبيعية في التبريد، ما يؤدي إلى الإجهاد الحراري وربما الوفاة، صفاء السماء من الغبار، خلو الأجواء الأوروبية من الغبار والعوالق الجوية يجعل الإشعاع الشمسي أكثر قوة ونفاذًا، مما يزيد من الشعور بالحر، سمك الغلاف الجوي أقل، في العروض العليا، يكون الغلاف الجوي أقل سمكًا، وبالتالي يحجب الإشعاع الشمسي بشكل أقل من المناطق الاستوائية، مما يؤدي إلى شدة تأثير الشمس المباشر، طول النهار صيفًا، النهار في أوروبا أطول من النهار في منطقتنا، وقد يزيد على 2 إلى 3 ساعات عن مدن مثل الرياض أو مكة، طول فترة التعرض للشمس يعني ارتفاع الحمل الحراري على الجسم” .
واختتم المسند حديثه، قائلًا : “قد يكون أحد هذه العوامل أو كلها مجتمعة سببًا في جعل موجات الحر الأوروبية أكثر فتكًا، ومع استمرار ارتفاع حرارة الأرض بفعل الاحتباس الحراري وازدياد انبعاثات غازات الدفيئة، فإن موجات الحر ستزداد قوة وتكرارًا واتساعًا. فهل سألتم: أنى لنا هذا؟ قال تعالى: (قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ)، هذا والله أعلم” .